أسماء عمانية عديدة تشارك في الغناء الأوبرالي والتمثيل ضمن المجاميع -

انطلق موسم دار الأوبرا السلطانية 2023 - 2024 مساء أمس بالعرض الفني «أوبرا حلاق إشبيلية» الذي استمر ليومين قدم خلالها للجمهور واحدة من روائع الفن الكلاسيكي من تأليف الموسيقي «جواكينو روسيني» الذي عاش خلال الفترة من 1792 إلى 1868 ميلاديا، ونص الكاتب «سيزار ستيربيني» المتوفى في 1831 ميلاديا.

جسدت أوبرا حلاق أشبيلية - التي عرضت أول مرة في عام 1816 ميلاديا في روما- حكاية الحب السعيدة بقالب كوميدي خفيف على المتلقي وذي نهاية سعيدة يستسلم فيها الكل للحب والسعادة وإطلاق البهجة، حيث جرت الأحداث في إشبيلية، وكان صانع الحبكة فيها حلاق المدينة المحبوب من الجميع «فيجارو» الذي يحاور نفسه مبتهجا بما هو فيه من وضع اجتماعي جعله يتعامل مع الجميع دون استثناء، فهو حلاق الأطفال والكبار، النساء والرجال، هو خبير التجميل الذي لا يمر عليه يوم في إجازة، إلا أنه سعيد ومنتشٍ لما هو فيه، فالجميع يحبه ويحتاجه.

يقع صديق «فيجارو» الأمير «ألمافيفا» في حب فتاة تدعى «روزينا» تعيش في منزل كبير وضخم للدكتور «بارتولو» الذي يمتلك الخدم والحشم والحراس، ويعمل عنده مدرس الموسيقى الذي يقوم بتعليم «روزينا» الغناء والعزف.

يحاول الكونت «ألمافيفا» لفت انتباه روزينا من خلال مخاطبتها بالغناء، وينجح في ذلك، ومن خلال الشرفة تسمعه وهو يغني خارج البيت، فتبعث له بالرسائل من دون أن يشعر بها الدكتور «بارتولو» الذي يحبها ويرغب بالزواج منها رغم عمره الكبير.

فيحاول الكونت أن يجد طريقة لدخول بيت الدكتور من خلال خطة وضعها له الحلاق «فيجارو» الذي يمكنه دخول البيت وبيوت أخرى، فهو حلاق المدينة يقصده الكثير في محله، ويذهب هو كذلك لأصحاب الوجاهة إلى منزلهم ومقرات عملهم ليقوم بالحلاقة، فيضع خطة محبكة بشكل دقيقة ليساعد الكونت على دخول البيت والاقتراب من محبوبته «روزينا» التي تبادله المشاعر وتريد أن يكون لها زوجا تعيش معه في سعادة بدلا من حياتها الأشبه بالسجن في منزل الدكتور.

يتنكر الكونت بشخصية جندي عادي يدعى «ليندورو» الذي يُزوِّرُ رسالة مفادها أن الجيش أرسله لمنزل الدكتور ليعيش فيه فترة بأمر حكومي، ولكن الدكتور يرفض ذلك الادعاء مستندا إلى قرار يعفيه من إيواء الجنود، فيحتدم الصراع بينهما حتى تتدخل الشرطة بدخول قائد وأفراد لفك هذا الجدال، تحاول الشرطة اعتقال الجندي قبل أن تعرف شخصيته الحقيقية وتوجه له التحايا العسكرية وسط ذهول الدكتور «بارتولو» والجميع، وتستمر أحداث العمل الأوبرالي وتتشعب في أحداث وحوارات ثانوية تغلب عليها طابع الكوميديا والطرافة، فالخادمة تتذمر من يوميات الدكتور المليئة بالأوامر والصراخ، ومعلم الموسيقى الذي يبدأ شكه بـ «فيجارو» يحبك خطة للإيقاع به وتشويه سمعته، وغيرها من الأحاديث الثانوية المصاحبة لمحور الحكاية الأصلية.

