جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-04@17:26:10 GMT

إدارة أزمة فواتير الكهرباء إلى أين؟!

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

إدارة أزمة فواتير الكهرباء إلى أين؟!

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

لا صوت يعلو هذه الأيام فوق أصوات المشتكين من فواتير الكهرباء، والمطالبة بتخفيض قيمة تسعيرة الكهرباء في أرجاء البلاد، فقد تابعنا خلال الأيام الماضية أزمة ارتفاع الفواتير خلال فصل الصيف؛ إذ ضجّت منصات التواصل الاجتماعي، والتحقيقات والمقالات في الصحف المحلية، برصد نبض الشارع العُماني الذي عبّر عن امتعاضه من هذا الارتفاع غير المبرر- من وجهة نظرهم- لفواتير الكهرباء؛ سواء للمواطنين أو المقيمين طوال الشهور الماضية!

ويتضح ذلك جليًا لمن اطلع على مضامين هذه الرسائل التي تشير إلى وجود مشكلة؛ بل هذه المشكلة قد تحوّلت إلى أزمة حقيقة تحتاج إلى حل عاجل وتدخل سريع من صناع القرار في هذا البلد العزيز؛ فمجلس إدارة مجموعة نماء الذي يرسم سياسة الشركات المنضوية تحته، وكذلك الرؤساء التنفيذيون، على إطلاع بمعاناة المُتضرِّرين من تلك الارتفاعات في الفواتير، فقد فضّلوا هذه المرة الصمت وعدم مواجهة الرأي العام وجهًا لوجه، وذلك من خلال المؤتمرات الصحفية أو الحديث لوسائل الإعلام للدفاع عن الشركة التي تتعرض للنقد؛ إذ تجنب هؤلاء المسؤولون- الذين تفوق رواتبهم أضعاف ما يتقاضاه الوزراء- إقناع الجمهور بجودة خدمات الكهرباء، أو عدالة الأسعار، إن كانت كذلك.

اكتفت مجموعة نماء ببيانٍ صحفي لم يكن على مستوى الحدث، فكان المبرر هو عدم تحديث البيانات المتعلقة بالدعم الحكومي المتعلق بعدادين للمواطن الذي يملك عدة حسابات للكهرباء، وكذلك الفئة المستفيدة من الدعم الوطني والذين تنطبق عليهم الشروط المتعلقة بالدعم. وفي واقع الأمر الشركة تملك المعلومات المتعلقة بالمشتركين؛ سواء من يملكون عدادًا واحدًا فقط وهم القاعدة العريضة من الشعب، أو من يملك أكثر من حساب والذين يجب أن يحدِّثوا بياناتهم وتحديد أرقام الحسابات المتعلقة بهم وليس بعقارات الإيجار، فنحن نعيش ما يعرف بالحكومة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي اللذيْن ليسا ببعيد عن هذه الشركة الكبيرة التي تملك كوادر وطنية وخبرات فنية مُعتبرة، وكان يمكن لها بكل سهولة وضع النقاط على الحروف ومعالجة هذه القضية منذ البداية.

الذين ترتفع أصواتهم هذه الأيام من زيادة قيمة الفواتير، هُم من الذين يملكون حسابًا واحدًا فقط، والشركة تُدرِك ذلك، أمَّا المواطن الذي يملك منزلًا واحدًا فيمكن إضافته مباشرة إلى القائمة ويستفيد من الدعم الحكومي تلقائيًا (أوتوماتيكيًا) دون الرجوع إليه.

يبدو لي أنَّ من يتم اختيارهم لمجالس إدارات الشركات الحكومية بشكل خاص والشركات المساهمة العامة بشكل عام، وكذلك المديرين التنفيذيين الذين يتخذون قرارات تتعلق بمستقبل الوطن والمواطن، عليهم أن يكونوا على دراية تامة بأهمية قراراتهم وتأثيرها على المجتمع خاصة الطبقة الوسطى وأصحاب الدخل المحدود وما أكثرهم.

من هنا يجب تذكير المعنيين بمستقبل هذا الوطن، أن إدارة الأزمات تحتاج إلى أشخاص غير عاديين ومختارين بعناية، يتمتعون بإمكانيات عالية وخبرة فريدة في مجال حلِّ المُعضلات التي أُسندت إليهم؛ فتقديم الحلول الواقعية والمنطقية القائمة على الدراسات العلمية والتجارب المحلية والعالمية، غايةٌ أساسية للقائمين على تلك الملفات الساخنة المتعلقة بجيوب المواطنين وأوضاعهم المعيشية؛ فالهدف الأساسي لوجود قادة مدربين رؤساء تنفيذيين لشركات عملاقة مثل "نماء" لمواجهة التحديات، وتقديم الحلول الجذرية لهذه المشكلات التي تواجه المجتمع وتشكِّل قلقًا وتوترًا للناس، أو على الأقل التقليل من آثار تلك المشاكل وحلحلتها والعمل على تغيير مسارها إلى الاتجاه الصحيح. لا يمكن الانتصار على الأزمات والنجاح في حلها، إلّا بالمراهنة على خبراء سبق لهم أن درسوا برامج متقدمة، ودخلوا دورات متخصصة في هذا العلم الدقيق والفريد من نوعه، والمعروف بعلم "إدارة الأزمات".

