طرطوس-سانا

يرحل الفنان التشكيلي نبيل السمان عبر تقنيات اللون بلوحاته نحو المستقبل، واصلاً ماضي الأزمنة بحاضرها البعيد عبر كيمياء اللون اللامحدودة ومعادلاته غير النهائية.

السمان الذي درس التصميم الداخلي أو ما يعرف بقسم “الديكور” في كلية الفنون الجميلة وتخرج منها عام 1981 يضع أساساً للوحاته، حيث يختار موضوعاته لتكوين حالة درامية تتصارع فيها الألوان الحارة مع الباردة لينتصر فيها لون بعينه على بقية الألوان ليكون نتاج بيئة بصرية عالية.

ويرى السمان في حديث لمراسل سانا أنه ينتمي إلى الجيل الرابع من الفن التشكيلي السوري برحلته الممتدة على مدى 120 عاماً، أسس خلالها رواد ومبدعو هذا الفن هويته، وقدّم كل جيل إضافةً وأثرا بحسب التجربة الشخصية لكل فنان، وليكون لدى كل واحد منهم مشروع فني خاص، ليس فقط مجرد رسمٍ ولوحة فكانوا شهوداً على أزمنة غابرة وأعطوا إضافة ثريّة للمسيرة الثقافية التشكيلية.

وكل لوحة بالنسبة له هي مشروع مستمر ليقول كلمة جديدة في الفن السوري، متحدثاً عن رحلته التي تجاوزت 40 عاماً، تناول خلالها السمان بأعماله أساطير تاريخ سورية القديم منها “جلجامش وعشتار وبعل”، ليبقى كما قال الأثر السوري وإنجازات تلك الحقب الزمنية حاضراً، ويسعى لإتمام مشروعه المندرج تحت هذا التصنيف وهو “المنجز السوري في العصر الهلنستي”.

وحتى يكتمل المشهد ينبغي على كل فنان أن يؤدي دوره ورسالته في الفن التشكيلي سواءً الرسم أو النحت، مشبّهاً لوحاته في مرحلة “الوجه والمدينة” التي يعمل عليها الآن بحالة العمل المسرحي واستنهاض التماثيل، لتصبح كائناً من دمٍ ولحم يستطيع معها وبها تقديم أفكار جديدة وهويته الخاصة في الفن السوري.

ويؤمن السمان بأن لكل فنان بصمته الخاصة وأسلوبه وهو أمر بديهي وهام، لكنه يؤكد على فكرة استثمار واستخدام أساليب وتقنيات الرسم ومدارسه المتعددة كالرمزية والانطباعية، مع قناعته بالعمل المركب والدمج بين أكثر من أسلوب ومدرسة تشكيلية، ومن غير الجائز حسب السمان تصنيف الفنان تصنيفاً تقليدياً إلى لون ونوع ومدرسة تشكيلية واحدة.

ويجد السمان أن الفن أصبح شيئاً وجودياً متاحاً في زمن التواصل الاجتماعي، اتسعت فيه مساحة المعرفة والاطلاع، معتبراً تلك المواقع غير المجدية للفنانين الشباب قد تؤثر عليهم بطريقة سلبية تفقدهم هويتهم ولم يعد لديهم بوصلة في الفن، مؤكداً حرصه على تقديم لوحة محليّة تشبهنا لتكون لوحة عالمية.

عام 1986 كانت بداية مشاركة السمان في المعارض الرسمية، ليشارك بعدها بالعديد من المعارض المشتركة وأقام معارض فردية داخل سورية وخارجها، له كتابات في الدوريات الصحفية بقضايا الفن التشكيلي والشأن الثقافي ودراسات حول فنون الطفل.

وأقام السمان وشارك في ورشات العمل ونفذ دراسات وديكورات لمبان رسمية وخاصة، كما شارك في تصميم وتنفيذ اللوحات الجدارية، وكرمته وزارة الثقافة عام 2022 في ذكرى تأسيسها الـ 64 لما قدمه للمشهد التشكيلي السوري، وأقام هذا العام معرضاً جماعياً لضحايا الزلزال في صالة زوايا في دمشق.

