جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@23:15:40 GMT

كم شخصية تمتلك؟!

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

كم شخصية تمتلك؟!

 

الطليعة الشحرية

(1)

 

"هو شخص آخر، أصبح مختلفًا".

جملة تتكرر عند مُقابلة غائب أو مرور فجوة زمنية بين الشركاء في الحياة. تمر السنوات والتغير حال ليس من المحال؛ قد يرافق التغير الشكوى ذاتها من الاختلاف. شريكك في الحياة، في العمل، الصاحب المؤنس جميعهم قابل للتغير، الجميع يتحول إلى شخصٍ آخر.

التحول إلى شخصٍ آخر هو كالمرور في تثقب أسود ينتهي بك المآل أن تقف أمام شخص قد يعجبك أو لا يعجبك، وبشخصك الجديد قد لا تتفق مع شريكك في الحياة أو العمل فتتسع الفجوة.

ولكن كم شخصية تمتلك؟

(2)

من منَّا ثابت؟!

لا أحد ثابت الكل قابل للتغير أما بالطرق أو بالفرد فالأحداث التي يمر بها الإنسان تغيره شاء أم أبى، لن تجدي حالة التصلب والتجمد ورفض التغير؛ بل من الأفضل الإمساك بزمام الأمور وتحديد الوجهة والمرسى. واختيار الاستمرار في مشاركتك المسار مُتاح.

كل العلاقات الاجتماعية كالصداقة والجوار والزمالة قابلة للتغير؛ بل من المستحسن في الكثير من الأحيان تغير مُحيطك ومراجعة رصيد علاقاتك وفلترتها. أخطر رابط بين تلك العلاقات هي رابط الزواج فعدم تقبل أو مواكبة تغير أحد الأطراف يصنع فجوة في مساحات التغير التي لا تطوى إلا بانفصال. إذن فالتغير يؤدي إلى الاختلاف الذي بدوره قد يؤدي إلى الانفصال، فهل يجب مُقامة التغير؟ أعتقد أنه يجب أن ينتابك القلق إذا لاحظت أنك لا تتغير.

(3)

الليلة المُظلِمة

الترحيب بالأزمات واجب وإن خلفت الندوب، فهي بالتأكيد ستغير سلوك أو فعلك أو طريقة تفكيرك والأهم ستكشف أوجه باسمة ومسمومة ومدسوسة محيطة بك، بل قد يرتبط البعض بإحدى الشخصيات السّمية.

نحتاج إلى بعضٍ من الخسارة وبعضٍ من العداوة؛ تلك الأزمات والصدمات هي بمثابة جلسات إنعاش للروح. كيف لروحك أن تشفى إن لم تشق؛ الكل يحتاج إلى ليلة مظلمة ليتعلم كيف يُسافر بذاته ويرتقي بها. الصدمات تتبعها صحوات لعوالم خفية لم تبصر الحياة بعد.

فمن رأى حقيقته الداخلية؟ من يعلم أنه أصاب، ومن أخطأ؟ ومن تغير للأفضل أو الأسوأ؟

كبشر التقلب والمزاجية والتغير هي جزء من مراحلنا الإنسانية؛ فقد تجد الفرد ماجنًا في ساعات وعاكفًا في أخرى، كل ذلك يعتمد على كيفية التعامل مع ذاتك والأحداث المحيطة بها، وسرعة التعلم. فهناك من لا يتعلم من أول مرة فيكرر ذات الخطأ فيدخل في أنفاق الليالي المظلمة مرارًا وتكرارًا ليتعلم الدرس الذي لم يستوعب تعلمه عند أول أزمة.

(4)

حينما ننضج

اختَرْ ألّا يشهد أحدٌ على معاركك مع أزماتك، ولا تسمح لأحد أن يطبطب على قلبك غير يدك، وإن كنت تتمزق داخليًا. وبعد أن تنجلي الليلة المظلمة اسخر من جميع أوجاعك قبل أن يسخر الآخرون منها، وتعلم أن تكتم ما ترغب وقُل ما يكفي دون إطالة واعط كل شخص ما يستحق دون إفراط أو نقصان ولا تهتم لما قيل أو ما سيُقال.

ستشهد ثرثرات كثيرة مفادها "تغير، كُنْ شخصًا آخرَ"، ومع الوقت سترحل دون أن تنظر للخلف فالكثير من الأشياء التي تهمك بالأمس لم تعد تعنيك اليوم. ستنشغل بذاتك وتتجدد قناعاتك وفق ما يتطلبه الأمر وليس وفق رغباتك.

سيأتي وقت تتعامل فيه بعقلٍ كنت تخاله قاسياً، فقد كنت فيما مضى تغفر مرة ومرتين وأربع أما اليوم فأصبحت تتخلى الثالثة.

