جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-05@07:41:50 GMT

قطع الكهرباء عن الأندية والفرق

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

قطع الكهرباء عن الأندية والفرق

أحمد السلماني

الأندية والفرق الأهلية مؤسسات تُقدِّم خدمات اجتماعية وثقافية ورياضية للمجتمعات المحلية، وتحتاج إلى استخدام الكهرباء لتشغيل مرافقها وتفعيل أنشطتها وخدماتها، لكنها تواجه صعوبات في دفع الفواتير المرتفعة، خاصة وأنها كانت- وما زال- الغالب منها يعتمد على الهبات والتبرعات ومساهمة الأعضاء والذي تقلّص كثيرًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمُر بها الجميع.

لذلك، تطالب هذه المؤسسات الأهلية بالحصول على دعم حكومي من إعفاءات أو تسهيلات أو تخفيض التعرفة الكهربائية المرتفعة جدًا والتي تصل إلى 29 بيسة للكيلوواط الواحد وتتضاعف وفق الشرائح التي لا نعرف لِمَ وُجِدَت أصلًا.

مطالبة الفرق الأهلية والأندية بالدعم الحكومي لفاتورة الكهرباء له دوافعه العديدة والتي أورد بعضا منها:

أولًا: أن هذه المؤسسات تقوم بدور إيجابي في المجتمع، وتساهم في رفع مستوى التنمية البشرية والاجتماعية والثقافية والرياضية للأفراد، وتشجع على قيم التطوع والتضامن والانتماء.

ثانيًا: أن هذه المؤسسات توفِّر فرص عمل وتدريب للشباب، وتساعدهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وتحقيق طموحاتهم.

ثالثًا: أن هذه المؤسسات تشكل جزءا من التراث الوطني، وتحافظ على التاريخ والثقافة والهوية الوطنية.

رابعًا: قطاع عريض من الشباب العماني يمارس هواياته الرياضية والثقافية من خلال الأندية والفرق الأهلية، والتي تؤدي دورًا حيويًا وكبيرًا في شغل أوقاتهم بالمفيد وتجنيبهم والبلاد من الانخراط في أتون مشاكل أمنية واجتماعية تؤثر عليهم وعلى المجتمع.

خامسًا: هناك أكثر من قيمة مضافة من وجود هذه الأندية والفرق الأهلية بشكل خاص يتمثل في الصحة والرياضة التنافسية وتطوير المواهب والقدرات وتنمية الشعور بالانتماء والولاء للكيان ومنه للوطن.

سادسًا: تشكل الفرق الأهلية رافدا مهما وأساسياً للأندية ومن ثم المنتخبات الوطنية.

سابعًا: الفرق الأهلية بسلطنة عمان تشكل ظاهرة وتجربة عريقة وفريدة من نوعها بالمنطقة ولها إطار منظم للعلاقة بينها والأندية، ومتى ما وجدت الدعم والمساندة والتسهيلات فإنها ستكون عاملا حيويا ومهما في بناء منظومة شبابية تعودت على قيم الجماعة والوحدة والتعاون والتكاتف.

تاسعًا: هي مؤسسات أهلية ومجتمعية على تماس مباشر بالمجتمع وتساهم في مشروعات أهلية وخيرية في إطار منظم.

عاشرًا: طالما أن هذه المؤسسات مُشهرة رسميًا وتعنى بها جهة مسؤولة وأصولها ومنقولاتها تعود للدولة، فإن الأخيرة مسؤولة بشكل مباشر في ضمان نجاح واستمرارية هذه المؤسسات الأهلية.

لذا.. هناك عدة وسائل وطرق يمكن بها دعم الأندية والفرق الأهلية بشكل خاص وذلك من خلال تخفيض التعرفة الكهربائية إلى التعرفة الخاصة بالمواطن (14 بيسة) للكليوواط الواحد وتسهيل التصريح لها بإيجاد مصادر مياه لها، وتقديم دعم مباشر لها بتسهيل إجراءات الاستثمار ومنحها أراضٍ تجارية وحتى صناعية، ولو بنظام الانتفاع للاستثمار ولتسيير التكاليف التشغيلية من راتب العامل وتسديد الفواتير وتوفير مياه سقي الملاعب الخضراء والأسمدة والمبيدات ومعدات القص، وتنفيذ الأنشطة والبرامج الرياضية والثقافية والاجتماعية.

وكل مصروفات الأندية وغيرها، تُدفع من مساهمات الأعضاء وهؤلاء يُعدون على أصابع اليد، والمؤسف أن تلجأ إدارات هذه المؤسسات وهي تطوعية إلى طلب الدعم، من أجل ضمان ديمومة عمل مؤسسة أهلية مجتمعية تقوم بأدوار مُهمة داعمة لعمل المؤسسات الحكومية والرسمية وربما بدلًا عنها في بعض الأحيان، بينما تُترك هكذا للمستقبل المجهول والذي قد يُفضي إلى توقف نبض حياتها، لنرى شبابها فريسة للفراغ وما يلي ذلك من ظواهر اجتماعية سلبية خطيرة للغاية على المجتمع والبلاد.

