ما جدوى العقوبات الأميركية…؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
فيصل محمد صالح
أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، والمعروف باسم «أوفاك» فرض عقوبات جديدة على شخص الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان علي كرتي، وشركتين تتبعان قوات «الدعم السريع»، لدورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان. ويعد هذا هو القرار الثالث منذ بدء الحرب، إذ فُرضت عقوبات على شركات تتبع «الدعم السريع»، وفي مرة ثانية اتجهت العقوبات نحو الرجل الثاني في الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات «الدعم السريع» وشقيق محمد حمدان دقلو «حميدتي».
في تبرير أسباب اتخاذ هذه العقوبات، قال التصريح الصحافي الصادر عن «أوفاك» إن كرتي «قاد الجهود الرامية لعرقلة تقدم السودان نحو التحول الديمقراطي الكامل، بما في ذلك من خلال تقويض الحكومة الانتقالية السابقة التي يقودها المدنيون وعملية الاتفاق الإطاري، الأمر الذي أسهم في اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات (الدعم السريع) في 15 أبريل (نيسان) 2023. ويعمل هو وغيره من الإسلاميين السودانيين المتشددين على عرقلة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب الحالية بين القوات المسلحة السودانية وقوات (الدعم السريع) ومعارضة جهود المدنيين السودانيين المبذولة لاستعادة التحول الديمقراطي في السودان».
إذن، فقد صُنِّف كرتي لكونه مسؤولاً عن، أو متواطئاً، أو شارك أو حاول الانخراط بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان. وقال البيان إن الكيانين المدرجين اليوم هما شركات تابعة لقوات «الدعم السريع» تدر إيرادات من الصراع في السودان وتسهم فيه… وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان إي. نيلسون، إن «إجراء اليوم يحاسب أولئك الذين أضعفوا الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي وديمقراطي في السودان». «سنواصل استهداف الجهات الفاعلة التي تديم هذا الصراع لتحقيق مكاسب شخصية.
أثارت الخطوة كعادتها عدداً من الأسئلة عن أسباب فرض العقوبات، وماذا تعنيه ومدى جدواها، خصوصاً أن السودان، دولة وحكومة وأشخاصاً، له تاريخ طويل مع العقوبات الأميركية.
عرف السودان العقوبات الأميركية على مراحل عدة، كان أولها في بداية التسعينات، حين ظهرت الميول الأصولية لنظام الترابي – البشير، في ذلك الوقت، واحتضانه رموز المتطرفين الإسلاميين من كل دول العالم، وفُرضت العقوبات تحت قوانين مكافحة الإرهاب، وشُددت العقوبات أكثر من مرة بعد عدد من العمليات الإرهابية.
وجاءت الحزمة الثانية من العقوبات بعد تصاعد القتال في دارفور، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وازدياد الانتهاكات بحق السكان المدنيين. وشكلت هذه العقوبات المزدوجة على البلاد حصاراً محكماً، خصوصاً بعد أن فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات مماثلة على الحكومة السودانية. تأثر الاقتصاد السوداني بهذه العقوبات بشكل كبير، وتعطلت بعض القطاعات الاقتصادية والصناعية والخدمية بسبب عدم توافر قطع الغيار، وانقطعت المساعدات الأجنبية المباشرة من الدول الغربية، كما تأثر القطاع المصرفي بشكل كبير بعد تعطل عمليات التجارة الخارجية وتحويلات البنوك الأجنبية.
ويعد علي كرتي من القيادات الفاعلة في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، ولعب أدواراً سياسية واقتصادية وأمنية في نظام البشير، وتولى فترة وزارة الخارجية، وهو في الوقت نفسه من أغنى رجال الأعمال في السودان. وقد تولى قيادة التنظيم بعد سقوط النظام، وظل مختفياً فترة طويلة، ثم ظهر في أنشطة سياسية واجتماعية عديدة بعد انقلاب العسكر على الحكومة المدنية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وتدعم العقوبات الأميركية على كرتي المعلومات التي تقول إنه على صلة قوية بالفريق البرهان، ويقود التيار الداعي لاستمرار الحرب ورفض التفاوض.
لكن التساؤل الملح لدى كثير من المتابعين هو ما جدوى هذه العقوبات، وهل تخلق تأثيراً كبيراً على مجريات الأوضاع السياسية في السودان.
الواضح أن التأثير الكبير لهذه القرارات يقع في الجانب السياسي أكثر منه في الاقتصادي، فمن المؤكد أن علي كرتي وبحكم معرفته السياسية، ليست له علاقات أو ارتباطات اقتصادية بمصارف ومصالح اقتصادية أميركية، وبالتالي لن تتأثر مصالحه الاقتصادية والتجارية كثيراً، لكن الرسالة السياسية وراء العقوبات هي المهمة.
