إن بين الثقة بالنفس وغرور الذات شعره، فمن وزنها فقد عرف كيف يضع الأمور في نصابها الصحيح، وإن الإنسان في هذه الحياة بين الثقة بالنفس وبين عدمها وبين الغرور وعدمه يدور في دوامه، فكيف يستطيع الإنسان أن يكون واثقا من نفسه دون غرور وكيف يبتعد عن الغرور مع ثقته بنفسه، إن من أهم الأمور التي تدل على الثقة بالنفس هو قيامك بالعمل الصحيح في الوقت الصحيح بالطريقة الصحيحة، أما الغرور فهو قيامك بعمل -تظنه صحيحا- في وقت -تظنه صحيحا- بطريقة -تظنها صحيحة- فكيف تنقذ نفسك من هذا الغرور دون أن تُتْبع نفسك الأذى؟
إن كثيرا من الناس يقع في الغرور لرفضه الآخر جملة وتفصيلا، وقاعدته في الحياة -لا أريكم إلا ما أرى- لقد جُبِل الإنسان على السماع والأخذ بالرأي والمشورة ممن يثق بهم، ولكن ماذا لو كان من تثق به غير ناصح لك؟
وماذا لو أعطاك النصيحة شخصا لا تثق به بل ربما تخشاه؟ هل تتقبلها؟ أم غرورك بذاتك يجعلك ترفض ذلك وتحمله على وجه غير الوجه المراد!
إن من آفات الغرور بالذات أن يعتقد المغرور أن كل صيحة عليه! وأن كل ما ضرب حصى بـ حصى فهو المقصود والمراد بذلك!
غرور الذات هو أخ الكبر الذي حذرنا منه الإسلام وهو بوابة له، وفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور بذاتك.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الثقة بالنفس
إقرأ أيضاً:
مبادرة الحزب الشيوعي خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح
صديق الزيلعي
أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني مبادرة جديدة تحت عنوان: مبادرة الحزب الشيوعي لوقف الحرب واسترداد الثورة. وهذا عنوان موفق لخطوة اعتقد انها نقلة كبيرة وهامة، سيكون لها ما بعدها، من حراك وتوافق. هذه مبادرة أري دعمها من كل القوي المدنية، والعمل على تطويرها، ليتحقق الهدف الأهم وهو وحدة نضال القوي المدنية. الذي كان كعب أخيل حراكنا لإيقاف الحرب. سأتعرض باختصار للمبادرة، معضدا ايجابياتها، ومحددا بعض النواقص، ثم اقتراح معالجات تدفعها الى الامام.
إيجابيات المبادرة هي:
• صدور المبادرة نفسها هي أكبر الإيجابيات. وجاءت اتساقا مع تاريخ الحزب الشيوعي وإرثه في العمل العام.
• تأكيد أهمية الوحدة حيث ورد نصا: " أكدت تجارب شعبنا دوما ان تحقق شرط وحدته كان سببا في نجاح ثورة ديسمبر المجيدة مثلما كان كذلك في أبريل 1985 وأكتوبر 1964 والاستقلال في يناير 1956"
• تحديد قاطع وواضح للهدف من المبادرة: " تهدف هذه المبادرة الى تكوين تجمع للأحزاب الوطنية والديمقراطية المؤمنة بالنضال السلمي الديمقراطي والمنظمات الجماهيرية والحركات المسلحة والنضال المشترك مع الجماهير دون التخلي عن النشاط المستقل، والتنسيق مع لجان المقاومة (الميثاق الثوري) وجبهة النقابات لوقف الحرب وهزيمة المخطط الأجنبي واسترداد الثورة وتحقيق أهدافها التي يتطلع لها شعبنا"
• ضرورة النقد: "الأمر الذي يتطلب ان تقدم القوي السياسية وسلطة الانتقال وكافة قوى الثورة بكل شجاعة وصدق نقدا يوازي حجم القصور والخطأ الذي قاد الي تسيد اللجنة الأمنية وقوات الدعم السريع للمشهد السياسي"
هذه أبرز الإيجابيات وليست كل الإيجابيات، التي سأرجع لها في مقالات قادمة.
