مأساة غواصة "أوشن غايت" تتحول إلى فيلم سينمائي
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بعد أشهر على كارثة الغواصة "تيتان" من شركة "أوشن غايت"، بدأت التحضيرات لإنتاج فيلم سينمائي توثق الرحلة الأخيرة لهذه الغواصة.
من المقرر أن يتم الإعلان عن الأبطال المشاركين وموعد بدء التصوير قريباً
وكشفت مجلة "فارايتي" أن شركة MindRiot Entertainment بالتعاون مع منتقد فيلم The Blackening إ. براين دوبينغ، بالتعاقد مع الكاتبين جاستين ماكغريغور وجوناثان كيسي لإعداد سيناريو فيلم عن رحلة الغواصة المنكوبة، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الأبطال المشاركين وموعد بدء التصوير خلال الفترة المقبلة.
وفي حال أبصر هذا الفيلم النور، سيكون أول عمل سينمائي طويل يتناول مأساة "تيتان"، رغم أن شركة MindRiot قد أنتجت سلسلة وثائقية بعنوان "Salvaged"، تتناول حياة المدير التنفيذي السابق لـ"أوشن غايت" كايل بينغهام، الذي حذّر مراراً من مشروع الرحلات في الأعماق.
كما سبق وعرضت "القناة الخامسة" البريطانية، بعد عدة أيام من اختفاء الغواصة، وقبل العثور على حطامها متناثراً، فيلماً وثائقياً بعنوان: "غواصة تيتنان تاهت في البحر Titanic Sub: Lost at Sea".
كاميرون ينفي اهتمامه بالأمروذكّرت المجلة بالمعلومات التي تواترت بعد شهر من كارثة الغواصة، حول أن مخرج فيلم "تيتانيك" جيمس كاميرون سيقوم بإنتاج فيلم ضخم عنها، إلا أن الأخير نفى الأمر قطعياً، لاسيما في ظل استمرار التحقيقات بالكارثة الإنسانية.
غرد كاميرون عبر حسابه الخاص على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) قائلاً: "لا أرد عادة على الشائعات المسيئة في وسائل الإعلام، لكن علي أن أفعل ذلك الآن.. أنا لست في محادثات حول فيلم Ocean Gate، ولن أفعل ذلك أبداً".
I don’t respond to offensive rumors in the media usually, but I need to now. I’m NOT in talks about an OceanGate film, nor will I ever be.
— James Cameron (@JimCameron) July 15, 2023 كارثة استأثرت بالاهتمام العالميوكانت قضية الغواصة "تيتان" استأثرت بالاهتمام العالمي خلال شهر يونيو (حزيران) 2023، بعدما اختفت في رحلة تحت الماء في أعماق البحار بالقرب من حطام السفينة "تيتانيك" في المحيط الأطلسي.
وقد فُقِد الاتصال بين الغواصة والسفينة الأم بعد ساعة و45 دقيقة من الغوص، ما أسفر عن مخاوف جمة على حياة طاقمها المكون من خمسة أفراد، بسبب تضاؤل إمدادات الأكسجين في ظروف الضغط العالي.
وبعد أربعة أيام من اختفاء الغواصة، اكتشفت مركبة آلية "تعمل عن بُعد" حطاماً بالقرب من حطام "تيتانيك"، ليُستنتج أن الغواصة "تيتان" قد انفجرت تحت تأثير الضغط العالي، وتنطلق رحلة قضائية لا تزال جارية حتى الآن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: فيلم رجل الابتسامة مأساة خلف القناع
"رجل الابتسامة" (The Smile Man) هو فيلم أمريكي قصير من بطولة الممثل المميز "ويليم دافو" (Willem Dafoe). لا تتجاوز مدته ثماني دقائق، لكنه يحتوي على رؤية سينمائية مميزة تكشف عن مفارقات المشاعر البشرية والتناقضات التي تسكنها. الفيلم يُقدم رسالة قوية حول الألم الذي قد يختبئ خلف قناع البهجة، ويُجسد من خلال أداء "دافو" المتقن رحلة إنسانية عميقة بين المظهر والجوهر.
يقدم الفيلم شخصية رجل تعرض لحادث سيارة مأساوي تسبب في تلف أعصاب وجهه، مما جعله يحمل ابتسامة دائمة لا تنفصل عن ملامحه. بينما تُعد الابتسامة رمزًا عالميًا للسعادة، تتحول في هذا الفيلم إلى لعنه تحاصر الشخصية وتدفعها إلى مواقف محرجة ومؤلمة. الناس يفسرون ابتسامته الدائمة على أنها سخرية، مما يزيد من عزلة الرجل ومعاناته النفسية.
الأحداث تصل إلى ذروتها عندما يلتقي بالمرأة التي اصطدمت سيارته بها في الحادث نفسه. تعيش المرأة ألمها الخاص بعد أن فقدت فرصة عملها كمراسلة صحفية نتيجة الحادث، الذي أصابها بخلل عصبي جعل عينيها تدمعان باستمرار. عندما اكتشفت أن ابتسامته ليست سوى شلل دائم في وجهه، أدركت أن معاناته تفوق ما تخيلت، وبدأت ترى في ابتسامته المزعومة مأساة تشبه دموعها التي لا يمكن السيطرة عليها.
الفيلم يُظهر تناقضًا عميقًا بين الشخصيتين؛ فذلك الرجل الذي لا يستطيع التوقف عن الابتسام، وتلك المرأة التي لا تستطيع منع دموعها، يعيشان مأساة متكاملة تعكس اغتراب الإنسان عن نفسه والآخرين، حيث تصبح المظاهر خادعة ولا تعبر عن المشاعر الحقيقية.
الإخراج والتصوير في فيلم "رجل الابتسامة" لعبا دورًا محوريًا في إبراز التوتر النفسي والمعاناة الداخلية للشخصيات. فقد تم توظيف زوايا الكاميرا بمهارة لإبراز البنية العاطفية المعقدة للشخصية الرئيسية؛ إذ استعان المخرج باللقطات المقربة (Close-ups) لتركز على ملامح وجه الرجل المبتسم، مما عزز من شعور المشاهد بالتوتر النفسي والانفصال الداخلي الذي يعانيه البطل. في المقابل، استخدمت اللقطات الواسعة (Wide Shots) لتضع الشخصية في إطار اجتماعي أوسع، مما يبرز مساحته المنعزلة ويعكس اغترابه ضمن محيطه.
أما الإضاءة؛ فقد جاءت كعنصر أساسي لتعزيز الدراما البصرية في الفيلم، حيث استخدمت تقنية الإضاءة المنخفضة (Low-Key Lighting) لتوليد تباين بصري قوي بين مناطق الضوء والظلال، مما عبر عن الصراع الداخلي بين الظاهر والمخفي في حياة البطل. الظلال الحادة (Sharp Shadows) أضافت بُعدًا من الغموض والألم النفسي، بينما استُخدمت الإضاءة الموجهة (Directional Lighting) لتسليط الضوء على ملامح الوجه التي باتت غير طبيعية، مُبرزًة المعاناة المكنونة خلف تلك الابتسامة المستمرة. هذا المزج بين تقنيات الإضاءة والكاميرا خلق تجربة بصرية متكاملة، تعكس ببراعة العبء النفسي للشخصيات وتضع المشاهد في قلب الصراع المأساوي الذي يدور حوله الفيلم.
يسلط الفيلم الضوء على الفجوة بين ما يشعر به الإنسان وما يُظهره للآخرين. الابتسامة ليست دائمًا فرحًا، والدموع ليست دائمًا ضعفًا. الفيلم يحمل رسالة فلسفية وإنسانية عميقة، تُذكّرنا بأننا غالبًا ما نحكم على الآخرين من خلال مظاهرهم، متجاهلين المعاناة التي قد تكون مختبئة خلف تلك الوجوه.
"رجل الابتسامة" هو فيلم قصير لكنه ممتلئ بالمعاني والدلالات التي تستحق التأمل. يعالج موضوعات عميقة مثل الألم الخفي، الانعزال الاجتماعي، والكيفية التي نتعامل بها مع مظاهر الآخرين. إنه عمل سينمائي يُبرز قدرة الأفلام القصيرة على تقديم قصص مؤثرة وذات مغزى بأسلوب بسيط ولكن فعال. الفيلم يذكرنا في النهاية بحقيقة إنسانية لا تتغير؛ ليست كل الوجوه تعكس الحقيقة، وما يظهر على السطح قد يكون مجرد قناع يخفي ما هو أكبر.