ليبيا – دعا عضو مجلس النواب  خليفة الدغاري إلى ضرورة الانتباه للتدمير الواسع الذي لحق بكثير من القرى الصغيرة الواقعة بدائرة الجبل الأخضر، والدوائر المجاورة لها مثل البياضة والوردية وطلميثة، ومناطق جنوب الجبل وأيضاً شحات وسوسة.

الدغاري وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، قال إنه مع كثرة أعداد القتلى في درنة، تم تناسي أوضاع تلك المناطق والبلدات، وبات أهلها يشكون حظهم، حيث طالهم أولاً الإعصار وتداعياته من سيول، وبالتبعية تدمير منازلهم وممتلكاتهم من محلات وأراض زراعية، ثم طالهم بعد ذلك التجاهل الحكومي والإعلامي، ولا يزال هذا التجاهل مستمراً، رغم مرور أكثر من أسبوعين على وقوع الكارثة.

وأضاف الدغاري موضحاً: “لم نتلق سوى إمدادات بسيطة في البداية من وزارة الحكم المحلي، التابعة للحكومة المكلفة من البرلمان، فتعاملنا مع الواقع بجهودنا الذاتية، إلى جانب بعض المساعدات الإنسانية التي تلقيناها من أهالي المنطقة الغربية، وبالفعل نجحنا في إزالة كميات كبيرة من الطمي الذي أغرق مباني البياضة، وإصلاح المراكز الصحية والتعليمية بها، أما قرية الوردية لوقوعها بمنخفض، فيمكن القول إنها اختفت، حيث جرفت السيول أغلب مبانيها وممتلكات أهلها للبحر”.

وبخصوص الأضرار التي خلفها الإعصار وتسبب في معاناة أهالي قصر ليبيا، الذي يقترب تعدادهم من 100 ألف نسمة، أوضح الدغاري أن شبكات الكهرباء لا تزال غير مستقرة، ولم يتم الالتفاف للشكاوى التي تقدمنا بها حول وجود مشكلة بخط النهر الصناعي، الذي يمدنا وبلدية المرج بالمياه، فضلاً عن تعطل محطة التحلية في طلميثة، وكذا شح بعض أصناف الأدوية؛ إلا أن الأخطر يتمثل فيما يجرفه التيار المائي من جثث متحللة من مناطق عدة، تستقر بمحاذاة شواطئ بلدات جرجارامة والحنية والحمامة، مضيفاً :”لم ننتبه لوجود هذه الجثث إلا عندما حاول بعض الأهالي إحراق قطع الأخشاب وبعض الحيوانات النافقة، التي جرفها التيار قرب تلك الشواطئ أيضاً، فطالبنا بفرق الإنقاذ لانتشالها، لكن لم يأت أحد، واضطلع بعض الصيادين الذين يجيدون الغوص بالمهمة، وانتشلوا حتى الآن قرابة 150 جثة، لكن للأسف لا يزال التيار المائي يقذف بالكثير منها”

وعزا الدغاري إهمال أوضاع سكان أغلب المناطق التي تضررت من الإعصار، باستثناء درنة، للتنافس وغياب التنسيق التام بين الحكومتين المتنازعتين على السلطة التنفيذية بالبلاد حول جهود الإغاثة”، موضحاً أن الحكومتين رفضتا تنحية صراعاتهما رغم المأساة التي تعيشها البلاد، وهما يخوضان حالياً تنافساً محموماً حول كعكة إعادة الإعمار بدرنة، وسباقاً في إظهار الجهود بتلك المدينة المنكوبة، حيث توجد كاميرات الإعلام، وتعقد المؤتمرات الصحافية اليومية، بالإضافة لما تحظى به المدينة من زيارات مسؤولين أمميين، أو وجود ممثلي منظمات دولية.

الدغاري لفت إلى المقترح الذي قدمه مع زملائه من النواب ممثلي دوائر منطقة الجبل الأخضر لرئاسة البرلمان بإنشاء جهاز مستقل تودع به أموال إعادة الإعمار والتبرعات، التي وجهت للمناطق المتضررة من الإعصار لتفادي الصراع الحكومي عليها، على أن يتولى مجلس إدارته هيئة منتخبة من أهالي تلك المناطق.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

“مهرجان الفرجان”.. بوابة فرص لأصحاب المشاريع الصغيرة من المواطنين

 