أهم سلبيات المبادرة هي:
• لا توجد ألية تنفيذية محددة ومعروفة، ليتم التعاطي معها حول المبادرة، وتقوم بالمتابعة. وهنا أنبه لأنه لم تتم أي إشارة لان المبادرة قد أرسلت الي القوي السياسية الأساسية. وقد شهدنا أكثر من عشرة مبادرات، ولكن يتم اطلاقها في الفضاء العام. نحتاج ان نرسلها الي القوى الأخرى ونطلب التنسيق لعقد جلسات حوار حولها.
• طرحت تنسيقية تقدم موضوع المائدة المستديرة، واقترح ان يشارك الحزب الشيوعي بمبادرته في المائدة المستديرة، ليناقشها مع المبادرات الأخرى. ان يتم ذلك بشفافية وموضوعية واحترام متبادل.
• أرى ضرورة الوضوح حول قضية الكتل. فتحالف التغيير الجذري كتلة ولجان المقاومة كتلة والجبهة النقابية كتلة حتى لا نتوقف عند قضية لا تستحق ان تكون سببا لعرقلة العمل الجبهوي المشترك.
• كان الطرح يركز على الجبهة الجماهيرية القاعدية، ولا يزال نفس الخطاب يتكرر في المبادرة. علينا الوضوح بانه لا يمكن قيام تحالف بدون أحزاب. وليس أحزاب معممة، بل الأحزاب السودانية التي نعرفها ولها تاريخ، الاستثناء الوحيد هو حزب الاسلامويين المعروف، وأي أحزاب جديدة وهمية يركبوها من العدم.
• المأساة الإنسانية هي أعلى الأولويات ولم يتم التعرض لها بوضوح. إذا لم يتوفر للناس الحد الأدنى وهو حق الحياة ومعه الضرورات المعيشية يصبح الحديث عن تنظيم هؤلاء غير واقعي.
• تم اغفال الإعلان الصريح عن تكامل العمل السياسي في الداخل وفي الخارج (لدينا تجربة ثرة خلال معارضة حكم الاسلامويين)
• المبادرة لم تطرح بوضوح حجم وضخامة المهام التي تواجه شعبنا. هناك امثلة عديدة، ولكن أقدم واحدا منها، وهو الدعوة لحل الدعم السريع والمليشيات وتكوين الجيش المهني الواحد. وهذه مسائل لا تعالج بالشعارات بل بالتحليل الجاد والفهم الواقعي لكيفية معالجتها.
• الدعوة للنقد مهمة، ولكن توقيتها لا يأتي قبل التواثق على برنامج يجمع كل القوي. واقترح عندما يحين الوقت لقضية النقد ان يبدأ أي تنظيم بنقد تجربته أولا، ثم نمضي خطوة للأمام بنقد كامل الفترة الانتقالية، بهدف استخلاص الدروس.
• ابتلع اعلام القوي المدنية الطعم الذي قذفه اعلام الاسلامويين وسطنا وصرنا نردد المقاطع المجتزأة التي تشوه مواقف القوي المدنية. هذه المبادرة يجب ان تكون بداية لإيقاف التهجم على بعضنا البعض.
• لا يوجد حديث عن مفوضية الانتخابات.
• لا يوجد أي طرح حول قضية المشروع القومي الواحد.
كل هذه السلبيات لا تقلل من قيمة المبادرة وصدورها في توقيت حساس. وعلينا العمل جماعيا لدعم المبادرة وتطويرها ودمجها مع المبادرات الأخرى في سبيل الخروج ببرنامج يجمعنا معا في معركتنا القادمة. ونحتاج للمزيد من التداول بين بعضنا البعض.
الاقتراحات:
لدي اقتراح واحد، حاليا، هو ان يتعامل معها أعضاء الحزب وأصدقاء الحزب بجدية، تسحقها، وان يتواصل الحوار حولها، مع استخلاص النتائج لدفع العمل الجبهوي للأمام.
siddigelzailaee@gmail.com