ـ د. ليلى الحارثية: قاعدة بيانات ضخمة للنباتات المحلية واكتشاف 200 نوع جديد

يعد مشروع حديقة النباتات العُمانية، الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، مركزا علميا وبحثيا يوفر قاعدة بيانات للنباتات في البيئة العمانية.

بدأت الحديقة في مراحل التأسيس بوضع الخطط ومهمات العمل الميدانية لتجميع المواد النباتية الميدانية وسبر مكنونات نباتات عُمان، وتنوع غطائها النباتي، وتمكنت من تجميع أكثر من 70% من النباتات العُمانية، كمحصلة لأكثر من 1000 مهمة عمل ميدانية لجميع محافظات سلطنة عُمان، تم خلالها جمع 1100 نوع من اصل 1407 أنواع تزخر بها بيئة سلطنة عُمان بتنوع تضاريسها الجبلية والصحراوية والريفية والساحلية والسيوح والأودية والبراري.

وللحديقة دور محوري في حفظ وتوثيق إرث عُمان النباتي عبر رحلات ميدانية نفذتها فرق العمل، واستطاعت اكتشاف وإضافة 220 نوعا نباتيا جديدا إلى قائمة النباتات العُمانية، وإنقاذ آلاف الأشجار المعمرة من مناطق التوسع العمراني وشق الطرق.

«عُمان» زارت حديقة النباتات العُمانية واطلعت على حجم الجهود التي تبذل في مرافق الحديقة من قبل طواقم عمل المشروع، وقالت الدكتورة ليلى بنت سعيد الحارثية رئيسة مركز التنوع النباتي وصون الطبيعة: بدأت الرحلة بجمع عشرات الملايين من البذور وتوثيق كم هائل من البيانات عن النباتات العُمانية، ومن ثم حفظها وإكثارها عن طريق البذور والعقل، حيث أصبحت الحديقة مركزا يوفر كافة التفاصيل والمعلومات الخاصة بخصائص النبتات العُمانية. ويواصل العاملون بناء منظومة متكاملة للنباتات العُمانية، وقاعدة بيانات رقمية تحفظ أنواع النباتات، وتعرف بخصائصها وطرق نموها والبيئة المناسبة لنموها، بالإضافة إلى معلومات عن كميات المياه ودرجات الحرارة المناسبة لها ونوع التربة الملائمة، حيث حفظت كافة البيانات بدقة، ليسهل الوصول إليها لتكون مرجعا للباحثين والدراسات العلمية والبحثية.

وأضافت الحارثية: تضم الحديقة مرافق علمية متكاملة، يعمل بها طاقم عُماني متخصص، يمارس في هذه المرافق العديد من المهام، بداية من الرحلات الميدانية التي يتم من خلالها استكشاف وتوثيق النباتات العُمانية ومعرفة خصائصها ومقارنة تلك البيانات بالبيانات العالمية المتوفرة، كذلك تختص الرحلات الميدانية بتوثيق الإرث النباتي المرتبط بحياة العُمانيين، لذا يهتم فريق الحديقة باستقصاء المعلومات المختصة باستخدامات النباتات من المجتمع المحلي وخاصة كبار السن وتوثيقها ليتم حفظ كافة البيانات.

وأشارت إلى أن عمليات البحث والاستكشاف، مكّنت الفريق من توثيق مواسم النمو والتزهير والزراعة، وكل هذه الخصائص تم جمعها وحفظها وتوثيقها لأول مرة. وبالتالي، فإن البيانات المتوفرة لدى الحديقة استطاعت أن تجيب على جميع الأسئلة المتعلقة بأي نبات موجود في سلطنة عُمان، مؤكدة أن معرفة مكونات النبات توصلنا إلى معرفة فوائده ومضاره واستخداماته، ويشجع على استخراج منتجات متنوعة من هذه النباتات تدخل في العديد من الصناعات.

وتحدثت الدكتورة ليلى الحارثية عن فريق مركز التنوع النباتي، وقالت: يقوم الفريق بالعديد من المهام منها تجميع النباتات من مواقعها الأصلية، عبر جلب البذور أو العقل، ومن ثم وضعها في حافظات خاصة وأماكن حفظ مبردة، في بنك البذور الذي يحوي ملايين البذور وتصنيفها وحفظ بياناتها وتصنيفها تصنيفا علميا، في قاعدة بيانات خاصة.

وأكدت أن الحديقة تمكنت من تحقيق العديد من الأهداف العلمية والبحثية والوطنية، بينها إنشاء قاعدة بيانات متكاملة عن النباتات العُمانية في سلطنة عُمان، كما وضع المختصون في الحديقة عددا من البرتوكولات المبنية على أبحاث علمية لكل النباتات المسجلة في هذه القاعدة، تحوي معلومات لكيفية زراعته والعناية به من حيث التربة وكمية مياه الري التي يحتاجها والآفات الزراعية التي قد يتعرض لها وطرق الوقاية المتبعة، مؤكدة على أن الحديقة ستكون مصدرا لتوفير البيانات الخاصة بالنباتات، ومركزا للمعلومات العلمية الموثوقة، حيث شاركت، وتشارك الحديقة حاليا في العديد من الأبحاث العلمية مع مراكز بحثية عالمية إضافة إلى العديد من الإصدارات العلمية تقارب 100 إصدار في دوريات علمية.

وأشارت الدكتورة إلى أن للحديقة إسهامات عديدة بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية في صون البيئة والحفاظ عليها، بينها إنقاذ 2000 شجرة معمرة تعرضت للإزالة نتيجة شق الطرق، حيث قامت بجلب هذه الأشجار والحفاظ عليها في الحديقة.

وقالت الدكتورة: تهدف الحديقة إلى تعريف الزائر بالنباتات العُمانية، وتشجيع الناس على اقتناء النباتات العُمانية وزراعتها في منازلهم ومعرفة فوائدها وطرق استخدامها، مؤكدة أن للنباتات العُمانية فوائد عديدة حيث تدخل في العديد من الاستخدامات التي يمكن الاستفادة منها، مشيرة إلى أن الأجيال الحالية لم تصل لمستوى معرفة حجم العلاقة بين الأشجار العُمانية والإنسان العُماني، وحجم الترابط بينهما، حيث تضع الحديقة ضمن أهدافها رفع الوعي للأجيال الحالية والقادمة عبر زراعة الأشجار العُمانية في محيط الحديقة، بحيث يكون كل نبات في البيئة التي تناسبه عبر عرض نماذج للتنوع البيئي العُماني، وإقامة ما يشبه هذه البيئات وزراعة كل الأشجار التي تتناسب مع كل بيئة.

وأكدت الحارثية على أن حديقة النباتات العُمانية تتميز عن بقية الحدائق بما تضمه من إرث عُماني ثري، وبيانات مهمة تحفظ تاريخ النباتات العُمانية وكل ما يتعلق بها، حيث ستكون مرجعا يستفاد منه على مستويات عالمية.

وأكدت الدكتورة أن حديقة النباتات العُمانية ستكون مرجعا ومصدرا للمعلومات المختصة بالنباتات العُمانية، نتيجة للأعمال المتخصصة التي تقوم بها والبيانات التي تم توثيقها، وتساهم بذلك عن طريق إمداد الجهات ذات الاختصاص بالبيانات التي تساعد في التخطيط الاستراتيجي وخطط الصون والحماية للبيئات والموائل بشكل دقيق، ومثال على ذلك قامت الحديقة بدور في إعادة زراعة العديد من الأشجار في جبل شمس.

وبوصفها مركزًا علميًا وبحثيًا رائدًا، فإن حديقة النباتات العمانية ستقوم بدور حيوي في الحفاظ على تراث عُمان النباتي من خلال ما تم تحقيقه من جمع وتوثيق النباتات العمانية واكتشاف أنواع جديدة تمت إضافتها إلى قائمة النباتات العمانية.

