هل ستكسب صنعاء معركة التغيير الجذري كما كسبتها عسكرياً وسياسياً ؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
على مدى أكثر من عام لم تخلُ خطابات قائد أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي، من الحديث عن عمليات فساد وفاسدين في الأجهزة الحكومية، موجهاً النصائح ومشدداً على ضرورة محاربة الفساد، ومذكِّراً المسئولين الذين يوجّه إليهم الخطاب بما تمر به البلاد من ظروف صعبة نتيجة الحرب والحصار، وما يضربه الشعب من مثال على الصبر والتحمل،
ومن خلال إشادته الدائمة بما حققته قوات صنعاء من تقدمات ميدانية على قوات التحالف ومستويات عالية من التصنيع العسكري وفي ظروف بالغة الصعوبة؛ كان يتضح من تلك الإشارات أنه يعني أن الحرب على الفساد ربما تكون أشد صعوبةً من الحرب العسكرية التي حققت فيها انتصاراً مذهلاً وفي مقام الإعجاز قياساً بالإمكانات الضئيلة مقابل ما يمتلكه التحالف.
تكثيف الحديث عن الفساد والفاسدين في خطابات قائد أنصار الله طيلة الفترة الماضية، كان يؤشر على أن الفساد يتغلغل فعلياً في مؤسسات الدولة، الأمر الذي كان يشكل تهديداً وإضعافاً للسلطات التي كانت تخوض معركة شرسة على المستويات كافة، وكان ما يشاع ويتسرب عن فساد المسئولين يشكل ضغطاً كبيراً- خصوصاً مع حملات التشويه التي تشنها ماكنات الإعلام التابعة للطرف الآخر- على المعنيين الذين يثق فيهم المواطنون ويتوقعون أن يضعوا له حداً، حتى لا تتبدد أحلامهم في انفراجة تُنهي معاناتهم المعيشية التي فرضتها الحرب والحصار، يتوَّج بها ذلك الصبر، يقول مراقبون.
وأكد المراقبون أن الفترة التي كان يكثف فيها قائد أنصار الله حديثة عن ضرورة وقف الفساد كانت أشبه بمنح الفاسدين فرصاً لتعديل سلوكهم وفرصة كذلك للجهات الرقابية لتفعيل صلاحياتها وأداء واجباتها في تصحيح الأوضاع التي تسير باتجاه الاعوجاج، حسب المراقبين.
وخلال الفترة الأخيرة، وتحديداً قبل الاحتفائية الكبرى بذكرى المولد النبوي الشريف، كشف قائد أنصار عن مرحلة جديدة على مسار تصحيح الأوضاع ومعالجة الاختلالات أسماها التغيير الجذري في أجهزة ومؤسسات الدولة، وفي خطابه المتلفز أمام الحشود التي اكتضت بها الساحات العامة الأربعاء الماضي بمناسبة المولد النبوي، أعلن السيد عبدالملك الحوثي المرحلة الأولى من التغيير الجذري متمثلة في إقالة حكومة الإنقاذ وتشكيل حكومة كفاءات يتم ترشيح أعضائها بعناية فائقة مبنية على معايير النزاهة والكفاءة والإخلاص، وكذلك تصحيح أوضاع جهاز القضاء بإزالة المشتبه في نزاهتهم وعدالتهم، واستبدالهم بعناصر مؤهلة نزيهة ذات كفاءة عالية، وتخليص ذلك القطاع المهم من الروتين الذي يتسبب في تطويل أمد إجراءات التقاضي، بحيث تُنجز القضايا ويًبت فيها بأسرع وقت ممكن، نظراً لأن القضاء من أهم الأجهزة التي يكون نجاحها سبباً رئيساً في النهوض بأي بلد.
وتعهد قائد أنصار الله بمتابعة إجراءات المرحلة الأولى من التغيير الجذري بشكل شخصي ومستمر، الأمر الذي اعتبره المراقبون إصراراً على إنجاز ما كان يتطلع إليه اليمنيون منذ عقود، وهو ما ظهر في ردة فعل الجماهير المحتشدة في الساحات، حيث علت هتافاتها المؤيدة وارتفع منسوب الأمل في إنجاز الوعد المنتظر، بهتافات التفويض التي ملأت الأرجاء، وهي في المحصلة ثقة مطلقة وضعها أبناء الشعب في القيادة التي ستكون في مواجهة معركة أكثر صعوبة مما سواها، لكن القيادة في المقابل بدت أكثر عزماً على خوض هذه المعركة، خصوصاً أن الحوثي ركز في حديثه عن التغيير الجذري على المسألة الاقتصادية، وعلى وجه التعيين "تحويل البلد من مستهلك إلى منتج"، الأمر الذي يعني تنقية المؤسسات الرسمية من الفساد وتنظيفها من الفاسدين، وهي أهم خطوة استراتيجية لتنهض تلك المؤسسات ويتحول البلد إلى منتج ويكتفي ذاتياً من كل احتياجاته.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: قائد أنصار الله التغییر الجذری
إقرأ أيضاً:
الرهوي: حكومة التغيير والبناء تعمل على رعاية أسر الشهداء وضمان التحاقهم بالتعليم وتقديم الخدمات الصحية لهم
الثورة نت|
شارك رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي اليوم في الفعالية الاحتفالية المركزية التي نظمتها وزارة الكهرباء والطاقة والمياه والقطاعات والجهات التابعة لها، بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد للعام 1446هـ.
وفي الفعالية أشاد رئيس مجلس الوزراء بالفعاليات المستمرة التي تشهدها مختلف المؤسسات بهذه الذكرى السنوية .. معبرًا عن الفخر والاعتزاز بهذه المناسبة لما تحمله من قيم الوفاء إزاء تضحيات الشهداء ومواساة ورعاية أسرهم وتقديم ما يمكن من دعم لذويهم.
