ما هو عيد العُرش اليهودي؟ وكيف يستهدف الأقصى؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
#سواليف
تتنوع #الأعياد #اليهودية، من حيث طقوسها الغريبة ومدتها ومواعيدها التي تتحدد بناءً على التقويم العبري الذي يسمى أيضًا “التقويم اليهودي”.
ويمارس اليهود في هذه الأعياد طقوسًا تبدو غريبة ولا تستند للمنطق وتمتد إلى مجالات مثل الملبس وتحديد نوع الطعام أو الشراب، وفق المعتقد التوراتي.
ويحتفل اليهود اليوم السبت، وعلى مدى الأيام السبعة المقبلة بعيد المظلة “سوكوت” المعروف أيضًا بـ” #عيد_العرش”.
وتقام خارج العديد من المنازل “مظلات” تذكارًا لتلك التي سكنوها “بنو إسرائيل” خلال تجوالهم في ” #تيه_سيناء ” طوال أربعين سنة بعد خروجهم من مصر الفرعونية، بقيادة نبي الله موسى عليه السلام وهم في طريقهم الى أرض #فلسطين.
عيد العرش أو المظلات “سوكوت”
عيد يهودي ديني ورد في “التناخ”- كتاب يهودي مقدس- ويأتي بنفس الشهر بعد “عيد الغفران”، ويرتبط بذكرى سكن اليهود في الخيم وتحت المظلات خلال ضياعهم في سيناء، ونزول المن والسلوى.
وهو أحد الأعياد المركزية في اليهودية ويُعرف بالعبرية “سوكوت” أي “المظال” أو “العُرش”، ويتم تحديد موعده سنويا وفق التقويم العبري القمري، بحيث كان يجري في نهاية موسم جني الثمار، أي ابتداءً من نهاية شهر أيلول وحتى النصف الثاني من شهر تشرين أوّل (وفق التقويم الميلادي).
ويعتبر هذا العيد بداية السنة الزراعية الجديدة، ويمتد 8 أيام، بدءًا من يوم 15 من شهر “تشري” حسب التقويم العبري.
والعيد في أصله كنعاني، واحتفل به مزارعو بلاد كنعان، ثم تبناه بنو إسرائيل، كما هو وارد في التوراة، وكان يُطلق عليه اسم “عيد جني الثمار”، حيث كان الفلاح يقوم بجني ثمار أرضه وتخزينها مع النبيذ في مخازنه.
وهناك من يعتقد أنه عيد خاص بالنبيذ، إذ يفرغ الفلاح من جمع العنب وعصره وتخميره، فيما تُشير التقاليد اليهودية المتوارثة أنه لا توجد طقوس خاصة لهذا العيد كما هو الحال مع عيدي الفصح العبري والبواكير “عيد العنصرة لدى اليهود”.
وللعيد دلالة لها ارتباط في تبدل الفصول المناخية في فلسطين وبالتالي إلى انتهاء فصل الصيف وبدء فصل الخريف.
وما يميز هذا العيد، إضافة إلى المظلة، شراء اليهود المتدينين “الأنواع الأربعة” التي أشارت إليها التوراة دون تفسير لماذا يتخذون هذه الأنواع الأربعة من النباتات والثمار، كما يُشير البعض إلى استعمال هذه الأنواع في أغطية “كسوة” المظلة لتقي من حرارة الشمس.
ودرجت العادة في الكيان الإسرائيلي إلى تعطيل المؤسسات والدوائر الرسمية طيلة أسبوع هذا العيد، أو العمل جزئيا طيلة أيام أسبوع “عيد المظلة”، وذلك لإفساح المجال أمام العمال والموظفين للجلوس في المظال ظهرًا وعصرًا وليلاً مع عائلاتهم تحقيقًا للتوجيهات التوراتية، أما في المدارس والمؤسسات التعليمية فتكون العطلة كاملة وبالتمام.
وتُنظّم في هذا الأسبوع عدّة مهرجانات محلية في المدن والقرى الفلسطينية المحتلة وقطرية في الفنون المختلفة يشترك فيها الصغار والكبار، يُعلن عنها مسبقا وتستقطب عشرات آلاف المشتركين والمشاهدين، وهذا يعني أن عطلة العيد تجاوزت حدودها الدينية إلى تعميق معرفة البلاد ومناطقها ومواقعها وإبراز المبادرات والنشاطات الفنية المتنوعة.
مظاهر وطقوس
يتوقف العمل في اليوم الأول والذي يعتبر عطلة رسمية وكذلك الأخير من العيد.
يتم بناء عريشة من سعف النخل أو غيرها، ويمنع الأكل خارجها، كما يضاء الشمعدان والأنوار على وقع أدعية خاصة.
ويحرص المتدينون اليهود الذين يهتمون بتفاصيل العيد على النوم وأكل كل وجباتهم داخل العريشة خلال أيام العيد ” لهذا السبب يمكن رؤية عرائش خارج المطاعم خلال العيد، حتى يتمكن المتدينون من الأكل في المطعم دون أن ينتهكوا وصية العيد”.
وتقدم خلال العيد قرابين نباتية وهي الأترج -تشبه الليمون- والصفصاف، وسعف النخل، والآس، ويحملونها معهم أثناء توجههم للصلاة، كما يصل سعر ثمرة الأترج الخاصة بالحاخام إلى نحو 7 آلاف دولار.
وفي اليوم الأخير تبدأ صلوات طلب المطر، فكل اليهود اليوم يدعون لله بالمطر ليكون عام خير.
ويعتقد بعض اليهود أن السماء إذا أمطرت خلال العيد فإن الله ساخط عليهم، لأنهم يضطرون إلى مغادرة العرائش والخيم عند المطر.
ويعتبر أهم أيام عيد العرش هو الذي يمثل بداية الأيام الوسطية، وهي أيام حج جماعي وفق المعتقد التوراتي، ويحظى بميزة إذا كان بعد سنة (شميتاه) التي تأتي كل 7 سنوات، ويمنع اليهودي خلالها من زراعة الأرض لمدة سنة كاملة، ويقتصر المنع على أراضي فلسطين التاريخية فقط.
في هذا العيد، تقام احتفالات في بيوت الكنيس وخارجها، وهي عبارة عن حلقات رقص دائرية يرقص الناس فيها خلال حملهم للتوراة.
في اليوم السابع من عيد العرش، يقع يوم (هشوعنا) والذي يذكرهم بطواف الكهنة مع القرابين النباتية حول مذبح الهيكل المزعوم.
في نهاية عيد العرش، هناك عيد آخر أصله من التوراة ويطلق عليه “اليوم الثامن للتجمع” حيث تمارس فيه عادات الأعياد كالامتناع عن العمل، على الرغم من أن هذا عيد من التوراة، إلا أنه قد أضيف إليه عيد آخر باسم “فرحة التوراة” والذي يتمثل في السعادة جراء ختم الدورة السنوية لقراءة التوراة في الكنيس وبدء دورة جديدة بشكل متتالي (تتم قراءة التوراة في الكنيس كل أسبوع بشكل دوري) .
طابع سياسي ديني
ويستغل المستوطنون الإسرائيليون هذا العيد بعد صبغه بطابع سياسي ديني، لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى المبارك، حيث ينادي المتطرفين اليوم بشد الرحال إلى “الهيكل المزعوم “.
ودعت جماعات “الهيكل” عن حشدها المستوطنين واليمين “الإسرائيلي” المتطرف للمشاركة في أكبر اقتحامٍ للمسجد الأقصى المبارك في تاريخه.
كما خصصت الجماعة المتطرفة منصات إلكترونية خاصة لبرنامج الاقتحامات في “عيد العرش”، الذي يستمر حتى منتصف الشهر الجاري.
وأكدت أن هدفها الوصول إلى خمسة ألاف مقتحم في يوم واحد ، وهذا رقم لم يصله أي اقتحام منذ احتلال المسجد الأقصى عام 1967.
وفي المقابل أطلق نشطاء مقدسيون دعوات لتكثيف شد الرحال والرباط الدائم في المسجد الأقصى.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأعياد اليهودية عيد العرش فلسطين عید العرش هذا العید
إقرأ أيضاً:
خيانة الماركسية وكيف تحولت الحركة الشيوعية السودانية إلى قبيلة فكرية؟
في منصات التواصل الاجتماعي الحديثة مثل كلوب هاوس، يُفترض أن تُتاح مساحات للنقاش المفتوح وتبادل الأفكار بحرية، خاصة بين جماعات تتبنى الفكر الماركسي الذي يرتكز على الحوار والنقد البناء. ومع ذلك، يبدو أن بعض الممارسات التي شهدتها هذه المنصات، خصوصًا من قبل بعض الشيوعيين، تتناقض مع هذه القيم الأساسية.
