على غير المتوقع لم ترفع شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" أسعار الخام للأسواق الآسيوية لشهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بهامش قوي، وهو ما يعود إلى سببين محتملين هما الخوف من ضعف طلب الصين والهند واحتمال ارتفاع إنتاج المملكة.

ذلك ما خلص إليه جيرالد يانسن، في تقرير بموقع "أويل برايس" الأمريكي المختص بشؤون الطاقة (Oil Price) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى السعودية تتبنى منذ أشهر سلسلة من عمليات الخفض الطوعي للإنتاج في مسعى لضبط السوق.

وأضاف أن "أسعار الخامات المتوسطة ارتفعت في السعودية بمقدار 0.10 دولار للبرميل".

واعتبر أن الافتقار إلى طموح التسعير (زياردة الأسعار) يعكس مخاوف بشأن صحة الطلب الصيني في الأشهر المتبقية من 2023، فضلا عن أنه من المتوقع أن تصل واردات الهند من الخام السعودي إلى أدنى مستوى شهري منذ نحو عقد من الزمن، أي أقل من 500 ألف برميل يوميا.

وأردف: "وبما أن المملكة (أكبر دولة مصدّرة للنفط الخام) هي التي تحدد لهجة تحديد الأسعار في الدول الأخرى، فمن المؤكد أن إغراء رفع الأسعار الآسيوية كان موجودا".

"كما خفضت أرامكو الأسعار لعملائها الأوروبيين، وشهد كل من شمال غربي أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط خفضا (لأكتوبر المقبل) بمقدار 0.10 دولار للبرميل مقارنة بالأسعار الرسمية لسبتمبر (أيلول الجاري)"، بحسب يانسن.

وزاد بأنه "في حين أن الارتفاعات الآسيوية الصغيرة كانت مفاجئة، توقع السوق انخفاضات طفيفة على أساس شهري في أوروبا، حيث كانت فروق التداول الفوري في انخفاض منذ عدة أسابيع بالفعل".

اقرأ أيضاً

صندوق النقد: اقتصاد السعودية ينمو بسبب خطط التنويع بعيدا عن النفط

زيادة الإنتاج

و"بصرف النظر عن المخاوف المتعلقة بالطلب، فإن أحد التفسيرات المحتملة لمثل هذا التسعير المدروس في أكتوبر قد يأتي من ارتفاع توافر الخام السعودي"، كما أضاف يانسن.

وتابع أن "هذا الشهر (سبتمبر) شهد بالفعل إضافة ما بين 300 إلى 400 ألف برميل يوميا إلى الصادرات السعودية مقارنة بأغسطس (آب الماضي)، وهو ما قد يستمر أكثر في المستقبل".

وأردف أن "الولايات المتحدة هي السوق الوحيدة التي شهدت ارتفاعا في الأسعار، وهذه المرة بمقدار موحد هو 0.20 دولار للبرميل، مما جعل سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف (السعودي) عند زيادة هائلة تبلغ 7.45 دولار للبرميل فوق مؤشر أرجوس للخام".

وبشدة، تحتاج السعودية لتحقيق أقصى إيرادات ممكنة من النفط، إذ تضخ استثمارات ضخمة في قطاعات متنوعة، بينها التكنولوجيا والطاقة المتجددة والرياضة والسياحة؛ لتوسيع وتنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للإيرادات، في ظل تقلبات أسعاره وتحول العالم نحو الطاقة النظيفة الخضراء غير المسببة لتغير المناخ.

اقرأ أيضاً

الوكالة الدولية: تخفيضات السعودية وروسيا ستحدث نقصا كبيرا في إمدادات النفط

خام البصرة

يانسن قال إن "التفاعل بين السعودية والعراق كان أحد أكثر الاتجاهات إثارة للاهتمام التي يجب مراقبتها مؤخرا في منطقة الشرق الأوسط الأوسع".

وأوضح أن "شركة تسويق النفط الوطنية العراقية (سومو) اتجهت إلى عكس ما فعلته أرامكو السعودية، إذ رفعت أسعار الصيغة الآسيوية بمقدار 0.40 دولار للبرميل لخام البصرة المتوسط، وبواقع 0.30 دولار للبرميل لخام البصرة الثقيل".

وتابع أنه "بهذا، تقلص الفارق بين النفط العربي الخفيف (السعودي) والبصرة المتوسط (العراقي) إلى 1.80 دولار للبرميل، وهي المرة الأولى هذا العام التي يقل فيها الفارق عن 2 دولار للبرميل".

و"يعكس الانخفاض في شراء الهند للنفط الخام السعودي هذا التنافس في الأسعار بشكل جيد؛ إذ أصبحت البراميل الروسية المخفضة هي الأساس للعديد من مصافي التكرير الهندية التي تفاضل بعد ذلك بين الأسعار العراقية والسعودية لتحديد مَن يجب أن يكون المورد الرئيسي للنفط في الشرق الأوسط"، كما زاد يانسن.

