رئيس الوزراء يستعرض تحرك الدولة عبر 6 محاور رئيسية لتغيير وجه الحياة في مصر
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
كتب- محمد غايات:
استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على نحو مفصل، تحرك الدولة المصرية، من خلال المحاور الستة الرئيسية لتنفيذ الرؤية التنموية الطموحة لها، وهي: تغيير وجه الحياة في مصر، وبنية تحتية متطورة جاذبة للاستثمارات، والاندماج في الاقتصاد العالمي، وتعزيز الأمن الغذائي، وتوفير الاحتياجات الأساسية وتعزيز مظلة الحماية الاجتماعية، وتنفيذ برنامج طموح لإصلاحِ الهيكل الاقتصادي.
وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي بالمحور الأول: "تغيير وجه الحياة في مصر"، موضحاً أنه يتضمن تنفيذ شرايين لتعزيز التنمية، وكذا المدن الذكية التي يتم إنشاؤها، والتوسع في العمران القائم، والقضاء على العشوائيات، وأيضًا تنمية سيناء "أرض الفيروز".
وأشار مدبولي إلى أنه يتم العمل على حل الخلل في توزيع السكان على أرض مصر؛ حيث إن القاهرة الكبرى والإسكندرية يوجد بهما 56% من سكان الحضر، وبالتالي فإن إقليم القاهرة الكبرى واحد من أكبر المناطق الحضرية في القارة الإفريقية والعالم، بسبب التكدس الكبير، لافتًا إلى أن إجمالي نسبة الأراضي المعمورة والمستغلة من إجمالي مساحة مصر كانت 7% في عام 2013، والآن تمثل 13.8% في عام 2023، مشيرًا إلى أن المخطط يستهدف مضاعفة المعمور عام 2050 ليصبح 14.5%، موضحًا أن ارتفاع تلك النسبة يعزى إلى المشروعات التي يتم تنفيذها، وبالتالي فنحن نقترب من هدف عام 2050، وباكتمال مشروعات الاستصلاح الجاري العمل عليها سنصل إلى الهدف المخطط له.
وأشار رئيس الوزراء إلى مُحددات البعد المكاني لقطاعات التنمية وفقًا للمخطط، وهي مناطق الساحل الشمالي، وساحل البحر المتوسط، ومنطقة غرب الدلتا، ومناطق الشرق، ومنطقة قناة السويس، ومختلف المناطق الأخرى، التي يعمل المخطط فيها، وكذا إلى محاور الطرق والشرايين الأخرى التي تم تسميتها محاور تعزيز التنمية الشاملة، موضحًا ضرورة وأهمية عمل هذه الشبكات، مثل شبكة الطرق، ومحاور النيل، والسكك الحديدية، ومنظومة النقل الجماعي، التي تضمن تحقيق كل محاور التنمية، مستعرضًا خريطة شبكة الطرق والمحاور القائمة والمقترحة بالمخطط القومي للتنمية العمرانية، مؤكدًا تجاوز المدى الزمني لهذا المخطط ضمن مراحل التنفيذ.
وتطرق رئيس الوزراء إلى حجم الخسائر التي كان يتكبدها الاقتصاد المصري بسبب الازدحام المروري، مشيرًا إلى ما ذكره البنك الدولي عام 2014 بشأن تكلفة الازدحام المروري بالقاهرة، والتي بلغت 8 مليارات دولار سنوياً، وأنه من المتوقع أن يصل إلى 18 مليار دولار بحلول عام 2030 إذا لم تتخذ مصر خطوات جادة لحل هذه المشكلة، موضحًا حجم العمل المبذول في القاهرة وحدها، لخفض هذه التكلفة وهذا الازدحام، مستعرضًا شكل طريق القاهرة/ السويس الصحراوي في عامي 2014 و2023، مؤكدًا أن الدول لا تتقدم دون توافر البنية الأساسية وشبكات الطرق المختلفة، قائلاً: "هي ليست رفاهية ولا تَرَفاً".
