بعد اليوم الوطني .. ماذا سنقدم للوطن؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تهافت الشعب السعودي الكريم والقنوات الفضائية وكل الدول والمحبين للسعودية وشعبها للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني السعودي 93 وهو حق مشروع لا يمكن لأحد إنكاره ويُعبر عن الفرحة والفخر والاعتزاز والامتنان والسكينة والاطمئنان والأمان والوفاء والحب لهذا الوطن الكبير والذي كان ومازال وسيظل لسنوات طويلة بحول الله مثلا يحتذى به للإسلام والمسلمين، ثم بفضل القيادة الحكيمة والشعب الوفي الكريم، ولكن السؤال المهم هو بعد أن قدم لنا هذا الوطن كل هذه المميزات العظيمة بفضل الله، ماذا سنقدم نحن كمواطنين لهذا الوطن الغالي علينا؟.
قبل الإجابة على السؤال دعونا نوضح الفرق بين الوطن والوطنية، حيث أن الوطن يُعْرَف بالمكان الذي يُقيم فيه الإنسان وينتمي إليه وقد يكون مسقط رأسه (وهو ليس شرطا) ولكنه يعتبر المكان الأغلى له على مستوى العالم.
أما الوطنية فتتمثل في حب الوطن والارتباط به عاطفيا وفكريا واجتماعيا والغيرة عليه والدفاع عنه والحفاظ عليه.
نعود للسؤال الأهم وهو عنوان المقال ماذا سنقدم نحن المواطنين لهذا الوطن؟ وللإجابة على هذا السؤال لابد من العمل على عدة نقاط تختار منها الأهم وهي:-
أولا: الانتماء والولاء والإخلاص للوطن:- يكون ذلك بالحب الحقيقي للوطن وعدم الإساءة إليه أو التنصل من الانتماء له أو الإضرار به أو بسمعته بين الأوطان أو إعطاء فكرة سيئة عنه بأفعال أو أقوال لا تليق بنا كدولة رائدة للإسلام والمسلمين وكذلك الإخلاص له في كل شيء.
ثانيا: الحفاظ على الوطن:- تكون المحافظة عليه بجميع الطرق سواءً بالمحافظة على نظافة أو جمال أو إعمار أو إبداع وتشريف الوطن أو حمايته من المخاطر أو الانتهاكات ودرء الشائعات والإشاعات عنه وحمايته من الفتن والقضاء على السلبيات ودعم الإيجابيات ومحاربة أي انتهاكات لحقوق الوطن والمواطنين.
ثالثا: الدفاع عن الوطن:- وذلك بالتصدي لأي خطر يهدد الوطن بالوعي التام لكل مواطن وتقديم مصلحة الوطن والمواطنين وحماية الممتلكات العامة وحدود الوطن وعدم انتهاكها من أجل العيش في هدوء وسلام ورخاء وسعادة.
رابعا: المحافظة على أمن وأمان الوطن:- حيث لابد أن يكون كل مواطن رجل أمن في وطنه، يقوم بالتبليغ عن أي تجاوزات أو تصرفات غير قانونية أو جرائم والإدلاء بأي ملاحظات أو بيانات تساهم في أمن وأمان الوطن دون تردد أو خوف.
خامسا: احترام الأنظمة والقوانين:- وهي تعتبر من أهم حقوق الوطن علينا كمواطنين ويجب علينا احترامها والالتزام بها لأنها وُضِعَت من أجل مصلحة الوطن والمواطنين وإحقاق الحق والعدالة والمحافظة على النظام في المجتمع.
سادسا: المساهمة في نهضة الوطن وعُلوِ شأنه:- ويتم ذلك بالجد والاجتهاد والعلم والعمل على رخاء الوطن وعلو شأنه وتطوره وتميزه في شتى المجالات والمحافل والمساهمة في استقراره الاقتصادي والاجتماعي.
سابعا: إتقان العمل وجودة الإنتاج:- لتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي للوطن وعدم الاعتماد على الغير في كثير من المجالات الممكنة وخاصة البناء والتعمير والصناعة والتعدين والتعليم لأن الجودة والإتقان سبب من أسباب تقدم الشعوب والأوطان.