فاطمة حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: فی الفن

إقرأ أيضاً:

اليوم.. افتتاح جاليري "Art Talks” للفنان أحمد فريد: إبداع يجمع بين الروحانية والحداثة في لوحات خالدة

 

 

افتتح الفنان التشكيلي أحمد فريد جاليرى Art Talks بالزمالك، وسط حضور العديد من الفنانين التشكيليين وبعض من الشخصيات العامة، وكان من أبرز الفنانين الحاضرين داليا البحيري، وهاني رمزي، جيلان علاء، وليلى عز العرب، حيث حظي المعرض بتفاعل واسع، حيث أبدى الحضور اهتمامًا كبيرًا بمناقشة الفنان حول رؤيته الفنية الجديدة، مستكشفين أبعاد لوحاته التي باتت تحظى بصدى عالمي متزايد.


 

يعد محمد فريد أحد أبرز الأسماء في المشهد التشكيلي المصري، حيث شكلت أعماله جسرًا بين الروحانية والحداثة، من خلال لوحات خالدة تعكس رؤية فنية متفردة، ويستعرض المعرض مسيرته الغنية وإسهاماته التي تركت بصمة لا تُمحى في عالم الفن.

محمد فريد: رحلة فنية حافلة بالإبداع والتأثير

 

يُعد الفنان التشكيلي محمد فريد (1937-2022) أحد الأسماء البارزة في المشهد التشكيلي المصري، حيث كان عضوًا في نقابة الفنانين التشكيليين وقدم مسيرة غنية امتدت لعقود، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن المصري والعالمي.

 

بدأت رحلته مع المعارض الخاصة منذ عام 1966، حيث أقام تسعة معارض فردية في الإسكندرية والقاهرة، كان أبرزها بأتيليه الإسكندرية، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية، بدءًا من أول معرض لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1965، مرورًا بصلونات متحف الفنون الجميلة حتى عام 1999، والمعرض القومي للفنون التشكيلية في دورته الـ28 عام 2003، بالإضافة إلى صالون الأعمال الفنية الصغيرة السابع عام 2004، وصالون الساقية الأول للقطع الصغيرة عام 2009.

 

حصد فريد العديد من الجوائز المحلية المرموقة، من بينها الجائزة الأولى في تصميم شعار الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية عام 1965، وجائزة تصميم ميدالية جمعية الآثار بالإسكندرية احتفالًا بعيدها الثمانين في الفترة بين 1973-1983.

 

وتتواجد أعماله ضمن مجموعات فنية رسمية، منها متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة ومتحف الفن الحديث بفرنسا، مما يعكس القيمة الفنية لأعماله وإرثه الإبداعي الذي يظل حيًا في وجدان محبي الفنون التشكيلية.

 

الفنان هاني رمزي أبرز الحاضرين في افتتاح معرض الفنان أحمد فريدالفنانة ليلى عز العرب والفنان أحمد فريد والفنانة جيلان علاء

مقالات مشابهة

  • فنان مصري يعلن الاعتزال بشكل مفاجئ
  • لاقت أعماله اهتماماً عالمياً.. الموت يغيب الفنان التشكيلي «علي الزويك»
  • المشهور الغامض.. مصر تنعي وفاة فنان كبير  
  • اليوم.. افتتاح جاليري "Art Talks” للفنان أحمد فريد: إبداع يجمع بين الروحانية والحداثة في لوحات خالدة
  • رمضان 2025 .. عودة نجوم الفن بعد فترة غياب طويلة
  • قبل مسلسل «أثينا».. ما سر حب الفنان نبيل عيسى للتمثيل؟
  • رسول كوهري.. فنان أربيلي تحدى داعش والإصابة بالفن التشكيلي (صور)
  • سلمى الخمياسية: الفن لغة بلا صوت وبلا حروف وبلا كلمات
  • محمود حميدة: الفن أشرس من قنبلة هيروشيما ونجازاكي
  • محمد فؤاد يوضح سبب غيابه عن الساحة الفنية.. هل المنافسة السبب؟