جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-08@14:51:50 GMT

كم شخصية تمتلك؟!

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

كم شخصية تمتلك؟!

 

الطليعة الشحرية

(1)

 

"هو شخص آخر، أصبح مختلفًا".

جملة تتكرر عند مُقابلة غائب أو مرور فجوة زمنية بين الشركاء في الحياة. تمر السنوات والتغير حال ليس من المحال؛ قد يرافق التغير الشكوى ذاتها من الاختلاف. شريكك في الحياة، في العمل، الصاحب المؤنس جميعهم قابل للتغير، الجميع يتحول إلى شخصٍ آخر.

التحول إلى شخصٍ آخر هو كالمرور في تثقب أسود ينتهي بك المآل أن تقف أمام شخص قد يعجبك أو لا يعجبك، وبشخصك الجديد قد لا تتفق مع شريكك في الحياة أو العمل فتتسع الفجوة.

ولكن كم شخصية تمتلك؟

(2)

من منَّا ثابت؟!

لا أحد ثابت الكل قابل للتغير أما بالطرق أو بالفرد فالأحداث التي يمر بها الإنسان تغيره شاء أم أبى، لن تجدي حالة التصلب والتجمد ورفض التغير؛ بل من الأفضل الإمساك بزمام الأمور وتحديد الوجهة والمرسى. واختيار الاستمرار في مشاركتك المسار مُتاح.

كل العلاقات الاجتماعية كالصداقة والجوار والزمالة قابلة للتغير؛ بل من المستحسن في الكثير من الأحيان تغير مُحيطك ومراجعة رصيد علاقاتك وفلترتها. أخطر رابط بين تلك العلاقات هي رابط الزواج فعدم تقبل أو مواكبة تغير أحد الأطراف يصنع فجوة في مساحات التغير التي لا تطوى إلا بانفصال. إذن فالتغير يؤدي إلى الاختلاف الذي بدوره قد يؤدي إلى الانفصال، فهل يجب مُقامة التغير؟ أعتقد أنه يجب أن ينتابك القلق إذا لاحظت أنك لا تتغير.

(3)

الليلة المُظلِمة

الترحيب بالأزمات واجب وإن خلفت الندوب، فهي بالتأكيد ستغير سلوك أو فعلك أو طريقة تفكيرك والأهم ستكشف أوجه باسمة ومسمومة ومدسوسة محيطة بك، بل قد يرتبط البعض بإحدى الشخصيات السّمية.

نحتاج إلى بعضٍ من الخسارة وبعضٍ من العداوة؛ تلك الأزمات والصدمات هي بمثابة جلسات إنعاش للروح. كيف لروحك أن تشفى إن لم تشق؛ الكل يحتاج إلى ليلة مظلمة ليتعلم كيف يُسافر بذاته ويرتقي بها. الصدمات تتبعها صحوات لعوالم خفية لم تبصر الحياة بعد.

فمن رأى حقيقته الداخلية؟ من يعلم أنه أصاب، ومن أخطأ؟ ومن تغير للأفضل أو الأسوأ؟

كبشر التقلب والمزاجية والتغير هي جزء من مراحلنا الإنسانية؛ فقد تجد الفرد ماجنًا في ساعات وعاكفًا في أخرى، كل ذلك يعتمد على كيفية التعامل مع ذاتك والأحداث المحيطة بها، وسرعة التعلم. فهناك من لا يتعلم من أول مرة فيكرر ذات الخطأ فيدخل في أنفاق الليالي المظلمة مرارًا وتكرارًا ليتعلم الدرس الذي لم يستوعب تعلمه عند أول أزمة.

(4)

حينما ننضج

اختَرْ ألّا يشهد أحدٌ على معاركك مع أزماتك، ولا تسمح لأحد أن يطبطب على قلبك غير يدك، وإن كنت تتمزق داخليًا. وبعد أن تنجلي الليلة المظلمة اسخر من جميع أوجاعك قبل أن يسخر الآخرون منها، وتعلم أن تكتم ما ترغب وقُل ما يكفي دون إطالة واعط كل شخص ما يستحق دون إفراط أو نقصان ولا تهتم لما قيل أو ما سيُقال.