ومع اكتمال الأعمال الإنشائية للمشروع التي بلغت مراحل إنجاز متقدمة ستمثل عند افتتاحها إضافة نوعية قيمة إلى المنجزات الوطنية المتجددة على مختلف الأصعدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قاعدة بیانات العدید من ع مانی

إقرأ أيضاً:

خبراء يوضحون مصير المشروع.. مؤامرة «ريفييرا» الشرق الأوسط إلى أين؟

تسبب الرفض المصري- الأردني، المدعوم عربيًا ودوليًا، في إفشال خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، المعروفة بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".

يهدف المقترح الأمريكي، إلى تحويل أراضي الفلسطينيين إلى مشروع عقاري. ورغم ضغوط ترامب، بما في ذلك التهديد بقطع المساعدات عن مصر والأردن، فإنه تراجع عن ذلك علنًا، لكنه استمر في الترويج لفكرته.

وواجه المشروع الأمريكي رفضًا واسعًا من العالم العربي وأوربا، حيث اعتُبر تهديدًا للاستقرار الإقليمي. وأكدت تقارير استخباراتية أن مجرد مناقشة الخطة قد يؤدي إلى تصعيد العنف.

في المقابل، تسعى دول أوربية وعربية إلى طرح بدائل لحل أزمة غزة بشكل أكثر استدامة.

وقالت مجلة ذا إنترسبت، القريبة من المخابرات الأمريكية، إن ترامب ضاعف ضغوطه من أجل تنفيذ خطته لطرد مليوني فلسطيني يعيشون في غزة بالقوة، برغم تراجعه عن تهديده بحجب مليارات الدولارات من المساعدات عن مصر والأردن ما لم تساعدا في تنفيذ الخطة.

وأضافت المجلة: «واجه ترامب رفضًا مصريًا- أردنيًا لخطته، فهدد بوقف المساعدات العسكرية والمساعدات الخارجية المرسلة إلى مصر والأردن، والتي كانت تُعَد منذ فترة طويلة الثمن الذي يتعين على الولايات المتحدة دفعه للحفاظ على اتفاقيات السلام بين الدولتين وإسرائيل».

وتحصل مصر على ما قيمته 1.5 مليار دولار من الولايات المتحدة في شكل مساعدات عسكرية، بينما تحصل الأردن على مساعدات أمريكية سنوية بقيمة 1.7 مليار دولار.

غير أن ترامب تراجع عن تهديده بقطع المساعدات عن كلا البلدين أثناء حديثه مع الصحفيين في حضور ملك الأردن، وقال: "لا داعي للتهديد بالمال. نحن نساهم بالكثير من المال للأردن ومصر، لكن ليس من الضروري أن أهدد بذلك".

ورغم تبنيه لهجة أكثر تصالحية في اجتماعه مع الملك عبد الله، واصل ترامب التمسك بموقفه بشأن النزوح الجماعي للفلسطينيين في غزة، وقال: "أعتقد أنه سيكون شيئًا رائعًا للفلسطينيين. سوف يقعون في حبه. لقد نجحت بشكل جيد للغاية في مجال العقارات. يمكنني أن أخبرك عن العقارات. سوف يقعون في حبها!".

وأعلن ملك الأردن رفضه للفكرة، كما رفض العالم العربي الخطة نفسها، فيما سجل الرئيس عبد الفتاح السيسي موقفه الرافض بشكل استباقي عندما شدد على أن مصر لن تشارك في ظلم الفلسطينيين.

ونقلت المجلة عن رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط، لارا فريدمان، أن هذه الصفقة لا يمكن لأي بلد من البلدين أن يتحملها، وأن نقل الفلسطينيين إلى الجوار من شأنه أن يفتح الباب أمام الصراع العسكري مع إسرائيل.

وأضافت: لا شك أن هناك عملًا عسكريًا متكررًا من جانب الفلسطينيين ضد إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى حرب إقليمية.

