مشاعر حالمة : «صَلَاةُ اللهِ»
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
أَسْمَاؤُهُ الغُرُّ فِي الأَمْشَاجِ أَرْسَاهَا
تَقُدُّ مِنْ لُغَةِ الجَنَّاتِ مَبْنَاهَا
تَنْسَابُ وَالمَلَأُ الأَعْلَى يَطُوفُ بِهَا
قَبْلَ الوُجُودِ لِأَنَّ اللهَ زَكَّاهَا
كُلُّ الكَمَالَاتِ فِي لَأْلَائِهِ عَـبَرَتْ
خَضْرَاءَ يُسْكِبُهَا الإِعْجَازُ أَمْوَاهَا
كَأَنَّ نَشْأَتَهُ الأُولَى بِحَضْـرَتِهِ
قَامَتْ فَكَانَتْ كَمَا يَرْجُـو سَجَايَاهَا
وَالْوَحْيُ وَالْقَمَرُ الْمُنْشَقُّ عَنْ كَثَبٍ
بَابَانِ مَا انْغَلَقَا كَيْ نَشْهَدَ اللهَ
وَالْجِذْعُ وَالرِّئِةُ الْوَلْهَى تَئِنُّ لَهُ
حَدَّ الْبُكَاءِ مَضَوْا فِي الشَّوْقِ أَشْبَاهَا
(وَأُمَّتِي أُمَّتِي) دِفْءٌ وَمَرْحَمَةٌ
مَا أَكْمَل النَّفْــس أَخْلَاقًا وَأَبْهَاهَا
وَالْأَنْبِيَاءُ شُهُودُ الْحَقِّ قَدْ شَرُفُوا
كَانَ الإِمَامَ لّهُمْ والنُّورَ وَالْجَاهَا
وَابْنُ الْمَغِيرَةِ إِذْ تَنْسَلُّ أَضْلُعُهُ
بِالذِّكْرِ وَهْوَ أَثِيـمُ النَّفْسِ أَشْقَاهَا
(مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ) يَا قَوْمُ فَارْتَشِفُوا
مِنْهُ الْجَمَالَ هِدَايَاتٍ وَمَا تَاهَ
بِأَيِّ آلَاءِ رَبِّ الْمُصْطَفَى جَحَدُوا
وَكُلُّ آيَاتِهِ كَالشَّمْسِ جَلَّاهَا
كَأَنَّمَا النُّطَفُ الْمُلْقَاةُ فِي رَحِمٍ
نَادَتْهُ يَا سَيِّدَ الْأُخْرَى فَلَبَّاهَا
مُحَمَّـدٌ يَا صَلَاةَ اللهِ فِي دَمِنَا
مِنْ قَبْلِ آدَمَ فِي الْأَلْوَاحِ أَلْقَاهَا
يَا ثَانِيَ اثْنَيْنِ بِالْغَارِ الَّذِي امْتَزَجَتْ
فِيِهِ السَّمَاءُ لِتُهْدِي الْأَرْضَ تَقْوَاهَا
أَشْعَلْتَ مِصْبَاحَ هَذَا الْهَدْيِ فَابْتَسَمَتْ
كُلُّ الْجِهَاتِ فَأَضْحَتْ لِلْهُدَى فَاهَا
مُحَمَّدٌ وَانْتَشَـاءُ الْوَرْدِ فِي رِئَتِي
حَتَّى تَضُوعَ بِعِطْرِ الذِّكْرِ فَحْوَاهَا
إِذَا ذَكَرْتُك ظَلَّ اللهُ يَغْمُرُنِي
أَجْرًا وَيُعْظِمُنِي قَدْرًا وَإنْبَاها
أَكَادُ أُوْقِدُ عَيْنَ الْعَارِفِينَ بِكُمْ
تَسُحُّ دَمْعًا إِذَا مَا اللَّيْلُ يَغْشَاهَا
سِرَّ الْوُجُودِ احْتَمِلْنِي كُلَّمَا خَلَعَتْ
رُوحِي رِدَاءَ اصْطِبَارٍ كُنْتَ مَأْوَاهَا
تَجْرِي إِلَيْكَ كَمَا الْقَصْوَاءِ فِي قَدَرٍ
فَامْـدُدْ جَنَاحَكَ إِنَّ الشَّوْقَ أَجْرَاهَا
نُوْرَ الْحَيَاةِ أَغِثْنِي الْآَنَ مُوْحِشَةٌ
هَذِي الدُّرُوبُ وَفِي عَيْنَيْكَ مَرْآهَا
يَا أَوَّلَ الْكُلِّ بَعْدَ الْخَالِقِ اجْتَمَعَتْ
فِيكَ الْخَـلَائِقُ أُوْلَاهَا وَأُخْرَاهَا
سُبْحَانَ رَبِّكَ كَمْ أَلْجَمْـتَ مِنْ لُغَةٍ
إِذَا أَتَتْكَ بِوَصْفٍ ضَاقَ مَعْنَاهَا
عَظَّمْتُ قَدْرِي إِذْ حَاوَلْتُ فَانْصَهَرَتْ
كُلُّ الْحُرُوفِ، جَـلَالُ الْأَمْرِ أَعْيَاهَا
أَحْتَاجُ مَنْطِقَ هَارُونَ الَّذِي اتَّكَأَتْ
يَوْمًا عَلَيْهِ عَصَا مُوْسَى فَأَغْنَاهَا
فَجِئْتُ أَرْجُو وَنَفْسِـي الْآَنَ ظَامِئَةٌ
شَفَاعَةً مِنْكَ يَوْمَ الْحَشْرِ أَلْقَاهَا
محمد العبري
شاعر عماني
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مِن أينَ أبدَأُ وَاللِّسانُ عاجِزٌ عَن وَصفِ طه المُصطفى المُتَنَوِّرِ
لَو كُلُّ ما في الكَونِ مِن قَلَمٍ جَرى يُدَوِّنُ في وَصفِكَ مِن أسطُرِ
لَتَوَقَّفَ القَلَمُ بِوَصفِك حائِراً مَهما تَكونُ حِبارُهُ مِن أبحُرِ
وَيَقُولُ عُذرَاً سَيِّدِي خَيرَ الوَرى فَلَقَد تَحَيَّرَ كُلُّ ما في دَفتري
في وَصفِكُم قرآنُ فِيكم يُجهَرا يُتلى لِيَومِ الدِّينِ يِومِ المَحشَرِ
خُلُقٌ عَظِيمٌ آيُهُ مُتَيَسِّراً في حَقِّكُم طه الحَبيبِ الأَنوَرِ
صَلَّى عَلَيكَ اللهُ ما قَلَمٌ جَرى ما خَطَّ في الأَوراقِ مِن مُتَسَطِّرِ
فاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تُنْجِينَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ الأَهْوَالِ وَالآفَاتِ وَتَقْضِي لَنَا بِهَا جَمِيعَ الْحَاجَاتِ وَتْطَهِّرُنَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ السَّيِّئاتِ وَتَرْفَعُنَا بِهَا عِنْدَكَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ وَتُبَلِّغُنَا بِهَا أَقْصَى الْغَأيَاتِ مِنْ جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ فِي الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ.