الجزيرة:
2024-11-22@19:39:54 GMT

الشعبوية ضد الطب والعلم.. جوائز نوبل في أزمنة معقدة

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

الشعبوية ضد الطب والعلم.. جوائز نوبل في أزمنة معقدة

تُكرم جائزة نوبل باحثين في فئات علمية مختلفة بعد أن اكتسبوا مكانة في تخصصاتهم على مدار عقود. لكن على مستوى المجتمع اهتزت هذه المكانة التي يحظى بها العلم في السنوات الأخيرة؛ إذ أصبحت الأصوات الشعبوية في السياسة والمجتمع المدني تشكك علنا بشكل متزايد في النتائج العلمية، مثل تلك المتعلقة بأزمة المناخ وجائحة كورونا، وذلك بدون أن تقدم حججا مضادة محددة.

يهدف البعض من ذلك عن عمد إلى نشر معلومات مضللة بين السكان.

في مثل هذه الأوقات قد تصبح جوائز نوبل أكثر أهمية. ومن المقرر الإعلان عن الفائزين بها هذا العام ابتداء من الاثنين المقبل (الثاني من أكتوبر/تشرين الأول) في ستوكهولم وأوسلو، بدءا من الفئات العلمية الخاصة بالطب والفيزياء والكيمياء.

وإذا ذهبت الجوائز هذه المرة إلى نتائج حول موضوعات راهنة نسبيا تمس المواطنين مثل تطوير لقاحات كورونا، فقد يعزز ذلك أيضا الثقة في الحقائق العلمية. ودائما ما تظل أسماء الفائزين بجوائز نوبل سرا حتى لحظة الإعلان الرسمي عنهم.

الشعبوية المناهضة للعلم

يقول عالم الاتصالات ماتياس كورينغ من جامعة مانهايم الألمانية "لقد أصبحت الشعبوية المناهضة للعلم بالفعل أداة تعبئة سياسية"، موضحا أن النخب السياسية -أو كما يُطلق عليهم في اللغة الشعبية "أولئك الذين في الأعلى"- تحاول استغلال قضايا علمية من أجل توليد صدى سياسي.

يقول كورينغ "ما يمكنك ملاحظته هو الاستقطاب بين السكان، وهو ما يسعى إليه السياسيون الشعبويون، ويوسعونه قدر الإمكان، ويستغلونه باستمرار"، مشيرا إلى أن هذا الاستقطاب في الولايات المتحدة وصل إلى مدى أكثر حدة مما هو عليه في ألمانيا.

كانت أيضا الثقة في النتائج العلمية ومكافحة المعلومات المضللة موضوعا يشغل فلك جوائز نوبل منذ سنوات. فقد حذرت مؤسسة نوبل خلال قمة جوائز نوبل حول موضوع "الحقيقة والثقة والأمل"، التي عقدت في واشنطن في نهاية مايو/أيار الماضي قائلة إن "المعلومات الكاذبة تضر بثقتنا في العلوم وتمثل خطرا ويمكن أن تصبح واحدة من أكبر التهديدات لمجتمعنا اليوم". وفي ذلك الوقت دعت المؤسسة فائزين بجوائز نوبل وخبراء لاستكشاف كيفية مكافحة هذه الاتجاهات.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة نوبل، فيدار هيلغيسن "نرى في جميع أنحاء العالم أن هناك جهودا ممنهجة للغاية لتقويض العلوم والحقيقة وتمزيق أجزاء كبيرة من النسيج الاجتماعي للمجتمع… نحن إذن أمام مشكلة. العالم لديه مشكلة".

ودعمت عالمة الجيوفيزياء ورئيسة الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، مارسيا ماكنوت، تحذيرات هيلغيسن قائلة "عندما ننظر إلى تأثيرات المعلومات الكاذبة والمضللة، نجد أنها لا تقتصر على العلم. نراها في السياسة، وفي الصحة، ونراها في المجتمع بأكمله". وأضافت في تصريحات أخرى "العلم لا يكتمل أبدا، ولا يكون مثاليا أبدا، لكنه أفضل ما لدينا".

عندما يجري الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل هذا العام لتكريمهم على اكتشافاتهم الاستثنائية، سيصبح كبار العلماء مرة أخرى في مرمى اهتمام الجمهور العالمي.

ووفق وصية مخترع الديناميت ومؤسس الجائزة ألفريد نوبل (1896-1833)، فإن الهدف من الجائزة هو تكريم أولئك الذين قدموا للإنسانية أكبر فائدة من خلال اكتشافاتهم. تبلغ قيمة جوائز هذا العام 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 980 ألف دولار) لكل فئة، أي بزيادة قدرها مليون كرونة عن العام الماضي.

مصدر ثقة

يشكك عالم الاتصالات كورينغ فيما إذا كانت الجوائز الشهيرة يمكن أن تكون مصدرا للثقة في العلوم، مشيرا إلى أن جوائز نوبل يمكن أن تضطلع بالتأكيد بدور في تسليط الضوء على أهمية العلم؛ فهي تكرم في نهاية المطاف إنجازات تاريخية، لكنه يرى أن منح جوائز نوبل صار يمثل طقسا "منعزلا عن الواقع إلى حد ما" بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بالعلم في كل الأحوال.

وقال "سوف ينظر الأشخاص المتشككون إلى هذا باعتباره تربيتة تأكيدية على ظهر المعسكر المضاد"، موضحا بعبارة أخرى أن من لا يؤمن بالعلم، لن يكون مهتما بجوائز نوبل.

ويرى كورينغ أن عدم ذهاب جائزة نوبل في الطب السنوات الماضية إلى مطوري لقاحات كورونا، الذين أنقذوا في النهاية أرواحا لا حصر لها حول العالم، يمثل فرصة ضائعة.

وكان مطورو لقاحات تقنية "الرنا المرسال" (mRNA) من بين أبرز المرشحين للفوز بالجائزة منذ أزمة كورونا عام 2020، لكنهم حتى الآن يخرجون خاليي الوفاض من الجائزة. يقول كورينغ إنه حتى لو تم تكريمهم هذه المرة، "لن يتم اكتساب ثقة منكري كورونا ومعارضي اللقاحات المتشددين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جوائز نوبل

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل في "بنات عين شمس" عن الكتابة العلمية المتقدمة

نظمت كلية البنات للآداب والعلوم والتربية بجامعة عين شمس ورشة عمل بعنوان "الكتابة العلمية المتقدمة" وذلك للتعريف بأهم التطورات في الكتابة العلمية الحديثة. 

تجديد تعيين أماني أسامة كامل عميدًا لكلية الصيدلة جامعة عين شمس مذكرة تفاهم بين جامعة عين شمس وشركة إي جي ميديكال

جاء ذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والدكتورة أميرة يوسف عميدة كلية البنات للآداب والعلوم والتربية بجامعة عين شمس.

 وتضمنت ورشة العمل استخدام مصطلحات علمية بشكل صحيح، واستخدام لغة سليمة وواضحة إضافة إلى أهم الأساليب والمهارات اللازمة لقبول الأبحاث للنشر بالمجلات العلمية الموثقة.

 كما جاءت ورشة العمل بدعوة من قطاع الدراسات العليا بالكلية تحت إشراف الدكتورة حنان الشاعر وكيلة الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وعقدت بالتعاون مع قسم الكيمياء الحيوية والتغذية وأدارتها الدكتورة ولاء النحراوي مديرة مكتب رعاية شباب الباحثين بالكلية.

كما تحدثت في اللقاء الدكتورة سعاد عبد الله أستاذ الميكروبيولجي بقسم النبات بالكلية وحضرها عدد كبير من الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس وبعض الباحثين من مصر والخارج.

مقالات مشابهة

  • جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق ضمن موسم الرياض
  • فجوة مثيرة للقلق بين الاحتياجات والموارد.. ما علاقة كورونا؟
  • الإيمان والعلم
  • مجزرة في بعلبك وسط مساع معقدة لوقف النار في لبنان
  • الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة عن البناء الحضاري في التراث الإسلامي
  • قبول 3173 طالبا في المنحة المجانية الخاصة بكليات المجموعة الطبية
  • ورشة عمل في "بنات عين شمس" عن الكتابة العلمية المتقدمة
  • لازاريني: 80‎%‎ من قطاع غزة مناطق خطرة وعملية إيصال المساعدات أصبحت معقدة
  • سلمى لاغرلوف أول امرأة حاصلة على نوبل .. لماذا اهتمت بالقدس؟
  • Cairo ICT’24.. كيف تعزز المدن العلمية ريادة مصر في التكنولوجيا وريادة الأعمال؟