يخطط «فيجارو» والكونت لإقناع «روزينا» بالهرب معهما من بيت الدكتور، وقبل أن يحين موعد الهرب، يكتشف الدكتور كل الحكاية، ليخبر «روزينا» بحقيقة معشوقها الجندي «ليندورو» الذي يخونها ويحاول إغواءها مع صديقه الحلاق «فيجارو» ليسلمها إلى الكونت «ألمافيفا»، هنا تسود لحظة من الإحباط، «روزينا» التي أحبت هذا الجندي حبا شديدا، وبادلته الغناء والرسائل واستمعت لكل كلمة من أغانيه بروحها الهائم به، تَسْوَد الدنيا في وجهها وتشعر بألم كبير، لتخبر الدكتور بكل الحكاية وخطة الهروب من المنزل التي تستعد لها، وفي لحظة انتقام من معشوقها تقرر الزواج من الدكتور في أقرب فرصة، ولكنها في الوقت ذاته تريد مواجهة حبيبها الجندي في اللحظة الموعودة، لحظة خطة الهرب.

في اللحظة الحاسمة، يدخل كل من الكونت و«فيجارو» غرفة «روزينا» التي واجهتهما بأنها اكتشفت كل شيء، وأنها لن تهرب معهما، ولن تكون فريسة للكونت «ألمافيفا»، فيكشف الجندي عن شخصيته الحقيقية، فهو «ألمافيفا» بنفسه وقد تنكر بهذه الشخصية لينفذ خطته وينال محبوبته الذي يسرد لها الوعود بأنها ستعيش أجمل حياة معه في حرية مطلقة، بدلا من عيشها الأشبه بالسجن في منزل الدكتور.

وانتهت حكاية العشق نهاية سعيدة، واجتمع الكل بابتهاج في عرس جمع المحبوبين، وغنوا جميعا أغنية الانتصار لصالح الحب والعشق.

الموسيقى

صاحب العرض الأوبرالي جوقة موسيقية عريقة، من قيادة المايسترو «أنطوني فولياني»، الذي يشغل منصب القائد الموسيقي الزائر في دار الأوبرا الألمانية منذ عام 2017، وقدم خلال مسيرته الفنية الكثير من الأعمال الفنية اللامعة التي جعلته يعتلي أهم المسارح وأعرقها في العالم، وقاد كذلك أهم فرق الأوركسترا، وقاد في هذا العرض الأوبرالي مجموعة موسيقية كبيرة من «أوركسترا راي الوطنية السيمفونية للإذاعة والتلفزيون» بمختلف الآلات والأدوات الفنية، حيث انطلق العمل بالموسيقى التمهيدية الكلاسيكية بعد أن رحب المايسترو بالجمهور.

وتعد «أوركسترا راي الوطنية السيمفونية للإذاعة والتلفزيون» واحدة من أعرق الفرق عالميا، وقد انطلقت فعليا في عام 1994، وقدمت خلال مسيرتها الكثير من الأعمال وشاركت في العديد من الأعمال الأوبرالية كفرقة مصاحبة.

مشاركة عمانية

ما يميز العمل الأوبرالي أنه يتفرد بالحوارات الغنائية، وتلعب فيها الشخصيات الرئيسية أدوارا صعبة إذ يجب أن تمتلك طبقات صوت عالية ومتقنة، فلا بد أن يرافق ذلك العمل كورال فني يغني كذلك بصوت أوبرالي، فإضافة إلى الكورال الغنائي «كورال انترميتز»، كان للصوت العماني حضور لافت في العمل، وأبرزت هذه المشاركة أصوات عمانية قوية في قالب أوبرالي كلاسيكي، حيث شارك كل من الفنانين العمانيين إبراهيم الحوسني والقائد العبري وعاهد البدري ونايف الحوسني وسهيل البريكي بهذا العمل من خلال حناجرهم القوية وصوتهم الجهوري القادر على مسايرة فنانين متمرسين وأصحاب خبرة عالية في مجال الغناء الأوبرالي، مشكلين «فريق الإنشاد الأوبرالي العماني».

وإلى جانب الشباب العمانيين المشاركين في الكورال، شاركت أسماء عمانية أخرى في التمثيل بهذا العمل، وذلك ضمن المجاميع، وهم ريما السعيدية، وأنفال المعولية، ومنى النوبية، وسعود اليحيائي، وخالد الريامي، وجميعهم من دار الأوبرا السلطانية.

إمكانيات هائلة

تمتلك دار الأوبرا السلطانية إمكانيات هائلة فيما يتعلق بقدرة المسرح الاستيعابية، سواء في العمق أو الارتفاع، وحتى في الآليات المتوفرة، حيث تم استثمار كل تلك الأدوات في بناء مشهد سينوغرافي مبهر جذب الأنظار وصنع نوعا من الذهول لدى الجمهور، فانتقالات اللوحات الفنية تكون خلال ثوانٍ، بل حتى تبديل الديكورات الضخمة والشاهقة لا تتجاوز دقيقة واحدة، إضافة إلى مناظر تصنع المشهد النهاري، ومرور الضوء من نوافذ الديكور في صنع لمشهد إشراق الشمس، وصناعة مشاهد اليوم الماطر مستعملين بذلك الماء الحقيقي وإضاءات تصنع البرق، كل تلك العوامل ساعدت في صناعة لوحات فنية أسرت المتلقين وشدت انتباههم منذ اللوحة الأولى وحتى اللوحة الختامية في عمل استغرق قرابة 3 ساعات تخللتها استراحة لمدة 20 دقيقة.

جدير بالذكر أن دار الأوبرا السلطانية لديها جدول فني حافل خلال شهر أكتوبر الحالي، بداية من حفل لـ «أوركسترا راي الوطنية السيمفونية للإذاعة والتلفزيون وكورال انترميزو» غدا الأحد، وفي يومي 11 و 12 أكتوبر حفل «إيجور بوتمان وفرقة سداسي راندي بريكر»، وفي 17 من أكتوبر ستنظم الدار حفل يوم المرأة العمانية بمشاركة الفنانة ماجدة الرومي، وفي اليوم التالي تقدم الفنانة ماجدة الرومي ليلة غنائية، وفي 23 من أكتوبر تقيم الأوبرا فعالية «موسيقى الآلة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دار الأوبرا السلطانیة من خلال

إقرأ أيضاً:

مجموعة “الدكتور عبد القادر سنكري وأبناؤه” تشارك بمشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان

انضمت مجموعة “الدكتور عبد القادر سنكري وأبناؤه”، من خلال مؤسستهم، جمعية المساعدات الإنسانية والتنمية – HAND Organization إلى المساهمين في مشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان، الذي تنفذه مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” عبر “المدرسة الرقمية”، بهدف توفير فرص تعليمية للأطفال المنقطعين عن الدراسة في مراكز النزوح، بما يساهم في سد الفجوات التعليمية من خلال منصات رقمية تقدم برامج تعليمية مخصصة لتحسين مستوى الطلاب، كما يتيح المشروع محتوى تعليمياً رقمياً لجميع الطلاب وفق المنهج الرسمي اللبناني، مع حلول ذكية تمكنهم من الوصول للمحتوى حتى من دون اتصال بالإنترنت.
وجاء مشروع “استمرارية التعليم في لبنان 2024 – 2025″، تماشياً مع الحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، لدعم الشعب اللبناني الشقيق، حيث وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في 30 أكتوبر الماضي، بتوفير برامج لدعم استمرارية التعليم في لبنان من خلال “المدرسة الرقمية”، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الأطفال والقطاع التعليمي، بسبب الأحداث الراهنة التي تمر بها الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
وتتولى جمعية المساعدات الإنسانية والتنمية – HAND Organization من خلال شراكتها مع “المدرسة الرقمية” تنفيذ الشق الميداني للمشروع داخل مراكز النزوح والإيواء في لبنان، والذي يستهدف في مرحلته الأولى 40 ألف مستفيد، انطلاقاً مما تمتلكه الجمعية من خبرة طويلة من العمل في لبنان، حيث تساهم بدعم الأسر الأكثر ضعفاً كما تساهم في تقديم حلول مستدامة في التعليم وحماية الطفل وتوفير الأمن الغذائي والمأوى للمحتاجين.