تظهر أزمة الحوار في هذه المنصات عندما يتم منع فرصة الحديث وطرد المنتقدين في غرف كلوب هاوس التي تجمع شيوعيين وماركسيين. هذا السلوك يعكس ميلًا واضحًا لتحويل النقاش الفكري إلى ممارسة حزبية ضيقة، حيث تُغلَّب الولاءات التنظيمية على المبادئ الفكرية. طرد المنتقدين وحرمانهم من فرصة الحديث، حتى عندما يكون لديهم طرح أكاديمي أو رؤية مختلفة، يُظهر غياب الثقة في مواجهة النقد أو الحوار العقلاني. وعندما يصبح الانتماء الحزبي معيارًا أساسيًا لقبول الآخرين في النقاش، تتحول الأحزاب إلى كيانات مغلقة تُشبه القبائل، حيث يكون الولاء مقدمًا على القيم والمبادئ. هذا السلوك يتناقض مع روح الأممية التي تُعد جوهرًا للفكر الماركسي، ويُظهر أن البعض اختزلوا الماركسية في مجرد تنظيم حزبي ضيق.
رفض النقد الداخلي أو الخارجي لأي مبادرة فكرية أو تنظيمية يشكل تهديدًا لاستمرارية وتطور الفكر الماركسي. يعتمد الفكر الماركسي على النقد الذاتي لفهم الواقع وتحسين الأدوات النظرية والتنظيمية، ورفض النقد يؤدي إلى الجمود الفكري والتنظيمي، مما يُفقد الحركة قدرتها على التطور ومواكبة التحديات الجديدة. يُعد التعامل العقلاني مع الأصوات المختلفة خطوة أساسية لتعزيز الحوار الفكري، وإقصاء الماركسيين المستقلين أو غير المنتمين تنظيميًا يُضعف الحركة ويُفقدها التنوع الضروري لفهم الواقع وتحقيق التغيير المنشود.
تعزيز ثقافة الحوار في هذه المنصات أمر ضروري.
ويجب أن تكون منصات مثل كلوب هاوس مساحات مفتوحة لجميع الأصوات، بغض النظر عن الانتماءات التنظيمية. ومن الضروري التمييز بين الالتزام الفكري بالماركسية والانتماء الحزبي، مع احترام التنوع الفكري داخل الحركة. التأكيد على أن الماركسية حركة أممية تُعلي من شأن التضامن القائم على المبادئ المشتركة وليس القبلية الحزبية يُعد من الأولويات. النقد يجب أن يُستقبل بروح إيجابية ويُرد عليه بعقلانية، مما يُثري النقاش ويُقوي الحركة.
إن سلوك الإقصاء الذي ظهر في غرف كلوب هاوس، من قبل بعض الشيوعيين، يعكس انحرافًا خطيرًا عن جوهر الفكر الماركسي. إذا أرادت هذه الجماعات البقاء ذات صلة بالساحة الفكرية والسياسية، فعليها التخلي عن هذا النهج الإقصائي وتبني رؤية أكثر شمولًا وتقبلًا للآخر المختلف. إن الماركسية ليست مجرد عضوية حزبية، بل هي منهج لتحليل الواقع وتغييره، ولا يمكن أن تُحقق أهدافها إلا بانفتاح فكري وتعددية حقيقية.
في العصر الرقمي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أدوات فعالة لتبادل الأفكار والنقاشات الفكرية. ومع ذلك، فإن ما يُفترض أن يكون ساحة مفتوحة للحوار البناء قد يتحول إلى ساحة للإقصاء والانغلاق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمجموعات ذات الطابع الفكري أو السياسي. في هذا السياق، تُطرح تساؤلات حول ممارسات الشيوعيين والماركسيين في منصات مثل كلوب هاوس، حيث يُلاحظ ميلٌ نحو الانغلاق والقبلية التنظيمية بدلاً من تعزيز الحوار الفكري.