واستطرد رئيس الوزراء موضحًا تنفيذ 17 ألف كم طرق، سواء إنشاء جديد أو رفع كفاءة وتطوير، مستعرضًا عدداً من الطرق والمحاور المختلفة، التي أدت إلى وجود مصر في الترتيب الـ18 على مستوى العالم في ما يخص شبكة الطرق والبنية الأساسية، مشيرًا إلى أن أحد أهم مشروعات الطرق، هي محاور النيل، والتي تعد محاور التنمية التي تربط الشرق بالغرب، موضحًا أنه تم وجار تنفيذ 25 محورًا من إجمالي 34 محوراً مخطط تنفيذها على نهر النيل، لتحقيق فكرة الربط بين كل 25 كم موجود على نهر النيل.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى مرفق القطارات، وسبل التطوير الشامل لمنظومة السكك الحديدية، وما عاناه هذا المرفق المهم، مشيرًا كذلك إلى ما تم ضخه من استثمارات، لإتاحة خدمة نقل جماعي للبضائع والركاب، وخدمات أساسية ولوجستية للدولة، مستعرضًا شكل المحطات الجديدة التي تليق بالمواطن، وما تم إدخاله من منظومات جديدة، لافتاً إلى أنه بعد وجود خطين فقط لمترو الأنفاق، أصبح يوجد الخط الثالث الذي غدا على وشك الاكتمال، وكذا استكمال تنفيذ الخط الرابع، بالإضافة إلى إدخال القطار الكهربائي الخفيف، والمونوريل، والقطار الكهربائي السريع الذي يخدم الفكرة الإقليمية، وكذا شبكة الأوتوبيسات المتطورة للنقل الجماعي سواء كهرباء أو غاز أو خلافه.
وأشار رئيس الوزراء أيضًا إلى خريطة المدن الجديدة المخطط إنشاؤها، حتى تستوعب الزيادة السكانية الكبيرة التي ستكون موجودة، وبُناء عليها تم إنشاء مدن الجيل الرابع أو ما يطلق عليها المدن الذكية، وكل مدينة لديها هدف داخل المُخطط، وهي سُبل تعمير الساحل الشمالي، والدلتا، والصعيد، والبحر الأحمر، ولكل مدينة رؤية ومُخطط، موضحًا أنه من المخطط أن يكون لدينا 38 مدينة ذكية بحلول عام 2050، تم إنشاء 24 مدينة منها حتى الآن، والمتبقي جار البدء في العمل عليه، ومن ضمن تلك المدن التي تم تنفيذها، والتي قام بافتتاحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مدينة المنصورة الجديدة، والجلالة، ودرة الصعيد مدينة أسوان الجديدة.
وتطرق رئيس الوزراء إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، مشيراً إلى أن أدبيات الخبراء المصريين كانت تؤكد حتمية نقل العاصمة منذ 40 سنة، مستعرضاً محاولة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إنشاء عاصمة بمدينة السادات لم يُكتب لها النجاح، مشيرًا إلى ما تم في عام 2007، حيث طُلب من وزارة الإسكان وهيئة التخطيط العمراني بأن يتم ترشيح موقع جديد لحي حكومي جديد في إطار تطوير القاهرة، حينما وصلت القناعة إلى ضرورة تغيير مكان الحي الحكومي.
وأشار رئيس الوزراء في هذا الصدد إلى أنه تم اختيار 5 مواقع، وأنه كان مشاركًا بصفة شخصية كمُنسق مع الخبراء الذين نفّذوا الدراسة، إذ كان مطلوباً أن تكون الدراسة محايدة بالكامل، وفي هذا الإطار اختار 4 أو 5 خبراء 5 مواقع لإقامة حي حكومي عليها؛ وهي: موقع العاصمة الإدارية الحالي، أو إقامة حي حكومي شرق مدينة نصر بالمنطقة التي يقع فيها مسجد المشير طنطاوي حالياً، وكانت في حدود 700 فدان، أو جزيرة الوراق أو شمال القرية الذكية على طريق مصر- الإسكندرية الصحراوي، أو مدينة 6 أكتوبر.
وأضاف رئيس الوزراء: تم وضع معايير لاختيار حي حكومي جديد لمصر، وانتهى عمل الخبراء إلى أن أفضل موقع لإقامة العاصمة الإدارية هو الموقع الحالي؛ لأن القاهرة دائمًا تنمو شرقًا، فبدأ هذا النمو من النيل، وعند إنشاء أحياء جديدة تم إنشاء حي مصر الجديدة ثم مدينة نصر ثم التجمعات الكبيرة، ما يؤكد أن الكتلة السكانية تنمو شرقًا، وكان التصور أنه يمكن استغلال الحي الحكومي الحالي كنواة للتنمية العمرانية شرق القاهرة.
وتابع مدبولي بأن البديل الثاني كان شرق مدينة نصر، وكان التصور أن يتم بناء الحي الحكومي في حدود الـ 700 أو 800 فدان في هذه المنطقة، وقيل آنذاك إن هذا الحل ربما يكون هو الأسهل لأن الحي الحكومي بموقعه الحالي في العاصمة الإدارية الجديدة سيحتاج إلى الإنفاق بصورة كبيرة على البنية التحتية وتوفير وسائل المواصلات الجماعية.
واستكمل رئيس الوزراء حديثه مشيراً إلى أنه تم اختيار منطقة شرق مدينة نصر لإقامة الحي الحكومي باعتباره مناسباً لإمكانات الدولة في هذا الوقت على الرغم من تحذيرات الخبراء من أنه على المدى البعيد ستحدث نفس المشكلة مرة أخرى، وأُصدر قرار لإنشاء الحي الحكومي هناك، وتم إعداد التخطيط لكن لم يُنفذ أي شيء.
وأضاف مدبولي: عندما جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، واطلع على هذا الموضوع، رأى أن البديل الأول بإقامة الحي الحكومي في العاصمة الإدارية الحالية هو الأنسب لأنه يخدم الرؤية المصرية ومستقبل الدولة المصرية، حتى إن كان أصعب ويستغرق المزيد من الوقت، حيث أكد أننا نبني دولة ولا ننظر إلى مكاسب على مدار 4 أو 5 سنوات، لكننا نتطلع لمئة سنة للأمام.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر لم تخترع بناء عاصمة إدارية جديدة، فالكثير من الدول أنشأت عواصم جديدة، فإندونيسيا أعلنت أنها تُنشئ عاصمة جديدة، والأردن قالت إنها ستحذو حذو مصر في بناء عاصمة إدارية جديدة بعيدًا عن عمّان.
وأضاف مدبولي: دعونا لعقد حوار مجتمعي حول إقامة العاصمة الإدارية الجديدة في مكانها الحالي، وكان هناك الكثير من اللغط والرفض للفكرة، ومن هؤلاء الدكتور أسامة الغزالي حرب، الذي انتهى في مقال له قائلًا إنه كان من أكبر المعارضين للمشروع؛ لكن هذا المشروع بالفعل من أهم المشروعات التي لا بد للدولة المصرية أن تستفيد منها وتستكملها، لأن مثل هذه المشروعات هو ما يساعد في تنمية الدول.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن إنشاء الحي الحكومي الجديد ليس الهدف منه فقط أن نترك مقرات الحكومة في وسط البلد لنأتي إلى هنا، "احنا مش هنعزل"، ولكن الهدف الحقيقي هو تغيير طريقة عمل الحكومة وبناء دولة جديدة وجمهورية جديدة، مشدداً على أنه لا بد أن تكون بيئة ومناخ العمل في هذا المكان مُشجعة للموظف والعامل والمواطن المصري على الإبداع والتقدم، ولا بد من تغيير الأنماط التقليدية في العمل.
وتابع رئيس الوزراء: لم نكتف بالمدن الجديدة، حيث عملنا على كيفية تطوير السكن، فكان حلم شبابنا هو الحصول على السكن، وجميعنا يعلم مشكلة السكن التي كانت قائمة، وفي هذا الإطار عملت الدولة المصرية على برنامج إسكان سواء إسكان جديد داخل المدن الجديدة أو المدن القائمة بواقع 1.5 مليون وحدة بقيمة 750 مليار جنيه.
وقال مدبولي: استهدفنا جودة حياة على أعلى مستوى للمواطنين ولكل الشرائح بدءًا من محدودي الدخل حتى فوق المتوسط.
واستعرض مدبولي أوضاع السكن والمناطق التي كانت قائمة قبل أعمال التطوير، مشيرًا إلى أنه تم تطوير 357 منطقة غير آمنة بواقع 300 ألف وحدة وتم تسليم هذه الوحدات لمواطنين كانوا يعيشون في مساكن غير آدمية على الإطلاق.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة لا تقتصر جهودها فقط على بناء الإسكان الجديد وإنما تُطور الإسكان المُتهالك والمُعرض للانهيار، وأمثلة ذلك المنطقة التي تقع خلف سور مجرى العيون ومنطقة عين الصيرة وبحيرة الفسطاط التي كانت -بكل أسف- مُجمع قمامة ومخلفات القاهرة، فضلًا عن تطوير ميادين كل مدن مصر.
وتطرق رئيس الوزراء إلى جهود تنمية شبه جزيرة سيناء، موضحًا أن أعمال التطوير التي تمت في سيناء خلال السنوات الـ9 الماضية بالتوازي مع جهود محاربة الإرهاب في شمال سيناء لم نشهد مثلها بكل المقاييس في تاريخ الدولة المصرية، فنحن نتحدث عن تنمية كاملة في كل شبر في سيناء، فأنفقنا 610 مليارات جنيه، ومؤخرًا وجّه الرئيس بإطلاق خطة أخرى سنُعلن عنها خلال الأسابيع القليلة المُقبلة للتركيز على تنمية شمال ووسط سيناء باستثمارات تتجاوز 300 مليار جنيه.
وأشار مدبولي إلى المحور الخاص بإقامة بنية تحتية متطورة جاذبة للاستثمارات، لافتاً في هذا الإطار إلى ما تقوله الأمم المتحدة من أن البنية التحتية هي المقياس لمكانة الدولة على المستوى العالمي وإمكاناتها لجذب أي استثمارات، فلن تكون هناك فرصة لجذب أي استثمارات دون بنية تحتية قوية.
وأضاف مدبولي: في هذا الصدد، عملنا على تطوير المرافق العامة بتكاليف وصلت إلى 3.4 تريليون جنيه، وكنا نتحدث عن تغطية لشبكة المياه بواقع 97% ووصلنا اليوم إلى 99% من الجمهورية بها مشروعات مياه، وكان التحدي الأكبر في الصرف الصحي، وكان إجمالي نسبة التغطية 50% في عام 2014 واليوم بلغت نسبة التغطية 67%، وكان الصرف الصحي يغطي 12% فقط من الريف، اليوم يغطي 43%، ومع نهاية مشروع حياة كريمة ستبلغ تغطية الصرف الصحي على مستوى الجمهورية 100% من خلال محطات عملاقة أنفقت فيها الدولة مئات المليارات.
ولفت مدبولي إلى أنه تم أيضاً التوسع في ملف تحلية المياه، ففي عام 2014 كان إجمالي الطاقة الإنتاجية يبلغ 80 ألف متر مكعب/ يوم، واليوم تبلغ الطاقة الإنتاجية 1.2 مليون متر مكعب/ يوم فقط في غضون 9 سنوات بزيادة نحو 12 أو 13 ضعفاً.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مؤتمر حكاية وطن الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب شقق الإسكان فانتازي الطقس أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء رئيس الوزراء الاقتصاد العالمي العاصمة الإداریة رئیس الوزراء إلى الدولة المصریة مدبولی إلى مشیر ا إلى إلى أنه تم مدینة نصر التی کان ا إلى أن فی هذا إلى ما فی عام
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يشهد إطلاق "صندوق تحيا مصر" أكبر قافلة مساعدات للأشقاء الفلسطينيين
تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، واستجابةً لنداء الإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، إطلاق "صندوق تحيا مصر" أكبر قافلة مساعدات إنسانية شاملة من حي الأسمرات، تتألف من 305 شاحنات "تريلا" تحمل على متنها أكثر من 4200 طن من المساعدات، و11 سيارة إسعاف، تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية"؛ وذلك من أجل دعم قطاع غزة بعد قرار وقف الحرب، إيمانًا بقيم التآخي والتكافل، وتحملاً لمسئوليتنا الإنسانية في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع كل من "بيت الزكاة والصدقات"، و"بنك الطعام"، و"الجمعية الشرعية".
حضر فعاليات انطلاق القافلة الإنسانية السيد اللواء أركان حرب، أحمد علي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، أمين صندوق تحيا مصر، وعدد من الوزراء، والمحافظين، والسفراء، وممثلي القطاع المدني.
وعلى هامش الفعاليات، ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة من حي الأسمرات، استهلها بتقديم التهنئة لفخامة السيد الرئيس والشعب المصري العظيم بمناسبة حلول ذكرى ليلة الإسراء والمعراج، مُعرباً عن سعادته بتزامن هذا الحدث المتمثل في إطلاق القافلة الإنسانية الشاملة لقطاع غزة مع هذه الذكرى الجليلة العطرة، معبرا أيضا عن شعوره بالسعادة لأن فعاليات "أسبوع الخير" انطلق اليوم من حي الأسمرات.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: حي الأسمرات له مكانة عزيزة للغاية على قلوبنا جميعا، لأنه كان بداية الفكرة التي وجه بها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بعدم ترك أي أسرة في مصر تعيش في مناطق غير آمنة، أو تظل في المستوى الذي كانت عليه، ولذا كانت نقطة الانطلاق المهمة لبرنامج عظيم لم يتكرر على مستوى العالم، وهو ما أنهينا به معاناة كل من كان يقطن المناطق غير الآمنة، الذين تجاوز عددهم أكثر من 300 ألف أسرة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: اليوم من حي الأسمرات نشهد إطلاق "أسبوع الخير"، الذي يعد نموذجاً للتلاحم بين الدولة، بمؤسساتها المختلفة، والمجتمع المدني، وأذكر هنا جميع مؤسسات المجتمع المدني المشاركة، وعلى رأسها مؤسسة "بيت الزكاة والصدقات" التابع لمشيخة الأزهر، وأيضاً بنك الطعام المصري، حيث يقوم الجميع بدور إنسانيّ كبير للغاية لخدمة المواطن المصري، إلى جانب الجهود التي تقوم بها الدولة ومؤسساتها، وبالتالي يعد هذا نموذجاً رائعا للشراكة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في هذا الأسبوع "أسبوع الخير".
واستكمل رئيس الوزراء حديثه بالإشارة إلى أننا نتحدث عن تغطية خدمات كثيرة جداً لعدد 20 ألف أسرة موجودة بحي الأسمرات، فضلا عن القوافل الطبية التي تقدم الفحوص الطبية اللازمة لأهالينا ويتم إصدار قرارات علاج على نفقة الدولة لهم، كما يتم توفير النظارات الطبية وسماعات الأذن والأجهزة التعويضية، وأيضاً رعاية أبنائنا من ذوي الهمم، وجميع الخدمات الطبية الأخرى الموجودة.
وفي السياق نفسه، نوّه الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه يتم أيضا توفير المواد الغذائية، وكراتين الطعام، ومستلزمات المعيشة، والأغطية والمفروشات والملابس، بالإضافة إلى تجهيز 100 فتاة من بنات حي الأسمرات للزواج، موجهاً التهنئة لهن، ومتمنياً لهن إتمام الزواج بكل خير والسعادة بمشيئة الله.
كما أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن هذا الجهد تقوم به الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني على المستوى القومي، إلا أن الشيء المهم جداً هو دور مصر المحوري والرائد على مستوى المنطقة، وخاصةً تجاه أشقائنا في جميع الدول العربية وعلى رأسهم أشقاؤنا في غزة، ولذلك نشهد اليوم إطلاق القافلة الخامسة من جهود صندوق "تحيا مصر"، بالإضافة إلى جهود مؤسسات المجتمع المدني، حيث إن قافلة اليوم وحدها تحتوي على 305 شاحنات تحمل أكثر من 4200 طن من الأغذية، والمستلزمات المعيشية، والأدوية، وسيارات الإسعاف المتجهة لأشقائنا في غزة الذين طالت معاناتهم لأكثر من 15 شهراً.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتوجه إلى المولى عز وجل داعيا بأن تنتهي هذه المعاناة، وأن تحمل الأيام المقبلة كل الخير والاستقرار لهم، وأن نشهد معاً إعادة إعمار قطاع غزة بمشيئة الله، مجددا تهنئته ودعواته بالخير لجميع الحضور ولأهالينا الطيبين في حي الأسمرات، وقال: الدولة دائماً ما تتذكركم وستظل تتذكركم، وأنتم جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب المصري مثلكم في ذلك مثل كل المناطق التي قامت الدولة بتطويرها.
وتقدم الدكتور مصطفى مدبولي بخالص الشكر لجميع مؤسسات المجتمع المدني المشاركة في هذه الفعالية، وكذلك المؤسسات الدولية المشاركة، وقال: "دائماً وأبداً تحيا مصر".
بدوره، أشار تامر عبد الفتاح، المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر، إلى أن القافلة تضمنت الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية الأساسية، لإمداد المستشفيات الفلسطينية ولضمان استمرار تقديم الرعاية الطبية للسكان في ظل هذا الوضع الإنساني الحرج، بالإضافة إلى 3282 طنا تقريبًا من المواد الغذائية الجافة مثل: الأرز، والمكرونة، والشعرية، والسكر، والزيت، والشاي، والتمور والجبن، والمياه المعدنية والغازية، والألبان، والعصائر، وغيرها، من المواد التي تعتبر جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي.
وأضاف: نظرًا للظروف الصعبة التي يمر بها النازحون بعد فقدان منازلهم وممتلكاتهم تحت وطأة الحرب، ظهرت الحاجة المُلحة للملابس الشتوية، حيث تضمنت القافلة كميات هائلة من الملابس تناسب جميع الأعمار؛ سواء الكبار أو الأطفال والألحفة، والبطاطين، والسجاد، كما شملت مجموعة متنوعة من الاحتياجات الأساسية، بدءًا من المنظفات والمطهرات وحقائب الإيواء التي تحتوي على المستلزمات الضرورية التي تلبي الاحتياجات اليومية، وصولًا إلى البطاطين والخيام المقاومة للظروف الجوية القاسية.
ونوه إلى أن صندوق تحيا مصر قدم اليوم نموذجًا يُحتذى به في حشد الجهود والتضامن بين أجهزة الدولة، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ورجال الأعمال، لجمع المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة؛ من أجل تخفيف معاناة أهالي قطاع غزة الذين يعيشون تحت وطأة الأوضاع الصعبة.
وأشاد بدور المتطوعين؛ باعتبارهم جنودا مجهولين، يعملون ليلا ونهارا لإعادة ترتيب المساعدات في طرود صغيرة وفق معايير دولية صارمة، وكل طرد يمر بفحص دقيق لضمان سلامة المحتويات، وصلاحيتها قبل التحميل في مقرات لوجستية مخصصة، ومنها تنقل على الشاحنات لتصل بأسرع وقت إلى أشقائنا في قطاع غزة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
تجدر الإشارة إلى أن صندوق تحيا مصر خصص الحساب رقم (037037- إغاثة أهل غزة) في جميع البنوك، من داخل وخارج مصر، بالعملة المحلية والعملات الأجنبية، إضافة إلى استقبال المساهمات عبر الموقع الإلكتروني www.tahyamisrfund.org لإغاثة أهل غزة وتلبية الاحتياجات المعيشية والدوائية للأشقاء الفلسطينيين .
وجدير بالذكر أن "صندوق تحيا مصر" أطلق قوافل إغاثية شملت المساعدات المختلفة من مواد غذائية ومستلزمات طبية ومواد إغاثية أخرى لقطاع غزة في عام 2024 تضمنت 507 شاحنات محملة بأكثر من 8000 طن مساعدات إنسانية وسيارتي إسعاف، وفي عام 2021 أطلق قافلة مساعدات تتضمن 130 شاحنة.
وتعد قوافل دعم قطاع غزة أحد أنشطة المحور الاستراتيجي "مواجهة الكوارث والأزمات"، لرفع المعاناة عن المتضررين وتدعيم روح التكافل والتضامن بين الشعوب وتعظيم دور المجتمع المدني في شتى المجالات.