ثامنا: زرع حب الوطن في قلوب الأبناء والأجيال:- بتوضيح أهمية حب الوطن للأبناء والأجيال القادمة وفضل الوطن علينا بعد الله وأن العطاء والجهد والعمل هو أفضل رد لجميل الوطن علينا جميعا بعد فضل الله عز وجل.
تاسعا: المشاركة في الأعمال التطوعية:- وهو حق من حقوق الوطن علينا بالمشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية والبرامج التوعوية التي تقيمها المؤسسات الخيرية المعتمدة بالدعم والمساندة قدر المستطاع لتحقيق مبدأ التعاون والتكافل بين المواطنين.
عاشرا: التربية الصالحة للأجيال القادمة :- وهو في نظري الشخصي من أهم ما يقدمه المواطن لوطنه بتربية وتخريج أجيال مفيدة ونافعة تكون قادرة على النهوض بالوطن وتَحَمّلْ المسؤولية وإكمال المهمة في استمرار مسيرة الوطن.
وأخيرا وليس آخرا، فإن حُب الوطن من أجمل الغرائز الفطرية التي يحملها الإنسان في داخله وتُشعره بأن وطنه الذي ينتمي إليه هو الأغلى والأفضل في هذا العالم من أي مكان آخر وتجده يُحَبّذُ العيش والبقاء فيه ويحن له ويعشق ترابه، فإذا ما غاب عنه تجده يدافع عنه إذا هُوجِم، ويغضب له عند محاولة الانتقاص منه، هَواؤُه عليل وذكره جميل وشعبه أصيل وعطاؤه كبير والعيش فيه حلم ليس له مثيل، لذلك لابد أن نكون جديرين بهذا الوطن الغالي ونستحق العيش فيه.
يقول الشاعر ابن الرومي في قصيدته عن الوطن:
ولي وطــــنٌ آليــــت ألا أبــــيــــعَهُ
وألا أرى غَـيـري لَه الدهـر مـالكا
عــهْــدتُ بــه شـرخَ الشـبـابِ ونـعـمـةً
كـنـعـمـةِ قـومٍ أصـبـحـوا في ظِلالكا
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الوطن علینا
إقرأ أيضاً:
«انتبهوا يا مصريين».. لأباطيلُ أَعْدَائِكُمْ
بعد أن وفق الله «الرئيس السيسى»، فى إنقاذ مصير «أمته» وحياة «شعبه»، عَمَّا كَانُوا سَوْفَ يذهبون إليه، من شِرّ أَهْوَال خَطَرًا مُحْدِقٍ وَشِيكٍ الْوُقُوع، فى بِرَكٌ الدِّمَاءِ وأَوَحَال التقسيم، بسَبِّبُ انْقِيادُ بعض جاهلية أبناء الشعب، بإِخْضاعُهُم والتلاعب بعقولهم، وجَعْلُهُم ينساقون كقطيع الأغنام سَهْلُ الانْقِيادِ، فى تشويه شرعية نظام حكم قائم، بعد أن تم خِدَاعَهُم وغرر بهم بأقاويل باطلة وشائعات كاذبة، لجأ إليها أعداء الوطن لصنع أحداث فوضى ٢٥ يناير عام ٢٠١١، التى شارك فيها الخونة والعملاء فى إشعال فتيل نيرانها، ثم شارك أيضا فيها بعض الجماهير الناقمة والساخطة على نظام الحكم الأسبق، والتى ينقصها الوعى والنضج السياسى، وديمقراطية حرية التعبير عن الرأى السليم، وكانت خطيئتها إباحة الأضرار العمدى بالأموال والمصالح العامة، ثم تخريب الممتلكات العامة والخاصة ومنشآت الدولة الاقتصادية، وكلها فى حكم الجرائم العمدية للدرجة الأعلى فى الجسامة، لأن جسامة الأذى هنا تنال من سلامة الوطن ومقدراته، والدخول به إلى أَخْطَارٍ مُهْلِكَةٍ، لأ ينجو منها أحد، ولكن قدر الله لمصر الخير أن تنجو منها بفضله، ثم بفضل جيشها وقائده الأعلى البَطَلٌ المِغْوَارُ المِقْدامٌ الشُجاعٌ، «الرئيس عبد الفتاح السيسى».
رغم أن سيادته قد تنَبُهَ وفَطِنَ لمخطط هلاك الوطن، إلا أن الله أراد لمصر الخير فأرسله لها «منقذا»، ونجح فى محو آثار المخطط المدمرة، وما حَقُّقَهُ من نَصْراً مُظَفَّراً، من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والسعى فى بناء الإنسان للعَيْشُ فى «حَيَاةٌ كَرِيمَة» تَلَيُّق بكَرَامَته وتحفظ له آدَمَّيْته.. ثم أن غاية سيادته وقصده الكريم من ذلك، هو صلاح حال «وطنه» وإصلاح حال «شعبه»، إلا أن مخطط أباطيل الشر لا يزال قائمًا فى ذهن عقولهم الشيطانية.. بعد أن وجدوا ضالتهم فمن يأتيهم بقول الباطل، وفى طاعة الشيطان واتباع خطواته، وهؤلاء هم الجماعة الغوغاء على القنوات الفضائية الخارجية، وجميع مواقع «السوشيال ميديا»، لنشر حروب الجيل الرابع من الشائعات كسلاح خطير لتدمير الشعوب، وَهَذَا ما اتجهت إليه الدول الاستعمارية حديثا، لكى تكون بديلا للحروب العسكرية التقليدية القديمة، التى سادت بين الدول عبر العصور، ومازالت تسود إلى الآن عندما تعتدى دولة على دولة أخرى تركن إلى السلم، فتكون الأخيرة فى حالة دفاع شرعى لردع العدوان، وعدم تمكينه من البقاء على إقليم الدولة المعتدى عليها.. إلا إن قواعد الحروب للنظام العالمى الجديد قد تغيرت، وأن الاستقلال السياسى وسلامة سيادة دول الشرق الأوسط وحدودها، ليست فى مَأْمَنٍ بقربها من خَطَرٍ شبح التقسيم، لأن هذه المنطقة هى أسمى الغنائم لدول الغرب، لما تتمتع به من أهمية استراتيجية وتاريخية ودينية وطبيعة جغرافية ليس لها مثيل، حيث أنها مهبط الرسالات السماوية الثلاث، ثم وَهَبّهَا الله من فضله هبات عظيمة من الخيرات المادية والتاريخية، وملتقى حضارات العالم القديمة.. ومن هنا استقطبت أجهزة مخابرات دول أجنبية، بعض الخونة والعملاء المرتزقة وجعلتهم قنطرة لكى يعبرون عليها، لتحقيق مآربها الشيطانية القذرة، لأن الجاسوس والخائن لم يعد يعمل فى الخفاء مثلما كان يحدث فى السابق، بل الآن يعمل تحت السمع والبصر وينشر محتواه الكاذب من الشائعات، وكُلُّ ما هُوَ مُنافٍ للصدق وَلا يَمُتُّ إلى الحقيقة بِصِلَةٍ، إنها نفس المؤامرة الشيطانية التى أدخلوها على الناس، عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى ٢٥ يناير السابق ذكرها آنفا، والتى وَقَّعَ القَطيعُ فى مِصيدةٌ شُبّاك فِخَاخٌها.. ومن هنا أهيب بالشعب المصرى بأن يُصْغِى ويَسْتَمِعُ إلى نِدَاءٌ الْحَقُّ، مُهْتَمّاً بقول سيادة «الرئيس السيسى»، من آنَ لَابِدٌ من تكاتف الجميع من أبناء هذا الشعب لحماية وطنه، ضد كل من يتربص به، أو من تسول له نفسه المساس بكيانة ومقدراته، وهَذَا هُوَ طَرِيقٌ «الْحَقُّ الْمُبِينُ» وأختم مقالى بقوله تعالى : «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» الآية رقم (٨١) من سورة الإسراء.