الجزيرة:
2024-11-14@05:14:38 GMT

الشعبوية ضد الطب والعلم.. جوائز نوبل في أزمنة معقدة

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

الشعبوية ضد الطب والعلم.. جوائز نوبل في أزمنة معقدة

تُكرم جائزة نوبل باحثين في فئات علمية مختلفة بعد أن اكتسبوا مكانة في تخصصاتهم على مدار عقود. لكن على مستوى المجتمع اهتزت هذه المكانة التي يحظى بها العلم في السنوات الأخيرة؛ إذ أصبحت الأصوات الشعبوية في السياسة والمجتمع المدني تشكك علنا بشكل متزايد في النتائج العلمية، مثل تلك المتعلقة بأزمة المناخ وجائحة كورونا، وذلك بدون أن تقدم حججا مضادة محددة.

يهدف البعض من ذلك عن عمد إلى نشر معلومات مضللة بين السكان.

في مثل هذه الأوقات قد تصبح جوائز نوبل أكثر أهمية. ومن المقرر الإعلان عن الفائزين بها هذا العام ابتداء من الاثنين المقبل (الثاني من أكتوبر/تشرين الأول) في ستوكهولم وأوسلو، بدءا من الفئات العلمية الخاصة بالطب والفيزياء والكيمياء.

وإذا ذهبت الجوائز هذه المرة إلى نتائج حول موضوعات راهنة نسبيا تمس المواطنين مثل تطوير لقاحات كورونا، فقد يعزز ذلك أيضا الثقة في الحقائق العلمية. ودائما ما تظل أسماء الفائزين بجوائز نوبل سرا حتى لحظة الإعلان الرسمي عنهم.

الشعبوية المناهضة للعلم

يقول عالم الاتصالات ماتياس كورينغ من جامعة مانهايم الألمانية "لقد أصبحت الشعبوية المناهضة للعلم بالفعل أداة تعبئة سياسية"، موضحا أن النخب السياسية -أو كما يُطلق عليهم في اللغة الشعبية "أولئك الذين في الأعلى"- تحاول استغلال قضايا علمية من أجل توليد صدى سياسي.

يقول كورينغ "ما يمكنك ملاحظته هو الاستقطاب بين السكان، وهو ما يسعى إليه السياسيون الشعبويون، ويوسعونه قدر الإمكان، ويستغلونه باستمرار"، مشيرا إلى أن هذا الاستقطاب في الولايات المتحدة وصل إلى مدى أكثر حدة مما هو عليه في ألمانيا.

كانت أيضا الثقة في النتائج العلمية ومكافحة المعلومات المضللة موضوعا يشغل فلك جوائز نوبل منذ سنوات. فقد حذرت مؤسسة نوبل خلال قمة جوائز نوبل حول موضوع "الحقيقة والثقة والأمل"، التي عقدت في واشنطن في نهاية مايو/أيار الماضي قائلة إن "المعلومات الكاذبة تضر بثقتنا في العلوم وتمثل خطرا ويمكن أن تصبح واحدة من أكبر التهديدات لمجتمعنا اليوم". وفي ذلك الوقت دعت المؤسسة فائزين بجوائز نوبل وخبراء لاستكشاف كيفية مكافحة هذه الاتجاهات.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة نوبل، فيدار هيلغيسن "نرى في جميع أنحاء العالم أن هناك جهودا ممنهجة للغاية لتقويض العلوم والحقيقة وتمزيق أجزاء كبيرة من النسيج الاجتماعي للمجتمع… نحن إذن أمام مشكلة. العالم لديه مشكلة".

ودعمت عالمة الجيوفيزياء ورئيسة الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، مارسيا ماكنوت، تحذيرات هيلغيسن قائلة "عندما ننظر إلى تأثيرات المعلومات الكاذبة والمضللة، نجد أنها لا تقتصر على العلم. نراها في السياسة، وفي الصحة، ونراها في المجتمع بأكمله". وأضافت في تصريحات أخرى "العلم لا يكتمل أبدا، ولا يكون مثاليا أبدا، لكنه أفضل ما لدينا".

عندما يجري الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل هذا العام لتكريمهم على اكتشافاتهم الاستثنائية، سيصبح كبار العلماء مرة أخرى في مرمى اهتمام الجمهور العالمي.

