خبير اقتصادي: مؤتمر «حكاية وطن» تميز بالصراحة والمكاشفة في عرض الإنجازات
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن مؤتمر «حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز» والذي تمتد فعالياته على مدار ثلاثة أيام، وبحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والخبراء المتخصصين في شتى المجالات، تميز بالصراحة والمكاشفة أمام الشعب المصري بعرض الإنجازات التنموية والاقتصادية التي حققتها الدولة خلال السنوات الـ10 الماضية منذ تولي الرئيس السيسي سدة الحكم.
أوضح «غراب»، أنَّ مؤتمر حكاية وطن يعرض الإنجازات المحققة على أرض الواقع والتحديات والمخاطر التي واجهتها الدولة وكيف نجحت في حلها، كما سلط الضوء على الأولويات الرئيسية والتنموية لنهضة الاقتصاد المصري وتحقيق الازدهار وبناء الجمهورية الجديدة، موضحًا أنَّ عرض المؤتمر كيف تأسست قناة السويس الجديدة والتي كانت حلما يصعب تحقيقه إلا أن الدولة بقيادة الرئيس السيسي والشعب الواعي حققته ما ساهم في زيادة دخل قناة السويس أهم ممر ملاحي عالمي من 4 مليارات دولار إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا عام 2024.
إنجازات مؤتمر «حكاية وطن»وأشار «غراب»، إلى أنّ المؤتمر عرض تنفيذ وإقامة الدولة 120 ألف فصل دراسي بتكلفة 40 مليار جنيه، وإنشاء مدارس المتفوقين والتكنولوجيا، إضافة إلى زيادة عدد الجامعات المصرية من 50 جامعة عام 2014 إلى 96 جامعة حاليا، إضافة لتطهير سيناء من الإرهاب وتنميتها بكل المشروعات خلال الـ9 سنوات الماضية حيث أنفقت الدولة عليها 610 مليارات جنيها، إضافة إلى وضع خطة لإنفاق 300 مليار جنيه أخرى عليها، إضافة لعرض المؤتمر نجاح الدولة في تطوير المرافق العامة والتي بلغت استثماراتها 3.4 تريليون جنيها، إضافة لعرض مشروع مبادرة حياة كريمة العملاقة وأهميتها ونجاحاتها.
وتابع أنَّ المؤتمر عرض نجاحات الدولة في التوسع في محطات التحلية وإقامة شبكة ومحطات الكهرباء والطاقة العملاقة، وتنويع مصادر الطاقة المتجددة والخضراء، إضافة للنجاح في التحرك نحو تحويل مصر لمركز إقليمي لتداول البترول والغاز من خلال وجود بنية أساسية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي والتحول من دولة مستوردة له إلى دولة مصدرة له، وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل بكافة المحافظات .
ولفت إلى عرض المؤتمر نجاحات الدولة في قطاع السياحة وذلك بترميم 220 مكان أثري وافتتاح عشرات المتاحف، حتى بلغ عدد السياح الوافدين لمصر لـ15 مليون سائح سنويا، وسعي مصر لمضاعفة العدد خلال السنوات القادمة، إضافة لعرض المؤتمر النهوض الصناعية والمشروعات العملاقة التي نفذتها الدولة والتحول نحو توطين الصناعة وتعميق التصنيع المحلي .
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مؤتمر حكاية وطن الاقتصاد المصري الدولة عرض المؤتمر حکایة وطن
إقرأ أيضاً:
مُؤْتَمَرُ لَنْدَن وَتَرسِيْخُ المَسَارِ الثَالِث
مُؤْتَمَرُ لَنْدَن وَتَرسِيْخُ المَسَارِ الثَالِث
London Conference and Track III Primacy
بروفيسور/ مكي مدني الشبلي
المدير التنفيذي – مركز مأمون بحيري، الخرطوم
????يُعد مؤتمر لندن حول السودان، المزمع عقده في 15 أبريل 2025، منعطفاً فارقاً في مآلات الحرب السودانية التي أكملت عامها الثاني، لا سيما في ظل انسداد الأفق أمام مسار بورتسودان (الجيش وحلفاؤه) ومسار نيروبي (الدعم السريع وحلفاؤه)، وتفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية، وغياب أي أفق سياسي موثوق، مما أدى لبروز "المسار الثالث" كبديل براغماتي مدني مستقل. ويطرح ذلك السؤال الجوهري حول مآب هذا الحدث الفيصل: كيف يمكن لمؤتمر لندن لعب دور فاعل في تعزيز "المسار الثالث"؟
????يشارك في المؤتمر الذي تستضيفه المملكة المتحدة بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا وزراء خارجية 20 دولة، وكبار مسؤولي المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي للمرة الأولى. ويضاعف زخم المؤتمر تزعمه ببريطانيا، حاملة القلم في الشأن السوداني في مجلس الأمن، والمتولية لزمام المبادرة في الأمور المتعلقة بالحرب المستعرة في السودان.
????يشير إهمال بريطانيا دعوة مسار بورتسودان ومسار نيروبي إلى إقرار كل من يشارك في مؤتمر لندن بعدم الاعتراف بحكومتي بورتسودان ونيروبي المزمع تكوينهما بواسطة التحالفين، مما يوحي بأن ممثلي المجتمع الدولي المشاركين في المؤتمر منفتحون لمسار ثالث يحقق تطلعات الشعب السوداني في تحقيق الحرية والسلام والعدالة التي تبنتها ثورة ديسمبر الشعبية.
????"المسار الثالث" يمثله تحالف الخيار المدني الديمقراطي المستقل عن طرفي الصراع العسكري والذي يسعى إلى تشكيل حكومة مدنية انتقالية غير خاضعة للجيش أو الدعم السريع، تلتزم بوحدة البلاد، واستعادة مؤسسات الدولة المنهارة، وإعادة هيكلة القوات المسلحة على أسس وطنية بالنأي عن الانتماء الآيدلوجي، والتمهيد لتحول ديمقراطي حقيقي. ويستمد هذا التحالف سنده الشعبي من لجان المقاومة، والقوى المدنية المستقلة شاملة تجمع المهنيين، والحركات النسوية والمبادرات الشبابية، والشخصيات المستقلة من التكنوقراط والمجتمع المدني، والقاعدة التي ارتكز عليها تحالف تقدم ومن بعده تحالف صمود.
????تواجه مؤتمر لندن جملة من التحديات المتمثلة في ضعف تمثيل قوى "المسار الثالث" بشكل رسمي ومؤثر، وعلى رأسها لجان المقاومة، وتحالفات القوى المدنية المستقلة، مما يؤثر سلباً على موثوقية المؤتمر لدى الشارع. كما سيواجه المؤتمر تورط بعض القوى الإقليمية (مصر، والإمارات، والسعودية، وتشاد) في دعم طرفي الصراع مما يدفعها للانحياز لأحد الطرفين لضمان نفوذها وتحقيق مصالحها. وتشمل تحديات المؤتمر أيضاً ضعف القيادة المدنية الموحدة التي تمثل "المسار الثالث"، مما ينذر بضياع سانحة المؤتمر في تحقيق التحول المدني الديمقراطي المنشود.
????يأتي في مقدمة معايير نجاح مؤتمر لندن ضرورة استنباطه لآلية ناجعة لمراقبة وقف إطلاق النار لحماية المدنيين وتقديم العون الإنساني العاجل، خاصة بعد فشل منبر جدة وغيره من المبادرات في تحقيق وقف إطلاق نار مستدام، وكبح الجرائم ضد الإنسانية. ويستدعي ذلك من مؤتمر لندن تبني آلية هجينة (Hybrid) تنطوي على مزيج من التقنيات الحديثة والأقمار الصناعية لتعزيز قدرات رصد الخروقات، وعدد محدود من المراقبين العسكريين لبناء الثقة وتفسير البيانات ورفع التقارير، بحيث تُكمّل التكنولوجيا الرصد البشري ولا تحل محله.
????كما تشمل فرص نجاح مؤتمر لندن في دعم "المسار الثالث" تأكيده عدم الاعتراف الدولي بحكومتي بورتسودان ونيروبي الأمر الذي يشكل التزاماً دبلوماسياً دولياً نحو خيار الشعب السوداني الرافض لتحالفي أطراف الحرب. ويتضمن نجاح المؤتمر أيضاً تقديمه الدعم المالي واللوجستي للمبادرات المدنية المستقلة عبر إنشاء صندوق دولي لدعم مبادرات التعافي المدني التي تُدار بواسطة المدنيين. ويشمل ذلك دعم برامج بناء المؤسسات، وتعزيز فرص الإعاشة والصحة والتعليم، ودعم لجان المقاومة، وتقديم خدمات إنسانية موثوقة في مناطق الحرب وأماكن النزوح.
????ويمكن نجاح المؤتمر أيضاً في تهيئة البيئة الصالحة لإطلاق مسار سياسي جديد بقيادة مدنية مستقلة، تعيد ترتيب التفاوض المسؤول بمنأىً عن المسارات السابقة، وتمهد لعقد مؤتمر جامع داخل السودان لترسيخ تحالف رحيب يتمتع بسند شعبي واسع ودعم إقليمي ودولي يمكنه من قيادة جهود تحقيق السلام وإعادة الإعمار في السودان.
