صدى البلد:
2025-03-06@14:14:28 GMT

هل تتحول التوترات بين صربيا وكوسوفو إلى صراع عسكري؟

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

دعا البيت الأبيض صربيا يوم الجمعة إلى دحر قواتها المتجمعة على حدود كوسوفو، ووصف المسؤولون الأمريكيون هذا الوجود العسكري بأنه مزعزع للاستقرار وعلامة مثيرة للقلق على تصعيد محتمل في التوترات بين صربيا وكوسوفو.

 

بحسب صحيفة نيويورك تايمز، جاء هذا الإعلان بعد خمسة أيام من هجوم وقع في شمال كوسوفو اقتحم فيه مسلحون من العرق الصربي قرية ثم تحصنوا في دير، وهي حادثة عنيفة أدت إلى مقتل أربعة أشخاص، من بينهم ضابط شرطة في كوسوفو.

 

ندد جون إف كيربي، المتحدث باسم إدارة بايدن، بهذا الهجوم يوم الجمعة، وقال إن المسؤولين الأمريكيين تواصلوا مع قادة صربيا وكوسوفو لحثهم على الدخول في حوار دبلوماسي.

 

قال جون إف كيربي، إنه سيتم نشر المزيد من قوات الناتو في المنطقة، على الرغم من أنه لم يذكر ما إذا كان المسؤولون الأمريكيون يتوقعون أن يتحول التصعيد إلى صراع عسكري.

 

وفيما يلي إليكم ما يجب معرفته عن المنعطف الأخير في الصدام الذي يعود إلى صراعات البلقان في التسعينيات: 

 

ماذا حدث في أعمال العنف الأخيرة؟

في يوم الأحد الماضي، استخدم العشرات من المسلحين الصرب العربات المدرعة لاقتحام قرية في شمال كوسوفو ثم تحصنوا في دير صربي أرثوذكسي قريب. واشتبكوا مع شرطة كوسوفو من هذا الموقع، وقُتل ضابط كوسوفي مع العديد من المهاجمين.

 

في الأيام التالية، ألقى زعماء صربيا وكوسوفو اللوم على بعضهم البعض في أعمال العنف. كما قالت سلطات كوسوفو علانية إن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش دعم المسلحين.

 

قال رئيس كوسوفو فيوسا عثماني لرويترز يوم الخميس كوسوفو تتعرض للهجوم، مضيفا أن المسلحين مارسوا نوايا ودوافع صربيا كدولة. 

 

وصف المسؤولون الأمريكيون الهجوم بأنه كان منظمًا للغاية، وقالوا إن المهاجمين ربما كانوا يمتلكون موارد كبير. وقال جون كيربي إن المسلحين تخلصوا من أكثر من اثنتي عشرة سيارة رياضية متعددة الاستخدامات كانت تستخدم لنقل الأسلحة "بشكل متطور مثير للقلق".

 

قال جون إف كيربي إن الأسلحة تمثل تهديدا ليس فقط لكوسوفو، بل أيضا للقوات الدولية المتمركزة هناك. تعمل بعثة حفظ السلام بقيادة الناتو في كوسوفو منذ عام 1999، وللحلف عدة آلاف من القوات المتمركزة في البلاد.

 

كما اندلع القتال في ربيع هذا العام عندما أرسلت السلطات الألبانية في كوسوفو قوات الأمن إلى عدة بلدات للسيطرة على المباني البلدية وتعيين رؤساء البلديات من ذوي الأصل الألباني الذين فازوا في الانتخابات المحلية. وقاطع الصرب المحليون في الغالب الأصوات.

 

ماذا وراء الصراع؟

يأتي التصعيد الأخير في إطار نزاع حول وضع كوسوفو، التي أعلنت استقلالها عن صربيا قبل 15 عاما، بعد ما يقرب من عقد من الزمن بعد حملة قصف استمرت 78 يوما شنها حلف شمال الأطلسي وأدت إلى طرد القوات الصربية التي تورطت في سوء معاملة وحشية للألبان العرقيين.

 

ورغم أن الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية اعترفت بكوسوفو المستقلة، فإن صربيا ــ إلى جانب حلفائها الرئيسيين روسيا والصين ــ ما زالت لا تعترف باستقلال كوسوفو. ووصفت صربيا الانفصال بأنه انتهاك لقرار الأمم المتحدة رقم 1244، الذي يعود تاريخه إلى نهاية حرب كوسوفو.

 

يدعي فوتشيتش وغيره من القادة الصرب أن كوسوفو هي "قلب" بلادهم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها موطن للعديد من المواقع المسيحية الأرثوذكسية. واستبعد فوتشيتش الاعتراف بكوسوفو وتعهد "بحماية" العرق الصربي هناك.

 

انضم إلى القوميين الصرب في كوسوفو الصرب الأكثر اعتدالا في المطالبة بتنفيذ اتفاق عام 2013 الذي توسط فيه الاتحاد الأوروبي والذي يدعو إلى قدر من الحكم الذاتي للبلديات التي يهيمن عليها الصرب في شمال كوسوفو، وهو البند الذي لم تلتزم به كوسوفو.

 

وفي فبراير، وافق زعماء كوسوفو وصربيا مبدئياً على اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بوساطة الاتحاد الأوروبي، لكن القوميين من الجانبين رفضوه.

 

ما هي الخلفية الإقليمية للتوترات؟

اندلعت التوترات بين الطائفتين العرقيتين بشكل منتظم خلال العقد الماضي، مما جعل المنطقة مركزًا لأعمال العنف المتفرقة.

 

اندلعت الاشتباكات في يوليو 2022 ردًا على قانون يلزم الصرب المقيمين في كوسوفو بالتبديل من لوحات السيارات الصربية إلى لوحات كوسوفو.

 

جاء التصعيد الأخير للأعمال العدائية في الوقت الذي استحوذ فيه الغزو الروسي لأوكرانيا على اهتمام حلفاء كوسوفو الرئيسيين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

كانت صربيا، المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، شريكا وثيقا لموسكو لعدة قرون. ورغم أن صربيا صوتت لصالح قرار للأمم المتحدة يدين الغزو الروسي لأوكرانيا في مارس 2022، إلا أن صربيا لم تنضم إلى الدول الغربية في فرض عقوبات على موسكو بسبب الحرب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صربيا صربیا وکوسوفو فی کوسوفو

إقرأ أيضاً:

ترامب… حين تتحول السياسة إلى سيرك عالمي!

#سواليف

#ترامب… حين تتحول #السياسة إلى #سيرك_عالمي!

بقلم: أ. د. محمد تركي بني سلامة

عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليس كرئيس، بل كمدير تنفيذي لمشروع جديد عنوانه: “كيف تبيع العالم قطعة قطعة وتربح من الفوضى؟”. في غضون شهر واحد فقط، نجح في تحويل المشهد السياسي إلى عرض هزلي، حيث تُدار الحروب كصفقات، ويُعامل الحلفاء كزبائن، بينما تُلقى التصريحات المستفزة ضد القادة الأوروبيين وكأنهم موظفون صغار في شركته العقارية العملاقة، المسماة “البيت الأبيض للاستثمارات الجيوسياسية”. يبدو أن منصب رئيس الولايات المتحدة لم يعد سوى واجهة لمشروع استثماري ضخم، لا يهم فيه سوى الأرباح والمصالح، ولو كان ذلك على حساب استقرار العالم بأسره.

مقالات ذات صلة إعلام إسرائيلي: لم نلتزم بالاتفاق ودعم أميركا لنتنياهو خطوة خاطئة 2025/03/04

في أوكرانيا، قرر ترامب أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب، ولكن بطريقته الخاصة! الحل بسيط جدًا: المعادن النادرة في شرق أوكرانيا تذهب كتعويض للولايات المتحدة، بينما تُترك أوروبا لمواجهة مصيرها وحدها. فبدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية تنهي الصراع، ينظر ترامب إلى الأزمة كأنها فرصة اقتصادية، لا كأنها مأساة إنسانية. وكالعادة، كان بوتين أكثر من سعيد بهذه “العبقرية الاستراتيجية”، فهو يعرف جيدًا أن ترامب يرى العالم كرقعة شطرنج، لكنه لا يجيد اللعب إلا عندما يكون الجميع نائمين! وما أسعد بوتين برؤية البيت الأبيض منشغلًا بالحسابات الربحية بدلًا من اتخاذ مواقف جادة تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا.

