سبتمبر 30, 2023آخر تحديث: سبتمبر 30, 2023

المستقلة/- قال مكتب المدعي العام في باريس لشبكة CNN، إن الملياردير الفرنسي برنار أرنو و الروسي نيكولاي ساركيسوف يخضعان “لتحقيق أولي” لتورطهما المزعوم في “معاملات من المحتمل أن تشكل جرائم غسيل أموال”.

و أكد مكتب المدعي العام التقارير السابقة الصادرة عن صحيفة لوموند الفرنسية.

و باعتباره موضوع تحقيق أولي، فإن أرنو غير مشتبه به و لم يتم اتهامه بارتكاب أي مخالفات.

و قال مكتب المدعي العام إنهم أضافوا مذكرة من هيئة مراقبة الاستخبارات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد الفرنسية (Tracfin) المتعلقة بالمعاملات العقارية التي تشمل كل من أرنو و ساركيسوف إلى التحقيق الأولي المستمر في العمليات الأثرياء الروسيين في فرنسا، و التي بدأت في عام 2022.

و قالت صحيفة لوموند، التي قالت إنها اطلعت على المذكرة، إن المذكرة أرسلها تراكفين إلى مكتب المدعي العام في ليون في ديسمبر 2022. و تقول الصحيفة إن القضية أحيلت “بسرعة” إلى مكتب المدعي العام في باريس، الذي طلب من النيابة الوطنية – هيئة رقابية على مستوى مكافحة غسيل الأموال للنظر في الأمر.

و ذكرت صحيفة لوموند أنه بموجب تلك المذكرة، استحوذت الشركات التابعة لساركيسوف على أربعة عشر عقارًا في منتجع كورشوفيل الفاخر بجبال الألب في خريف عام 2018 مقابل 16 مليون يورو (17 مليون دولار). لقد حققوا ذلك من خلال مجموعة معقدة من الشركات في فرنسا و لوكسمبورغ و قبرص، وفقًا لصحيفة لوموند.

و قالت لوموند نقلا عن المذكرة إن اسم ساركيسوف لم يظهر في دفاتر الشركة التي نفذت عملية الشراء، و التي تسمى SNC La Fleche، على الرغم من أن تراكفين وصف الروسي بأنه المالك الفعلي لها من خلال شبكة من الشركات القابضة.

و قالت صحيفة لوموند إنه خلال الفترة نفسها، استحوذت شركة SNC La Fleche على ثلاثة عقارات أخرى في نفس الحي من شركة تدعى SNC Croix Realty، مقابل 2.2 مليون يورو. و كان ساركيسوف يمتلك أيضًا شركة SNC Croix Realty في ذلك الوقت، وفقًا لصحيفة لوموند. و قالت صحيفة لوموند، نقلاً عن المذكرة، إن شركة SNC Croix Realty حققت ربحًا قدره 1.2 مليون يورو من بيع الوحدات التي اشترتها قبل عام.

و يعتقد تراكفين أيضًا أن الملياردير الفرنسي برنارد أرنو أقرض ساركيسوف 18.3 مليون يورو (19.4 مليون دولار) من أجل الصفقة من خلال شركته القابضة الخاصة، بحسب صحيفة لوموند. و بحسب الصحيفة الفرنسية، فإن رئيس LVMH اشترى بعد ذلك La Fleche في ديسمبر 2018.

و بحسب صحيفة لوموند، توضح مذكرة تراكفين أن أرنو قام أولاً بإقراض المبلغ لإحدى شركات ساركيسوف، قبل الاستحواذ على الشركة التي تمتلك هذه الأصول. و تضيف لوموند أن التحقيق سيتعين عليه “تحديد سبب هذا التناقض الواضح”، فضلا عن “شرح حاجة السيد أرنو إلى استدعاء السيد ساركيسوف كوسيط في هذه المعاملات”.

“إن التغيير في المالك المستفيد النهائي من عمليات الاستحواذ على العقارات (…) يميل إلى إخفاء المصدر الدقيق للأموال، و إلى تعقيد المعاملات و تحديد هوية المشتري الحقيقي، و يعكس رغبة في إخفاء المستفيد الفعلي من جميع ما أجج شكوكهم بشأن “غسيل الأموال”.

و نقلت صحيفة لوموند عن شخص مقرب من أرنو قوله إن الصفقة “تم تنفيذها مع الالتزام الصارم بالقانون”، مضيفًا أنه “كما هو الحال مع أي صفقة عقارية”، كانت هناك أطراف قانونية معنية “مسؤولة عن ضمان الامتثال لجميع اللوائح القائمة”. ”

و قال فريق ساركيسوف لصحيفة لوموند إن رجل الأعمال الروسي “لم يكن متورطا شخصيا على الإطلاق” في هذه المعاملات، و أنه في ذلك الوقت “لم تكن هناك روابط تجارية معروفة بين الرجلين”.

وفقًا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، فإن صافي ثروة أرنو البالغة 164 مليار دولار يجعله ثاني أغنى شخص في العالم خلف إيلون ماسك فقط.

LVMH هي واحدة من أكبر الشركات في أوروبا، و تشمل العلامات التجارية للأزياء و المشروبات الفاخرة مثل لويس فيتون و مويت و Chandon.

اشترى أرنو حصة مسيطرة في LVMH في عام 1989، بعد عامين من تشكيل المجموعة من خلال اندماج لويس فويتون و مويت هينيسي. لقد كان رئيس مجلس الإدارة و الرئيس التنفيذي للشركة منذ ذلك الحين.

على مدى العقود الثلاثة الماضية، حول أرنو LVMH إلى مركز قوي للسلع الفاخرة مع 75 علامة تجارية تبيع النبيذ و المشروبات الروحية و الأزياء و السلع الجلدية و العطور و مستحضرات التجميل و الساعات و المجوهرات و السفر الفاخر و الإقامات الفندقية.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: مکتب المدعی العام صحیفة لوموند ملیون یورو من خلال

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)

فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن

في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.

منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.

ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.

البداية: قصة حب ملهمة

تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.

ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع

تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.

ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.

من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:

ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.

جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.

سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.

سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.

هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.

وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة

تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.

ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟

الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:

تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.

توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.

انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.

جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.

وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ومن الامثلة على ذلك:

شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.

شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.

شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.

هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة

ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.

الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة

باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.

 

مقالات مشابهة

  • تعرف على أغنى 10 سيدات في العالم للعام 2025 (إنفوغراف)
  • شكاية ضد ابن كيران بتهمة القذف والسب ومطالبته بتعويض 150 مليون
  • تفاصيل التحقيق مع حارس عقار بتهمة سرقة فى عين شمس
  • استجواب متهم غسل 100 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • في تجارة المخدرات.. الداخلية تكشف تفاصيل قضية غسل 120 مليون جنيه
  • الداخلية تضبط قضية غسيل أموال جديدة بقيمة 120 مليون جنيه
  • وزير الصحة: تنفيذ 2 مليون جلسة غسيل كلوي وتقديم الخدمة إلى 51 ألف مريض
  • اشترى أراض وعقارات.. الداخلية تكشف تفاصيل جريمة غسل تاجر مخدرات لـ100 مليون جنيه
  • ضبط متهم بغسل 100 مليون جنيه من تجارة المخدرات بالشرقية