لذلك.. فإن دعم الحكومة للفرق الأهلية والأندية يعد استثمارًا في المستقبل، وينعكس إيجابًا على المجتمع بأكمله، كما إن هذا الدعم يتوافق مع رؤية "عُمان 2040"، والتي تهدف إلى بناء مجتمع مزدهر اجتماعيًا وسلوكيًا وماديًا وتتحق التنمية البشرية المستدامة لكل فئات المجتمع، وفي الطليعة منهم شبابنا الفتيّ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سعادة المتعاملين.. مطلب مجتمعي ورؤية استراتيجية لمؤسساتنا

 

عائشة بنت محمد الكندية

تندرج سعادة المتعاملين ضمن الأولويات الأساسية التي تسعى إليها المؤسسات الحكومية والخاصة في سلطنة عُمان؛ حيث تتواكب هذه الرؤية مع رؤية "عُمان 2040" التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة. إن تحقيق سعادة المتعاملين لا يقتصر فقط على تقديم خدمات سريعة وفعّالة، بل يتجاوز ذلك إلى خلق بيئة عمل جاذبة وودية تتماشى مع تطلعات المواطنين.

وتُشكِّل سعادة المتعاملين ركيزة أساسية في تحسين الأداء المؤسسي وتعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات الحكومية والخاصة. إن رضا المتعاملين يعكس جودة الخدمات المقدمة ويساهم في بناء سمعة إيجابية للمؤسسة. إن كل ما يتمناه المواطن العُماني هو أن تُنجز معاملاته بسرعة وأن يحصل على المواعيد بطريقة عاجلة كما في المستشفيات، دون الحاجة إلى الانتظار الطويل.

واستحداث قسم يُعنى بسعادة المتعاملين في كل المؤسسات في السلطنة يعد خطوة استراتيجية نحو تحسين جودة الخدمات المقدمة. ينبغي أن يُخصص لهذا القسم موظفون ذوو مهارات عالية في التواصل، سواء كان شفهيًا أو كتابيًا، وأن يكونوا مستمعين جيدين ومتحلين بالصبر في التعامل مع المراجعين. دور هؤلاء الموظفين يجب أن يتمحور حول البحث عن الحلول بسرعة لإنجاز الخدمات المطلوبة والبحث عن المسببات التي تجعل بيئة العمل غير جاذبة والعمل على تغييرها إلى الطريق الصحيح وباحترافية.

ومن أبرز عناصر سعادة المتعاملين هو تقديم خدمة عملاء متميزة وجعل التواصل مع العملاء سهلًا وسلسًا عبر قنوات متعددة مثل الهاتف، البريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي. إن الاستجابة السريعة للشكاوى والقدرة على حلها بأسرع وقت ممكن تعكس مدى اهتمام المؤسسة بعملائها وحرصها على تلبية احتياجاتهم.

ولا شك أن تحقيق سعادة المتعاملين يعود بفوائد جمة على المؤسسة والمجتمع ككل. ومن هذه الفوائد ما يلي:

زيادة رضا العملاء: تقديم خدمات سريعة وفعّالة يسهم في رفع مستوى رضا العملاء. تحسين سمعة المؤسسة: المؤسسات التي تركز على سعادة المتعاملين تبني سمعة إيجابية تعزز من مكانتها في السوق. زيادة الإنتاجية: بيئة العمل الجاذبة التي تُعنى بسعادة المتعاملين تعزز من إنتاجية الموظفين وتحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم. الولاء المؤسسي: العملاء الراضون يصبحون أكثر ولاءً للمؤسسة ويميلون إلى تكرار التعامل معها والتوصية بها للآخرين.

وسعادة المتعاملين ليست مجرد هدف يجب تحقيقه؛ بل هي استراتيجية يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من هيكلية أي مؤسسة. إن الاستثمار في سعادة المتعاملين هو استثمار في مستقبل المؤسسة، حيث يضمن استدامة الأعمال وتحقيق النمو المستمر. على المؤسسات أن تضع سياسات واضحة تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، مثل وضع مؤشرات أداء لقياس مستوى رضا المتعاملين وتطوير خطط تدريبية مستمرة للموظفين لتحسين مهاراتهم في التعامل مع العملاء.

علاوة على أن سعادة المتعاملين تتماشى مع رؤية "عُمان 2040" التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بجودة الحياة. من خلال التركيز على سعادة المتعاملين، يمكن للمؤسسات أن تساهم في تحقيق هذه الرؤية من خلال تحسين جودة الخدمات، وتعزيز رضا المواطنين، وخلق بيئة عمل جاذبة وودية.

وفي الختام.. فإن سعادة المتعاملين استثمارٌ استراتيجيٌ في مستقبل المؤسسات. من خلال التركيز على تلبية احتياجات المتعاملين وتجاوز توقعاتهم، يمكن للمؤسسات تحقيق نجاح مستدام والمساهمة في تحقيق رؤية "عُمان 2040". لذلك.. دعونا نعمل جميعًا على جعل سعادة المتعاملين هدفًا استراتيجيًا يحقق الرضا والنجاح للمؤسسات والمجتمع على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • عاجل.. الفجر يكشف كواليس انفراجة أزمة الثلاثي المنضم للمنتخب الأولمبي وحقيقة تأجيل الدوري
  • 249 حالة وفاة بسجون المغرب سنة 2023
  • برنامج "مدارس الريادة" تحت مجهر المرصد الوطني للتنمية البشرية
  • سعادة المتعاملين.. مطلب مجتمعي ورؤية استراتيجية لمؤسساتنا
  • “الإمارات للطبيعة” تُطلق سلسلة” مرونة الطبيعة“
  • "البلشي": قانون العمل ينعكس على وضع الصحفيين بشكل عام
  • توقفنا فيما هم يهرولون «الأخيرة»
  • أكثر من مليوني ريال إجمالي التبرعات عبر منصة "جود"
  • يوم 5 جويلية عطلة مدفوعة الأجر
  • 29.8 ألف مؤسسة حاصلة على بطاقة ريادة الأعمال بنهاية 2023