مدريد - صفا

انطلقت في العاصمة الإسبانية مدريد، اليوم السبت، أعمال المؤتمر الدولي الثامن للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، بعنوان: "قرارنا حرية".

ويناقش المؤتمر على مدار يومين، الوقف الفوري للإهمال الطبي المتعمد واسترداد جثامين الشهداء، وأوضاع الأسرى داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات الجسيمة بحقهم، ونضالات الحركة الأسيرة وما واجهته من صعوبات وتحديات، وما حققته من إنجازات متراكمة على مدار عقود النضال الفلسطيني.

ويهدف المؤتمر إلى تدويل قضية الأسرى، وحشد الدعم والتأييد من قبل المتضامنين في أوروبا والنشطاء في العالم لإسناد قضيتهم، وفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، إن "شعبنا يدفع ثمن حريته من أجساد وأعمار أبطاله وماجداته داخل السجون والمعتقلات، الذين تمارس إسرائيل بحقهم الإرهاب المنظم".

وأضاف أنه منذ عام 1967 نفذ الاحتلال أكثر من مليون اعتقال، ويحتجز اليوم في 24 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف أكثر من 5 آلاف أسير وأسيرة، بينهم 38 امرأة، و170 طفلا، و700 أسير مريض، إضافة إلى 559 محكومين بالسجن المؤبد "مدى الحياة".

ولفت إلى أن هناك 450 أسيرًا، مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما بشكل متواصل، بينهم 22 معتقلون قبل توقيع اتفاق أوسلو.

وبين أنه بارتقاء الشهيد خضر عدنان خلال إضرابه المفتوح عن الطعام، ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 237 شهيدًا، وما زال 11 منهم محتجزين في "مقابر الأرقام" والثلاجات، في حين تجاوز عدد الأسرى الإداريين 1200 أسير، يحتجزون دون أي تهم أو محاكمات.

وأشار الى أن الأوضاع داخل السجون والمعتقلات معقدة وبائسة، في ظل تنامي منظومة التطرف الفاشية الإسرائيلية، والتي يمثلها بوجهها الحقيقي الوزير المتطرف ايتمار بن غفير، الذي يواصل النهار بالليل للنيل من أسرانا، والانتقام منهم.

وبين أن كل حقوق الأسرى والأسيرات انتزعت انتزاعا بسنوات طويلة من النضال، والإضرابات المفتوحة عن الطعام، وأنهم حولوا السجون والمعتقلات الى جامعات ومعاهد حقيقية، وتجاوزوا كل المعيقات، وتمكنوا من الحصول على شهادات علمية حقيقية، وجعلوا من زنازينهم مساحة أخرى من الاشتباك مع الاحتلال التائه وغير القادر على مواجهة هذا التحدي وهذا الأمل المنتصر.

ووجه فارس رسالتين، الأولى من خلال سفراء الحرية "أطفال النطف المهربة من داخل السجون والمعتقلات" ممثلين بابنة الأسير القائد البطل وليد دقة، وهي أصغر مشاركة في المؤتمر، والتي تقول لكم أريد أبي، حالها حال 130 طفلا انتزعوا الحياة رغما عن الاحتلال ومنظومته الأمنية.

وأوضح أن الرسالة الثانية هي لكل أحرار العالم، بأن تحركوا سريعاً لإنقاذ حياة الأسير كايد الفسفوس المضرب عن الطعام لليوم 59 على التوالي، ضد اعتقاله الإداري، ومن خلاله لإنهاء هذه الجريمة المتصاعدة وما يرافقها من عذاب وعقاب جماعي للأسرى وعائلاتهم وعموم الشعب  الفلسطيني.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: مدريد الأسرى

إقرأ أيضاً:

رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين

 

