صحيفة صدى:
2024-07-08@06:30:34 GMT

ملامح عصرنا الاقتصادي الجديد !!

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

ملامح عصرنا الاقتصادي الجديد !!

كيف يستقيم ان نشكو من صعوبة العيش في زماننا، ونحن نرى اشكال الخيرات وأنواع المرفهات وأصناف النعم، كما نرى سهولة الاتصال والانتقال وانتشار المؤسسات التعليمية والتربوية وتعدد الخيارات امام الانسان في كل شأن  من شؤون الحياة.

إن كل هذه الأشياء، لاينبغي ان تُرى من خلال منظور محدود ونظرية ضيقة أو من خلال رؤية بعض الناس وإنما من خلال معايير قيمية وضوابط توازنية   وإذا استخدمنا معايير بهذه السمات، فإننا سنجد أن قسما كبيرا من سكان الأرض،   لا يتمتعون بكثير من خيراته، العصر الحديث، ولكن تحترق قلوبهم بسبب الصور التي يرون فيها تنعم المترفين وتطلعات المتخمين، كما يرون بؤسهم الشديد        من خلال مشاهدة الهوة التي تفصل بينهم وبين سكان العالم الصناعي.

في العالم، كما يفيد تقرير منظمة الفاو أكثر من مليار نسمة لا يحصلون على كفايتهم من الغذاء، وفي تقرير آخر فإن 63% من سكان آسيا و61% من سكان افريقيا و36% من سكان أمريكا اللاتينية و33% من سكان الشرق الاوسط، يواجهون حالة الجوع.

يقول الدكتور عبدالكريم بكار في كتابه البديع «عصرنا ملامحه وأوضاعه»: إن المقارنات تأتي دائما بمفارقات. ففي الماضي، كانت هناك فوراق بين الناس في مستوى العيش، لكنها كانت فوارق محدودة. أما اليوم، فمأساة الفقراء والجياع والمحرومين أنهم في مواجهة الحياة المتفاقمة، أشبه بمن استعد بقوس وسهم لمواجهة خصم مسلح بالدبابات والصواريخ!!

إن الناس الذين يقارنون أنفسهم بمن هم أعلى منهم، هم على خطأ،              إذ من الواجب في امور الدين أن ينظر المرء الى مَنْ هو دونه، حتى يستشعر نعمة الله تعالى عليه. وللأسف؛ فإن شح الموارد قد حمل كثيرا من الناس على الاختلاس وقبول الرشوة واقتراف الكذب والاحتيال وإراقة ماء الوجه وتحمل الجور والهوان، بل صار كثير من المسلمين يعيش حياة هي أقرب الى حياة النبات، هو يأكل ويشرب ما يتيسر له ويتنفس ويتكاثر ثم يموت!!

في أكثر بلدان العالم الاسلامي يحتاج الموظف متوسط الدخل الى ان يدخر   كل مرتباته التي يتقاضاها خلال عشرين سنة، حتى يتمكن من امتلاك بيت يؤويه  مع أسرته!! فكيف اذا علمنا أن مرتبه لا يكفيه للإنفاق على حياة شبه كريمة     سوى نصف شهر، ويدِّبر نفقات باقيه عن طريق الاقتراض والاستدانة!!

وتظل مشكلة المشاكل بالنسبة لكثير من الشباب هي البطالة الضاربة أطنابها في معظم الدول الاسلامية، والآخذة في التفاقم، حيث الركود العام وصعوبة الحصول على عمل ذي أجر مناسب، حتى قال أحد الباحثين: إن هناك أجيالاً       قد تولد وتعيش وتموت، دون ان تجد عملاً ملائماً!!

وإذا تأملنا مرة أخرى في المسافات الفاصلة بين الشعوب الاسلامية والصناعية، وجدنا أن تلك المسافات تزيد والهوة تتسع. فعلى حين ترتفع أسعار منتجاتهم بصورة مطردة، فإن أسعار صادراتنا تتدهور أو تتجمد وهذا يعني أنه يحب أن نصدِّر    أكثر حتى نستطيع الحصول على عين القَدْر من الواردات.

إنه ليس ثمة مسوغ مقبول لانجراف المرء في التسابق على إرواء حاجات الجسد، ما دام يعتقد أن الآخرة هي دار العيش الحقيقي، وما دام يعتقد أن الله تعالى سائله عما استخلفه فيه من مال، وما دام يعتقد أن حماية البيئة والمحافظة على موارد الأرض من مسؤوليات المسلم.

ويبقى السؤال قائماً: هل نحن نعيش الآن عصر العيش الصعب؟!!

 

للتواصل : [email protected]

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: من خلال من سکان

إقرأ أيضاً:

وفد عضوات الشورى يشارك في اجتماعات مجموعة العشرين للبرلمانيات

شارك وفد مجلس الشورى ممثلاً في أعضاء المجلس الدكتورة منى بنت عبدالله آل مشيط، والدكتورة عالية بنت محمد الدهلوي، في أعمال اجتماعات مجموعة العشرين للبرلمانيات “P20” الأول والمنعقد في مدينة ماسايو بجمهورية البرازيل الاتحادية.

واستعرضت عضو مجلس الشورى الدكتورة عالية الدهلوي في كلمة خلال الاجتماع الدور البارز والنقلة النوعية في السياسات والتشريعات لدعم مشاركة المرأة السعودية في التنمية الوطنية بفضل دعم ورؤية القيادة الحكيمة.

وقالت في كلمتها: “إن رحلة التحول التي تمر بها المملكة العربية السعودية مع رؤية المملكة 2030 أسهمت بشكل فاعل في إيجاد فرص عمل متنوعة للجميع لتضمن النمو الاقتصادي الشامل وإتاحة الفرص المتكافئة التي من شأنها الإسهام في ازدهار دولتنا والاستفادة منه، مشيرةً إلى أن تمكين وتعزيز الأدوار الاقتصادية للمرأة شهد خلال السنوات الماضية قفزات متتالية شكلت معها نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل حالياً ” 35.3%”.

اقرأ أيضاًالمملكةأنقرة … وزير الدفاع يعقد مع نظيره التركي اجتماعًا ثنائيًا موسعًا

وأكدت أنه ومن خلال الجهود الكبيرة في المملكة أصبحت المرأة شريكة في التنمية الوطنية في العديد من القطاعات التجارية، والهندسية، والرياضية، والعدلية، والتكنولوجيا وغيرها الكثير من المجالات.

يشار إلى أن الاجتماع الذي عقد أعماله على مدى يومين في إطار رئاسة جمهورية البرازيل الاتحادية لمجموعة العشرين لعام 2024م، شهد مشاركة برلمانيات من المجالس التشريعية الأعضاء في مجموعة العشرين وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والاتحاد البرلماني الدولي وناقش عددًا من الموضوعات شملت دور المرأة في العدالة المناخية والاستدامة البيئية؛ والمبادرات الرامية إلى زيادة المشاركة والتمكين الاقتصادي للمرأة.

مقالات مشابهة

  • قد يؤدي للعمى.. قِصَر النظر يهدد نصف سكان العالم بسبب الأجهزة الإلكترونية
  • “شروق”.. علامة فارقة في المشهد الاقتصادي التنموي محلياً واقليمياً
  • نساء كركوك يقتحمن سوق العمل ويواجهن قسوة العيش بالصبر والجمال (صور)
  • انطلاق أول مؤتمر لمحافظ شمال سيناء الجديد بحضور وسائل الإعلام
  • أكثر 10 دول يرغب الناس في الهجرة إليها
  • “شروق” .. علامة فارقة في المشهد الاقتصادي التنموي محليا واقليميا
  • عماد الدين حسين: تنفيذ توصيات الحوار الوطني على رأس أولويات الحكومة
  • وفد عضوات الشورى يشارك في اجتماعات مجموعة العشرين للبرلمانيات
  • نصف سكان العالم يجتمعون تحت مظلة منظمة شنغهاي.. نخبرك القصة كاملة
  • وزير المالية الجديد: نستهدف خلق مساحات مالية أكبر للتخفيف عن المواطنين خلال المرحلة المقبلة