شهدت فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الفرجان، الذي تنظمه “فرجان دبي”، المؤسسة الاجتماعية التطوعية الهادفة إلى تعزيز التواصل الاجتماعي بين سكان الأحياء في دبي عبر المنصات الافتراضية، بالتعاون مع صندوق الفرجان، وبلدية دبي، في حديقة مشرف الوطنية خلال الفترة من 12 إلى 26 فبراير الجاري، مشاركة واسعة من المواطنين أصحاب الأعمال والمشروعات، إذ يشارك في المهرجان نحو 30 مطعماً وكافيه، و25 مشروعاً متنوعاً، من بينها 5 أكشاك من المشاريع المقامة بدعم من هيئة تنمية المجتمع في دبي، حيث يُعد المهرجان منصة تشاركية تتيح للأفراد والمشاريع الناشئة فرصة الظهور والتفاعل مع المجتمع في بيئة احتفالية مميزة.

ويتيح المهرجان لزوّاره تجربة تسوّق ترفيهية، وسط جدول حافل بالفعاليات الفنية والتراثية والمجتمعية المميّزة. وفي الوقت ذاته تحفل التجربة بالتنوع، في ظل مشاركة متعددة لأصحاب المشاريع والمطاعم من مختلف فرجان إمارة دبي، بالإضافة إلى ما تتسم به من تنوّع في المنتجات التي تناسب كل فئات المجتمع.

قوائم خاصة

وقدّمت المطاعم والكافيهات المشاركة قوائم أطعمة ومشروبات متنوعة تلبي جميع الأذواق، بينما قامت بعضها بتحضير قوائم طعام خصيصاً للمهرجان، بما يسهم في تعزيز الهوية الإماراتية ويضفي طابعاً محلياً مميزاً على المهرجان.

بدورها، عرضت فرجان دبي من خلال “محل الفرجان” مجموعة من المنتجات العصرية المزينة برسومات تحمل ملامح التراث المحلي، والتي جرى إعدادها حصرياً لهذا الحدث، حيث يقدّم المحل مجموعة من السترات مع إمكانية طباعة رسومات وأشكال تحمل وسم فريج معيّن، بحيث تميّز تلك السترات أبناء الفريج الواحد خلال المهرجان. وفي ذات السياق يوجد تباين بين الأحياء والرسومات التي تمثلها، وذلك بناء على المعالم الخاصة بكل فريج؛ فجميرا على سبيل المثال يحمل الأمواج والبحر وصور برج العرب وغيرها.

بيئة مُحفّزة

من جانبه، أكد جمال الشعيبي، مدير العمليات في فرجان دبي، أن مهرجان الفرجان يمكّن المشاركين من التعبير عن مواهبهم واكتشاف إمكانياتهم في بيئة محفزة، سواء كانوا رواد أعمال ناشئين أو فنانين أو طهاة، كما يفتح المجال أمام أصحاب المشاريع الصغيرة والمطاعم والكافيهات للتواجد وسط جمهور كبير لعرض منتجاتهم، بما يمثل فرصة استثنائية لهم للوصول إلى قاعدة أوسع من المتعاملين، فضلاً عن بناء علاقات جديدة تسهم في نمو مشاريعهم.

وقال: “تأتي مشاركة أصحاب المشاريع المختلفة برعاية غرف دبي، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي، وهيئة تنمية المجتمع في دبي، حيث حرصنا على تنويع الاختيارات الخاصة بالمطاعم والكافيهات والمشروعات المُشاركة لخلق حالة من التعددية التي تلاقي أذواق جميع الزوّار”.

وأضاف جمال الشعيبي: “عملنا خلال المهرجان كذلك على تصميم أجنحة للمشاركين بأسماء الفرجان المحلية مثل “الخوانيج” و”العوير” و”جميرا”، بما يعزز الهوية الوطنية ويشجّع أبناء الفريج الواحد على التآزر وتقوية الروابط والعلاقات الاجتماعية”، لافتاً إلى أن المشاريع المُشاركة تباينت بين العطور والأزياء والاكسسوارات والحرف اليدوية والمأكولات المحلية، التي قدّم أصحابها منتجات تعكس الثقافة الإماراتية بروح ابتكارية.

