صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-05@12:45:59 GMT

شعب ذو وجهين

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

شعب ذو وجهين

الجميل الفاضل

وجهانِ متناقضانِ، يتقافزان يعتركان الآن في الأذهان، ل”إنسان السودان”، وجهٌ مشرقٌ وضيءٌ باهر، صار مضربا للمثل قدمته “ثورة ديسمبر المجيدة”، ووجهٌ مُعِّرٌ مُظلمٌ وقميء، مثيرٌ للكُرهِ والإشمئزاز، أفرزته “حرب أبريل اللعينة”.

هذان الوجهان الشتيتان اللذان ينحو كلٌ منهما لمحو صورة نقيضه عن الذاكرة، لا زال يؤكد وجودهما معاً، أن التاريخ في أي زمان ومكان، يصنعه كذلك الأخيار والأشرار معا.

فمن سنن الله أن جعل في الأرض ثقلين.. إنسٌ وجان، خرج من كليهما مخرجين.. مخرجٌ صالح، ومخرجٌ طالح.
مخرج صالح، هم “أولياء الله”، ومخرج طالح، هم “أولياء الشيطان”.
نعم الشيطان.. ذلك الكائن الذي لا نراه رغم إنه موجود في عين المكان على الأرض مثلنا.. يتبادل هو واولياؤه الوحي، بعضا لبعض، يزخرفون القول غرورا، لينتج هذا التواصل الخبيث من بعد، زوجين من الشياطين.. نوع نسمعه، نراه ونكلمه، وصنف أخر من ورائه، يرانا ولا نراه.. هؤلاء “شياطين الإنس”، واولئك “شياطين الجن”.
المهم إنه كلما حل بأرضٍ أولياءُ الشيطان من الإنس، حلت بها كذلك شياطينُ الجنِ في وجودٍ متلازمٍ مُقترن.

إذ حيثما حلَّ بأرضٍ، الأفاكون، الآثمون، الكذابون، الخراصون، من الإنس.. حلت معهم شياطين الجن على تلك الأرض، نعلاً بنعلٍ، وكتفاً بكتف.. فقد قال تعالي: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ، يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ).
فالتحالف الشيطاني بين الإنس والجن، قادر بغلبته لو انه تغَّلب، على شيطنةِ الأرض، ومحقها ونزع بركتها، وعلي جعلها مرتعا خالصا لشياطين الإنس والجن معا.
والعكس صحيح أيضا.. فإن أي أرض يحلُ بها “أولياء الله” تحل بها الملائكة، سواء الملائكة الطوافون، الذين يجدون في مراتع وحلق الذكر مبتغاهم، أو أولئك المبشرون، المكلفون بنقل البشارات، الي عباد الله الصالحين، الذين تتولاهم الملائكة بأمرٍ من الله، في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، طبقا لقوله سبحانه وتعالي:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).

وتبعا لإتساع دائرة وجود هؤلاء الذين قالوا بصدق ربنا الله ثم استقاموا، يتسع من ثَّم، نطاق تنزلات الملائكة، لتترحمن الأرض، بإستقامة المُقيمينَ، وبركةِ المُتنزلينَ.
فالإستقامة بطبيعة حالها هي عين الكرامة، التي صار اهل السودان بفضل التزامها حينا من الدهر، صندوقا لودائع الاخلاق البشرية النادرة، ومستودعا لأسمي الإنسانيات العليا، قبل ان تحل بهم جائحة ما جري في العقود الثلاث الماضيات، التي أفضت بهم اليوم لتذوق ثمارها المُرة “ويلات حرب”.

المهم فإن السودان الذي يصطرع الآن علي أرضه أعتي الأشرار، ظل طوال تاريخهِ بلدا مُتقَّلبُ الأطوار.. يصعب عند كل منعرج إدراك أو تصور على أي شقيه ينقلب.
كما إن شعبه لخصائص فطرية تتصل بجيناته الوراثية، وبجذور تكوينه الأولي.. ظل دائما شعب “صعب المراس” قادر علي صنع المفاجآت المربكة، وعلي قلب الموازين، بل وعلي قلب الطاولات علي رؤوس أمثال هؤلاء “البلابسة” و”الجغمويين” الذين سعوا ويسعون الي الآن، بكل ما أوتوا من قوة لإفساد الأرض، ولإراقة مزيد من الدماء.

الوسومالجميل الفاضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

الحشاشين.. من هم «الإسماعيليين النزاريين» الذين مات زعيمهم اليوم؟

أعلنت طائفة الإسماعيليين النزاريين وفاة الآغا خان، إمام الإسماعيليين النزاريين، أحد فروع الإسلام الشيعي، ورئيس واحدة من أكبر مؤسسات المساعدات التنموية، الثلاثاء في العاصمة البرتغالية لشبونة عن عمر ناهز 88 عاما.

وقالت شبكة الآغا خان للتنمية على منصة إكس «توفي الأمير كريم الحسيني، الآغا خان الرابع، الإمام التاسع والأربعون للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، بسلام في لشبونة في 4 فبراير (شباط) 2025، عن عمر ناهز 88 عاما، محاطا بعائلته». وأضافت المؤسسة أنه «سيتم الإعلان عن خليفته المعين لاحقا».

ثاني أكبر جماعة شيعية 

تعد الطائفة الإسماعيلية النزارية ثاني أكبر جماعة شيعية مسلمة من حيث العدد، إذ يبلغ عدد أعضائها ما بين 12 إلى 15 مليون عضو حول العالم، وتنتشر في أكثر من 25 دولة، خصوصا في وسط وجنوب آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.

الآغا خان هو مؤسس ورئيس شبكة الآغا خان للتنمية التي توظف 96 ألف شخص في جميع أنحاء العالم وتمول برامج تنمية خاصة في آسيا وإفريقيا.

بدأ انفصال هذه الفرقة وتكونها بعد وفاة المستنصر عام 487 هجرية، وكان حسب تقاليد الإسماعيلية قد نص على إمامة ابنه نزار لكن الوزير الجمالى صرف النص إلى أخيه المستعلى، ابن أخت الوزير،  وحصل من جراء ذلك انقسام الإسماعيلية إلى مستعلية ونزارية.

أسسها حسن الصباح 

ارتبطت طائفة الإسماعيلية النزارية بمصر منذ نشأتها، إذ أسسها الإمام الأول حسن الصباح ولاءً لنزار الابن الأكبر للمستنصر بالله الخليفة الفاطمي حاكم مصر وقتها، والذي أقصاه شقيقه الأصغر المستعلي بالله عن الحكم، بعد وفاة والدهما، عام 487 هجريًا - 1094 ميلاديًا لذلك اسموا أنفسهم بالطائفة الإسماعيلية النزارية، نسبة إلى نزار بن المستنصر بالله.

وكان ظهور طائفة الحشاشين على يد مؤسسها الحسن بن الصباح الإسماعيلي واستيلاؤهم على قلعة أَلَموت في بلاد فارس وبالتحديد في جنوب غرب بحر قزوين منذ عام 483هـ/1090م- عاملاً كبيرًا من عوامل القضاء على السلاجقة وإضعاف العباسيين فضلا عن خطرهم الداهم الذي استمر يصارع القوى السنية المحيطة بهم مثل الزنكيين والأيوبيين والخوارزميين، فضلاً عن الغارات الكبيرة التي كانت تقوم بها هذه المجموعات على المناطق المحيطة والتي كان يسكنها على الأغلب السكان المسلمون السنة.

سر تسميتهم بالحشاشين

ولقب الإسماعيلية بالباطنية لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر وأن من يملك فهم هذه الحقائق والإشارات هم الذين سقط عنهم التكليف. أما لقبهم بـ "الحشّاشين" لأنهم كانوا يختفون وسط الحشائش لاغتيال معارضيهم، وقيل لشربهم "الحشيش" قُبيل عمليات الاغتيال لمعارضيهم حتى لا يتراجعوا عنها وسط تأثير هذه المادة المخدّرة.

مقالات مشابهة

  • الحشاشين.. من هم «الإسماعيليين النزاريين» الذين مات زعيمهم اليوم؟
  • وزير خارجية السودان: الجيش يحقق انتصارات كبيرة على الأرض بدعم شعبي واسع
  • "الصحة" تطلق حملة تلقيح ضد "بوحمرون" بين التلاميذ بعد موافقة أولياء الأمور
  • صور تظهر هروب قادة مليشيا الدعم السريع وأسرهم عبر جسر جبل أولياء
  • منع نتيجة الشهادة الإعدادية في البحيرة يثير غضب أولياء الأمور.. عازر: النتيجة بالمدارس
  • الفريق آدم هارون والنقيب شرطة مهند.. الجانب الآخر من روح السودان
  • شكاوى أولياء أمور مصر من نتائج امتحانات الترم الأول: مطالبات بالعدالة وضبط أعمال السنة
  • مليشيا إرهابية قذرة تقاتل بالوكالة عن قوى خارجية تعادي السودان
  • مركز الأزهر: المُعلم المُخلص يدعو ويستغفر له أهل الأرض والسماء
  • الطلاب مظلومون.. «الحزاوي» تكشف أسباب شكاوى أولياء الأمور من نتائج الترم الأول