تعديل مدونة الأسرة يتسبب في نقاش ساخن تحول إلى صراع بين الرجل والمرأة أخرج مؤسسة الزواج عن مكانتها الحقيقية
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
لا حديث في وسائط التواصل الاجتماعي بالمغرب خلال الأيام القليلة الماضية، إلا عن التعديلات المرتقبة التي ستعرفها "مدونة الأسرة"، وما رافق هذا الموضوع من جدل كبير، تطور إلى نسج سيناريوهات مبنية على اجتهادات وتصورات سابقة لأوانها، كون المشروع لا يزال في بدايات الأولى.
وارتباطا بالموضوع، تعالت أصوات مستنكرة الجدل الكبير الذي رافق موضوع تعديل "مدونة الأسرة"، حيث أشارت إلى أن هذا الوغى أخرج مؤسسة الزواج عن قدسيتها ومكانتها الحقيقية، بوصفها "سكنا فيه مودة ورحمة"، وحوله إلى أشبه ما يكون بساحة حرب بين الرجل والمرأة، لابد له من منتصر ومنهزم، وهو أمر مرفوض وفق آراء عدد من المتابعين.
ذات المتابعين، شددوا على أن الغرض من الزواج أولا هو تحقيق الاستقرار وبناء مجتمع سليم، وفق ما أسسه دين الإسلام منذ مئات القرون، مشيرين إلى أن التفكير المسبق في الاستفادة من مزايا "مدونة الأسرة" مهما كانت مخرجاتها لصالح طرف على حساب الآخر، لا يمكن إلى أن يساهم في تنامي مؤشر الطلاق.
كما أكد ذات المتابعين أن النقاش الدائر حاليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يبقى سابقا لأوانه، سيما أن مشروع "مدونة الأسرة" في صيغته المحينة، لم يخرج بعد إلى حيز الوجود، وبالتالي فكل التوقعات المطروحة حاليا، تبقى مجرد اجتهادات "افتراضية" لا يمكن إلا أن تفرز مزيدا من الاحتقان بين الجنسين.
ومعلوم أن الملك محمد السادس، أمهل حكومة "أخنوش"، أجلا أقصاه ستة أشهر، من أجل رفع مقترحاتها بشأن تعديل مدونة الأسرة، حيث سطر جلالته الخطوط العريضة لمنهجية العمل التي يجب الالتزام بها، أبرزها، الحاجة إلى تكييف مدونة الأسرة مع تطور المجتمع المغربي واحتياجات التنمية المستدامة.
كما شدد الملك على ضرورة الالتزام بمقاصد الشريعة الإسلامية وخصوصيات المجتمع المغربي في تطوير مدونة الأسرة، والاعتماد على فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح والتشاور والحوار في هذا السياق، قبل أن يؤكد على أن التحسين المنشود، يجب أن يركز على إصلاح الاختلالات وتعديل المقتضيات التي أصبحت غير مناسبة بسبب تطور المجتمع والقوانين.
ودعا الملك إلى المحافظة على المرجعيات والمبادئ الأساسية مثل العدل والمساواة والتضامن والانسجام المستمدة من الإسلام والاتفاقيات الدولية، وكذا ضرورة استخدام الاجتهاد البنّاء لضمان التوافق بين المرجعية الإسلامية والمستجدات الحقوقية العالمية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: مدونة الأسرة
إقرأ أيضاً:
عندما يتحول الهلال الى هلاك
بقلم : هادي جلو مرعي ..
جدل رؤية هلال صيام شهر رمضان، وهلال عيد الفطر تحول من صراع بين مذهبين، الى صراع داخل المذهب الواحد، ومعلوم إن الأمر مرتبط بالرؤية الشرعية المتعارف عليها، فمن أفطر بعد أن رأى الهلال صح إفطاره، وهو مثاب ومأجور، ومن أكمل عدة شهر رمضان لعدم تيقنه من رؤية هلال شهر شوال فقد صح صومه مادامت الطمأنينة النفسية حاضرة، لكن سذاجة البعض حولت الأمر الى صراع محشو بالشتائم والتنكيل والإنتقاص والتشهير، وحتى بين جمهور دولتين عرفتا بالعلاقة الحميمة، والتفاهم كالمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية التي حول الجمهور فيهما منصة إكس التي لها هلالها الخاص الى ساحة صراع محموم إستمر لأيام، ولكن الغريب في الأمر هو ذلك التراشق غير المبرر طالما إن أهل السعودية ثبت لهم رؤيته فأعلنوا العيد، وإن أهل مصر لم يثبت لهم رؤية الهلال فأكملوا عدة الشهر لثلاثين، والناس في البلدين لم يلغيا شهر رمضان، ولم ينتهكا حرمة العيد، ولايوجد حتما قصدية في إعلان العيد، ولافي إكمال عدة الشهر، ولارغبة لحكومة في إيذاء شعبها. فالأمور بالنسبة للعامة متسقة، ولامشكلة طالما إنها إشتغلت على قاعدة عراقية تقول. ذبها براس عالم، وإطلع منها سالم.. أي إنك في مأمن من المعصية ومخالفة أوامر الرب المعبود طالما أن هناك من ينوب عنك في إعلان العيد من عدمه وفقا للمتعارف عليه من القواعد الشرعية.
وكنا في عقود مضت نتندر على الخلاف الشيعي السني، وتأخر الشيعة عن السنة في إعلان رؤية الهلال، وكنا نتهم الشيعة بمخالفة المسلمين، وتجاهلنا إن الشيعة يعتمدون رأي مرجعياتهم الدينية التي تتبنى ذلك، وقد يتوافقون مع السنة، وقد يختلفون، وفي الحقيقة لامشكلة طالما إن الطرفين متفقان على وجود التكليف بالصيام والإفطار وفقا لقاعدة شرعية معلومة، وتبقى طريقة التعبد مرتبطة بالإجتهاد والفهم، وهذا ينسحب على فريضة الصلاة والحج والزكاة والخمس فهم متفقون على ممارسة تلك العبادات بطرق قد تختلف، ولكنهم يلتقون في أصل التشريع، وبالتالي فلامصلحة لأحد أن يحول الهلال الى هلاك.. فالنار تحتاج الى القدح لتستعر…