القوى الناعمة.. منطقة تنافس جديدة بين الولايات المتحدة والصين
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه في إطار المنافسة المستمرة بين الصين والولايات المتحدة، أصبحت القوى الناعمة ساحة معركة حاسمة، إذ يُمارَس النفوذ من خلال الثقافة والقيم والسياسة الخارجية، إذ لفتت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى الحاجة الملحة للفوز في سباق القوى الناعمة هذا، وهي مهمة يمكن تحقيقها من خلال ما أسمته المجلة بالإجراءات الاستراتيجية، والاستفادة من نقاط القوة الأمريكية مع الاعتراف بنقاط الضعف.
وأوضحت قناة «القاهرة الإخبارية»، خلال تقرير لها، بأن المجلة ذكرت أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تعمل على دمج القوى الناعمة في الأهداف الاستراتيجية، مع الاعتراف بأهمية الحلفاء والشركاء، إذ إن تعزيز العلاقات في منطقة المحيط الهادئ، وتنويع سلاسل التوريد، والتركيز على استراتيجيات الاستثمار الخارجي أمر بالغ الأهمية، وأوضحت أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قطعت خطوات كبيرة بتحسين العلاقات مع دول مثل فيتنام، وتعزيز التعاون الثلاثي مع اليابان وكوريا الجنوبية، وتحصين التحالفات، مما يدل على الاستخدام الاستراتيجي للقوة الناعمة لمواجهة نفوذ الصين.
وتابعت المجلة أنه يجب ضمان التمويل المستمر لمبادرات القوى الناعمة، وبينما يتم إعطاء الأولوية للبرامج العسكرية، تواجه وكالات مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومؤسسة تمويل التنمية، والوكالة الأمريكية للإعلام العالمي خفض في الميزانية، ومع التهديد بإغلاق الحكومة الذي يلوح في الأفق، فلا يجوز المساس ببرامج القوة الناعمة، فإن حماية هذه البرامج، بدءًا من التبادلات بين الأشخاص وحتى مبادرات أزمة المناخ، أمر حيوي للحفاظ على وجود قوي للولايات المتحدة على مستوى العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة جو بايدن الوكالة الامريكية المناخ القوى الناعمة
إقرأ أيضاً:
كيف سيؤثر برنامج إيلون ماسك الاقتصادي على العالم؟
نشرت مجلة "الكونفيدينسيال" تقريراً سلط الضوء على تأثير السياسات الاقتصادية التي يروج لها إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، على الاقتصاد العالمي.
وأشارت المجلة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ماسك، الذي يحظى بدعم واهتمام كبيرين من الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب، سيواجه تحدياً كبيراً لتوفيق رؤيته الاقتصادية النيوليبرالية مع السياسات الحمائية التي يدعمها ترامب. هذه الموازنة تثير الكثير من التساؤلات حول إمكانية نجاح هذا النهج وسط المشهد السياسي المعقد.
وأوضحت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن وصول ماسك إلى البيت الأبيض بدعم ترامب قوبل بترحيب واسع في أوساط التيار اليميني، سواء داخل الحزب الجمهوري أو بين قاعدته الشعبية. وأضافت أن ماسك يروج لفكرة أن "إلغاء القيود وتقليص الإنفاق العام يؤديان إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي"، وهو توجه يعكس المعتقدات النيوليبرالية التي تجد صدى واسعاً بين مؤيديه.
ولفتت المجلة إلى أن "منشار ميلي" أصبح رمزاً لهذه السياسات النيوليبرالية، خاصة بعد ظهور صورة جمعت ماسك مع الرئيسة الأرجنتينية جورجيا ميلوني، ما عزز من تقديم نموذج ميلي كمرجع في السياسات الاقتصادية. ويدعم هذا النهج في الولايات المتحدة رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، الذي يسعى إلى تبني سياسات مشابهة ولكن بإطار أكثر قوة وفعالية.
وأبرزت المجلة أن رؤية ماسك الاقتصادية تعكس توجهًا سائدًا بين بعض المقربين من ترامب، خاصة في مجالات التكنولوجيا وإدارة الأصول. ومع ذلك، فإن الجناح الحمائي يواجه تحديات كبيرة في التمثيل داخل الإدارة الجديدة. وأكدت المجلة أن التكهنات تدور حول تعيين روبرت لايتهايزر وزيراً للخزانة، وهو قرار يمكن أن يشير إلى توجهات الإدارة المقبلة، رغم أنه لا يبدو الخيار الأول على قائمة المرشحين.
