الجريمة المنظمة في العراق.. شبكات مختصّة بالسرقات الكبرى لهدف وحيد - عاجل
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
تقول الشرطة الدولية "الإنتربول" ان شبكات الجريمة المنظمة تدرّ مليارات الدولارات بفعل ضلوعها في العديد من مجالات الجريمة، حيث تنخرط هذه الشبكات عموماً في أنواع كثيرة من الأنشطة الإجرامية في بلدان عدة، ومنها مثلاً الاتجار بالبشر والمخدرات والسلع والأسلحة غير المشروعة، والسطو المسلح، والتزوير، وغسل الأموال.
ويعلق الخبير في الشأن الأمني أحمد الشريفي، على وجود شبكات عربية ودولية خاصة بتنفيذ حالات السرقات الكبيرة أو الجرائم المنظمة في العراق.
عربية ودولية
ويرى الشريفي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "العراق بما لا يقبل الشك ليس خاليا من شبكات عربية ودولية خاصة بتنفيذ حالات السرقات الكبيرة أو الجرائم المنظمة، لكن هذا الامر لا يعني انها منتشرة بشكل كبير وتقوم بعمليات كبيرة داخل الأراضي العراقية".
ويكمل الخبير، ان "اكثر جرائم السرقة والجريمة المنظمة تقوم بها عصابات محلية واغلب عملياتها الاجرامية هدفها مادي، وبعض الجرائم تعود لاسباب وخلافات شخصية، والقوات الأمنية تحقق إنجازات كبيرة في التصدي لهذا عمليات إجرامية، إضافة الى انها تحقق تقدم بملف التحقيقات فالكثير من الجرائم تكشف خلال فترات قصيرة جداً".
مؤسسة عالمية
وتحقق هذه الشبكات عائدات تقدّر بالمليارات، وتشبه مؤسساتها الإجرامية إلى حد كبير الشركات التجارية الدولية المشروعة. فهي تعتمد أساليب عمل خاصة بها، ولها استراتيجياتها طويلة المدى وهرمياتها، لا بل حتى أنها تعقد تحالفات استراتيجية. والهدف من هذه العناصر كلها واحد: تحقيق أكبر قدر من الأرباح بأقل مخاطرة ممكنة.
وغالباً ما يجمع بين الأفراد في الجماعات الإجرامية المنظمة رباط مشترك، كالجغرافيا أو العرق أو حتى أواصر الدم. وتجد في كثير من الأحيان في قلب هذا الرباط لُحمة لا تنفصم ترسّخ الإخلاص والولاء.
مهمة
وتعمل إدارة مكافحة الجريمة المنظمة جنباً إلى جنب مع أجهزة الشرطة العاملة في الإنتربول لتحديد أبرز الضالعين في الجريمة عبر الوطنية، والشبكات الإجرامية المرتبطة بهم، والأنشطة التي ترتكبها هذه الأخيرة، فهدفنا النهائي يتمثل بمنع المنظمات نفسها من العمل.
وتكمل الشرطة الدولية حسب موقعها الرسمي، انها تجري التحليل الجنائي بالاستناد إلى بيانات الاستخبار التي يوفرها شركاؤها والدول الأعضاء لديها، ومنها مثلاً البيانات البيومترية والصور والارتباطات المعروفة. وهذا ما يسمح لها برسم صورة عالمية نربط فيها مثلاً بين الجهات التنظيمية والتمويلية والمجنّدة والموزعة والمسؤولين الفاسدين.
المشاريع
وتتدبر إدارة مكافحة الجريمة المنظمة عدداً من المشاريع التي تركز على أنواع محددة من الشبكات الإجرامية تطرح كل واحدة منها مجموعة من التحديات الخاصة بها، وتحث هذه المشاريع أجهزة إنفاذ القانون الوطنية والدولية على تبادل البيانات الميدانية وأفضل الممارسات والدروس المستقاة بهدف تفكيك مجموعات إجرامية محددة.
المصدر: بغداد اليوم + الإنتربول
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الجریمة المنظمة
إقرأ أيضاً:
بغداد بين الحذر والتوازن في التعامل مع التغيير السوري
2 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: لم تتوقف تداعيات الزلزال السياسي في سوريا على العراق، بل إن بغداد لا تزال تراقب بحذر كيفية التعامل مع التغيير في دمشق.