ووفق وصية مخترع الديناميت ومؤسس الجائزة ألفريد نوبل (1896-1833)، فإن الهدف من الجائزة هو تكريم أولئك الذين قدموا للإنسانية أكبر فائدة من خلال اكتشافاتهم. تبلغ قيمة جوائز هذا العام 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 980 ألف دولار) لكل فئة، أي بزيادة قدرها مليون كرونة عن العام الماضي.

مصدر ثقة

يشكك عالم الاتصالات كورينغ فيما إذا كانت الجوائز الشهيرة يمكن أن تكون مصدرا للثقة في العلوم، مشيرا إلى أن جوائز نوبل يمكن أن تضطلع بالتأكيد بدور في تسليط الضوء على أهمية العلم؛ فهي تكرم في نهاية المطاف إنجازات تاريخية، لكنه يرى أن منح جوائز نوبل صار يمثل طقسا "منعزلا عن الواقع إلى حد ما" بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بالعلم في كل الأحوال.

وقال "سوف ينظر الأشخاص المتشككون إلى هذا باعتباره تربيتة تأكيدية على ظهر المعسكر المضاد"، موضحا بعبارة أخرى أن من لا يؤمن بالعلم، لن يكون مهتما بجوائز نوبل.

ويرى كورينغ أن عدم ذهاب جائزة نوبل في الطب السنوات الماضية إلى مطوري لقاحات كورونا، الذين أنقذوا في النهاية أرواحا لا حصر لها حول العالم، يمثل فرصة ضائعة.

وكان مطورو لقاحات تقنية "الرنا المرسال" (mRNA) من بين أبرز المرشحين للفوز بالجائزة منذ أزمة كورونا عام 2020، لكنهم حتى الآن يخرجون خاليي الوفاض من الجائزة. يقول كورينغ إنه حتى لو تم تكريمهم هذه المرة، "لن يتم اكتساب ثقة منكري كورونا ومعارضي اللقاحات المتشددين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جوائز نوبل

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: القمة العربية الإسلامية تأتي في ظروف إقليمية معقدة وسط صمت دولي تجاه العدوان

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، أن انعقاد القمة يأتي في ظل ظروف إقليمية غير عادية، حيث تشهد المنطقة عدوانًا مستمرًا منذ أكثر من عام على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، يقابله صمت مخجل وعجز كبير من المجتمع الدولي في الوفاء بأقل واجباته أمام هذا التهديد الخطير للسلام والأمن الدوليين.

 

انتقاد الصمت الدولي والمطالبة بالعدالة

وأشار السيسي إلى أن شعوب الدول العربية والإسلامية، بل وكل من يحمل ضميرًا حرًا حول العالم، يحق لهم التساؤل حول جدوى الحديث عن العدالة والإنصاف في ظل ما يشاهدونه يوميًا من إراقة دماء الأطفال والنساء والشيوخ في هذه المناطق المتأزمة. 

وأضاف أن هذا الصمت الدولي المخزي يزيد من تعقيد الأزمة ويضع المنطقة أمام تحديات خطيرة.


 

تحذير من مفترق الطرق لمستقبل المنطقة والعالم

وتابع الرئيس السيسي قائلًا: “نقولها بصراحة إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من اعتداءات غير مقبولة على الأراضي الفلسطينية واللبنانية يهدد النظام الدولي بأسره ويضعه أمام اختبار حقيقي”. 

وأضاف أن الوقت حان ليتحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل لإنهاء هذه الأزمات وتحقيق السلام والاستقرار، في ظل وضع إقليمي معقد يحتاج إلى تكاتف الجميع.

مقالات مشابهة

  • المؤرخ بيتر فرانكوبان: طريق الحرير قصة تفاعلات حضارية معقدة
  • الصحة: كورونا لم يعد وباءً عالميًا وأصبح مثل سلسلة الفيروسات التنفسية
  • عاجل.. «كاف» يفاجئ حارس الأهلي.. و«الأحمر» يرد
  • 10 لاعبين يتنافسون على جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2024
  • ترامب يقترب من جائزة نوبل للسلام.. فيديو
  • جائزة نوبل.. ترامب يسعى لتحقيق مجد شخصي وسط تصاعد الأزمات بالمنطقة |فيديو
  • من أجل نوبل للسلام.. هل يتدخل ترامب لوقف إطلاق النار في غزة؟
  • أيمن الرقب: القمة العربية الإسلامية تأتي في ظروف معقدة
  • الرئيس السيسي: القمة العربية الإسلامية تأتي في ظروف إقليمية معقدة وسط صمت دولي تجاه العدوان
  • بين العلم والسياسة!