????ومن ناحية أخرى، هناك مهام حاسمة يجب أن تعيها قوى "المسار الثالث" قبل مؤتمر لندن، يتعلق أولها بلجان المقاومة التي تمثل رأس الرمح في هذا المسار، حيث ينبغي عليها تطوير انتشارها الجغرافي لينبثق عنه كيان هرمي فاعل سياسياً ومسيطر ميدانياً ليعبِّر حصريَّاً عن تطلعات السودانيين في تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية. أما بالنسبة لتحالفات تقدم (صمود)، وتجمع المهنيين، والأحزاب، فيَحْسُن لها العودة للتوحد في كيان الحرية والتغيير عبر إطلاق حوار مسؤول يرمي للم الشمل مجدداً حول أهداف ثورة ديسمبر بعد التشظي الذي أفرزته صراعات الاستئثار بالسلطة. كما ينبغي لهذه الكيانات، رغم تشظيها، إطلاق حملة ضغط شعبي قبل المؤتمر تتضمن خطابات مفتوحة للمشاركين فيه، وبيانات مشتركة من لجان المقاومة والمجتمع المدني، والتواصل مع الصحافة العالمية ومراكز التميُّز ومؤسسات الفكر المؤثرة على المؤتمرين لعرض تصور متكامل لحكومة انتقالية مدنية مستقلة، وخارطة طريق سياسية ومؤسسية للانتقال، وطرح مبادئ راسخة لإعادة هيكلة القوات النظامية على أسس قومية ومهنية.
????وهناك ضرورة لقوى "المسار الثالث" لتعظيم الفائدة من المؤثر، حتى بعد انتهائه، بالتواصل والتفاعل مع المشاركين فيه مطالبين بمواصلة المؤازرة للمبادئ الأساسية "للمسار الثالث" المتمثلة في المدنية الكاملة بخروج العسكريين من السياسة، والتنسيق معهم لنقل السلطة بسلاسة للمدنيين. كما ينبغي لقوى "المسار الثالث" التأكيد على مراعاة شمولية التمثيل بإشراك لجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني والكفاءات الوطنية المستقلة. وفوق كل ذلك تؤكد هذه القوى الحرص على وحدة السودان ورفض مشاريع التقسيم، والعمل على إعادة بناء الدولة على أسس المساءلة والعدالة والمواطنة.
????كما تشمل مهام قوى "المسار الثالث" بعد المؤتمر الطلب من المشاركين فيه التعهد بدعم السلطة الانتقالية القادمة المكونة من كفاءات وطنية مشهود لها بالنزاهة تمثل القوى الثورية والمجتمع المدني، بحيث لا تقل مدة الانتقال عن خمس سنوات تشهد تنفيذ العقد الاجتماعي بين الشعب والحكومة، وتهيئة البيئة الملائمة لعقد انتخابات حرة نزيهة. وتتضمن الفترة الانتقالية تكوين مجلس سيادة مدني رمزي، ومجلس وزراء تكنوقراط يتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، وتشرف عليها آلية رقابة شعبية من لجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني.
????وتشمل المتابعات بعد المؤتمر أيضاً طلب الدعم المعنوي والمادي لخارطة الطريق لإعادة بناء الدولة السودانية التي تشمل إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية بإشراف مدني، ودمج الحركات المسلحة وفق معايير مهنية، وحل كافة القوات الموازية. كما تشمل الخارطة إعادة هيكلة القضاء والنظام القانوني بما يضمن الاستقلال والمحاسبة، وتنفيذ إصلاح اقتصادي عاجل يشمل مكافحة اقتصاد الظل ومحاربة الفساد، وتحرير الموارد من قبضة الفصائل المسلحة، وعودة النازحين واللاجئين، وضمان حقوقهم في المشاركة السياسية والاقتصادية، وعقد مؤتمر دستوري شامل بنهاية المرحلة الانتقالية.
????ويتضمن التواصل مع المشاركين في المؤتمر حث المجتمع الدولي للقيام بدور فاعل في السودان يشمل الاعتراف الإيجابي بقوى "المسار الثالث" كممثل شرعي للشارع السوداني، وعدم التعامل مع أي حكومة عسكرية أحادية من بورتسودان أو نيروبي، وتقديم الدعم السياسي واللوجستي والفني لبناء مؤسسات مدنية انتقالية عالية الكفاءة، وفرض عقوبات رادعة على معرقلي السلام والمتورطين في جرائم الحرب.
????وأخياً وليس آخراً، التأكيد على أن هدف "المسار الثالث" ليس الاستئثار بالسلطة، بل انتزاع السودان من براثن دعاة الحرب والتشظي تحقيقاً للسلام المستدام والعدالة الشاملة، بحيث لا يقتصر مؤتمر لندن على مناسبة واحدة، بل يمثل منصة مستديمة لعملية وطنية وإقليمية ودولية مستمرة لتحويل حلم السودان المدني الديمقراطي إلى واقع ملموس.
melshibly@hotmail.com