“حمزاتوف بين جبال داغستان وقاسيون”… دراسة جديدة للهيئة السورية للكتاب
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
دمشق-سانا
بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعر العالمي رسول حمزاتوف، أصدرت الهيئة العامة السورية للكتاب دراسة جديدة للعام 2023 بعنوان “حمزاتوف بين جبال داغستان وقاسيون” تأليف الدكتور أيمن أبو الشعر.
يبدأ الكتاب بالتعريف بالسيرة الذاتية لـ “حمزاتوف” الذي ولد في الثامن من أيلول عام 1923، في قرية تسادا لأسرة قومية أفارية في داغستان، حيث كان والده شيخاً يتقن العربية وشاعراً مميزاً، ما جعل حمزاتوف يتأثر بوالده منذ نعومة أظافره، وبدأت أولى محاولاته بكتابة بعض القصائد، وهو في التاسعة من عمره، فكانت قصائده طفولية، ثم تابع اهتمامه بالشعر حتى نضجت تجربته بعمر المراهقة والشباب الأول.
ونُشرت قصائده الأولى في الصحيفة الأفارية المحلية “بلشفي الجبال” منذ عام 1937 في سن الرابعة عشر، ودرس في المدرسة المحلية، ثمَّ غداً مدرساً، ومساعداً في الإخراج المسرحي وملقناً، وصحفياً في جرائد ومجلات وإذاعات مهمة، وعضواً في هيئات تحريرها.
سافر حمزاتوف إلى موسكو أوساط الأربعينيات ليدرس في معهد غوركي للآداب عام 1945 وتخرج منه عام 1950، ويستعرض مؤلف الكتاب وقائع عن حمزاتوف من خلال معرفته الشخصية به واللقاءات المتعددة التي حدثت بينهما، فهو شاعر الحب والإنسانية، يمتاز أسلوبه الشعري ببساطة التعابير والحكم العميقة، حيث عمل على ترسيخ القيم الخالدة من التسامح والعدالة والحس الوطني في منتجه الإبداعي.
كان حمزاتوف يؤمن بالاتحاد السوفيتي ويتعامل معه بصدق مطلق، ويعد نفسه داغستانياً روسياً سوفيتياً، فعمل عضواً في اللجنة السوفيتية للدفاع عن السلام، إضافة لعضويته في لجنة التضامن مع آسيا وإفريقيا، ونال اهتمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعاه لزيارته وأرسل له طائرة خاصة، وكرمه بتقليده وسام الدولة باسم القديس أندرو الأول، مع برقية احتفاء تؤكد أنه شاعر أصيل موهوب يمتاز بروح معطاءة، وأنّه أحد أعلام كوكبة الثقافة الوطنية ينقل للعالم أحاسيسه الإنسانية والوطنية.
إن بيئة حمزاتوف الداغستانية تشبه بعاداتها وتقاليدها البلاد العربية، وخاصة ذات الطبيعة الجبلية، والبيئة الريفية والعلاقة بالأهل والأرض، وإن هجرة الكثير نحو سورية والاستقرار بها والدفاع عنها، جعل حمزاتوف يعشق العرب ويزور بلادهم، ومن بينها سورية، ويعكس التلاقح بين الثقافة العربية والداغستانية في شعره، وله قصائد دافعت عن القضايا العربية وفي مقدمتها “القضية الفلسطينية”.
عائلة حمزاتوف قدمت شهيدين يكبرانه سناً أثناء الحرب الوطنية العظمى بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية، لذلك تأثر بقصف أمريكا لهيروشيما اليابانية بالقنبلة الذرية عام 1945م، وما خلفته الحادثة من مصائب أخطرها انتشار الأمراض نتيجة الإشعاعات النووية، من بينها سرطان الدم (اللوكيميا) الذي أصيبت به الطفلة اليابانية (ساداكا)، وتوفيت عام 1955، لذلك عند مشاهدة الشاعر لتمثال الطفلة بعد عشرين عاما وهي تحمل طائر الغرنوق الأبيض حرضه لكتابة قصيدته الأشهر بعنوان “الغرانيق” لتتحدث بإنسانيتها عن شهداء الحروب الدامية.
وفي الفصل الثاني من الكتاب يلاحظ القارئ كتابة حمزاتوف باستفاضة عن موطنه داغستان، حتى لُقّب بشاعر الشعب الداغستاني وهي صفة تمنح لكبار الشعراء، وإدراكاً لأهمية أعماله فقد تُرجمت عن اللغة الروسية إلى عشرات اللغات السوفيتية والأجنبية، لكون كتاباته متنوعة المضامين متوحدة الهدف والتي تعمقت بالحب والأم، الوطن والإنسانية، الصداقة، الدين، اللغة والانتماء القومي، وهو ما جعل نسخ مؤلفاته تصل للملايين، وتتحول لأناشيد غنائية عالمية بعد تلحينها من أشهر الموسيقيين ليغنيها مشاهير المطربين والمطربات.
ويترجم المؤلف أبو الشعر في الفصل الثالث والأخير من الكتاب عشرات القصائد لرسول حمزاتوف، ويختتم بتأليف قصيدة خاصة بمناسبة مئوية الميلاد حملت عنوان “الداغستاني الشاهق هذا أقل ما يقال في ذكراك المئوية أيها المبدع الرائع”.
الكتاب الذي جاء في 136 صفحة، حمل رسالة توضح ما عاناه الشاعر حمزاتوف في مرحلة انهيار الاتحاد السوفيتي وآلامه الروحية وذكرياته المُرّة، حيث بلغ عدد التماثيل واللوحات والنصب التذكارية التي تخلد ذكراه ما يقارب المئة في مختلف أنحاء العالم، منها سوخاكوم 2008، و”محج القلعة” مواجه مسرح الدراما 2010 بعد مرور عامين على افتتاح متحف باسمه، وتمثال في موسكو 2013، وكذلك جامعة بطرسبورغ 2013، وتمثال نصفي في مدينة يالوفا في تركيا 2014، وأُطلق اسمه على بعض الشوارع والمكتبات، ما يؤكد أن “رسول حمزاتوف أعجوبةٌ إبداعيةٌ استثنائية، ظهر كنبتة خضراء انبثقت في البداية بين الصخور حتى غدت شجرة وارفة الظلال”.
يذكر أن للمؤلف الدكتور أيمن أبو الشعر عدة مؤلفات أخرى تصل بمجموعها لثلاثين إصدار، تتنوع ما بين الشعر والمسرح والدراسات والترجمة، فهو شاعر معاصر من مواليد دمشق 1946، تعلّم فيها، بينما نال الدكتوراه في الآداب من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية العليا.
الياس أبو جراب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
“تعمير ” و”هواوي” تتعاونان للارتقاء بقطاع التطوير العقاري في المملكة العربية السعودية
المناطق_الرياض
أعلنت شركتا “هواوي” و”تعمير” للتطوير العقاري عن شراكة استراتيجية لتطوير وحدات سكنية مزودة بتقنيات اتصال حديثة بالألياف الضوئية. يأتي هذا التعاون في إطار دعم رؤية السعودية 2030، ومبادرة “مجتمع الـ 10 جيجابت” التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بهدف تطوير بنية تحتية للإنترنت فائق السرعة في جميع أنحاء المملكة لدعم أهداف التحول الرقمي في البلاد.
ومع تزايد الحاجة إلى نطاق ترددي عالٍ لتشغيل التطبيقات المتطورة، مثل بث الفيديو والألعاب الإلكترونية، توفر خدمة الألياف الضوئية الموصولة للغرف (FTTR) من “هواوي” بنية تحتية متقدمة تلبي هذه المتطلبات. ويتميز هذا الحل بتمديد كابلات الألياف الضوئية إلى كل غرفة في المنزل، مما يضمن اتصالاً لاسلكياً مستقراً بسرعات عالية جدا، مع تجربة إنترنت سلسة وموثوقة لجميع الأجهزة.
