الداخل المحتل - صفا

شارك عشرات الفلسطينيين في عرض فيلم "120 كم" والذي يعود ريعه لمساندة أهالي معتقلي هبّة الكرامة الذين يحاكمون في ملفات أمنية منذ الهبة التي اندلعت في شهر مايو/ أيار من عام 2021.

وقال القائمون على الفيلم في بيان صادر عنهم: "يعود رصيد العروض، بالكامل، إلى عائلات المعتقلين والأسرى على خلفية هبة الكرامة".

وفي إعلانهم عن المبادرة، قال النشطاء: "إن عدد كبير من أهالي معتقلي هبة الكرامة، دفع ثمنًا غاليًا، إن كان ذلك بسجن أبنائهم، أو بتكاليف باهظة من الغرامات وتوكيل المحامين، نحن كنشطاء، نجد أنه من واجبنا مساندة الأهالي، بالتوجّه عبر كل فرد من شعبنا، ليقدم ما استطاع إليه سبيلًا، لهذه العائلات".

وبين أن الدعم للعائلات يأتي، سواء باقتناء تذاكر لحضور عروض فيلم (12 كم) الذي تبرّع به الفنان وسيم خير، أو بشراء تذاكر مساند، يرصد ريعها بالكامل للعائلات.

وأضافوا "120 كم للفنان وسيم خير فيلم وثائقي قصير، حاصل على جوائز دولية، يوثّق رحلة فنّانين فلسطينيين إلى لبنان لتقديم جولة عروض فنية في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين ببيروت، وهي جولة كانت كفيلة، وخلال أسابيع، إلى أن يجد الاثنان نفسيهما في مكان يخلق لديهما أسئلة وتناقضات وتخبطات عديدة، وفي نهاية الرحلة يجد أحدهما نفسه بغرفة التحقيق والثاني 20 شهرا بالاعتقال الإداري".

وقال الناشط والصحافي رشاد عمري من مدينة حيفا وهو أحد القائمين على المبادرة في حديثٍ خاص مع الجرمق: "مجموعة من المتابعين لقضية محاكم معتقلي هبة الكرامة الذين قبعوا في السجون الإسرائيلي لأكثر من عامين، ويعانون في المحاكم الإسرائيلية هم وعائلاتهم".

وأضاف "أن هذه المبادرة جاءت كمحاولة لدعم الأهالي ماديًا، خصوصًا أن المعتقلين تركوا وحدهم في المعركة مقابل المؤسسات الإسرائيلية، الكثير منهم تم الإيقاع بهم في التحقيق من الشاباك، حسبما قال الشبان".

وأردف، "عبر متابعتنا لقضية المعتقلين، رأينا أن هناك حاجة كبيرة لدعم الأهالي من 3 نواحي، الناحية المادي وتكاليف المحامين التي كلفت العائلات مبالغ باهظة، هم دفعوا ثمن تعطلهم عن أعمالهم، وسفر من بلد إلى آخر، وغرامات مالية فرضت على المعتقلين في المحاكم".

وتابع، "هذه المبادرة ليست الأولى، من قبل كان هناك صندوق الكرامة والأمل بمبادرة من جمعية بلدنا كمحاولة لمساعدتهم بقضايا المحامين، وحتى يساعدوا في دفع تكاليف المحامي، رأينا المعاناة التي يعيشها الأهل".

وأضاف عمري لـ الجرمق، "الصحيح أن كل مطالب الأهالي كانت لإسنادهم معنويًا، رغم أن أولادهم دافعوا عنا وعن أهلنا وبيوتنا وأطفالنا والنساء من هجمات المستوطنين".

