ردًا على مضامين النظام الأساسي.. دعوات إلى تأسيس نقابة مستقلة خاصة بهيئة التدريس
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ الرباط
دعا رجال ونساء التعليم، الرافضين لمضامين النظام الأساسي الموحد المثيرة للجدل في الأوساط التربوية، إلى تأسيس نقابة مستقلة خاصّة بهيئة التدريس.
وتأتي هذه الدعوة بعدما لاحظ الأساتذة "غياب" أغلب النقابات عن المشهد، وعدم تفاعلها بالشكل اللازم مع ما ورد في النظام الأساسي من إجراءات، لاسيما عقب مصادقة الحكومة على هذا النظام خلال المجلس الحكومي المنعقد أول أمس الأربعاء.
وأمام هذا الوضع؛ دعا رجال ونساء التعليم، على منصات التواصل الاجتماعي، إلى الالتقاء يوم 5 أكتوبر المقبل أمام مقر وزيرة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في العاصمة الرباط، من أجل العمل على تأسيس نقابة مستقلة للدفاع عن مطالب الشغيلة التعليمية.
وفي الضفة المقابلة؛ دعت أصوات أخرى إلى الالتحاق بالنقابات التي "لم تَبع الماتش"، وفق تعبيرهم، في إشارة من هؤلاء إلى "الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي"، التي تبدي دوما رفضها لعدد من النقاط التي تنوي "وزارة بنموسى" تطبيقها في قطاع التربية والتعليم.
عبد الوهاب السحيمي، فاعل تربوي، يرى أن "الأساتذة شعروا أن النقابات خذلتهم، لاسيما وأن النظام الأساسي لم يتضمن أي تعويض يخص هذه الفئة من الشغيلة التعليمية"، مشيرا إلى أن "دعوات الانضمام إلى النقابة السالف ذكرها قليلة ولم تحظ باهتمام كبير".
وزاد السحيمي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أنه من الصعب، اليوم، تأسيس نقابة جديدة في هذه الظروف، ويكون همها الوحيد هو الدفاع عن مطالب رجال ونساء التعليم"، مضيفا أن "تأسيس نقابة من هذا القبيل، في حالة قبول السلطات ذلك، سيسحب البساط من تحت أرجل النقابات الموجودة سابقا".
الفاعل التربوي استطرد، في هذا الصدد، أن "الأصح والأسلم، في هذا التوقيت، هو تأسيس تنسيقية شاملة تضمن هيئة تدريس الأسلاك التعليمية الثلاثة (الابتدائي- الإعدادي- الثانوي)، وتُعنى بمهام خوض معارك ونضالات لاسترجاع حقوق هيئة التدريس، وعقب ذلك يمكن لهيئة التدريس التفكير في تأسيس نقابة".
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الحكومة تداول وصادق، أول أمس الأربعاء 27 شتنبر الحالي، على مشروع المرسوم رقم 2.23.819 بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، قدمه شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: النظام الأساسی
إقرأ أيضاً:
الثقافة تصدر «كل النهايات حزينة» لـ عزمي عبد الوهاب بهيئة الكتاب
صدر حديثا عن وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «كل النهايات حزينة» للكاتب عزمي عبد الوهاب.
ويتناول الكتاب اللحظات الأخيرة في حياة أبرز الكتاب والمبدعين في الأدب الإنساني، من بينهم دانتي أليجييري، وأنطونيو جرامشي، وفولتير، ولودفيك فتجنشتاين، وصادق هدايت، وأوسكار ويلد، وراينر نعمت مختار، وجويس منصور، وجورجيا آمادو، وثيربانتس، وغيرهم.
ويقول عزمي عبد الوهاب في تقديمه للكتاب: «ظللت مشغولاً بالنهايات لسنوات طويلة، لكن بداية أو مستهل كتاب "مذاهب غريبة" للكاتب الكبير كامل زهيري كان لها شأن آخر معي، فحين قرأت الفقرة الأولى في هذا الكتاب، تركته جانبا، لم أجرؤ على الاقتراب منه مرة أخرى، وكأن هذه الفقرة كانت كفيلة بإشباع رغبتي في القراءة آنذاك، أو كأنها تمتلك مفاتيح السحر، للدرجة التي جعلتني أتمنى أن أكتب كتابا شبيها بـ"مذاهب غريبة".
تذكرت على الفور أوائل القراءات التي ارتبطت بكتاب محمد حسين هيكل "تراجم مصرية وغربية"، وبعدها ظلت قراءة المذكرات والذكريات تلقى هوى كبيرا لدي، كنت في ذلك الوقت لم أصدر كتابًا واحدًا، لكن ظلت تلك الأمنية أو الفكرة هاجسا، يطاردني لسنوات، إلى أن تراكم لدي من أثر القراءة كثير من مواقف النهايات، التي تتوافر فيها شروط درامية ما، وكلها يخص كتابا غربيًا؛ لأن حياة الأغلبية العظمى من كتابنا ومثقفينا تدفع إلى حافة السأم والتكرار والملل.
إنها حياة تخلو من المغامرة التي تصل حد الشطط، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الثقافة العربية، التي تميل إلى التحفظ، وربما أن تلك الثقافة لم تكشف لي غرائب النهايات، هناك استثناءات بالطبع، شأن أية ظواهر في العالم، قد يكون الشاعر والمسرحي نجيب سرور مثالا لتلك الحياة المتوترة لإنسان عاش على حافة الخطر طوال الوقت، حتى وصل إلى ذروة الجنون، لكن دراما "نجيب سرور" مرتبطة بأسماء كبيرة وشخصيات مؤثرة، تنتمي إلى ثقافة: "اذكروا محاسن موتاكم" حتى لو كانت لعنة نجيب سرور ظلت تطارد ابنه من بعده، فقد مات غريبا في الهند مثلما عاش أبوه غريبا في مصر وروسيا والمجر».
ويضيف عبد الوهاب: «يمكن أن أسوق أسماء قديمة مثل "أبي حيان التوحيدي" الذي أحرق كتبه قبل موته، أو ذلك الكاتب الذي أغرق كتبه بالمياه، في إشارة دالة إلى تنصله مما كتب، أو ذلك الكاتب الذي أوصى بأن تدفن كتبه معه، وإذا كان الموت هو أعلى مراحل المأساة، فهناك بالطبع شعراء وكتاب عرب فقدوا حياتهم، بهذه الطريقة المأساوية كالانتحار ، مثل الشاعر السوداني "أبو ذكري" الذي ألقى بجسده من فوق إحدى البنايات، أثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي السابق، والشاعر اللبناني "خليل حاوي" الذي أطلق الرصاص على رأسه في شرفة منزله، والروائي الأردني "تيسير سبول" الذي مات منتحرا بعد أن عاش فترة حرجة من عام 1939 إلى 1973.
لكن المختفي من جبل الجليد في تلك الحكايات، أكبر مما يبدو لنا على سطح الماء، خذ على سبيل المثال "خليل حاوي" فقد أشيع في البداية أن الرصاصات، التي أطلقها على رأسه، كانت إعلانًا للغضب، ومن ثم الاحتجاج على الصمت العربي المهين، إزاء اقتحام الآليات العسكرية الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ومن ثم حصار بيروت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وفيما بعد، حين استفاق البعض من صدمة الحدث، قيل إن ما جرى كان نتاج علاقة حب معقدة، دفعت بالشاعر إلى معانقة يأسه والانتحار، فهل كان انتحار الروائي الأردني "تيسير سبول" صاحب أنت منذ اليوم أيضًا احتجاجا على ما جرى في العام 1967م؟
ربما يوجد كثير من النماذج، لكن تظل الأسماء الغربية الكبيرة، قادرة على إثارة الدهشة كما يقال، ونحن دائما مشغولون بالحكاية أكثر من المنجز، وكأن هذا من سمات ثقافتنا العربية، فالاسم الكبير تصنعه الحياة الغريبة لا الإنتاج الأدبي.
ومع ذلك يمكننا أن نتوقف أمام اسم كبير مثل "إدجار آلان بو" وكيف كان آخر مشهد له في الحياة، فهو أحد الكتاب الذين غادروا الحياة سريعا، وحين مات وجدوه في حالة مزرية، يرتدي ملابس لا تخصه، وحين تعرف عليه أحد الصحفيين، نقله إلى المستشفى، ومات وحيدا، بعد أربعة أيام، في السابع من أكتوبر عام ١٨٤٩م، ولم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف».