سلطنة الجسور.. سُلطانة النوايا الحسنة
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
عابرة هي سلطنة عمان. عابرة للانقسامات، وعابرة للحدود، وعابرة للمناطق، وعابرة للبلدان، وعابرة إلى القلوب!
لماذا عابرة؟
عابرة لأنّها صديقة دائمة للسلام، وعنوان ثابت للمّ الشمل والتلاقي، عبر ترويض السياسة، وتركيع التعقيدات، وتطويع الخلافات، واستيلاد فرص من الانقسامات، ومنع الجغرافيا الدقيقة من أن تتحوّل إلى أغلال مقيّدة.
فليس مثل سلطنة عمان من يجيد تطبيب المزوق العربيّة وتسكين آلام الفتوق الإقليمية وتقطيب الجروح العالمية، وليس مثلها خبير في تدوير زوايا السياسة بمثلّثاتها ومربّعاتها ومستطيلاتها. والأهم أنّها تسجّل نجاحات وريادات من دون ضجيجٍ إعلامي. تتسلّل بهدوء إلى ضوضائنا، بلا سفسطات كلامية ووعود ذهبية، فتأتي بالطحين بلا جعجعة. وقد تمكّنت سلطنة عمان بفضل حكمة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه، من تحقيق سلسلة نجاحات، واضعةً سلطتها المعنويّة والأخلاقيّة في خدمة تعزيز أمن المنطقة وسلمها، وقد حوّلت شكليات التضامن إلى آليات، مُختصرة الجهد الذي يُفترض أن يكون جماعياً بجهدٍ آحادي إفرادي.
وهذه السلطنة التي تشكّل رافعة لعالم خالٍ من النزاعات والتشنّجات والمشاحنات والحروب، عنوانها الداخلي التنمية والازدهار، بعدما اتّجهت نحو المستقبل بخطى ثابتة وواثقة وفق «رؤية عمان 2040» الطموحة، التي تعتمد التراث الأصيل ركيزة للمستقبل كرؤية وفلسفة. فالانماء لا يعني بالضرورة الحداثة، وقد يكون أفعل عندما يستند إلى التراث والإرث والتقاليد، وهذا ما تعتمده سلطنة التعايش المتناغم. وهي بالنسبة إلى الناظر «حالة اشتباك» بين التاريخ والحاضر والمستقبل والتراث والإرث والأصالة والثقافة والحداثة والحضارة والأرقام والتحديات والأحلام، وهي تُقيم وليمة يوميّة عنوانها «صناعة حاضر جميل ومستقبل أجمل»، وتدفع قادة العالم أجمع إلى ركوب مراكب خلاصها التي لطالما حملت وداً وسلاماً إلى العالم.
أنا اليوم في زيارة أخوية إلى سلطنة عمان، وأحمل في قلبي كلّ التقدير لقيادتها الحكيمة وشعبها الودود. فثمّة علاقات تاريخيّة تجمع بين بلدينا، وجذور هذه العلاقة المثمرة ضاربة في عمق الأرض ومتشابكة، كجذور غابة لبنانيّة من أشجار أرز الرب، وأنا فرح بزيارة مسقط الجميلة بأهلها، الأصيلة بتاريخها، المباركة بانتمائها إلى هويتها العربية، وأقدّر التواصل الأخوي في ما بين بلدينا الذي يُتيح للبنانيين دخول البلاد دون تأشيرة مسبقة، ويؤمّن استضافة كريمة لخمسة آلاف لبناني، نأمل أن يكونوا خير عون للسلطنة في مشاريعها التنموية، وأن يكونوا الأحرص على ازدهارها.. وهم كذلك.
دامت سلطنة الخير عنواناً دائماً للتلاقي بين أصحاب النوايا الحسنة، ومنصّة ثابتة للسلام، ورمزاً فريداً للتفاهم.
* زياد المكاري وزير الإعلام اللبناني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
العدل تناقش التعاون مع لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان
التقى معالي الدكتورعبدالله بن محمد السعيدي، وزير العدل والشؤون القانونية بمكتبه اليوم وفد لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان برئاسة المستشار جابر المري، رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي يزور سلطنة عمان حاليا، جرى خلال اللقاء التأكيد على التعاون مع لجنة الميثاق في سبيل الإنفاذ الفعلي لمواد الميثاق على الصعيد الوطني بعد انضمام سلطنة عُمان إلى الميثاق العربي لحقوق الإنسان بموجب مرسوم سلطاني رقم ١٦ / ٢٠٢٣.
كما التقى سعادة الدكتور يحيى بن ناصر الخصيبي، وكيل العدل والشؤون القانونية، رئيس فريق العمل المشكل لإعداد التقارير المتصلة بالميثاق العربي لحقوق الإنسان، بالوفد الزائر، وعقدت لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان لقاء منفصلا مع الفريق الفني الذي أعد التقرير الوطني الأول الخاص بالميثاق العربي لحقوق الإنسان برئاسة المستشار جمال بن سالم النبهاني، مدير دائرة التشريع في وزارة العدل والشؤون القانونية؛ لمناقشة الجوانب الفنية والتفصيلية ذات الصلة بالتقرير.
حيث سبق لسلطنة عمان تقديم التقرير الوطني الأول تنفيذا لما قررته الفقرة (1) من المادة (84) من الميثاق العربي لحقوق الإنسان وطبقا للمبادئ التوجيهية والاسترشادية العامة المعتمدة من لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، وبعد التشاور مع أصحاب المصلحة، كما تم تضمين التقرير كافة التدابير القانونية والإدارية وغيرها من الإجراءات التنفيذية المتخذة من سلطنة عمان لتنفيذ التزامها وإعمال الحريات المنصوص عليها في الميثاق.
والجدير بالذكر أن سلطنة عمان ستناقش تقريرها الدوري الأول في مقر جامعة الدول العربية في شهر ديسمبر القادم.