الموقف الأميركي هنا يدعم الاتجاه الذي يحمّل الحركة الإسلامية مسؤولية تسميم الأجواء خلال الفترة الانتقالية وتهيئتها لوضع الحرب، ثم تبني الاتجاه الداعي لاستمرار الحرب، وعرقلة كل جهود التفاوض للوصول لحلول سلمية. وإذا كانت مفاوضات منبر جدة في وضع الانطلاق فإن هذه الرسالة تحمل تحذيراً واضحاً للطرف الذي يمكن أن يضع العقبات أمام التفاوض، أو يمارس ضغوطاً على الطرف الحكومي ليمتنع عن المشاركة، وربما يتعدى الأمر ليوصل للطرف الحكومي رسالة تدعو لفض التحالف مع مجموعة كرتي قبل أن تطول العقوبات الجميع.
نقلاً عن الشرق الأوسط
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: العقوبات الأمیرکیة الدعم السریع هذه العقوبات فی السودان
إقرأ أيضاً:
السوداناوية… كديبة
أخشى أن تنطبق على قصة بخيت الذي رأى هلال رمضان فهنأه الرجال وزغردت له النساء فرفع راسه للسماء وقال (على الحرام داك هلال تاني) لذلك ما كنت أود الرجوع لموضوع الأمس الذي وجد تفاعلا مقدرا لو لا أن أحد الأصدقاء كان يتونس معاى في ذات الموضوع فذكرت له بعض التفاصيل التي لم اكتبها فاقسم على بأن اكتبها لأنه في رأيه مهمة لتكملة الموضوع وبما أن (نصف رايك عند أخيك) رأيت أن أقوم بشوية كديبة والكديب يعرفه أهل الزراعة.. إزالة الحشائش (الحش) احيانا يكون على مرتين فالمرة الأولى تسمى المر بضم الميم فلا تزيل كل الحشائش إذ تزال في الحشة الثانية وهذة تسمى الكديبة وأحيانا تنمو حشائش جديدة بين المر والكديبة كما في حالتنا اليوم.. بالأمس ذكرت العلاقة الرجالية بينما كان في رفقتي الحاجة (زمااان كنت بقول المدام) وبنتي الكبري إذ نشأت علاقة قوية بينهن وبين جاراتهن في حي دار النعيم أقوى من تلك التي كانت بيننا كرجال وقد افردت لها مقال الأمس. كن كانهن يتجاورن من سنين يتبادلن الطعام ويزرن بعض ويذهبن سويا لصلاة التراويح وعند ساعة الوداع زرفن الدمع سخيا في مشهد تجاوبت معه بالدموع لذلك أقسمت لكم بالأمس أن الوداع كان بالدمموع..
شعرت ابنتي بألم عارض فاستدعيت احد أبنائنا المقيمين في بورتسودان فقمنا باسعافها ورجعنا في ذات العصرية اها تعال شوف العتاب الذي حدث لي… صاحب المنزل الذي كنت استأجره استنكر بشده أن افعل ذلك وسيارته موجودة كذلك جارنا الضابط وجارنا صاحب الأمجاد وصاحب البقالة.. بينما احتشدت نسوة الحي بالمنزل متحمدلات بالسلامة
أكرر ما قلته بالأمس بأن الونسة التي انسابت بيننا في السياسة وفي الفن وفي الكورة و َالمائدة الرمضانية التي كانت تتوسطنا المكونة من أطعمة شرقاوية وجنوب وشمال كردفان والجزيرة تشي إلى أن حالة سوداناوية قد تبلورت بعبارة أخرى أمة سودانية قد نشأت أو قل هوية سودانية وابسط وأهم تعريف للهوية هو ما يميزك عن الآخر فمثلا لو كان معنا في الدكة سمها الضرا أو التاية مصري أو ارتيري أو تشادي لما اندمج معنا في
كل تلك العناصر من ونسة واكل.. ذكرت جيران السودان لكي اثبت ان التاريخ والتجربة السياسية المشتركة قد ميزتنا عنهم… وهذة السوداناوية مرشحة لتغطية كل قلب أفريقيا بين خطي عرض ١٠ و١٤ من نواكشوط إلى جيبوتي.. لتعود بلاد السودان القديمة التي تمايز بلاد البيضان حيث تفصل بينهما الصحراء الكبرى .. قوة ووحدة دولة السودان الحالية هي التي سوف تنشر السوداناوية لذلك هناك من يعمل على تمزيقها وهناك من ابتلع الطعم. والله حقو الزول يواصل في الحكاية دي.. طيب بلاش نخليها لفرصة أخرى أكان مد الله في الآجال
اسمحوا لي أوجه تحية خاصة لبعض اصدقائي وجيراني السابقين بحي دار النعيم… الحاج إسماعيل الذي حدثني كثيرا عن تاريخ بورتسودان . سعادتو الخير حامية جبيت..عبد الرحمن شابا وأسرته الكريمة .. عمر الأمين وأسرته الكريمة .. َمحمد صاحب البقالة وابنه مرتضى..
عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتساب