الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بأن يخجل من صمته بعد "جريمة محمد رمانة"
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
القدس المحتلة: أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، السبت30سبتمبر2023، "جريمة إعدام الشهيد رمانة"، معتبرةً إياها نتيجة لإفلات اسرائيل المستمر من المحاسبة.
واستنكرت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، "بأشد العبارات جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال مساء أمس الجمعة وأدت إلى استشهاد الشاب محمد جبريل رمانة وإصابة شاب آخر في جبل الطويل بمدينة البيرة".
واعتبرت الوزارة أن "هذه الجريمة هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تضاف لجرائم القتل خارج القانون التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
وحملت الوزارة "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، خاصة وأنها ترجمة للتعليمات التي يعطيها المستوى السياسي في دولة الاحتلال للجنود بما يسهل عليهم إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين".
وأكدت الخارجية الفلسطينية، في بيانها، أن "على المجتمع الدولي أن يخجل من صمته ولامبالاته تجاه دماء الفلسطينيين ومعاناتهم والظلم التاريخي المتواصل الذي وقع عليهم"، مشيرةً أنها ستتابع هذه الجريمة أسوة بالجرائم السابقة مع الجنائية الدولية.
ونفذ العاملون في عدة قطاعات حيوية في محافظة رام الله الفلسطينية ومدينة البيرة إضرابا شاملا، في وقت سابق اليوم، حدادا على روح محمد جبريل رمانة، الذي قُتل مساء أمس الجمعة برصاص القوات الإسرائيلية في جبل الطويل في مدينة البيرة.
وقالت وكالة "وفا" الفلسطينية إن الإضراب شمل جميع القطاعات الحيوية بما في ذلك المؤسسات التعليمية في المحافظة، كما دعت حركة "فتح" في رام الله والبيرة إلى "الإضراب الشامل والنفير العام بعد استشهاد الشهيد رمانة".
وكانت القوات الإسرائيلية قد أطلقت النار على المركبة التي كان يستقلها رمانة وشاب آخر بالقرب من مستوطنة "بساغوت" في جبل الطويل، مما أدى إلى إصابة الشابين قبل اعتقالهما.
وتم الإعلان في وقت لاحق عن وفاة الشاب رمانة بسبب جروحه الخطيرة التي تعرض لها بالرصاص الإسرائيلي، في حين أصيب الشاب الآخر بجروح طفيفة في الأطراف السفلية.
من جانبه، منع جيش الاحتلال طاقم جمعية الهلال الأحمر من الوصول إلى المركبة المستهدفة لتقديم الإسعاف للشابين، وفقًا لبيان صادر عن الجمعية.
يذكر أنه في مايو/ أيار الماضي، عمّ الحداد العام والإضراب الشامل المحافظات الفلسطينية، تنديدًا بمقتل الأسير خضر عدنان، بعد معركة إضراب عن الطعام استمرت لمدة 87 يومًا رفضًا لاعتقاله التعسفي، وسط حالة من الغضب والحزن.
وشهدت مدينة غزة في ذلك الوقت مؤتمرا صحفيا نظمته الفصائل الفلسطينية أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استنكارًا لمقتل القيادي الأسير خضر عدنان داخل السجون الإسرائيلية.
من جانبه، قال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، في كلمته في المؤتمر: "إن حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية سترد على هذه الجريمة النكراء بحق الشهيد الأسير خضر عدنان".
وكانت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، قد دعت للمشاركة في بيت عزاء الأسير خضر عدنان الذي أقيم على أرض ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: الخارجیة الفلسطینیة هذه الجریمة
إقرأ أيضاً:
معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.
ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.
ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.
لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.
لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.
وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.
وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.
ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.