سواليف:
2025-04-23@07:19:09 GMT

شرٌ لا بد منه / منه أبو فلاح

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

شرٌ لا بد منه / منه أبو فلاح

مهند أبو فلاح

الحرب شر لا بد منه يلجأ إليها صانع القرار السياسي و العسكري مجبرا في نهاية المطاف احيانا عندما تكون الظروف الموضوعية دافعة بقوة لاتخاذ قرار كهذا في مواجهة خطر وجودي لا يمكن غض الطرف عنه تماما كما كان عليه الحال في أيلول / سبتمبر ١٩٨٠ عندما اتخذت القيادة العراقية قرارا جريئا شجاعا بالرد على الاعتداءات الإيرانية المتكررة على الأراضي و الأجواء العراقية .

من المؤسف حقا أنه لحد وقتنا الحاضر مازال هنالك من يتوهم أن القيادة العراقية قد بادرت إلى شن هذه الحرب طمعا في التنصل من التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق الجزائر الذي ابرمته مع إيران الشاه في آذار / مارس من العام ١٩٧٥ بينما أن الحقيقة هي خلاف ذلك تماما .

مقالات ذات صلة لماذا نؤمن بسقوط التطبيع المجاني مع سرطان الصهيونية 2023/09/30

لقد تعرض العراق لسلسلة من الاعتداءات الإيرانية السافرة منذ صيف العام ١٩٧٩ و حتى اندلاع الحرب فعليا في الرابع من ايلول سبتمبر عام ١٩٨٠ و تدلل على ذلك العشرات بل المئات من مذكرات الاحتجاج العراقية المقدمة للأمم المتحدة ضد الانتهاكات الإيرانية السافرة للسيادة العراقية و التي طالت العديد من القصبات و المواقع المدنية كما المخافر الحدودية العراقية الأمامية كما حصل في زين القوس و سيف سعد و مندلي و زرباطية و غيرها على امتداد سنة و نصف في انتهاك واضح و صريح لاتفاقية الجزائر من قبل نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران في وقت مارس فيه العراق أقصى درجات ضبط النفس و لجأ إلى كافة الأساليب الدبلوماسية السلمية لحل الأزمة مع طهران بلغة الحوار بعيدا عن فوهات البنادق و المدافع دونما جدوى و هو الأمر الذي أكده الرئيس الإيراني الأسبق ابو الحسن بني صدر في مقابلة تلفزيونية أجرته معه قناة روسيا اليوم قبل بضع سنوات .

إن الحقيقة التي لا يجب أن نغفل عنها لحظة واحدة في معرض تحديد المسؤولية عن اندلاع الحرب بين العراق و ايران تتمثل في أن القيادة العراقية المؤمنة بعروبتها و قيمها الأصيلة الراسخة قدمت الملاذ الآمن لعرّاب ولاية الفقيه اي الخميني شخصيا على مدار أكثر من عقد من الزمن منذ استلام حزب البعث السلطة في بغداد في أعقاب ثورة ١٧ / ٣٠ تموز المجيدة و عوضا أن يرد الخميني هذا الجميل للعراق العظيم بالاحسان قابل هذا الموقف الأخلاقي النبيل بالجحود و النكران محرضا و مألبا العملاء الصغار ضد السلطات العراقية كما حدث في نيسان ابريل من العام ١٩٨٠ عندما أقدم عملاء الأجهزة الإيرانية على محاولة اغتيال الاستاذ طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي في حينها عند مدخل الجامعة المستنصرية .

مما لا شك فيه أن هنالك جهات سياسية و دوائر استخباراتية غربية متصهينة أسهمت إلى أقصى الحدود و أبعدها في إيصال الخميني إلى سدة الحكم في طهران مكرسة وسائل إعلامها لتلميعه و رفع أسهمه و شعبيته بين أبناء الشعوب الإيرانية ليس ذلك فحسب بل إنها أكثر من ذلك ضالعة في تصفية خصومه و منافسيه المحتملين و على رأسهم يبرز المفكر التقدمي المستنير علي شريعتي الذي لقى حتفه فجأة و دون مقدمات في ظروف و ملابسات غامضة في ١٨ حزيران / يونيو من العام ١٩٧٧ في مدينة ساوثهامبتون إلى الجنوب من العاصمة البريطانية لندن .

الشواهد و القرائن التي تؤكد ضلوع الإمبريالية الغربية في صناعة النظام الشعوبي الطائفي في إيران أكثر من أن تعد أو تحصى بيد أن التحليل المنطقي الموضوعي يقتضي منا الإشارة بوضوح إلى أن الدور الوظيفي لنظام الشاه الحاكم في طهران قد انتهى عمليا في أعقاب اتفاق الجزائر و توقفه عن دعم الحركات الانفصالية الكردية في شمالي بلاد الرافدين التي كانت تؤدي دورا فعالا في استنزاف مقدرات العراق و موارده البشرية و المالية لمنعه من الاضطلاع بدوره القومي الريادي في مواجهة الكيان الصهيوني.

تمكن عراق البعث الشرعي الاصيل بعد إبرام اتفاقية الجزائر من إنهاء العصيان المسلح في شماله و التفرغ لدعم الثورة الفلسطينية المعاصرة لاسيما في لبنان اولا في مواجهة القوى اليمينية الانعزالية ثم ثانيا في مواجهة التدخل العسكري السوري الاسدي في العام ١٩٧٦ ثم ثالثا في مواجهة الاجتياح الصهيوني الاول لجنوبي بلاد الارز في آذار/ مارس من العام ١٩٧٨ ز هو الأمر الذي دفع الدوائر الغربية الى التسريع من إحلال نظام ولاية الفقيه محل نظام الشاه في سدة الحكم في إيران خلال فترة زمنية قصيرة قياسية و هو أمر لا يمكن إنكاره من قبل من يدعون أنهم من أنصار المقاومة و الممانعة ضد الورم السرطاني الخبيث المزروع في قلب الوطن العربي و المسمى بإسرائيل و الذي مازالون يمارسون الخداع و التضليل بحق الجماهير العربية عبر محاولة إنحاء اللائمة على العراق في حربه الضروس ضد إيران ولاية الفقيه .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فی مواجهة من العام

إقرأ أيضاً:

إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.. العراق في قلب المعادلة

21 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: التقت إيران والولايات المتحدة في أروقة روما عبر محادثات غير مباشرة تحمل آمالاً حذرة ومخاوف عميقة، ليصل الأمر الى مرحلة تكليف خبراء بوضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.

وهذه الخطوة، التي أعلن عنها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جاءت بعد جولتين من الحوار في أسبوع، بوساطة عمانية، وصفتها واشنطن بأنها “أحرزت تقدماً جيداً”.

و وسط هذا التقارب، يبرز العراق كساحة رئيسية تتردد فيها أصداء هذه المفاوضات، حاملةً فرصاً للاستقرار ومخاطر التصعيد.

وجوهر الموضوع يكمن في محاولة إعادة ضبط العلاقات بين طهران وواشنطن، بعد انهيار اتفاق 2015 الذي ألغته إدارة ترامب عام 2018.

إيران، التي تصر على سلمية برنامجها النووي، تطالب برفع العقوبات مقابل قيود محدودة على أنشطتها.

في المقابل، تصر الولايات المتحدة على منع طهران من امتلاك سلاح نووي، مع تهديدات ترامب بالتصعيد العسكري إذا فشلت المفاوضات.

لكن الإشكالية الأعمق تكمن في غياب الثقة: إيران ترفض تفكيك بنيتها النووية أو التخلي عن مخزونها من اليورانيوم المخصب، بينما يرى الغرب في تقدمها النووي تهديداً متزايداً.

إسرائيل، بدورها، تضيف تعقيداً بتهديداتها بضرب المنشآت النووية الإيرانية، مما قد يشعل المنطقة.

أما العراق، بموقعه الجيوسياسي الحساس، فانه يجد نفسه في قلب هذه المعادلة ذلك ان إيران تملك نفوذاً واسعاً في العراق مما يجعل أي تقارب مع واشنطن مؤثراً على هذا النفوذ.

وأي اتفاق نووي يخفف العقوبات عن إيران، سوف يؤثر حتى على معادلات التوازن داخل العراق بين القوى الشيعية والسنية والكردية.

في المقابل، فان فشل المفاوضات أو تصعيد أمريكي قد يدفع إيران لاستخدام العراق كورقة ضغط.

واقتصادياً، يعاني العراق من اعتماد مفرط على النفط وديون متفاقمة، كما أشار خبراء في يناير 2025 فيما اي اتفاق نووي قد يؤدي إلى استقرار أسواق النفط،المصدر الرئيسي للميزانية العراقية.

وبين تفاؤل حذر وتشاؤم مبرر، تبقى الدبلوماسية أمل العراق الوحيد لتجنب أن يصبح ساحة لصراعات أكبر، بينما تسعى طهران وواشنطن لرسم خريطة نووية جديدة قد تغير وجه المنطقة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • هل تواصل الحكومة العراقية تحكمها في الموازنة رغم انخفاض أسعار النفط؟
  • الخارجية الإيرانية تطالب بضرورة رفع العقوبات المفروضة على طهران
  • الخارجية الإيرانية: رفع العقوبات عن طهران مطلب أساسي في محادثاتنا مع واشنطن
  • مفاوضات روما.. كيف تقرأ الأوساط الإيرانية التقدم في المباحثات النووية؟
  • أذرع إيران على طاولة مفاوضات مسقط.. إلا الحشد
  • إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.. العراق في قلب المعادلة
  • السوداني: الحكومة العراقية تعمل على تحسين بيئة عمل الشركات النفطية وتعزيز الأمن
  • الأردن يرحب بالتوافق الذي شهدته الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية
  • تحالف الفتح :قناة خور عبدالله ضمن السيادة العراقية وبيعه للكويت مقابل رشا خيانة
  • المفاوضات الأمريكية - الإيرانية.. طهران تتشبث بالأمل لتجنب المواجهة العسكرية