دعم الروابط المجتمعية

بدوره، أكد محمد الكمزاري مدير مكتب الاتصال المؤسسي في (أوقاف دبي)، أن التعاون مع (فرجان دبي) لرعاية مهرجان الفرجان يتماشى مع أهداف المؤسسة وسعيها لتعزيز التكافل الاجتماعي الذي من شأنه تأمين الترابط بين أفراد المجتمع ورعاية الشأن المجتمعي في الإمارات، خاصةً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، “حفظه الله”، العام 2025 “عام المجتمع” والذي يهدف إلى تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع بما يعكس رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر. كما تأتي دعماً لأجندة دبي الاجتماعية 33، وتعزيزاً للترابط المجتمعي وتمكين المواهب والمشاريع الوطنية الناشئة في قلب مجتمع دبي.

وتابع: “تأتي أهمية مهرجان الفرجان في كونه يعكس تكامل الجهود بين جميع الهيئات والمؤسسات في دبي، بما يعود بالفائدة على جميع شرائح المجتمع ويعزز مسيرة التنمية الشاملة في الإمارة”، مشيراً إلى الدور الرئيسي الذي يلعبه المهرجان في دعم أصحاب المشاريع الصغيرة ممثلة في المحال والكافيهات والمطاعم، من خلال إتاحة الفرصة أمام أصحابها لعرض مشروعاتهم وسط حضور كبير من الجمهور، بما يعزز من الاقتصاد المحلي لإمارة دبي.

تمكين اقتصادي

من جهته، أكد علي القاسم، مدير إدارة المنافع والتمكين المالي في هيئة تنمية المجتمع بدبي: “تأتي مشاركتنا في مهرجان الفرجان هذا العام في إطار التزامنا بدعم رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة، إذ يُعد مهرجان الفرجان الحدث المجتمعي الذي يجمع العائلات والمشاريع المحلية في بيئة داعمة ومبتكرة”، مضيفاً: “كجزء من هذه المشاركة، قدمت الهيئة الدعم لخمسة مشاريع محلية ناشئة من خلال تخصيص أكشاك تجارية داخل المهرجان، مما يتيح لأصحاب المشاريع فرصة عرض منتجاتهم وخدماتهم أمام الجمهور الواسع، وتعزيز انتشارهم في السوق المحلي”.

وقال: “إن هذه المبادرة تأتي ضمن جهود الهيئة لتعزيز التمكين الاقتصادي للمجتمع، حيث نؤمن بأن دعم المشاريع الصغيرة هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع متماسك ومستدام من خلال توفير المساحات وفرص التسويق لأصحاب المشاريع الناشئة، لنسهم في تمكينهم من تحقيق النجاح والاستدامة في أعمالهم، فضلاً عن أن مهرجان الفرجان يُعد منصة مثالية لتشجيع الابتكار المحلي وتعزيز الترابط بين أفراد المجتمع، حيث يجمع بين الترفيه والتسوق والفعاليات الثقافية التي تعكس روح التنوع في دبي”.

وتابع: “تسعى هيئة تنمية المجتمع في دبي إلى مواصلة دعمها للمبادرات الهادفة التي تسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزز من مكانة دبي كمدينة رائدة في دعم المشاريع المجتمعية والتنمية المستدامة”.

وتدعم غرف دبي مهرجان الفرجان، وذلك في إطار جهودها لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة والوطنية، وتمكين الشباب المواطن بما يعزز النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى انسجام هذا الدعم مع المسؤولية المؤسسية المجتمعية للغرف.

يذكر أن “فرجان دبي” تعد مؤسسة اجتماعية تسعى إلى تمكين المجتمعات المحلية في الأحياء السكنية في دبي وتعزيز التواصل والثقة بينها وبين المؤسسات الحكومية والخاصة، وذلك عبر تحفيز روح التطوع والمساهمة المجتمعية لخلق حراك مجتمعي يرتقي بجودة الحياة ويعزز السلوكيات والقيم الإيجابية في المجتمع.


مقالات مشابهة

  • «مهرجان الفرجان».. بوابة فرص لأصحاب المشاريع الصغيرة من المواطنين
  • “مهرجان الفرجان”.. بوابة فرص لأصحاب المشاريع الصغيرة من المواطنين
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • دراسة تكشف تأثير الفلفل الحار على اضطراب فرط الحركة
  • بيان من بلدية ميس الجبل... هذا ما جاء فيه
  • حزب الله يحاول مراكمة المكاسب
  • كل ما تريد معرفته عن الطقس في الأردن الأيام القادمة
  • رئيس جامعة الأزهر: بني إسرائيل لم يؤمنوا رغم كل المعجزات «فيديو»
  • غوتيريش يدعو الى ضرورة إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • دواء لضغط الدم علاج واعد لنقص الانتباه وفرط النشاط