وختم بالقول: "المخرج وسيم خير تبرع بفيلمه 120 كم، التذاكر ستكون لمشاهدة العرض، ستذهب الأموال إلى مساعد الأهالي، ومن لا يستطيع الحضور يمكنه التبرع، سعر التذكرة سيكون 100 شيكل على الأقل".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: هبة الكرامة العشرات هبة الکرامة

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: حرب الكرامة.. (أكل الحساء باستخدام السكين) (2)

1 حددت قيادة الجيش المناطق والقواعد العسكرية التي ينبغي الدفاع عنها حتى النهاية في العاصمة الخرطوم. بناءً على وقائع الأحداث، قُرر التخلي عن بعض الحاميات البعيدة، خصوصًا تلك التي تقع في مناطق تعتبر معاقل للعدو ويتفوق فيها عسكريًا. بالنسبة للمناطق التي لا يستطيع الجيش الدفاع عنها أو إيصال خطوط الإمداد إليها، فقد انسحب منها أو أخلاها، مثل (نيالا، الجنية.. الخ). والملاحظ أن هذه الانسحابات تمت بتخطيط دقيق، دون خسائر تُذكر، حيث تم سحب الجنود والآليات والأسلحة إلى مناطق آمنة. ومعلوم أن الانسحابات العسكرية هي قرارات معقدة تُتخذ في سياقات عسكرية متعددة. قد تكون الأسباب وراء الانسحابات ناتجة عن مزيج من العوامل اللوجستية والعسكرية مثل إعادة التمركز وإعادة الانتشار وبعضها يتم بسبب توازن القوى لتجنب خسائر أكبر في مواقع ضعيفة. وبعضها تم لأسباب لوجستية مثل نقص الذخيرة، الطعام، الوقود، أو الإمدادات الطبية وتعطل خطوط الامداد.
2
اعتمد الجيش في المرتكز الثالث نظرية معروفة في حرب المدن، تعطي الأولوية لإضعاف العدو بدلًا من التمسك بالأرض. إذا تم إضعاف العدو بشكل كبير من حيث القوات أو الموارد أو المعنويات، تصبح السيطرة على الأرض أسهل وأقل تكلفة. يمكن لقوة عسكرية أن تستعيد الأراضي إذا كان العدو ضعيفًا، لكن السيطرة على الأرض بينما العدو لا يزال قويًا قد تؤدي إلى حرب استنزاف طويلة ومكلفة. كما تركز هذه النظرية على استنزاف العدو اقتصاديًا وعسكريًا، مما يجعله غير قادر على الاستمرار في القتال.
كان الناس يتعجبون من عدم انزعاج القوات المسلحة من سيطرة المتمردين على مساحات واسعة من الأرض دون رد فعل مناسب. ويرجع ذلك إلى سببين:
الأول هو عدم جاهزية الجيش بسبب نقص القوات، السلاح، والذخائر.
والثاني هو تبني نظرية عدم أهمية الأرض في حرب المدن.
ماذا فعل الجيش في البداية؟ بدأ بتأسيس تشكيلات عسكرية ضرورية لحرب المدن من خلال إنشاء فرق صغيرة سريعة الحركة، مسلحة بأسلحة خفيفة، قادرة على إحداث خسائر في العدو دون خوض حرب شاملة. كانت مهمتها الأساسية هي إضعاف العدو واستنزافه.
ومن هنا تأسست قوات العمل الخاص، التي أحدثت في وقت وجيز فرقًا هائلًا في مجريات الحرب داخل الخرطوم. سجلت هذه القوات نجاحًا باهرًا في أم درمان، ثم عُممت الفكرة على باقي مناطق الخرطوم. ساهمت هذه الاستراتيجية بشكل كبير في إضعاف العدو، حيث رأينا كيف تدهورت أوضاع المتمردين نتيجة مطاردات فرق العمل الخاص المستمرة. شهدنا التدهور الكبير للمتمردين في أم درمان بعد تحرير الإذاعة، والآن تكاد تكون قوات العمل الخاص قد نظفت أم درمان بالكامل، باستثناء بعض الجيوب في سوق ليبيا ومنطقة الصالحة. وبذلك، ومع الإضعاف المستمر للعدو، عندما قرر الجيش شن هجوم كبير، لم يستطع المتمردون الصمود.
3
في المرتكز الرابع، ركز الجيش على إحباط أحد أهم تكتيكات المتمردين، وهو تكتيك (الفزع). وقد ساعد غباء المتمردين على نجاح الجيش في هذا المرتكز، حيث اعتقد المتمردون أن السيطرة على الأرض ستمنحهم فرصًا أكبر لاستلام السلطة، فانتشروا في مساحات واسعة دون خطوط إمداد كافية أو قوات مناسبة، معتمدين على تكتيك (الفزع).
ولكن هذا التكتيك كان مقتلهم لاحقًا، حيث تمكن الجيش من تقطيع أوصال قواتهم، وتحويلهم إلى جزر معزولة. أصبحت أغلب قوات المتمردين محاصرة في المناطق التي تواجدت فيها، مما سهل القضاء عليها.
4
أهم منعطف في حرب الكرامة يمكن تاريخه بخروج الرئيس البرهان من القيادة.
كيف؟ أولًا، أعطى خروج الرئيس من القيادة العامة معنويات عالية للجيش والشعب، إذ إن وجود رئيس الدولة في حالة حصار كان سيعرقل كثيرًا من أعمال الحكومة ويمنح العدو دفعة نفسية. ثم إن حصار الرئيس من شأنه أن يعمم سمعة غير حميدة، فإذا كان رئيس الدولة في حصار والجيش غير قادر على تحريره فكيف سيحرر البلد.؟، ساهم خروج الرئيس في رفع المعنويات. ثانيًا، بعد خروجه، بدأ العمل فعليًا على بناء جيش جديد في ثلاثة أبعاد:
سد النقص في قوات المشاة عبر استنفار الشعب لدعم القوات المسلحة.
تزويد الجيش بأسلحة حديثة، إضافة للأسلحة، والذخائر، تناسب حروب المدن لم تكن متوفرة للجيش.
توفير الموارد اللازمة لإدارة حرب قد تطول.
سياسيًا ساهم خروج الرئيس في توضيح طبيعة الحرب للعالم الخارجي، خاصة للرؤساء الذين تم تزويدهم بمعلومات مزورة وصفت الحرب بأنها نزاع بين جنرالين، بينما هي في الحقيقة تمرد على الشرعية. أكد الرئيس شرعيته كرئيس للدولة، مما أحبط ادعاءات المتمردين وحلفائهم.
5
كانت نتيجة ذلك تعزيز الدعم الشعبي للجيش وتطوير نوعي في قدراته، مما ساهم في نجاح المرتكز الخامس، وهو تحديث الجيش باستجلاب أحدث تكنولوجيا في حروب المدن، مع توفير إمداد مستمر بالسلاح والذخائر. مما أسهم بشكل كبير في نجاح المرتكز الخامس.
نواصل

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ بورسعيد: الأهالي أخبروني بجاهزيتهم لتقاسم ما في منازلهم مع أبناء غزة
  • عادل الباز: حرب الكرامة.. أكل الحساء باستخدام السكين! (3/3)
  • «إدارة المعابر الفلسطينية» تعدل ساعات عمل معبر الكرامة.. الأحد المقبل
  • ساعات عمل معبر الكرامة الأحد المقبل 
  • عادل الباز يكتب: حرب الكرامة.. (أكل الحساء باستخدام السكين) (2)
  • ميقاتي استقبل رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو شوقي ساسين والأمين العام الجديد وسيم الناغي
  • تعيين وسيم دعجة مديرا عاما لـ"سانت ريجيس الموج مسقط"
  • مداهمات إسرائيلية مكثفة بالضفة الغربية.. عشرات المعتقلين وخراب يطال الممتلكات والمنازل
  • ترامب: سأصدر عفوا عن المعتقلين في أحداث 6 يناير
  • مبادرة برلمانية في تونس تدعو للوحدة وللإفراج عن معتقلي الرأي