الخليج الجديد:
2024-10-03@16:18:39 GMT

هل تنجح سياسة التحالفات المتعددة في الهند؟

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

هل تنجح سياسة التحالفات المتعددة في الهند؟

إذا كان هناك أي فائز في عملية إعادة التوازن العالمية التي نشأت عن الغزو الروسي لأوكرانيا، فسيكون الهند.

هكذا يتحدث تقرير "معهد الدراسات السياسية الدولية"، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى أنه في سيناريو دولي متزايد الاستقطاب، أتقن رئيس الوزراء ناريندرا مودي سياسة خارجية "متعددة الانحياز" تعمل على تعزيز دور الهند باعتبارها حجر الزاوية.

وتعد الهند واحدة من الفائزين وسط الفوضى العالمية التي أحدثها الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي تحتاج إلى تعزيز دورها الجديد في مواجهة القوة العالمية الحالية، وكذلك في مواجهة القوى المتوسطة المتزايدة الطموح، والقوى الإقليمية المتلهفة إلى إعادة كتابة القواعد الدولية.

ويسعى مودي، وفق التقرير إلى إضفاء الطابع المؤسسي على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإعادة إطلاق منطقة المحيط الهادئ الهندية، مع الاعتماد على تكتل "بريكس" باعتباره طليعة الجنوب العالمي.

وفي هذا السياق، سافر مودي مؤخرًا إلى الولايات المتحدة (20-23 يونيو/حزيران)، ومصر (24-25 يونيو/حزيران)، وفرنسا (13-15 يوليو/تموز).

في واشنطن، يوصف مودي بأنه شريك موثوق. حيث تم استقباله في واشنطن بأكبر قدر من التكريم.

اقرأ أيضاً

ممر الهند-الشرق الأوسط-أوروبا.. مشروع اقتصادي أم سياسي؟

ويهدف الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الحد من التعاون التكنولوجي مع الصين، مع تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والهند في مجال التكنولوجيا والدفاع.

وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في الهند في عهد مودي، فقد عرَّف الزعيمان العلاقة الثنائية بأنها "شراكة بين ديمقراطيات تتطلع إلى القرن الحادي والعشرين بأمل وطموح وثقة".

وبالنسبة للولايات المتحدة، تمثل الهند البديل الرئيسي لاقتصاد الصين، فواشنطن لا تراهن على النمو المحتمل في الهند فحسب، كما أنها تتطلع إلى اكتساب ميزة سياسية من خلال تنويع سلاسل القيمة الاستراتيجية نحو دولة صديقة في آسيا.

وفي القاهرة، كانت زيارة مودي، بعد زيارته لواشنطن مباشرة، مهمة لترسيخ دور نيودلهي داخل مجموعة "بريكس".

ويقدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساعدة مودي لدعم طلب مصر، في حين يحتاج مودي إلى أصدقاء لموازنة قوة الصين داخل مجموعة "بريكس" واحتواء إمكانية وصول باكستان.

أما باريس، فتأتي في المرتبة الثانية بعد واشنطن باعتبارها الوجهة الأولى لمودي بسبع رحلات منذ عام 2014.

اقرأ أيضاً

ماذا تعني الهند في عالم متعدد الأقطاب؟

وتعد هذه الزيارة نتيجة رائعة للسياسات الخارجية لكلا البلدين، حيث تهدف فرنسا إلى زيادة سوق الدفاع الهندي، حتى لو كانت بالفعل المورد الثاني للأسلحة للهند بعد روسيا، فضلا عن رغبتها في تعزيز دورها كقوة مقيمة في منطقة المحيط الهادئ الهندية، والسعي إلى تحقيق الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا خارج الثنائية الصينية الأمريكية.

ومن ناحية أخرى، تأمل نيودلهي في تقليل اعتمادها على الإمدادات الدفاعية الروسية، والاعتراف بها كقوة عظمى ناشئة، وتعزيز موقف مودي السياسي المحلي قبل الانتخابات العامة في عام 2024.

وبات التحدي الذي تواجهه الهند الآن، هو الحفاظ على التوازن، مع الاستمرار في "التمحور المتعدد" نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ والجنوب العالمي، من دون التنافس مع الصين.

من جانبه، يقول أرميتيندو باليت الأكاديمي بجامعة سنغافورة الوطنية، إن زيارات مودي أكدت العلاقات الاستراتيجية العميقة للهند مع القوى العالمية الكبرى عبر المحيط الأطلسي.

ووصف البيان المشترك بين الولايات المتحدة والهند كلاهما بأنهما "الشريكان الأقرب" بشراكة تمتد من "البحار إلى النجوم".

وكان التعاون طويل الأمد في مجال التكنولوجيا والدفاع من أهم نقاط زيارة الولايات المتحدة، بما في ذلك إطلاق مبادرات جديدة في أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي، والتنسيق الكمي، وصناعة الدفاع والطاقة النظيفة".

اقرأ أيضاً

سياسات "بهاراتيا جاناتا" تهدد علاقات الهند مع دول الخليج

كما كان الدفاع أيضًا بارزًا في زيارة مودي لفرنسا بمناسبة مرور 25 عامًا على العلاقات الاستراتيجية.

وكان مودي ضيف الشرف في احتفالات يوم الباستيل التي ضمت القوات الجوية الهندية، فضلا عن التباحث في قضايا المناخ والتمويل الرقمي.

ويعلق باليت، على خذخ الزيارات بالقول: "أكدت الزيارات علاقات الهند القوية مع الولايات المتحدة وفرنسا على الرغم من الخلافات مع الغرب ومجموعة السبع حول عدة قضايا (مثل الصراع في أوكرانيا، وتغير المناخ، وإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف)".

ويضيف: "كما أنها تؤكد ظهور الهند كلاعب استراتيجي عالمي رئيسي وشريك وثيق للغرب".

أما إيزابيل سان ميزار الأكاديمية بجامعة باريس الثامنة، فقالت إن زيارات مودي للولايات المتحدة وفرنسا، رسمت خريطة طريق طموحة للسنوات الـ25 المقبلة.

ومنذ البداية، كانت الشراكة الفرنسية الهندية مدفوعة بأعلى المستويات في الدولتين وازدهرت في ثلاثة قطاعات رئيسية هي الدفاع والفضاء والطاقة النووية.

اقرأ أيضاً

خففت قيود نيودلهي وبومباي.. الهند تراجع سياسة التلقيح

كما دعمت باريس مصالح الهند في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك القضايا الحاسمة مثل الإرهاب وكشمير.

ونتيجة لهذا فقد نجحت فرنسا في احتلال مكانة خاصة لنفسها في المشهد الاستراتيجي في الهند باعتبارها شريكاً وثيقاً وجديراً بالثقة.

وبما أنه كان حريصًا على الحفاظ على مكانة فرنسا المميزة بين شركاء الهند، لم يدخر الرئيس إيمانويل ماكرون أي جهد لإغراء مودي.

وتعلق سان ميزار بالقول: "بينما فهم الكل في أهمية إشراك الهند في قضايا رئيسية، شككوا في قرار ربط يوم الباستيل وقيم "الحرية والمساواة والأخوة" بزعيم، تسبب في تآكل الحريات الديمقراطية في بلاده".

أما نيكولا ميساليا الباحثة في معهد الدراسات السياسية الدولية، فتقول إنها الزيارات تشكل دليلاً آخر على نجاح استراتيجية الهند المتعددة الانحيازات.

وتضيف: "في عصر التعددية القطبية، تشكل تعدد الانحيازات (طريقة الهند) لوضع قواعد جديدة للاشتباك بين البلدان التي تحتاج إلى بناء مساحات آمنة في نظام عالمي غير مؤكد ومتغير ومزقته الحروب".

وتتابع: "من المثير للاهتمام أن الجميع، بما في ذلك الغرب، يتصرفون وكأن هذا هو الخيار الأفضل للعالم للمضي قدماً".

اقرأ أيضاً

في شرق أوسط متعدد الأقطاب: هل تنشأ شراكة استراتيجية بين الهند والإمارات؟

المصدر | معهد الدراسات السياسية الدولية - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الهند تعدد الأقطاب أمريكا فرنسا مصر بريكس الولایات المتحدة اقرأ أیضا فی الهند الهند فی

إقرأ أيضاً:

مادورو: الولايات المتحدة تدعم العدوان الإسرائيلي ضد فلسطين ولبنان

اتهم الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، اليوم ، الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بالأسلحة اللازمة لمهاجمة فلسطين وقصف المناطق السكنية في بيروت 

 

أشار مادورو إلى أن هذا الدعم العسكري يأتي في إطار تواطؤ من الاتحاد الأوروبي، الذي لم يتخذ خطوات فعالة لوقف العدوان الإسرائيلي المتزايد في المنطقة.

 

كما دعا مادورو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأزمة الإنسانية في فلسطين ولبنان، معربًا عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع في المنطقة. واعتبر أن استخدام القنابل ضد المدنيين هو عمل غير إنساني، ويجب على الدول الكبرى أن تضع حدًا لهذه الممارسات.


 

تأتي تصريحات مادورو في وقت شهدت فيه المنطقة تصعيدًا كبيرًا من قبل إسرائيل، حيث استهدفت غاراتها الجوية مجموعة من المواقع في غزة ولبنان، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين. وقد عبرت عدة دول ومنظمات حقوقية عن قلقها من تزايد انتهاكات حقوق الإنسان.


 

في سياق متصل، كانت إيران قد أعلنت عن ردها على الهجمات الإسرائيلية، حيث شنت الحرس الثوري الإيراني هجومًا صاروخيًا استهدف قواعد عسكرية إسرائيلية، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وقد قوبل هذا التصعيد بتحذيرات من عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي دعت إلى خفض التصعيد.


 

تعكس هذه الأحداث تزايد الأزمات الإقليمية، مع تصاعد التوترات بين القوى الكبرى وتداعياتها على شعوب المنطقة، مما يستدعي جهودًا دولية فورية لتحقيق السلام والاستقرار.


 

الجيش الإسرائيلي يطالب السكان بإخلاء عدد من المباني في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت


 

طلب الجيش الإسرائيلي من السكان في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت إخلاء عدد من المباني، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية الجديدة التي تتخذها قيادة الجبهة الداخلية. يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، حيث شهدت الساعات الماضية إطلاق عدد من الصواريخ من قبل الحرس الثوري الإيراني باتجاه الأراضي الإسرائيلية.


 

وفي سياق متصل، أعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية عن اتخاذ خطوات جديدة في سياستها الدفاعية، حيث تقرر بدءًا من اليوم إجراء تغييرات في التعليمات الأمنية المتعلقة بحماية الجبهة الداخلية. وتضمنت هذه القرارات تخفيف القيود المفروضة على بعض المناطق وسط إسرائيل، مما يعكس تغيرًا في تقييم الوضع الأمني.


 

يأتي ذلك بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت إسرائيل، والتي أُعلن عن أن حجمها كان غير مسبوق، حيث أطلقت إيران نحو 200 صاروخ في هجوم منسق. كما أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن الدفاعات الجوية قد نجحت في اعتراض نسبة كبيرة من هذه الصواريخ، رغم الاعتراف بفشل بعض الأنظمة في منعها.


 

كما أن هذا التصعيد يأتي في الوقت الذي يتوقع فيه المراقبون ردود فعل من الحكومة اللبنانية وحزب الله، الذين يعبرون عن دعمهم لإيران ويشددون على موقفهم من القضايا الإقليمية. وقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أن "إيران لم تتعلم الدرس" وأن أي اعتداءات جديدة ستواجه بتصعيد أكبر.


 

التحذيرات الإسرائيلية تأتي في وقت حساس، حيث دعا العديد من المسؤولين الغربيين إلى ضبط النفس ومنع تفاقم الوضع الأمني في المنطقة، مما يزيد من القلق حول إمكانية تصاعد النزاع بين الأطراف المختلفة في الأيام المقبلة.

مقالات مشابهة

  • العراق يُبلغ الولايات المتحدة بقرب بدء المفاوضات مع الكويت
  • قوة صاروخية تحت الأرض.. هل تنجح إسرائيل الدخول إلى منطقة مارون الرأس؟
  • هل تواصلت إيران مع الولايات المتحدة قبل قصف إسرائيل؟
  • إيران تنفي أي تواصل مع الولايات المتحدة قبل هجومها على إسرائيل
  • خبير دولي: سياسة نتنياهو في التصعيد بالمنطقة تؤكد عدم الرشد وفقدان الاتزان
  • مادورو: الولايات المتحدة تدعم العدوان الإسرائيلي ضد فلسطين ولبنان
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستنسق الرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية مع إسرائيل
  • الولايات المتحدة تعترض عددا من الصواريخ الإيرانية الموجهة لإسرائيل
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي: الدولة ملتزمة باستقلال القضاء
  • انطلاق أول برنامج لتطوير أفلام «Screenlife» في أبوظبي