لقد تجنّبتُ الكتابة في موضوع ارتفاع أسعار الفواتير منذ البداية، لكون مجموعة كبيرة من كُتّاب الرأي قد سبقوني في تناول الموضوع بمهنية عالية وقدموا الخلاصات المفيدة لمعالجة هذه الأزمة؛ حيث توجهت معظم توصيات هؤلاء الكُتّاب إلى مجلس الوزراء الموقر، لتشكيل لجنة محايدة للتعرف على نقاط الخلاف بين المواطنين والشركة المذكورة، ولكن هناك مستجدات طرأت؛ دفعتني للعودة إلى هذه القضية الساخنة. السبب الأول: هو رد أحد أصحاب المعالي الوزراء، وهو من الذين لهم علاقة بهذا الملف، والذي أثار جدلًا واسعَ النطاق بين أروقة المنصات الإلكترونية، وأعاد هذه الأزمة إلى الواجهة من جديد، وكذلك من المواطنين المرتادين للمجالس العامة من المهتمين بهذا الموضوع الحيوي، فكان يُفترض من المسؤولين في الجهات الرسمية تهدئة الخواطر، ومعالجة مُسبِّبات الأزمة وآثارها على الناس.

أما السبب الأهم والدافع الأول لكتابة هذه السطور فهو رفع هذا الالتماس إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- الذي هو أحرص النَّاس على شعبه وأكرمهم مع المحتاجين من الفقراء، من خلال التوجيه نحو تخفيض أسعار الكهرباء وعودة الدعم الحكومي إلى وضعه السابق قبل خطة التوازن المالي التي كانت ضرورية في وقتها.

لقد استبشرت عُمان- من أقصاها إلى أقصاها- خيرًا هذه الأيام بالأخبار السارة والمفرحة، والمتمثلة في انخفاض الدين العام للبلاد إلى أقل من 37% خلال السنوات القليلة الماضية، وكذلك رفع وكالتي فيتش وستاندر آند بورز التصنيف الائتماني للسلطنة إلى (BB+) بفضل انخفاض الدين العام وتحسن المالية العامة للدولة وتحقيق فوائض مالية، وما كان ذلك ليحدث إلّا بفضل من الله وقائد هذا البلد العظيم وحكمته في إدارة أمور البلاد، والتفاف الجميع حول القيادة الرشيدة التي نجحت باقتدار في الخروج من أزمة الديون.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عدلي القيعي يرد بشأن هجوم عمرو أديب على الأهلي" المستندات موجودة"

رد عدلى القيعي رئيس شركة الأهلي السابق، على هجوم عمرو اديب على القلعة الحمراء عبر برنامجه الحكاية المذاع عبر شاشة أم بى سي.


وطالب القيعي إدارة الأهلي سرع الرد قائلا:"لو سمحتوا يا ريت إدارة النادي الاهلي تبعت نسخة من الميزانية الـ بتعتمدها الجمعية العمومية كل سنة وبعدها تعتمد من الجهاز المركزي للمحاسبات ووزارة الشباب علشان عمرو أديب عايز يعرف بالتفصيل النادي بيجيب فلوسه منين".

وكان أديب أثار جدلاً كبيرا بتوجيه العديد من علامات الاستفهام حول صفقات الأهلى والمصادر المالية للنادى من أين تأتى موجها السؤال:"بتجيبو الفلوس دى كلها منين".

أحمد شوبير: الأهلي يطلب مكافأة بطولة الانتركوننتيننتال من الفيفا

قدمت إدارة الاهلي بطلب للفيفا بدفع مبلغ 2 مليون دولار مكافأة بطولة الانتركونتيننتال وده بيأكدلك ان الاهلي في حاجة الي العملة الصعبة محتاجين دولارات

وتابع شوبير على الجانب الآخر فيه أحاديث بتقول أن رامي ربيعة جاله  عرض من الشمال القطري للإنضمام له و فريق الإعداد تواصل مع  ربيعة وهو أكد أن الأولوية للنادي الأهلي ولكن مفيش حد اتكلم معاه لحد دلوقتي عن ملف التجديد


عبدالفضيل: أزمة الأهلي بدأت من المترجم السابق.. والنادي تحمل أكرم توفيق كثيرًا  

أكد شريف عبدالفضيل نجم النادي الأهلي السابق، أن أزمة الأهلي الإدارية بدأت من خالد الجوادي مترجم مارسيل كولر السابق، الذي كان يتخيل نفسه "مدربًا عامًا" في فريق الكرة، وليس مترجمًا للمدرب السويسري.

وقال عبر برنامج بلس 90 الذي يبث على قناة النهار الفضائية: "كان الحديث عن قيادة محمد رمضان لملف التعاقدات مع هاني رمزي، والكابتن الخطيب تدخل أيضا في الملف، ولكن هناك أزمة واضحة، والأهلي مليئ بالكوادر، وحدث عدم اتزان بشكل واضح في الملف الإداري وتحديدا منذ رحيل عبدالحفيظ وقدوم خالد بيبو، ثم المترجم الذي افتعل أزمة لأنه لم يعي قيمة غرفة ملابس الأهلي".

وواصل: "الأزمة بدايتها كان خالد الجوادي، ووصلني من اللاعبين أنه كان يتخيل نفسه (مدرب عام)، ومحمد رمضان قيمة كبيرة ومدرسة صالح سليم وصارم في قراراته، وظهر بذلك في عقوبات إمام عاشور وكهربا، والنادي يحتاج لمدير تعاقدات جيد، والقارة السمراء مليئة بلاعبين جيدين".

وتابع: "الواضح أن المترجم الحالي لديه تعليمات بعدم ترجمة بعض الأمور، والتصريحات تؤكد غضب مارسيل كولر ضد إدارة النادي الأهلي، وهذا ليس أمرًا جيدًا وهناك خلل واضح في المنظومة، وللآسف الفريق سيتأثر، ورغم كل الأزمات الأهلي تأهل لربع نهائي دوري الأبطال وهذا أمر طبيعي، ولكن الأحداث الحالية ليست طبيعية على الإطلاق".

وأكمل عبدالفضيل تصريحاته قائلا: "أشعر أن هناك عشوائية كبيرة في الملعب، وكولر لا يعيش في حالة تركيز حتى التغييرات لم تكن جيدة، وجمهور الأهلي كان غاضبًا من أكرم توفيق، لأن النادي تحمله كثيرًا منذ قدومه وتم تحمل تكاليف علاجه في النمسا وقطر".

وواصل: "الزمالك في الناحية الآخرى يتعامل مع زيزو بالعاطفة، رغم تلقيه عروضا خرافية من الخارج وطالبنا جميعًا ببيعه، هناك أخطاء في التعامل مع الملف إداريًا، والزمالك له فضل على زيزو، واللاعب كافئ مسئولي ناديه وقام بالبقاء، والأهلي تحمل أكرم توفيق كثيرا وتمت اعارته للجونة كي يتطور مستواه، ثم أصيب مرتين بالصليبي وتم حجز فندق له في قطر 7 نجوم".

وزاد: "كان يجب أن يتحمل أكرم توفيق مسئولي الأهلي، وأن يكون هناك اخلاص للنادي، ولم يصبح هناك ولاء ولا انتماء، والجميع يجب أن يحاسب بالعقود، والنادي الأهلي هو من صنع أسماء نجوم كثيرة وله حق على لاعبيه".

وأتم: "تم فسخ عقدي من جانب النادي الأهلي، وكان بـ9 مليون جنيه، وقعت عقدًا مع علاء عبدالصادق وتم قيدي قائمة أولى ثم رحلت ولو كنت رفعت قضية كنت سأحصل عليها لكني رفضت، لأن الأهلي له فضل كبير عليه".

مقالات مشابهة

  • توزيع فواتير استهلاك الكهرباء تفجرّ سخط شعبي واسع في لحج
  • الوطنية للنفط: الدبيبة تعهد بحل مشكلة العسر المالي الذي تمر به شركات النفط
  • عدلي القيعي يرد بشأن هجوم عمرو أديب على الأهلي" المستندات موجودة"
  • النائب محمود عصام يكشف مشكلة فواتير عدادات الكهرباء مسبقة الدفع
  • عضو المجلس القومي للطفولة يوضح القضايا المتعلقة بحقوق الأطفال
  • هكذا استغلّ الإرهابي “أبو مصعب عبد الودود” وزوجته فواتير الكهرباء والغاز لجمع الأموال
  • هكذا إستغلّ الإرهابي “أبو مصعب عبد الودود” وزوجته فواتير الكهرباء والغاز لجمع الأموال
  • محافظ الأقصر يلتقى وفدا من مجلس إدارة شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء
  • محافظ الأقصر يبحث خطة دعم الكهرباء لاستقبال “الصيف”
  • وزير الري يتابع مقترح الاستفادة من تصرفات قناطر الدلتا في توليد الكهرباء