مجلة أمريكية تسلط الضوء على المحادثات بين صنعاء والرياض
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
التحليل الذي نشرته مجلة (Responsible Statecraft) الإلكترونية، أوضح أن المحادثات جاءت بعد توقف دام خمسة أشهر، بعد الجولة الأخيرة للمفاوضات التي جرت في صنعاء في أبريل الماضي، بوساطة عمانية، وتوفر المزيد من الأمل في هدنة مستدامة بين صنعاء والرياض.
اللغة السعودية الجديدة
وتحت عنوان (اللغة السعودية الجديدة)، أشار التحليل إلى استخدام السعودية لتسمية "وفد صنعاء"، بدلاً من "الحوثيين"، معتبراً أن هذا المصطلح رغبة الرياض المتزايدة في إيجاد تسوية مؤقتة مع القوة القوية التي عززت سلطتها بشكل فعال في شمال اليمن، واعتراف منها بالحكومة التي يديرونها.
وبحسب تحليل المجلة، تقول إليزابيث كيندال، التي تدرس الدراسات العربية في جامعة كامبريدج: "إن التحول في اللغة إلى "وفد صنعاء" أمر مهم، مضيفة: "لقد تم التشهير بالحوثيين وأنصار الله منذ فترة طويلة في وسائل الإعلام السعودية، لذا فإن إزالة الإشارات إليهم يبدو أنها تهدف إلى إزالة وصمة العار عن المحادثات وتجنب أي فكرة عن التنازل السعودي".
وتتابع المجلة: "إن أهمية التسمية الجديدة تنبع من إعادة التموضع والتفاهمات المسبقة، والرغبة في تحسين المناخ الدبلوماسي، وقلب صفحة التوترات الكاملة بأي ثمن، ومنح اعتراف رمزي، وتغيير المفاهيم العامة تدريجيًا".
معوقات الاتفاق
وقال التحليل: "على الرغم من التقدم الأخير، لم يتوصل الحوثيون والسعوديون بعد إلى هدنة دائمة، وستكون هناك حاجة إلى المزيد من العمل، ولا تزال هناك أربع قضايا حساسة على الأقل دون حل".
وأوضح التحليل أن القضية الأولى هي "مسألة دفع رواتب موظفي القطاع العام في الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون، حيث يعيش حوالي 80 % من سكان اليمن".
فيما تتمثل القضية الثانية في توزيع عائدات اليمن الوطنية من النفط والغاز، حيث نقل التحليل عن، نائب رئيس البعثة السابق في السفارة الأمريكية في اليمن نبيل خوري، قوله: "سيحصل الحوثيون على ما كانوا يطالبون به لفترة طويلة، أو لن يسمحوا بمواصلة تصدير النفط والغاز بسلام".
وذكر التحليل أن القضية الثالثة، التي وصفها بـ "القلق الثالث"، تتمثل في المطالبة بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي بدون قيود، بالإضافة إلى المطارات الأخرى في اليمن والموانئ البحرية في البلاد.
في حين تتعلق القضية الرابعة، بحسب التحليل، "كيفية إعادة توحيد البنك المركزي، في كيان واحد سواء في اليمن أو ربما في بلد آخر مثل عُمان أو الأردن"، مضيفاً: أن "الفكرة هي مرة أخرى مطالبة الحوثيين بأن تكون الأموال التي تذهب إلى البنك المركزي متاحة لهم أيضاً، وستكون الخدمات اللوجستية لهذا الأمر من الاعتبارات المهمة"، بحسب خوري.
الوساطة العمانية
إلى ذلك، لفت التحليل إلى أن الزخم وراء المفاوضات قد تسارع، إلى حد كبير، بفضل مهارات الوساطة التي تتمتع بها عُمان والتي حظيت بإشادة كبيرة.
وأشار إلى أنه "من المحتمل أن تتحرك هذه المحادثات ببطء، مع تحقيق تقدم تدريجي نظرًا لانعدام الثقة القائم منذ فترة طويلة بين الحوثيين والسعوديين".