ستشهد ثرثرات كثيرة مفادها "تغير، كُنْ شخصًا آخرَ"، ومع الوقت سترحل دون أن تنظر للخلف فالكثير من الأشياء التي تهمك بالأمس لم تعد تعنيك اليوم. ستنشغل بذاتك وتتجدد قناعاتك وفق ما يتطلبه الأمر وليس وفق رغباتك.

سيأتي وقت تتعامل فيه بعقلٍ كنت تخاله قاسياً، فقد كنت فيما مضى تغفر مرة ومرتين وأربع أما اليوم فأصبحت تتخلى الثالثة.

(5)

معادلة العلاقات

أول علاقة يجب أن نوليها اهتمامًا هي علاقتنا مع ذواتنا، وتقبُّلنا لأنفسنا غير الناضجة والكاملة والقابلة للتغير، وتلك أول خطوة في رحلة استكشاف الذات. الطريقة التي ننظر بها إلى ذواتنا تسقط تلقائيًا على علاقتنا بالآخرين، إن كنت ترى نفسك طيبًا سترى الجميع بذات النظرة، وإن كنت تنظر إلى ذاتك بقصور ونقص ستتحول إلى شخصٍ غيور يحسد الآخرين.

كل العلاقات وتأثيرها وإسقاطاتها المباشرة وغير المباشرة تجمعها المسافة؛ فالمسافة تشكل العلامة الفارقة في العلاقات. المسافة الجغرافية والمسافة الفكرية المسافة الروحية في فهم واقع التغير الضروري وإن كان قاسيًا.

رحلة الإنسان مع الذات تتطلب تغيرًا لينضج وليصنع منه نسخًا أجد هو من يحدد إن كانت أفضل أو أسوأ حسب المسار الذي سيسلك، وعليه فليتعلم فن إدارة علاقته مع ذاته ومع الآخرين..

والآن هل لك أن تسأل: كم شخصية تمتلك؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم: ليس في قاموسنا إلا النصر والمقاومة تمتلك عقيدة راسخة وثابتة في مواجهة الاحتلال

يمانيون../ أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة ليس في قاموسها إلا النصر وأن العدوان الإسرائيلي لن يحقق شيء من أهدافه المعلنة.

وقال الشيخ قاسم في خطاب له اليوم الأربعاء، إن الشهيد الكبير السيد حسن نصر الله قد أسس حزبًا يستند إلى ثوابت الإسلام الأصيل، ويجمع مختلف شرائح المجتمع، واصفا المقاومة في حزب الله بأنها “أساس متين عدداً وتخصصاً وإيماناً وشجاعةً”.

وأضاف أن السيد نصر الله حاز على ألقاب عدة، منها “وسام قائد المقاومة في المنطقة” و”وسام شهيد الأمة”، مؤكدًا أن هذه الألقاب تعكس مكانته الكبيرة بين المجاهدين وأحرار العالم، مضيفا أن نصر الله سيبقى حيا في شهادته وسيستمر معنا ونستمر معه، مشددا على أن السيد الشهيد نصر الله نموذج للقائد الجليل وراية لتحرير فلسطين.

كما تحدث الشيخ قاسم عن الحرب الإسرائيلية العدوانية على لبنان، بالقول: نحن أمام حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان، موضحا أن نتنياهو امام مشروع كبير يتخطى غزة وفلسطين ولبنان الى الشرق الأوسط.

وتوجه الشيخ نعيم قاسم بالتحية الى جبهات المقاومة من اليمن الى العراق الى لبنان وعلى راسهم الدعم الكبير للجمهورية الإسلامية حرس الثورة الإسلامية.

وأفاد بأن نتنياهو يسعى من خلال عدوانه على لبنان إلى إنهاء وجود حزب الله واحتلال لبنان عن بُعد، بالإضافة إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط.

وأكد أن المقاومة تمتلك عوامل قوة أساسية مثل العقيدة الصلبة والاستعدادات والإمكانات من أسلحة وقدرات وتدريب.

ووصف الشيخ نعيم قاسم العدو الإسرائيلي بأنه يمارس حرب الإبادة ضد المدنيين بوحشية، مدعومًا بقدرات جوية استثنائية من الولايات المتحدة.