وذكر أن حكومة التغيير والبناء تعمل وقبلها حكومة الإنقاذ الوطني عملت على رعاية أبناء وأسر الشهداء وضمان التحاقهم بالتعليم وتقديم الخدمات الصحية لهم، مشيرًا إلى أن بطولات وتضحيات الشهداء الذين استرخصوا دمائهم وأنفسهم في الدفاع عن أرضهم ووطنهم، ستظل حاضرة بصورة مستمرة في وجدان الذاكرة الجمعية للشعب اليمني وسجله المقاوم المشرف.
وقال “انطلق الأبطال منذ اللحظات الأولى لبدء العدوان السعودي، الإماراتي على بلدهم في 26 مارس 2015م، إلى ميادين البطولة والعزة والكرامة للدفاع عن الوطن والاستبسال في الجهاد ضد تحالف العدوان وأدواته، الذي فشل ولم يحقق أي من أهدافه المعلنة”.
وأضاف “واجه الأبطال ومعهم الأحرار من أبناء القبائل في بداية المعركة المعتدين ومرتزقته بالأسلحة الشخصية بكل شجاعة في مختلف الجبهات وصولًا إلى صنع النصر وتحقيق التطور الكبير في مجال التصنيع الحربي اليوم سواء في المجال الصاروخي أو الطيران المسير أو البحري”.
وأكد الرهوي أن اليمن أصبح اليوم رقمًا صعبًا على مستوى المنطقة والعالم ومعروفًا في العالم أجمع ويتحدث عن إنجازاته الأعداء قبل الأصدقاء وأضحى أيقونة للفخر والاعتزاز لدى كافة أحرار العالم.
وأثنى على التكاتف الوطني في مواجهة الأعداء ودوره في تحصين الجبهة الداخلية وحمايتها من كافة الاختراقات الساعية إلى النيل منها، مشددًا على أهمية أن يكون الجميع في حالة مستمرة من الجاهزية والاستعداد العالي لمواجهة أي طارئ.
وبين أن العداء مستمرون في مخططاتهم التآمرية على اليمن والشعب ويسعون بكل وسيلة للنيل من أمنه واستقراره وسلامة وتماسك جبهته الداخلية.
وتطرق رئيس مجلس الوزراء في كلمته إلى جريمة اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف، يوم أمس في منطقة وسط العاصمة اللبنانية بيروت شهيدًا على طريق القدس .. معبرًا عن إدانة الحكومة للجريمة الإرهابية التي نفذها العدو الصهيوني، التي تأتي امتدادًا لجرائم الاغتيال التي طالت عدد من رموز المقاومة على طريق القدس.
وأعرب عن أحر التعازي لقيادة وقواعد حزب الله وأسرة الشهيد وجميع أبناء الشعب اللبناني الشقيق.
وفي الفعالية اعتبر وزير الكهرباء والطاقة والمياه الدكتور علي سيف محمد، إحياء ذكرى الشهداء وفي مقدمتهم شهداء وزارة الكهرباء والطاقة والمياه تكريمًا وتعظيمًا لهم واعترافًا بتضحياتهم استجابة للواجب والمسؤولية، التي تحتم على الجميع الوقوف إلى جانب الوطن.
وقال “إن إحياء هذه الذكرى يأتي لاستحضار معاني التضحية والجهاد في سبيل الله، فضلًا عن ترسيخ معانيها كمحطة تربوية يستلهم منها الجميع القيم والمبادئ، التي ضحّى من أجلها الشهداء في سبيل الحرية وتحقيق الاستقلال على طريق تحرير القدس”.
ولفت الدكتور علي سيف في الفعالية حضرها نائب وزير الكهرباء والطاقة والمياه عادل صالح بادر ومدراء عموم الجهات التابعة للوزارة، إلى أن إحياء ذكرى الشهيد تُعبر عن امتنان موظفي ومنتسبي قطاع الكهرباء والمياه، لأسر الشهداء التي قدّمت فلذات أكبادهم فداءاً للدين والوطن والمقدسات، ونصرة المستضعفين.
وأكد الحرص على تنفيذ الزيارات الميدانية لأسر الشهداء عرفانًا بتضحيات ذويهم في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة .. مؤكدًا أهمية مواصلة الثبات والصمود والسير على درب الشهداء، سيما في ظل خوض اليمن لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، نصرة لفلسطين وقضيته العادلة.
وحث وزير الكهرباء والطاقة والمياه على استمرار الصمود ودعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، لافتًا إلى النقلة النوعية التي تحققت للقوات المسلحة من خلال تطوير القدرات العسكرية الصاروخية التي تمرّغ أنف الأعداء في البحار وخليج عدن والمحيط الهندي وتمنع مرور سفنهم المرتبطة بالكيان الصهيوني الغاصب.
تخللت الفعالية عرض مسرحي وفقرات انشادية عبرت عن أهمية الذكرى.
وكان رئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والطاقة والمياه ونائبه، افتتحوا معرض صور الشهداء من منتسبي الوزارة والوحدات والجهات التابعة لها، الذي قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن اليمن وعلى طريق القدس.
واستمع الزائرون إلى شرح من المعنيين حول ما يتضمنه المعرض من صور لشهداء من وزارة الكهرباء والطاقة والمياه ووحداتها والجهات التابعة لها وكذا صور لشهداء قادة محور المقاومة وفي مقدمتهم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” السابق إسماعيل هنية واللاحق القائد يحيى السنوار وغيرهم من قادة المقاومة العظماء الذين أفنوا حياتهم دفاعًا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.