لجريدة عمان:
2025-04-26@08:59:27 GMT

سلطنة الجسور.. سُلطانة النوايا الحسنة

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

عابرة هي سلطنة عمان. عابرة للانقسامات، وعابرة للحدود، وعابرة للمناطق، وعابرة للبلدان، وعابرة إلى القلوب!

لماذا عابرة؟

عابرة لأنّها صديقة دائمة للسلام، وعنوان ثابت للمّ الشمل والتلاقي، عبر ترويض السياسة، وتركيع التعقيدات، وتطويع الخلافات، واستيلاد فرص من الانقسامات، ومنع الجغرافيا الدقيقة من أن تتحوّل إلى أغلال مقيّدة.

ولديها فائض دبلوماسية وحنكة وحكمة وفطنة ونباهة يكفي لإفراغ المنطقة من أزماتها، ولذلك هي «قوّة ناعمة». ولكلّ ما سبق هي أمهر مهندسة جسور، وأعظم جسر تواصل، وحاجة للجميع، ولطالما بادرت إلى النجدة في اللحظات الحرجة، فكانت دعامة السقف العربي في زمن الانهيارات، ووضعت مراكبها في تصرف المأزومين ليركبوها إلى شواطئ الأمان.

فليس مثل سلطنة عمان من يجيد تطبيب المزوق العربيّة وتسكين آلام الفتوق الإقليمية وتقطيب الجروح العالمية، وليس مثلها خبير في تدوير زوايا السياسة بمثلّثاتها ومربّعاتها ومستطيلاتها. والأهم أنّها تسجّل نجاحات وريادات من دون ضجيجٍ إعلامي. تتسلّل بهدوء إلى ضوضائنا، بلا سفسطات كلامية ووعود ذهبية، فتأتي بالطحين بلا جعجعة. وقد تمكّنت سلطنة عمان بفضل حكمة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه، من تحقيق سلسلة نجاحات، واضعةً سلطتها المعنويّة والأخلاقيّة في خدمة تعزيز أمن المنطقة وسلمها، وقد حوّلت شكليات التضامن إلى آليات، مُختصرة الجهد الذي يُفترض أن يكون جماعياً بجهدٍ آحادي إفرادي.

وهذه السلطنة التي تشكّل رافعة لعالم خالٍ من النزاعات والتشنّجات والمشاحنات والحروب، عنوانها الداخلي التنمية والازدهار، بعدما اتّجهت نحو المستقبل بخطى ثابتة وواثقة وفق «رؤية عمان 2040» الطموحة، التي تعتمد التراث الأصيل ركيزة للمستقبل كرؤية وفلسفة. فالانماء لا يعني بالضرورة الحداثة، وقد يكون أفعل عندما يستند إلى التراث والإرث والتقاليد، وهذا ما تعتمده سلطنة التعايش المتناغم. وهي بالنسبة إلى الناظر «حالة اشتباك» بين التاريخ والحاضر والمستقبل والتراث والإرث والأصالة والثقافة والحداثة والحضارة والأرقام والتحديات والأحلام، وهي تُقيم وليمة يوميّة عنوانها «صناعة حاضر جميل ومستقبل أجمل»، وتدفع قادة العالم أجمع إلى ركوب مراكب خلاصها التي لطالما حملت وداً وسلاماً إلى العالم.

أنا اليوم في زيارة أخوية إلى سلطنة عمان، وأحمل في قلبي كلّ التقدير لقيادتها الحكيمة وشعبها الودود. فثمّة علاقات تاريخيّة تجمع بين بلدينا، وجذور هذه العلاقة المثمرة ضاربة في عمق الأرض ومتشابكة، كجذور غابة لبنانيّة من أشجار أرز الرب، وأنا فرح بزيارة مسقط الجميلة بأهلها، الأصيلة بتاريخها، المباركة بانتمائها إلى هويتها العربية، وأقدّر التواصل الأخوي في ما بين بلدينا الذي يُتيح للبنانيين دخول البلاد دون تأشيرة مسبقة، ويؤمّن استضافة كريمة لخمسة آلاف لبناني، نأمل أن يكونوا خير عون للسلطنة في مشاريعها التنموية، وأن يكونوا الأحرص على ازدهارها.. وهم كذلك.

دامت سلطنة الخير عنواناً دائماً للتلاقي بين أصحاب النوايا الحسنة، ومنصّة ثابتة للسلام، ورمزاً فريداً للتفاهم.

* زياد المكاري وزير الإعلام اللبناني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

طلبة سلطنة عمان الأول عالميًّا في مسابقة بحوث GLOBE البيئي

العُمانية: حصل طلبة سلطنة عُمان المشاركون في المسابقة الدولية للبحوث العلمية الطلابية لبرنامج GLOBE البيئي (IVSS) للعام 2025 على المركز الأول عالميًا وعن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا عن البحث العلمي الذي أعدّه الطالبان خلفان بن عيسى الحسيني وإلياس بن وليد السليماني من مدرسة سعيد بن ناصر الكندي للتعليم الأساسي بمحافظة مسقط حول "استقصاء درجات الحرارة المسجلة من طلبة GLOBE مقارنة مع محطة الأرصاد الجوية بولاية العامرات خلال السنوات العشر الماضية".

ويتلخص البحث الفائز في جمع بيانات درجات الحرارة اليومية بين عامي 2015 و2024 بولاية العامرات باستخدام بروتوكولات برنامج GLOBE، ومقارنتها مع درجات الحرارة المسجلة من هيئة الأرصاد الجوية.

ويهدف البحث إلى دراسة مدى تطابق درجات الحرارة المسجلة، وتحليل الاختلافات فيما بينها، واستكشاف العوامل التي قد تؤثر على هذه الفروقات.

ووضّحت نتائج البحث وجود اختلاف بسيط في درجات الحرارة اليومية بين البيانات المرصودة من الطلبة ومحطة الأرصاد الجوية عند مقارنتها في الشهر نفسه من الأعوام الماضية.

وأظهر البحث أنّ هناك اختلافًا في المواقع والأجهزة المستخدمة لرصد البيانات، مما قد يؤدي إلى وجود فروق في بيانات درجات الحرارة المرصودة بين موقع وآخر.

يُذكر أنّ سلطنة عُمان وقّعت على اتفاقية تفاهم للتعاون البيئي في ديسمبر 2009م مع برنامج GLOBE البيئي العالمي، وتشرف عليه الإدارة الوطنية لعلوم الطيران والفضاء (NASA)، وتأسس البرنامج عام 1994م، وهو برنامج عالمي تعليمي يهتم بالعلوم والتربية البيئية.

ويسعى البرنامج إلى زيادة الوعي لدى الطلبة عن القضايا المؤثرة في البيئة العالمية، ودعم التقدم في التحصيل العلمي للطلبة في مادتي العلوم والرياضيات والجغرافيا، والتعاون في مجال القيام بعمليات الرصد على المستوى الدولي لصالح برنامج البيئة.

مقالات مشابهة

  • جلسة حوارية بعنوان عُمان كما تراها نساء ألمانيات بمعرض مسقط الدولي للكتاب
  • سلطنة عُمان تعزز تنافسيتها كمركز إقليمي ووجهة استثمارية صاعدة
  • “رجال الأعمال المصريين” تبحث فرص الاستثمارات المتاحة بين مصر وسلطنة عمان
  • مسؤولون عمانيون يشيدون بكتاب حاكم الشارقة البرتغاليون في بحر عمان
  • مسؤولون عمانيون يشيدون بكتاب سلطان «البرتغاليون في بحر عمان»
  • عدد السكان العمانيين يصل 3 ملايين نسمة
  • عمان.. وسيط السلام الموثوق
  • انطلاق "قمة الهيدروجين الأخضر" أول ديسمبر لتعزيز التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات
  • بنك ظفار يفوز بجائزة أسرع البنوك نموًا من حيث شبكة الفروع في سلطنة عمان
  • طلبة سلطنة عمان الأول عالميًّا في مسابقة بحوث GLOBE البيئي