وقال الشيخ قاسم إن الإسرائيلي ارتبك بعمل المقاومة الكبير على المستوى الأمني، مشيرا الى أن العدو أحضر خمس فرق على الحدود مؤلفة من 65 ألف من الجنود والضباط على قاعدة أن يدخلوا إلى لبنان بعد أن فقد لبنان بحسب اعتقاده قيادة المقاومة.

وأضاف أن العدو توقع أن ينهي المرحلة الأولى يعني إنهاء حزب الله بعملية البيجر واللاسلكي واغتيال القيادات وعلى رأسهم السيد نصرالله وهذا ما يمكن أن يسهّل عليه أن يجتاح لبنان، موضحا نحن الآن في حالة دفاعية لمواجهة هذا العدوان والأهداف التوسعية التي أرادها.

ولفت إلى أن فلسطين التي أعطت في غزة أكثر من 43 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح مع كل الدمار والخراب والإجرام الذي ارتكب بحقها ولكنها عصية واقفة ثابتة جامدة وستنتصر.

وبين أن الإسرائيلي وجد أن مستوى المواجهة كان كبيراً جداً وهو يخشى من الالتحام لذا اقتصر إلى الآن على هذه الجبهة الأمامية وهو يعلن أنه لم يعد لديه أهداف إضافية لأنه واجه مقاومة صلبة

وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن العدو الإسرائيلي يخطئ في تقدير قوة حزب الله، حيث يتوقع القضاء عليه من خلال استهداف قياداته، مشيرا إلى أن العدو لم يدرك أنه يواجه حزبًا ومقاومة تمتلك ثلاثة عوامل قوة أساسية: العقيدة، والمقاومون، والاستعدادات.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي اعتقد أنه يمكنه إنهاء حزب الله بعمليات اغتيال تستهدف قياداته، بما في ذلك السيد حسن نصر الله. ولفت إلى أن هذا الاعتقاد جاء في إطار خطة لإدخال قوات إسرائيلية مكونة من 65 ألف جندي إلى لبنان بعد فقدان القيادة المقاومة.

وأكد الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة في حزب الله تعتمد على عقيدة إسلامية راسخة تجعلهم ثابتين في مواجهة الاحتلال. وأشار إلى أن المقاومين لا يسعون وراء الدنيا، بل يعتبرون نجاحهم في الدنيا مرتبطًا بمقاومتهم للاحتلال.

كما تناول مفهوم الاستشهاديين، موضحًا أن جميع المقاومين هم استشهاديون، لكن المفهوم الشائع عنهم يحتاج إلى تصحيح. فالمستشهد هو الذي لا يهاب الموت ويقاتل بشجاعة من أجل الحق.

وأكد الشيخ قاسم أن الكيان الإسرائيلي سيصرخ من الصواريخ والطائرات وبالتالي لا يوجد مكان في الكيان ممنوع على الطائرات أو الصواريخ.

مقالات مشابهة

  • التضامن: التغير المناخي يؤثر على فرص التمويل بالمجتمع المدني
  • محافظ أسوان: قرية فارس بكوم أمبو تمتلك مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية
  • المسرعات المستقلة للإمارات للتغير المناخي تعلن الفائزين بجوائز "ذا كلايمت كول"
  • قيادي بمستقبل وطن: جماعة الإخوان تمتلك سجلا جنائيا حافلا بالجرائم الإرهابية
  • قيادي بـ«مستقبل وطن»: جماعة الإخوان تمتلك سجلا جنائيا حافلا بالجرائم الإرهابية
  • منال عوض: أطلس المدن المصرية أداة أساسية لتوجيه الجهود لمواجهة التغير المناخي
  • مقصود كروز: الإمارات تمتلك سجلاً حافلاً في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان
  • مقصود كروز: الإمارات تمتلك سجلاً حافلاً في حقوق الإنسان
  • د. شيماء الناصر تكتب: المرأة أكبر المؤثرين في قضية مقاومة التغير المناخي
  • الشيخ نعيم قاسم: ليس في قاموسنا إلا النصر والمقاومة تمتلك عقيدة راسخة وثابتة في مواجهة الاحتلال