أخبار قد تهمك هواوي تعلن عن هاتف جديد بتقنيات مميزة 24 أكتوبر 2024 - 8:35 صباحًا هواوي ترد بقوة على آيفون 16 وتعيد تدوير عجلة الابتكارات في الهواتف المحمولة 11 سبتمبر 2024 - 11:35 صباحًاومن خلال هذه الشراكة، ستوظف “هواوي” خبرتها التقنية وحلولFTTR المتقدمة لضمان تزويد المباني السكنية الجديدة لشركة “تعمير ” ببنية تحتية متطورة قادرة على مواكبة احتياجات المستقبل. الأمر الذي سيسهم في تلبية متطلبات النطاق الترددي المتزايدة للمنازل الذكية وتقنيات الأتمتة، مما يتيح تكاملاً سلساً مع التطورات المستقبلية في مجال الاتصال.
وفي إطار تعليقه على الشراكة، قال الرئيس التنفيذي لشركة تعمير/ياسر الماجد، “تمثل هذه الشراكة مع هواوي منعطفاً مهماً لشركة ’تعمير ‘، في إطار رحلتها لترسية معايير جديدة للحياة العصرية في المملكة. وفي ’تعمير‘، نحن ملتزمون بتطوير أفضل التجارب المعيشية المتطورة، وهذا التعاون يسمح لنا بالوفاء بهذا الالتزام. ومن خلال دمج تقنية FTTR المتقدمة من هواوي، لا نكتفي بتجهيز وحداتنا السكنية للمستقبل فحسب، بل نساهم أيضاً في تحقيق أهداف التحول الرقمي الشامل للمملكة، بما يتماشى مع رؤية 2030. فالأمر لا يتعلق بمجرد توفير الاتصال، بل بتمهيد الطريق أيضاً نحو مستقبل أكثر ذكاءً وترابطاً في المملكة العربية السعودية.”
من جانبه قال سيمون زوسيي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة هواوي السعودية “تفخر هواوي بشراكتها مع ’تعمير‘ في إطار هذه المبادرة الرائدة، إذ نؤمن بأن الوصول إلى اتصال موثوق وفائق السرعة يعد عنصراً أساسياً لدفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية. ويعكس هذا التعاون التزامنا بتمكين عالم ذكي ومترابط بالكامل. ونحن متحمسون للمساهمة من خلال حلول FTTR، وبمساعدة ’تعمير فيجن‘، في تطوير مجتمعات سكنية متكاملة تواكب احتياجات المستقبل بكل معنى الكلمة. ويتماشى هذا المشروع كلياً مع رؤية مبادرة ’مجتمع الـ 10 جيجابت‘ في المملكة، ونحن على ثقة بأنه سيشكل نموذجاً يُحتذى للمطورين العقاريين في المنطقة كلها”.
تؤكد هذه الشراكة التزام الشركتين بدفع عجلة الابتكار في المملكة. ومن خلال دمج البنية التحتية المتطورة للاتصالات وتقنية المعلومات من هواوي، تسعى شركة “تعمير ” إلى تقديم تجارب معيشية فريدة للسكان مع المساهمة في نمو الاقتصاد الرقمي في المملكة العربية السعودية. وترسي هذه المبادرة معياراً جديداً للاتصال السكني، مما يعزز اعتماد تقنية FTTR على نطاق أوسع بين المطورين، ويمهد الطريق نحو مستقبل أكثر ترابطاً وذكاءً للمملكة.
تسعى الشركتان إلى تجهيز أكثر من 5000 وحدة سكنية بتقنية FTTR بحلول عام 2035، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030، ومبادرة “مجتمع الـ 10 جيجابت”. وإذ يرسخ هذا النهج الاستشرافي مكانة “تعمير” كشركة رائدة في مجال تطوير العقارات الذكية، فإنه في الوقت ذاته يعزز التزام هواوي بتمكين مجتمع متقدم رقمياً.