وعلى الرغم من العلاقات الجيدة بين بغداد ونظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، فإن الحكومة العراقية تتعامل بقدر من التحفظ إزاء ما يحدث في سوريا، خاصة أن هذا التغيير ينعكس على مصالح أطراف إقليمية كإيران وتركيا، إضافة إلى الولايات المتحدة، التي تمتلك رؤية مختلفة لمستقبل المنطقة.
وتحاول بغداد دائماً الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع الجيران، لكن التطورات السورية وضعت الحكومة العراقية أمام حسابات جديدة، لا سيما أن أنقرة تبدو المستفيد الأكبر من التغيير في دمشق،
في حين تتعامل إدارة دونالد ترمب الأميركية مع الملف السوري وفق حسابات متعددة، تشمل العلاقة مع إسرائيل والتحالف مع تركيا، فضلاً عن استمرار دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعارضها أنقرة بشدة.
في هذه الأثناء، تواجه حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحديات داخلية لا تقل تعقيداً عن الملف السوري،
فبينما أعلنت حركة النجباء تعليق عملياتها ضد إسرائيل والمصالح الأميركية، أكد فصيل أنصار الله الأوفياء رفضه نزع سلاحه أو حل نفسه. هذا التباين يعكس انقساماً داخل المشهد العراقي حول طريقة التعامل مع الضغوط الأميركية، التي نقلها مبعوث خاص من إدارة ترمب، مهدداً بأن واشنطن لن تستطيع منع إسرائيل من استهداف الفصائل إذا لم يتم نزع سلاحها.
رئيس الوزراء السوداني سبق أن نجح في منع إسرائيل من تنفيذ ثلاث ضربات ضد الفصائل المسلحة عبر وساطة مع الإدارة الأميركية خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن، لكن الموقف الآن يبدو أكثر تعقيداً، خاصة أن المسؤولين العراقيين لا يقدمون موقفاً موحداً حيال التهديدات الأميركية.
و أكد زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم أن الحكومة العراقية تعرضت لضغوط لإجبار الفصائل على نزع سلاحها،
السوداني نفسه أشار في خطاب له إلى أن العراقيين لا يمكن أن يكونوا تابعين لأي جهة، رافضاً تصوير العراق على أنه خاضع لدولة معينة، بينما نقل عن الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد قوله إن الفصائل المسلحة باتت تحت سيطرة الحكومة، وإن الحشد الشعبي جزء من القوات الأمنية، ما يعكس تناقضاً في التصريحات بين كبار المسؤولين العراقيين بشأن ملف الفصائل ومستقبلها.
أما على صعيد العلاقة مع سوريا، فقد أحدث صعود أحمد الشرع (المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني) إلى الحكم في دمشق إرباكاً في كيفية تعاطي العراق مع النظام الجديد. وبينما تحاول بغداد التعامل مع المشهد السوري بحذر، تظل علاقتها مع طهران وواشنطن في وضع أكثر تعقيداً. فإيران ترى في العراق امتداداً استراتيجياً لنفوذها، في حين تتعامل واشنطن مع بغداد كحليف ينبغي أن يوازن بين مصالحه الإقليمية والتزاماته الدولية.
هذا الوضع المعقد يجعل بغداد تبدو وكأنها مدينتان في آن واحد: بغداد الرسمية التي تمثلها الحكومة وتسعى إلى تحقيق الاستقرار عبر القنوات الدبلوماسية، وبغداد غير الرسمية التي تتأثر بالقوى السياسية والفصائل المسلحة .
ويتضح هذا التباين في التعامل مع أنقرة، حيث تعمل حكومة السوداني على تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، بينما ترى بعض القوى الشيعية أن تركيا تتدخل في الشأن العراقي عبر ملف حزب العمال الكردستاني (PKK) .
في ظل هذا المشهد، تتشابك حسابات العراق بين الرغبة في الحفاظ على توازنه الإقليمي وعدم الدخول في صراعات مباشرة، وبين الضغوط الدولية التي تحاول إعادة تشكيل دوره في المنطقة. وبينما يحاول السوداني التنسيق مع طهران وواشنطن، تتضارب التفسيرات حول زيارته الأخيرة إلى إيران، حيث يعتقد البعض أنه نقل رسالة أميركية إلى القيادة الإيرانية، بينما يرى آخرون أنه كان يحاول تخفيف حدة التوتر بين الطرفين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts