اقترحت السلطات الإيرانية على السعودية إلغاء التأشيرة بين البلدين، وتشكيل لجنة مشتركة لإزالة العقبات أمام السياحة المشتركة. 

وذكرت وسائل إعلام إيرانية، امس الجمعة، أنّ المقترح قدمته وكيلة وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيرانية مريم جلالي، خلال لقاء مع وكيل وزارة السياحة للعلاقات الدولية في السعودية سلطان بن محمد المسلّم.

 

وزارت جلالي السعودية، الأربعاء الماضي، للمشاركة في احتفال يوم السياحة العالمي، والذي يستضيفه البلد للمرة الأولى بمشاركة أكثر من 500 من القادة والخبراء والمسؤولين من 120 دولة.

وخلال اللقاء مع وكيل وزارة السياحة السعودية، أكدت المسؤولة الإيرانية توجه بلادها لتعزيز العلاقات مع السعودية في مجالات التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، مسلّمة المسؤول السعودي رسالة وزير السياحة الإيراني عزت الله ضرغامي لنظيره السعودي أحمد الخطيب.

ودعا ضرغامي وزير السياحة السعودي إلى زيارة طهران وتقرر التخطيط والقيام بالترتيبات اللازمة لهذه الزيارة.


إيران ستبدأ العمليات المصرفية لاستخدام الأرصدة المفرج عنها في قطر
وقبل انقطاع العلاقات بين البلدين عام 2016، كان يقصد آلاف السعوديين من الطائفة الشيعية إيران سنوياً لزيارة المواقع الدينية في مدينتي مشهد شمال شرقي إيران، حيث توجد قنصلية سعودية، فضلاً عن مدينة قم جنوبي العاصمة طهران، والتي انطلقت منها الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.

ومنذ توصل طهران والرياض، بمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى اتفاق، في 10 مارس/ آذار الماضي، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وإنهاء سبع سنوات من القطيعة، خرجت تصريحات متعددة من الجانبين بشأن ضرورة التأسيس لعلاقات اقتصادية قوية بين البلدين إلى جانب العلاقات الاقتصادية.

وتأمل طهران التي تواجه أوضاعاً اقتصادية صعبة على خلفية العقوبات الأميركية المشددة في استقطاب استثمارات سعودية لإنعاش اقتصادها في مواجهة العقوبات. لكن ثمة شكوكاً بإمكانية توجه الرياض نحو الالتفاف على هذه العقوبات في ظل علاقاتها المتحالفة مع الولايات المتحدة وكذلك عدم تطور العلاقات مع طهران إلى مستويات عالية تتجاوز الخلافات إلى بناء علاقات قوية على مختلف المجالات منها المجال الاقتصادي.

ويتضمن البيان الثلاثي في بكين لاستئناف العلاقات التأكيد على ضرورة تفعيل اتفاقية عام 1998، والتي تتكون من مقدمة و8 مواد، عن تعاون البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والتقنية والثقافية والرياضية والشبابية.

حجم التبادل التجاري بين إيران والسعودية في الوقت الراهن لا يكاد يذكر، إذ إنّ الرقم بحسب تصريحات سابقة للمتحدث السابق باسم الجمارك الإيرانية لـ"العربي الجديد" روح الله لطيفي، لا يتجاوز 15 مليون دولار.

 

تشير مؤشرات حالياً إلى المضي البلدين قدماً في تأسيس غرفة تجارية مشتركة، وهي الفكرة التي اقترحها وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني، إحسان خاندوزي، خلال إبريل/ نيسان الماضي.

وفي هذا الإطار، شرع القطاع الخاص الإيراني في اتخاذ إجراءات لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية، وبدء تبادل زيارات وفود رجال الأعمال لتشدين تبادل تجاري بين البلدين، يركز على قطاعات عدة، على رأسها النفط والغذاء.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

إعلاميون ومثقفون جزائريون: زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر تدفع العلاقات الثنائيّة بين البلدين إلى مستويات أفضل

العُمانية: أكد برلمانيون وأكاديميون ومحللون وصحفيون بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على أهمية زيارة "دولة" التي يقوم بها حضرةُ صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى الجزائر غدًا، والتي تتزامن مع تطورات اقتصادية وسياسية على المستوى العالمي وتتطلب دفعة من التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين والتشاور وتبادل وجهات النظر حيال القضايا السياسية خاصة على مستوى العمل العربي المشترك.

وقال الدكتور علي محمد ربيج أكاديمي ونائب برلماني: إن هذه الزيارة لها تأثير كبير على مسار العلاقات العُمانية ـ الجزائرية كونها تتناول جملة من الموضوعات خاصة العلاقات العربية ومن بينها القضية الفلسطينية والتي تعد الملف الأبرز بالإضافة إلى الملف الاقتصادي ومجالات الاستثمار المتبادل وتبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين، نظرًا لكون سلطنة عُمان تملك تجربة في المجالات الزراعية والصحية والتعليم وهي واحدة من الدول التي نستطيع أن نعتمد عليها في الجزائر في هذه القطاعات، وكذلك الجزائر بها فرص للاستثمار بالنسبة لرجال الأعمال العُمانيين مع الاستفادة من نقل خبراتهم وتجاربهم في هذه المجالات.

ووضح أن هذه الزيارة ستعمل على تعزيز الشراكة على مستوى البلدين الشقيقين مع الدفع بالتعاون المشترك إلى آفاق أرحب في ظل الانسجام والتوافق السياسي بينهما وجعلها في مصاف العلاقات العربية الفريدة التي يمكن أن تعطي فرصًا للشباب في البلدين وفرصًا للنخب الجامعية والمثقفة لتبادل الزيارات والخبرات لتقوية اقتصاديهما.

موضحًا أن سلطنة عُمان تتمتع ببعد النظر والوقوف مسافة واحدة بين كل الأطراف ويمكن أن تكون واحدة من الدول العربية التي ترشح للعب دور الوسيط في الكثير من الخلافات على المستويين العربي والدولي وهذا ما تلتقي فيه سلطنة عُمان مع الجزائر التي دائمًا تريد أن تقف مسافة واحدة بين كل الأطراف وأن تقدم نفسها كوسيط محايد لحل ما تمر به بعض الدول العربية من أزمات والدفع نحو إصلاح هذا البيت العربي وإعطاء فرصة للأجيال والشعوب العربية أن تعيش مرحلة جديدة مختلفة.

من جانبه عبّر الدكتور زهير بوعمامة أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عن أجواء الارتياح ومشاعر الغبطة الكبيرة التي تسود الجزائر بمناسبة الزيارة المرتقبة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، مؤكدًا أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، رغم البعد الجغرافي، إذ تجمعهما روابط تاريخية وثقافية متجذرة، وتفاهم سياسي متين، يجعل من علاقتهما نموذجًا فريدًا للتقارب والتعاون العربي.

ووضّح أن سلطنة عُمان والجزائر تتشابهان في جوانب عديدة، فهما شعبان ودولتان راسختان في التاريخ، تمتلكان عمقًا حضاريًّا وإسهامًا بارزًا في محيطيهما الإقليمي والدولي، وفي الحضارة الإنسانية بشكل عام.

وأشار إلى أنّ العلاقات الجزائرية العُمانية تُجسّد دلالة واضحة على عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع البلدين، ومن أبرز ما يجمع بين الشعبين الشقيقين تاريخهما الحافل بالإنجازات المشرّفة، كما كانت قوتين بحريتين كبيرتين، فرضت احترامهما وهيبتهما في منطقتيهما على مدى قرون.

وقال عمرون محمد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية بالخارج بمجلس الأمة: إن الزيارة السامية التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر، تتجاوز الطابع البروتوكولي التقليدي، وتأتي في أعقاب أقل من عام من زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى سلطنة عُمان، والتي لم تزل أصداء الاستقبال الحافل والترحيب الكبير الذي حظي به الرئيس الجزائري راسخة في الأذهان.

وأضاف: أن حضور جلالة السلطان في الجزائر يُعد تأكيدًا صريحًا على نجاح تلك الزيارة، كما يُجسد حرص قائدي البلدين على مواصلة الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الثنائية، والعمل الجاد على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على أعلى مستوى.

ووضح: مسقط والجزائر لا يجمعهما الاقتصاد أو المصالح المشتركة فقط، بل هناك رابط أقوى وأعمق وأدوم وهو الرابط الإنساني، تقوم أسسه على قيم ومبادئ تاريخية وثقافية مشتركة، تجسدت في مواقف متطابقة للبلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وما جمع الجزائر ومسقط خلال العقود الماضية من مظاهر التضامن، والاحترام المتبادل، والدعم المستمر خلال مختلف المحطات التاريخية التي مر بها الشعبان، هو الأساس المتين الذي صمدت عليه هذه العلاقة رغم التحديات، وظلت مثالًا يُحتذى به في العلاقات العربية ـ العربية.

وقالت غدير سهام باحثة وصحفية مهتمة بالشؤون الدولية إن هذه الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى الجزائر تعد زيارة تاريخية وهي الأولى من نوعها منذ نحو 52 عامًا، وتأتي كذلك بعد زيارة "دولة" التي قام بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في أكتوبر الماضي والتي أعطت حركية استثنائية بعد 34 عامًا من آخر زيارة لرئيس جزائري، كل هذا يعكس إرادة ورغبة الجزائر ومسقط في رسم مسار جديد لعلاقاتهما الثنائية، بحكم تقارب وجهات النظر في العديد من القضايا، سواء ما تعلق بمنطقتنا العربية، وامتدادًا لمختلف الملفات الدولية الراهنة، خاصة في ظل المرحلة الدقيقة والحساسة التي يعيشها العالم اليوم والنظام الدولي عمومًا، والتي تتطلب مزيدًا من التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين على كافة المستويات، خدمة لمصالحهما المشتركة ومصالح الأمة العربية والإسلامية.

ويؤكد الإعلامي الجزائري، فيصل سراي، رئيس تحرير جريدة "الجزائر اليوم" الإلكترونية، بالقول "ما ميّز العلاقات الجزائرية العُمانيّة، طيلة ثلاثة عقود مضت أو أكثر، أنّها كانت علاقات هادئة، على كلّ المستويات. ومع تولّي الرئيس عبد المجيد تبون مقاليد الحكم في الجزائر، راهن على البُعدين العربي والأفريقي، وشكّلت الزيارة التي قام بها إلى سلطنة عُمان، في شهر أكتوبر 2024، والاستقبال التاريخيّ الذي خصّه به جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ قفزة نوعيّة في العلاقات بين البلدين، وتكلّلت بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائيّة، وزار الجزائر، في وقت سابق، وفد عماني يُمثّل عملاق صناعة السيارات الكورية "هيونداي"، ومن المرتقب أن يتمّ التوقيع لإقامة شراكة في صناعة السيارات مع هذه العلامة الكورية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يبحث مع وزير الخارجية التركي العلاقات الإستراتيجية بين البلدين
  • كيف انعكست المفاوضات النووية مع أميركا على الأسواق الإيرانية؟
  • العاهل المفدى والرئيس الجزائري يستعرضان العلاقات التاريخية الراسخة والقواسم المشتركة بين البلدين
  • خيبة أمل إسرائيلية من جدول أعمال زيارة ترامب للسعودية
  • وزير الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء الأذربيجاني يبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين
  • جلالة السلطان والرئيس الجزائري يؤكدان عمق العلاقات الثنائية بين البلدين
  • بعد إلغاء قرار منع سفر الإماراتيين إلى لبنان... سلام: دليل على عمق العلاقة بين البلدين
  • تفاصيل اندلاع حريق ضخم في محطة لتوليد الكهرباء غرب طهران الإيرانية
  • إعلاميون ومثقفون جزائريون: زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى الجزائر تدفع العلاقات الثنائيّة بين البلدين إلى مستويات أفضل
  • نهيان بن مبارك: احتضان الإمارات لمهرجان «بوابة السودان» يعكس متانة العلاقات الراسخة والمتميزة بين البلدين الشقيقين