(5)

معادلة العلاقات

أول علاقة يجب أن نوليها اهتمامًا هي علاقتنا مع ذواتنا، وتقبُّلنا لأنفسنا غير الناضجة والكاملة والقابلة للتغير، وتلك أول خطوة في رحلة استكشاف الذات. الطريقة التي ننظر بها إلى ذواتنا تسقط تلقائيًا على علاقتنا بالآخرين، إن كنت ترى نفسك طيبًا سترى الجميع بذات النظرة، وإن كنت تنظر إلى ذاتك بقصور ونقص ستتحول إلى شخصٍ غيور يحسد الآخرين.

كل العلاقات وتأثيرها وإسقاطاتها المباشرة وغير المباشرة تجمعها المسافة؛ فالمسافة تشكل العلامة الفارقة في العلاقات. المسافة الجغرافية والمسافة الفكرية المسافة الروحية في فهم واقع التغير الضروري وإن كان قاسيًا.

رحلة الإنسان مع الذات تتطلب تغيرًا لينضج وليصنع منه نسخًا أجد هو من يحدد إن كانت أفضل أو أسوأ حسب المسار الذي سيسلك، وعليه فليتعلم فن إدارة علاقته مع ذاته ومع الآخرين..

والآن هل لك أن تسأل: كم شخصية تمتلك؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يزيد حجم الجليد في "بوابة الجحيم"

كشفت دراسة جديدة أن منطقة ضخمة من الجليد الدائم في سيبيريا، والمعروفة أيضًا باسم "بوابة الجحيم"، تتوسع بإطراد بسبب تغير المناخ.

وبحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة جيومورفولوجيا، ظلت فوهة باتاجايكا، التي اكتشفت لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، تتوسع باستمرار على مدار السنوات الستين الماضية، إذ تضاعف حجمها ثلاث مرات من عام 1991 إلى عام 2018 وهي الآن أكبر فوهة جليدية في العالم، وفقًا لتقرير من فرانس 24 .

 

بدأت كـ "وادٍ غير مهم"، وفقًا لجوليا سيجر من فرانس 24، قبل أن تتحول إلى "وادي على شكل ضفدع صغير يغطي 200 فدان، ويبلغ طوله كيلومترًا واحدًا، وفي بعض المناطق، يصل عمقه إلى 100 قدم"، ويمكن ؤيته بسهولة من الفضاء.

 

يرجع ذلك إلى ذوبان الجليد الدائم، وهو الجزء من الأرض الذي يظل متجمدًا بشكل دائم، فعندما يذوب الجليد الذي يربط التربة السطحية ويتحول إلى ماء، مما يتسبب في هبوط الأرض.

وقال سيجر "إن إزالة الغابات خلال الحقبة السوفييتية كانت السبب وراء ذوبان الجليد الدائم. فبدون الغطاء النباتي للأرض، كانت الشمس قادرة على ضرب التربة وتسخينها، قد أطلق الكثير من المواد العضوية، وأنتج أقدم عينة من الدم السائل التي تم العثور عليها على الإطلاق، ولكنه أطلق أيضًا الكثير من الغازات التي كانت محاصرة داخل الأرض."

وتوجد دورة تحتوي فيها التربة الصقيعية على ضعف كمية الكربون الموجودة في التربة العادية وكلما زاد ذوبانها، زاد إطلاق الكربون والميثان في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

 

ومن المرجح أن تستمر الحفرة في التوسع، لكن هناك حواجز طبيعية يمكن أن تبطئ نموها أو توقفها، وأضاف سيجر: "إنها إشارة تحذير لمناطق أخرى في العالم مثل منطقة القطب الشمالي أو ألاسكا أو كندا حيث توجد وديان أخرى، وفي سيبيريا حيث فوهة C17 أيضًا".

ويعد هذا التوسع هو الحدث الأكثر أهمية وإثارة للقلق بين العلماء، بحسب وصف سيجر.

مقالات مشابهة

  • منظمة تحذّر من خطورة التغير المناخي في فرنسا
  • خبير: التغير المناخي يتسبب في زلازل لها تأثيرات عالمية
  • خبير بيئي: على الدول التفكير بجدية حول مواجهة التأثير السلبي للتغير المناخي
  • لماذا لا تمتلك الدول الإسلامية وسائل تواصل اجتماعي خاصة بها؟
  • تغير المناخ يزيد حجم الجليد في "بوابة الجحيم"
  • «وحدة الأوزون»: مبادرة «شارك في الحل» دعوة للمواطن للحد من التغير المناخي
  • ترامب: لا يجب أن يكون لدينا عداوة مع الدول التي تمتلك أسلحة نووية
  • الأمم المتحدة: التطورات الأخيرة بلبنان مقلقة في ظروف شديدة التغير
  • وزير السياحة: مصر تمتلك ما يقرب من 35% من آثار العالم
  • لماذا لن تغير محاولة اغتيال ترامب الثانية مسار الانتخابات؟