الطريقان المختلفان: أي مستقبل ينتظر الاقتصاد الأمريكي؟
وأفادت المجلة بأن البرنامج الاقتصادي الذي وعد به الرئيس السابق دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية يعتمد على محورين رئيسيين: خفض الضرائب وتعزيز السياسات الحمائية. وتهدف هذه السياسات إلى دعم الصناعة الأمريكية وحماية السوق المحلية من المنافسة الأجنبية. ومع ذلك، فإن هناك خيارين لتطبيق هذا البرنامج، الذي يبدو متناقضًا في جوهره:
الخيار الأول- يتمثل في التمسك التام بالسياسات الحمائية، وهو ما يشير إلى العودة إلى نموذج اقتصادي شبيه بما كان سائداً في الولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر، حينما سيطر من يُعرفون بـ"بارونات النهب" على الاقتصاد، ما أدى إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية.
أما الخيار الثاني- فيسعى إلى الحفاظ على الهيكل النيوليبرالي داخل الولايات المتحدة، مع استخدام التعريفات الجمركية كأداة ضغط على الأسواق الخارجية. هذا الخيار، وفق الصحيفة، يشبه النموذج البريطاني في القرن التاسع عشر، حيث تُصدّر الدولة إنتاجها، بدءاً من الطاقة وصولاً إلى التكنولوجيا، عبر علاقات اقتصادية مهيمنة مع الدول الأخرى.
وبينت المجلة أن أيًّا من الخيارين لا يبدو عمليًّا أو جذابًا بالنظر إلى التحديات الواقعية. فالالتزام الصارم بالحمائية قد يعيد الولايات المتحدة إلى نموذج اقتصادي غير ملائم للعصر الحالي، بينما قد يؤدي الخيار الثاني إلى ضغوط شديدة على الدول الأخرى، خاصة أوروبا، التي ستكون في مقدمة المتضررين من هذه السياسات، ما يضيف أبعاداً جديدة لتعقيد المشهد الاقتصادي العالمي.
عوائد "الأرض": هل الاقتصاد الريعي هو الحل؟
وأفادت المجلةبأن الأرقام الاقتصادية التي يروج لها إيلون ماسك وأنصاره، وعلى رأسهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، قد تبدو واعدة ظاهرياً، لكنها لا تعكس الواقع الاقتصادي الصعب في الأرجنتين. إذ تعاني البلاد من ارتفاع معدلات الفقر بين شريحة كبيرة من السكان، إلى جانب التحديات التي تواجهها الشركات الصغيرة في ظل سياسات التقشف النيوليبرالية. وهذه الآثار ليست مجرد تداعيات جانبية، بل تمثل نتيجة حتمية لهذه السياسات، مشيرة إلى تجربة تشيلي تحت حكم أوغستو بينوشيه، التي أسفرت عن نتائج مشابهة تسببت في أزمات اجتماعية واقتصادية عميقة.
وأوضحت المجلة أن العوائد الاقتصادية التي تحققها بعض النخب في الأرجنتين تتركز في قطاعات محددة، مثل العقارات والبنية التحتية والموارد الطبيعية. ويعكس ذلك اعتمادًا على نموذج اقتصادي ريعي يتيح لقوى المال السيطرة على مسار التنمية، على حساب الصناعات التكنولوجية والصناعية.
وهذا النموذج أدى إلى تهميش القطاعات الصناعية الكبرى، خصوصًا تلك التي تتطلب استثمارات طويلة الأجل، ما يعمّق الفجوة بين الإمكانات الاقتصادية والتحديات الواقعية التي تواجه البلاد.
السمك الكبير يأكل السمك الصغير: كيف تتأثر أوروبا بالتحولات الاقتصادية الأمريكية؟
ونوهت المجلة في تقريرها إلى أن نجاح السياسات الحمائية في الولايات المتحدة يعتمد على قدرتها على تحويل الاقتصاد الأمريكي من نموذج ريعي إلى نظام إنتاجي صناعي. ولكن في حال فشل هذا التحول، فإن هذه السياسات ستعمل على تصدير الأزمات الاقتصادية من القوي إلى الضعيف، سواء داخل الولايات المتحدة أو على المستوى الدولي، وستكون أوروبا، وخاصة ألمانيا، في صدارة المتضررين إذا تم تطبيق هذه السياسات بشكل صارم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا تواجه بالفعل ضغوطاً كبيرة نتيجة فقدانها لمصدر الطاقة الرخيصة من روسيا، والارتفاع في الرسوم الجمركية الأمريكية، إلى جانب المنافسة المتزايدة من الصين. ودفعت هذه التحديات ألمانيا إلى مفترق طرق حاسم، حيث يتعين عليها اتخاذ قرارات استراتيجية لضمان بقاء صناعتها قوية في خضم ما وصفته بـ"الحرب الباردة الاقتصادية الجديدة".
وفي ختام التقرير؛ أكدت المجلة أن أوروبا تعيش معضلة معقدة في كيفية التعامل مع التحولات الجذرية في النظام الاقتصادي العالمي. ومع الخيارات المحدودة، تجد القارة نفسها مضطرة إلى التكيف بشكل فعال مع هذه التحولات، لا سيما في ظل احتدام الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)