الثورة/ متابعات

منذ اللحظة الأولى لدخول الأسرى الفلسطينيين إلى سجون الاحتلال، يواجهون تحديات قاسية، لكنهم يصرون على خلق حياة خاصة داخل المعتقلات، انتظارًا للحظة الإفراج التي تأتي عادة بصفقات تبادل تنظمها فصائل المقاومة.
فرغم ظلم الزنازين، يسعى الأسرى لصناعة واقع يمنحهم الأمل والقوة في مواجهة القمع الإسرائيلي.
ومع حلول شهر رمضان، تتضاعف هذه التحديات، لكن الأسرى يتمسكون بأجواء الشهر الفضيل رغم كل القيود والانتهاكات التي يفرضها الاحتلال عليهم.
ورغم القيود المشددة، يسعى الأسرى لصناعة أجواء رمضانية تذكرهم بالحرية، وتمنحهم قليلًا من الروحانيات وسط ظروف الاحتجاز القاسية، يحرصون على التقرب إلى الله بالدعاء والعبادات، رغم التضييق على أداء الصلاة الجماعية ومنع رفع الأذان.
حيث يقوم الأسرى بتحضير أكلات بسيطة بأقل الإمكانيات، مثل خلط الأرز الجاف مع قطع الخبز والماء لصنع وجبة مشبعة.
والتواصل الروحي مع العائلة بالدعاء لهم، خاصة بعد منع الاحتلال لهم من معرفة أخبار ذويهم.
ولكن كل هذه الممارسات تعرضت للقمع الشديد خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث فرض الاحتلال إجراءات أكثر تشددًا على الأسرى الفلسطينيين.

شهادات
كشف المحرر الغزي ماجد فهمي أبو القمبز، أحد الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، عن معاناة الأسرى في رمضان الأخير قبل الإفراج عنه، قائلًا: “أجبرنا الاحتلال على أن يمر رمضان كأنه يوم عادي بل أسوأ، فقد كان ممنوعًا علينا الفرح أو الشعور بأي أجواء رمضانية”.
ومع بدء الحرب، شدد الاحتلال قبضته على الأسرى عبر: تقليل كميات الطعام، حيث لم تزد كمية الأرز اليومية المقدمة للأسرى عن 50-70 جرامًا فقط، مما اضطرهم إلى جمع وجبات اليوم بأكملها لتناولها وقت الإفطار.
بالإضافة إلى منع أي أجواء رمضانية داخل السجون، بما في ذلك رفع الأذان أو أداء الصلوات الجماعية، حتى وإن كانت سرية.
ومصادرة كل المقتنيات الشخصية، ولم يبقَ للأسرى سوى غطاء للنوم ومنشفة وحذاء بسيط.
والاعتداءات اليومية، حيث كان السجان يقمع الأسرى لأي سبب، حتى لو ضحك أسيران معًا، بحجة أنهما يسخران منه!

تعتيم
ومنع الاحتلال الأسرى من معرفة أي أخبار عن عائلاتهم، بل تعمد نشر أخبار كاذبة لإضعاف معنوياتهم، مدعيًا أن عائلاتهم استشهدت في الحرب.
وقد عانى المحرر أبو القمبز نفسه من هذا التعتيم، إذ لم يعرف من بقي من عائلته على قيد الحياة إلا بعد خروجه من الأسر!.
ويواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال انتهاكات خطيرة، في ظل صمت دولي مخجل، وفي رمضان، حيث يتضاعف القمع والتنكيل، تبقى رسالتهم واحدة، إيصال معاناتهم إلى العالم وكشف جرائم الاحتلال بحقهم، والمطالبة بتدخل المنظمات الحقوقية لوقف التعذيب والتجويع المتعمد داخل السجون، والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، خاصة في ظل تزايد حالات القمع والإهمال الطبي.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
  • وسط تشديد الحصار واستمرار المساومات حول عدد الأسرى.. 2.4 مليون إنسان يقتلهم الاحتلال ببطء داخل غزة
  • سحب ترشيح آدم بولر مبعوثا لشؤون الأسرى وسط غضب إسرائيلي
  • حماس: قصف الاحتلال انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار
  • 6 أبريل.. مصر تستضيف المؤتمر الدولي الثاني للسكتة الدماغية والقسطرة المخية التداخلية
  • رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين
  • مجلس الأمن الدولي يصدر بيانا يدين أعمال العنف في سوريا
  • مجلس الأمن الدولي يعتمد بيانا رئاسيا صاغته أمريكا وروسيا يدين أعمال العنف في اللاذقية وطرطوس
  • حماس توافق على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأمريكية وأربعة جثامين
  • الاتحاد الدولي للاتصالات يدعو للمشاركة في صياغة جدول أعمال قمة المعلومات WSIS+20