الإشكالية: انحراف الممارسة الفكرية
في منصات مثل كلوب هاوس، تُتاح مساحات للنقاش المفتوح، ولكن السلوكيات السائدة داخل بعض غرف الماركسيين والشيوعيين تشير إلى تناقض واضح مع القيم الأساسية للفكر الماركسي. هناك ميل لطرد الأصوات المنتقدة وحرمانها من فرصة المشاركة، حتى عندما تأتي هذه الأصوات بطرح أكاديمي أو رؤية مختلفة. هذا السلوك لا يعكس فقط غياب الثقة في مواجهة النقد، بل يُظهر انحرافًا خطيرًا نحو القبلية، حيث يُصبح الانتماء التنظيمي معيارًا لقبول الآراء، بينما يتم إقصاء من يختلفون عن هذا الإطار.
القبلية التنظيمية وتهديد الأممية
الفكر الماركسي يُفترض أن يكون حركة أممية قائمة على التضامن والنقد الذاتي. ومع ذلك، فإن اختزال الماركسية في ممارسات حزبية ضيقة يُضعف من جوهرها. عندما تُغلَّب الولاءات التنظيمية على المبادئ الفكرية، تتحول الأحزاب إلى كيانات مغلقة، تُشبه القبائل التي ترفض الحوار وتُقصي المختلف. هذا الانغلاق يُضعف الحركة الشيوعية ويُفقدها القدرة على التفاعل مع التحديات الجديدة، مما يؤدي إلى جمود فكري وتنظيمي.
جذور الأزمة: بين التاريخ والتنظيم
الإرث التاريخي للسرية , نشأت الأحزاب الشيوعية في ظروف قمعية جعلتها تميل إلى السرية والانغلاق. وعلى الرغم من تغيُّر الظروف، إلا أن بعض هذه النزعات ما زالت تُمارس اليوم في النقاشات الفكرية.
غياب النقد الذاتي - أن النقد الذاتي ليس مجرد أداة لتحسين الأداء التنظيمي، بل هو جوهر الممارسة الماركسية. رفض النقد الداخلي والخارجي يؤدي إلى تآكل الفكر الماركسي من الداخل.
تحديات منصات التواصل _منصات التواصل مثل كلوب هاوس، بطبيعتها، تتيح إمكانية النقاش المفتوح. ومع ذلك، فإن سوء استخدامها يُنتج بيئة تُعزز الهيمنة الفكرية والإقصاء بدل الحوار.
تأثير الإقصاء على الحركة الماركسية
رفض النقد وإقصاء الماركسيين المستقلين أو غير المنتمين تنظيميًا يُضعف التنوع الفكري داخل الحركة، وهو عنصر أساسي لفهم الواقع وتحقيق التغيير المنشود. عندما يتم قمع الأصوات المختلفة، فإن ذلك يؤدي إلى جمود الحركة وفقدانها القدرة على تقديم حلول حقيقية للتحديات الراهنة.
سُبُل الإصلاح: نحو ثقافة حوار مفتوح
إعادة إحياء الأممية . ومن الضروري التركيز على البُعد الإنساني والكوني في الماركسية بدل الحزبية الضيقة. الأممية تقتضي تضامنًا مبنيًا على المبادئ المشتركة وليس على الولاءات التنظيمية.
تعزيز ثقافة الحوار لابد من نشر ثقافة نقاش تحترم التعددية وتشجع على تقبل النقد. هذا يتطلب تدريبًا عمليًا على الحوار الفكري واستقبال الآراء المختلفة.
خلق مساحات بديلة ويجب توفير قنوات جديدة للماركسيين المستقلين وغير المنتمين تنظيميًا، مما يتيح لهم فرصة المشاركة في النقاشات وإثراء الحركة.
ما يحدث في منصات التواصل الاجتماعي مثل كلوب هاوس يكشف عن أزمة أعمق في بنية التفكير لدى بعض الشيوعيين والماركسيين. إذا أرادت هذه الجماعات البقاء ذات صلة بالساحة الفكرية والسياسية، فعليها التخلي عن النهج الإقصائي وتبني رؤية أكثر شمولًا وانفتاحًا. الماركسية ليست مجرد عضوية حزبية؛ إنها منهج لتحليل الواقع وتغييره، ولا يمكن تحقيق أهدافها إلا بالانفتاح الفكري والتعددية الحقيقية.
zuhair.osman@aol.com