مشروع نبيل .
وقال الدكتور عبد القادر سنكري رئيس مجلس أمناء جمعية المساعدات الإنسانية والتنمية – HAND Organization: “يترجم مشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدور التعليم في النهوض بالمجتمعات، وتمكين الأطفال من مواصلة تحصيلهم في مختلف الظروف، ونرجو من الله أن يكون لمساهمتنا في هذا المشروع النبيل دور إيجابي مؤثر في حاضر ومستقبل طلبة لبنان، وأن يتواصل تعاوننا مع مؤسسة (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية) لنعمل معاً على تغيير حياة الأفراد في المنطقة العربية والعالم نحو الأفضل”.
وأضاف: “شراكتنا مع (المدرسة الرقمية) لتنفيذ المشروع داخل مراكز النزوح والإيواء في لبنان، تنطلق من إيماننا المشترك بتكامل الأدوار والجهود من أجل تحقيق مستهدفات هذا المشروع، ولن ندخر جهداً في تلبية احتياجات الطلبة في عشرات المراكز على الأراضي اللبنانية، عبر تجهيز القاعات من أجل استمرارية التعليم وتزويدها بالأجهزة الرقمية والقرطاسية، والتدفئة وكل ما يلزم من أساسيات تمكن الطلبة من استئناف دراستهم وتعويض ما فاتهم خلال الفترة الماضية”.
أهمية كبرى .
من جانبه، قال الدكتور وليد آل علي أمين عام “المدرسة الرقمية”: “إن مشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان، يحظى بأهمية كبرى في ظل الظروف التي تمر بها الجمهورية اللبنانية الشقيقة، بما يترجم رؤى وتوجيهات قيادتنا الرشيدة بحشد كل الجهود لمساعدة القطاع التعليمي في لبنان على مواصلة دوره وتزويده بالموارد والأدوات اللازمة لتفادي تأخر الأطفال في التعليم ومواجهة خطر ابتعادهم عن مقاعد الدراسة بسبب نقص الموارد، واضطرار أعداد كبيرة منهم إلى البقاء في مراكز الإيواء المنتشرة في البلاد”.
وثمن الدكتور وليد آل علي مسارعة جمعية المساعدات الإنسانية والتنمية – HAND Organization إلى التعاون مع “المدرسة الرقمية”، لتكون شريكاً ميدانياً في تنفيذ مشروع دعم استمرارية التعليم في لبنان، بما يساهم في سد الفجوات التعليمية، ويتيح للمعلمين الفرصة لتطوير المهارات اللازمة لدعم استمرارية التعليم وتعزيز التواصل بين أركان المنظومة التعليمية اللبنانية.
تفاعل مجتمعي.
يشار إلى أن الحملة المجتمعية “الإمارات معك يا لبنان” انطلقت مطلع شهر أكتوبر الماضي، بإشراف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، ولاقت تفاعلا مجتمعياً واسعاً بمشاركة مختلف الجنسيات والشرائح والفئات، يتقدمهم سمو الشيوخ وأصحاب المعالي والسعادة ورجال الأعمال، الذين شاركوا في مختلف مراكز أنشطة تجميع سلال الإغاثة بأبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة بإدارة وتنسيق المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية الإماراتية المانحة كافة.
وتولي مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” أهمية خاصة لقطاع التعليم ونشر المعرفة بوصف التعليم المرتكز الأول والأخير في بناء أي مجتمع من خلال الاستثمار في أحد أهم موارده وهو العنصر البشري.
وانطلاقا من رؤية المؤسسة بدور التعليم في تحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية، فقد تم تخصيص عشرات البرامج والمشاريع والحملات المعنيّة بدعم العملية التربوية في البلدان النامية والمجتمعات التي تفتقر إلى بيئات تعليمية توفر الحدّ الأدنى من احتياجات الطلبة والمعلمين، مع التركيز على التعليم الأساسي لضمان مستقبل أفضل للأجيال الشابة، إلى جانب دعم برامج القضاء على الأمية، وتأهيل وتدريب الكوادر التعليمية، وبناء مؤسسات ومرافق تعليمية مزودة بأحدث المعدّات والتجهيزات، وتنفيذ مشاريع ومبادرات في التعليم المهني لمساعدة الطلبة في المناطق الفقيرة والمحرومة على تحسين حياتهم وتجديد ثقتهم بالمستقبل.وام


مقالات مشابهة

  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • حكاية حزن ووجع .. آخر لحظات في حياة عادل الفار
  • مجموعة “الدكتور عبد القادر سنكري وأبناؤه” تشارك بمشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان
  • أبرزها غياب عبد اللطيف عبد الحميد.. مخرج «سلمى» يكشف عن الصعاب التي واجهها خلال العمل
  • خيسوس نافاس ينهي مسيرته مع إشبيلية
  • ظهرت بملامح جديدة.. إلهام شاهين تتصدر التريند بعد إطلالتها الشبابية
  • أصحاب 5 أبراج يحبون الحفلات والمرح.. «مش بيفوتوا ولا حدث»
  • قصة حب وحيدة في حياة فيروز.. تعيش على ذكراها منذ 46 عاما
  • المونتير أحمد حافظ يكشف أسرار المونتاج: «نفسي أتجرأ وأقدم عمل كوميدي»
  • رحل محمد حسن وهبه، وما الذي تبقى من زيت القناديل؟