أما الأوروبيون، فقد استيقظوا متأخرين ليكتشفوا أن “أمريكا أولًا” تعني “أنتم لستم ضمن الأولويات”، وأنهم بحاجة إلى ما هو أكثر من تصريحات إيمانويل ماكرون الدبلوماسية أو وعود كير ستارمر الفارغة لحماية أنفسهم من طموحات القيصر الروسي الجديد. وبينما كان القادة الأوروبيون يعقدون اجتماعات طارئة، كان ترامب يسترخي في فلوريدا، متسائلًا: “ما الذي يدفع هؤلاء إلى كل هذا القلق؟ إنها مجرد صفقة أخرى!”. لا شيء يثير قلق رئيس العقارات بقدر ما تثيره الأسواق غير المستقرة، وليس احتلال الأراضي أو معاناة الشعوب.

ولأن ترامب لا يستطيع مقاومة أي صفقة تدر الأرباح، فقد قرر خوض مغامرة جديدة في الشرق الأوسط. جلس مع صديقه بنيامين نتنياهو، وخرج الاثنان بمشروع عقاري جديد: “ريفيرا الشرق الأوسط”، على أنقاض غزة! ولكن كيف يمكن تنفيذ هذه الخطة؟ ببساطة، عبر “إخلاء” القطاع من سكانه وشحنهم إلى الأردن ومصر، وكأن الفلسطينيين مجرد سكان شقق مستأجرة يمكن طردهم بجرة قلم، وإعادة توزيعهم على “فنادق سياسية” تقدم لهم خدمة الإقامة الدائمة! ربما يعتقد ترامب أن الأردن ومصر فنادق خمس نجوم تنتظر مليوني لاجئ فلسطيني، ليقدموا لهم إقامة طويلة الأمد مع وجبة مجانية من وعود السياسة الأمريكية!

أما في الضفة الغربية، فقد استغلت الحكومة الإسرائيلية الضجيج حول “مشروع ترامب العظيم” لتكثيف عمليات المصادرة والتهجير، بينما كان الرئيس الأمريكي منهمكًا في حساب مدى ربحية الاستثمار في المستوطنات الجديدة. الفلسطينيون، بالنسبة له، ليسوا سوى تفاصيل هامشية لا تستحق التوقف عندها، تمامًا كما يرى أزمة أوكرانيا مجرد بند مالي يمكن تسويته لاحقًا. فبينما تعيش غزة تحت القصف والدمار، يعتقد ترامب أنه يمكن ببساطة مسح السكان من الوجود بقرار سياسي، وتحويل المدينة إلى منتجع فاخر لرجال الأعمال والسياح الأثرياء!

لكن المفاجأة الكبرى ليست في سياسات ترامب المتوقعة، بل في أن العالم لا يزال يتصرف وكأنها المرة الأولى التي يجلس فيها هذا الرجل خلف المكتب البيضاوي! لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث غدًا، فما بالك بالأسابيع القادمة؟ لكن الأمر المؤكد هو أن ترامب سيستمر في لعب دوره كالمعتاد، والعالم سيواصل مشاهدة هذا العرض الساخر… إلى أن يُسدل الستار على هذا الفصل الجديد من الجنون السياسي!

مقالات مشابهة

  • 20 ألف مستفيد.. برنامج خادم الحرمين يسلم كوسوفو 5 أطنان من التمور
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 1.000 سلة غذائية في عدة مدن بجمهورية كوسوفو
  • باكستان.. مقتل منفذي الهجوم على موقع عسكري شمال البلاد
  • أسماء 8 من كبار قادة الحوثيين طالتهم عقوبات أمريكية جديدة.. تعرف عليهم والدور الذي يقومون به
  • أزمة جديدة بجنوب السودان.. صراع عسكري واحتقان سياسي يهددان البلاد
  • ترامب: نسير نحو أعظم عصر في تاريخ أمريكا وسنعمل على إنهاء صراع أوكرانيا
  • أمريكا وأوكرانيا تقتربان من توقيع صفقة المعادن رغم التوترات
  • ترامب… حين تتحول السياسة إلى سيرك عالمي!
  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا
  • ترامب يوقف الهجمات السيبرانية ضد روسيا وسط تصاعد التوترات في أوكرانيا