وأضاف أن "صادرات العراق من النفط إلى آسيا تتوقف في نهاية المطاف على مشترين رئيسيين، هما الهند والصين، يمثلان مجتمعين 85% من الصادرات الآسيوية؛ لذا إذا قرر أي من البلدين خفض المشتريات، فستحتاج بغداد إلى العثور على عملاء جدد بسرعة كبيرة".

اقرأ أيضاً

تقديرات: السعودية ستمدد خفض إنتاج النفط بمليون برميل حتى أكتوبر

المصدر | جيرالد يانسن/ أويل برايس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية نفط تسعير الصين الهند أكتوبر

إقرأ أيضاً:

تراجع الدولار وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية

تداول اليوم الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر الدولار قرب أدنى مستوياته هذا العام، وذلك عشية البداية المتوقعة لدورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تتوقع الأسواق على أنها قد تبدأ بخفض كبير في أسعار الفائدة.


ارتفاع اليورو والين 

ووفق لوكالة رويترز، ارتفع اليورو خلال الليل إلى 1.1138 دولار وتم تداوله حول هذا المستوى في وقت مبكر من جلسة آسيا، وهو ليس بعيدًا عن أعلى مستوى له خلال العام مقابل الدولار عند 1.1201 دولار.
ارتفع الين إلى مستوى 140 خلال تعاملات ضعيفة بسبب العطلة أمس، ثم تراجع إلى 140.96 مع عودة المتعاملين إلى مكاتبهم في طوكيو
وهبطت العملة اليابانية (الدولار مقابل الين) أكثر من غيرها هذا العام، ولذلك لديها أكبر فرصة للارتفاع إذا اتخذ البنك المركزي الأمريكي موقفًا أكثر ليونة.

فيما ارتفعت العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي أمس الاثنين لتدفع احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 67%، مقابل 30% قبل أسبوع، وقد تقلصت الاحتمالات بشكل حاد بعد أن أحيت التقارير الإعلامية احتمالات تخفيف أكثر صرامة.
وقال استراتيجي ماكواري في مذكرة للعملاء "بغض النظر عن أي من -25 نقطة أساس أو -50 نقطة أساس سيتخذه البنك المركزي الأمريكي غدا الأربعاء، فإننا نعتقد أن رسالة البنك ستكون واضحة بشأن خفض أسعار الفائدة.
وقالوا "قد يضعف الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، حتى مع خفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، ومن المرجح أن وقعت خسائر فيشهدها  الين الياباني".
“ويرجع ذلك إلى أن التباين بين توقعات البنوك المركزية سوف يظل الأكثر وضوحا بين بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان، في الوقت الراهن” .
من المتوقع أن يبقي بنك اليابان ثابتا على سياسته يوم الجمعة لكنه يشير إلى مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة.
ويعتبر الجنيه الإسترليني، أفضل عملات مجموعة العشرة في الأداء هذا العام بارتفاعه 3.9% أمام الدولار، كما قاد الهجوم ضد الدولار بفضل علامات المرونة في الاقتصاد البريطاني واستقرار التضخم.

وقد تجاوز الجنيه الاسترليني مستوى 1.32 دولار يوم الاثنين واشترى الجنيه الاسترليني عند مستوى 1.3209 دولار في وقت مبكر من جلسة آسيا، ومن المتوقع عمومًا أن يبقي بنك إنجلترا أسعار الفائدة ثابتة عند 5% عندما يجتمع يوم الخميس، على الرغم من أن الأسواق قد حددت احتمالات بنسبة 36% لخفض آخر.
وارتفع الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي أيضا خلال أمس واشترى الدولار الأمريكي 0.6750 دولار و0.6192 دولار على التوالي اليوم الثلاثاء، حيث ركز المتعاملون على بنك الاحتياطي الفيدرالي بدلا من علامات نهاية الأسبوع على تفاقم المشاكل في الاقتصاد الصيني المتباطئ.
أما الأسواق الصينية أغلقت أبوابها بمناسبة عطلة منتصف الخريف حتى يوم الأربعاء، على الرغم من استقرار اليوان عند 7.1000 في التعاملات الخارجية.
وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% خلال الليل إلى 100.7، وهو ليس بعيدًا عن أدنى مستوى له في عام 2024 والذي سجله الشهر الماضي عند 100.51.
 

مقالات مشابهة

  • النفط يهبط وسط مخاوف اقتصادية بعد خفض الفائدة الأميركية
  • توقعات بفائض محدود في إنتاج القهوة عالميا والأسعار تواصل الارتفاع
  • أسعار النفط تنخفض وتسجل 73 دولاراً للبرميل
  • استقرار أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 73.67 دولارًا للبرميل
  • أسعار النفط ترتفع وبرنت يسجل 72.91 دولار للبرميل
  • تراجع الدولار وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية
  • أسعار النفط ترتفع وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة
  • ارتفاع أسعار النفط في التعاملات الآسيوية.. توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية
  • أسعار النفط ترتفع بعد توقعات خفض أسعار الفائدة
  • النفط يرتفع مدعوما بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية..وخام برنت يسجل 71.76 دولار للبرميل