وخلُص التحليل إلى أن المحادثات الأخيرة بين صنعاء والرياض ستمهد الطريق بشكل مثالي لإجراء محادثات (يمنية - يمنية) شاملة، لوضع خارطة طريق نحو سلام أوسع في جميع أنحاء اليمن.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
عيدروس الزبيدي: "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد" لكبح جماح الحوثيين في اليمن
أشاد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، المعترف به دولياً، اليوم الثلاثاء بعودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، قائلاً إنها نقطة تحول حاسمة ستؤدي لكبح جماح ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والذين قال إنها تهدد الاستقرار الإقليمي والأمن البحري.
وقال عيدروس الزبيدي إن القيادة القوية لترامب واستعداده لاستخدام القوة العسكرية يتناقضان بشكل حاد مع إدارة سلفه جو بايدن، التي قال إنها سمحت للميليشيا الحوثية بتعزيز سلطتها وقدراتها العسكرية وتوسيع نفوذها خارج اليمن.وقال الزبيدي في مقابلة على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "فترة بايدن كانت للحوثيين فترة تمكنوا فيها من الحركة والسيطرة على الوضع في المحافظات التي هم فيها وتمكنوا من تجهيز قدراتهم بشكل أكبر وبدأوا يضربوا خارج نطاق اليمن". وتابع "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد وهو صاحب قرار قوي".
وأردف قائلاً: "نحن من المشجعين والمعجبين والداعمين لسياسة ترامب. لأن لديه شخصية تملك من قوة القرار ما يكفيه لحكم أمريكا والعالم"، مضيفا أنه يتوقع أن تبدأ المحادثات مع الإدارة القادمة قريباً.
ويسيطر الحوثيون على شمال غرب اليمن، حيث يعيش معظم سكان البلاد، وعددهم 23 مليون نسمة، بينما يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على بقية الأراضي. ويريد المجلس استقلال جنوب اليمن.
بعد اتفاق غزة.. الحوثيون يعلنون عن أهدافهم المقبلة في البحر الأحمر - موقع 24أشار الحوثيون في اليمن إلى أنهم سيقتصرون على استهداف السفن التابعة لإسرائيل فقط في ممر البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.ويرأس الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي، ويشغل 3 مقاعد في مجلس القيادة الرئاسي المكون من 8 أعضاء، وهو الحكومة الائتلافية في عدن.
وقال إن توحيد اليمن لا يزال بعيد المنال، ودعا إلى دولتين كما كان الحال قبل 1990، عندما كان جنوب اليمن منفصلاً عن شماله. وتابع "بمجرد أن نصبح دولتين بيتحل الوضع"، مضيفاً أن هناك حاجة إلى استراتيجية دولية وإقليمية ومحلية منسقة بقيادة الولايات المتحدة لضرب الحوثيين، وإضعافهم ووقف هجماتهم على السفن التجارية الغربية في البحر الأحمر.
واستهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة بطائرات دون طيار، وضربات صاروخية في العام الماضي، فيما قالوا إنه تضامن مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقبل تنصيب ترامب، الإثنين، قال زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي إن هجماتهم في البحر الأحمر ستقتصر على سفن إسرائيل فقط بعد بداية وقف إطلاق النار في غزة، لكن الضربات قد تستأنف إذا تغير الوضع.
وقال الزبيدي: "نأمل أن تقوم أمريكا.. أن يتحفزوا بردع الحوثي لأنهم سيستمروا في تهديد الملاحة البحرية"، ووصف الحوثيين بـ "التهديد الكبير" وأنهم "من ضمن تجمع دولي تقوده إيران وروسيا والصين".
BREAKING: Yemen's Houthis have said in a statement that they will limit attacks on ships linked to Israel. https://t.co/FxCSyCmaxn
???? Sky 501, Virgin 602, Freeview 233 and YouTube pic.twitter.com/Oi68CwZOw2
وبدأت الحرب في اليمن، وهي أحد أفقر دول الشرق الأوسط، في 2014 عندما اجتاح مقاتلو جماعة الحوثي العاصمة صنعاء وسيطروا على المؤسسات الحكومية. وتوقفت عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، التي تسببت في أزمة إنسانية خطيرة، بعد بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال الزبيدي: "الحرب هذه كلفت الكثير.. منها انهيار العملة لدرجة أنها أصبحت لا قيمة لها، أصبح الموظف يتقاضي 50 إلى 60 دولاراً شهرياً.. وتسببت في انهيار الاقتصاد بالكامل، وإعادة الإعمار تحتاج المئات من مليارات الدولارات".