وتابعت: "بالنسبة للأردن، فإن فكرة إخلاء غزة من سكانها واحتمال مطالبة الأردن باستقبال المزيد من الفلسطينيين تشكل تهديدًا وجوديًا للنظام الأردني. ومن منظور سياسي وأمني وطني مصري، لا أعرف كيف يتصور أي شخص أن مصر قد تستسلم لهذا الأمر".

وقالت إن "الفكرة مزعزعة للاستقرار، ولهذه الأسباب، فإن أحلام ترامب المحمومة بـريفييرا الشرق الأوسط ليست على وشك أن تتحقق قريبًا.

وحذر المحلل البريطاني- الإسرائيلي دانييل ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة- الشرق الأوسط، من أن الحديث غير الرسمي لترامب لا يزال يشكل خطرًا على المنطقة.

وتطرق إلى تقدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الذي يفيد بأن مناقشة الخطة قد تؤدي إلى إثارة المزيد من العنف، فضلًا عن الرد السعودي شديد اللهجة على اقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تقيم المملكة دولة فلسطينية على أراضيها.

وألمح ليفي إلى جبهات جديدة قد تُفتح للصراع إذا تم تنفيذ خطة ترامب، وقال: لم أرَ قط هذا النوع من التصريحات شديدة اللهجة التي جرت في الأيام القليلة الماضية بين إسرائيل والسعودية. أعتقد أن هذا غير مسبوق، حيث شاهدنا تصريحات تحمل انتقادات لاذعة لإسرائيل.

أكدت مجلة فولهام إنتربرايز الأمريكية أن الدول الأوربية تعمل مع دول عربية أخرى لوضع خطة عاجلة بشأن غزة، لتقديمها إلى دونالد ترامب كبديل لمقترحه بإخلاء القطاع من الفلسطينيين وإعادته إلى الولايات المتحدة، بعد أن صدمتهم فكرة الرئيس الأمريكي الخاصة بتهجير الفلسطينيين وتحويل أراضيهم، التي مزقتها الحرب، إلى ريفييرا الشرق الأوسط، حيث أثارت تلك الفكرة قلق كل من الدول العربية والأوربية على حد سواء.

وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صحيفة فايننشال تايمز أن الجهود المبذولة لمعارضة خطة ترامب لن تكون مرفوضة إلا إذا قدمنا شيئًا آخر أكثر ذكاءً. وأضاف: "هذا ما نريد المضي قدمًا فيه. هناك العديد من الخيارات ذات المصداقية العالية.

وقال دبلوماسي أوربي إن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا تباحثوا بشأن هذه الأزمة في مؤتمر ميونيخ الأمني مع الدول العربية الرئيسية.

اقرأ أيضاًتهجير الغزاويين و"لعبة المقاولات"

«لا للمخطط الأمريكي الإسرائيلي».. تحركات مصرية وعربية ضد تهجير الفلسطينيين

«مصطفى بكري»: التحية للأردن شعبا وملكا.. قاوم الضغوط ورفض تهجير الفلسطينيين

مقالات مشابهة

  • إيران: إذا تعرض أمننا للتهديد فإن أمن الشرق الأوسط بأكمله سيكون في خطر
  • ملك إسبانيا: مصر شريك استراتيجي في الشرق الأوسط ولاعب لا غنى عنه بالقارة الإفريقية
  • ملك إسبانيا: ننسق مع مصر بحثا عن حلول لأزمات الشرق الأوسط
  • ملك إسبانيا: مصر دولة محورية في القارة الأفريقية والشرق الأوسط
  • الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد
  • مواصفات كاديلاك إسكاليد 2025
  • كيف تُثير «صدمات ترامب» الفوضى في الشرق الأوسط؟
  • رئيس البرلمان التركي: نرفض أي مقترحات تفضي إلى تهجير الفلسطينيين
  • أمين مجلس كنائس الشرق الأوسط يشارك في ختام مشروع أكاديمية الأمل للفنون
  • خبراء يوضحون مصير المشروع.. مؤامرة «ريفييرا» الشرق الأوسط إلى أين؟