أخبارنا:
2025-04-28@14:27:34 GMT

تطور الذكاء الاصطناعي.. بين المخاطر والفرص

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

تطور الذكاء الاصطناعي.. بين المخاطر والفرص

 يثير النمو السريع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي تساؤلات كبيرة بشأن القوانين المنظمة لهذا المجال، لكنه يقدم، في الآن ذاته، فرصا واسعة في مجالات الابتكار المختلفة.

 

فالآراء تنقسم بين من يرى في الذكاء الاصطناعي عنصرا رئيسيا للوصول السريع إلى كميات كبيرة من البيانات، وبين من يرى فيه العديد من المخاطر، لا سيما من الناحية الأخلاقية والأمنية.

 

يتعلق الأمر، بالفعل، بتكنولوجيا تفتح آفاقا واسعة تشمل كشف عمليات الاحتيال، وأساليب التوظيف الفع الة، والتنبؤ بصيانة الآلات، والتعرف الصوتي وكذا الإدراك البصري.

 

كما يشهد استخدام الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي انتشارا كبيرا وبوتيرة سريعة، إذ أصبح أكثر شيوعا خاصة من خلال السيارات آلية القيادة وأجهزة التحكم الصوتي. ومع ذلك، يثير هذا الانتشار "السريع جدا" قلقا لدى العديد من الأطراف، بما في ذلك شركات التكنولوجيا.

 

لذلك، دعا عشرات قادة هذه التكنولوجيا أكاديميون وشخصيات بارزة، مؤخرا، إلى التقليل من المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وأكدوا، في بيان صدر في ماي الماضي، أن خطر الانقراض المرتبط بالذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية مطلقة.

 

وفي البيان الصادر عن المركز الأمريكي للذكاء الاصطناعي، وهو منظمة غير حكومية، تم التأكيد على أن "التخفيف من خطر الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية بموازاة مخاطر أخرى على مستوى المجتمع مثل الأوبئة والحرب النووية".

 

وقد وقع على هذا البيان أبرز المسؤولين في صناعة الذكاء الاصطناعي، بمن فيهم رئيس شركة "OpenAI"، سام ألتمان، ورائد الذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون، وكبار المديرين والباحثين في "Google DeepMind" و"Anthropic"، ومدير قسم التكنولوجيا في مايكروسوفت، كيفن سكوت، والرائد في مجال أمن الأنترنت والتشفير، بروس شناير، ومن دعاة حماية المناخ، بيل ماكيبن.

 

وأشار البيان أيضا إلى المخاوف الواسعة المتعلقة بخطر الذكاء الاصطناعي غير المضبوط.

 

وقد أدت تدفقات الاستثمارات في صناعة الذكاء الاصطناعي أيضا إلى دعوات لوضع قوانين تنظيمية للقطاع قبل تسجيل حوادث كبيرة.

 

وجاء هذا البيان على إثر النجاح المبهر الذي شهده "تشات جي بي تي" الذي طورته شركة "أوبن إي آي"، مما دفع عددا متزايدا من البرلمانيين وخبراء التكنولوجيا إلى دق ناقوس الخطر حول إمكانية ظهور جيل جديد من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي قد تنشر الأخبار الزائفة وتتسبب في فقدان وظائف عديدة.

 

وقد صرح جيفري هينتون، الذي ساهم عمله الرائد في تشكيل ن ظم الذكاء الاصطناعي الحالية، لشبكة "سي إن إن"، بأنه قرر ترك منصبه في شركة "غوغل" و"التحذير" من التكنولوجيا بعد أن أدرك "فجأة" أن هذه الأشياء قد تصبح أذكى من البشر ذاته.

 

عامل تطور أم عنصر خطر؟

 

أدى السباق المحتدم في مجال الذكاء الاصطناعي إلى توالي الدعوات إلى إرساء قوانين تنظيمية قادها العديد من المشرعين، الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن مخاطر تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل غير خاضع للرقابة.

 

وفي هذا السياق، أشار تقرير صادر عن الموقع الأمريكي "إنديد" المتخصص في البحث عن وظائف، إلى أن حوالي واحدة من كل خمس وظائف أضحت معرضة بشكل كبير لخطر الذكاء الاصطناعي التكويني أو تتطلب مهارات يمكن تنفيذها بشكل كبير بواسطة هذه التكنولوجيا.

 

وقد تم تصنيف حوالي 19.8 في المائة من الوظائف الم درجة على موقع "إنديد" على أنها "معرضة بشكل كبير" لإحدى أشكال الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي"، لا سيما الذكاء الاصطناعي التكويني، حيث تم تصنيف حوالي 45.7 في المائة من الوظائف على أنها "معرضة بشكل متوسط" لهذه التكنولوجيا، بينما تم تصنيف حوالي 34.6 في المائة منها على أنها "غير معرضة بشكل كبير" لهذه المخاطر.

 

كما أن الوظائف في مجالات المعلوميات والخدمات عن بعد والرياضيات ووظائف تصميم وتوثيق المعلومات تندرج ضمن الوظائف الأساسية التي تواجه خطر الاستبدال ببرامج الذكاء الاصطناعي التكويني.

 

وتم اعتبار الوظائف التي يمكن القيام بها عن بعد أكثر عرضة للتأثر بالتكنولوجيا الجديدة. من ناحية أخرى، تم تصنيف وظائف السائقين من بين الأقل عرضة للذكاء الاصطناعي التكويني، حيث لا تستطيع هذه التكنولوجيا إتقان سوى 29 في المائة من المهارات المطلوبة في هذا المجال. وكانت وظائف في مجالات التجميل والصحة والرعاية الشخصية، من جهتها، من بين الوظائف التي تواجه مستوى جد متدن من مخاطر الاستبدال بالذكاء الاصطناعي التكويني.

 

وفي إشارة إلى القلق المرتبط بالنمو الذي يشهده الذكاء الاصطناعي، قام بعض المشرعين الأمريكيين، مؤخرا، بإدراج قضية تنظيم الذكاء الاصطناعي ضمن نقاشهم مع الرؤساء التنفيذيين لشركات تكنولوجيا كبرى، حيث تطرقوا إلى المزايا والسلبيات المحتملة للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى وسائل تنظيم هذه التكنولوجيا.

 

ووفق نتائج استطلاع للرأي أجري، مؤخرا، فقد عبر غالبية الأمريكيين عن قلقهم بشأن التطور السريع للذكاء الاصطناعي.

 

وفي استطلاع شمل 1001 ناخب أمريكي، قال 62 في المائة من المشاركين إنهم قلقون بشأن نمو الذكاء الاصطناعي، فيما أعرب 21 في المائة عن حماسهم لاكتشاف هذه التكنولوجيا، بينما كان 16 في المائة "محايدين تماما" وغير مهتمين بالأمر.

 

وحسب هذا الاستطلاع، يرى 76 في المائة من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل في النهاية تهديدا للوجود البشري، بينما اعتبر 72 في المائة أنه من الضروري العمل على إبطاء تطور الذكاء الاصطناعي.

 

وعلى الرغم من هذه المخاوف، لا يزال الاستثمار يتدفق إلى القطاع بشكل كبير. وفي هذا السياق، أعلنت شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية العملاقة "أمازون"، مؤخرا، عن استثمار بقيمة 4 مليارات دولار في Anthropic، وهي شركة للذكاء الاصطناعي، مقابل الحصول على حصة جزئية في الشركة وزيادة استخدام "Anthropic" لخدمات "أمازون" للويب (AWS)، وهي منصة الحوسبة السحابية التابعة لها.

 

ويعكس هذا الاستثمار الاتجاه الذي يتبعه عمالقة التكنولوجيا باستغلال مواردهم الكبيرة في مجال الحوسبة السحابية لتعزيز وجودهم في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت "غوغل"، بدورها، أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تسمى "Bard"، والتي ي نظر إليها على نطاق واسع على أنها منتج منافس لـ"تشات جي بي تي"، فيما أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس"، في يوليوز الماضي، عن إطلاق أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تسمى "AI xAI".

 

الخبراء يعتبرون أن الذكاء الاصطناعي سيواصل تطوره خلال السنوات المقبلة، لذا فالتحدي الأكثر الإلحاحا يتمثل في إرساء أسس مجال تكنولوجي آمن وأخلاقي.

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

عمر العلماء: مؤتمر «AI@70» يعزز مكانة دبي مركزاً للذكاء الاصطناعي

دبي: «الخليج»

أكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن توجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، باستضافة دبي لمؤتمر «AI@70.. نحو إنسانية عالمية» في «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2026» يعزز مكانة الإمارة والدولة عاصمةً عالميةً للمستقبل، ومختبراً دولياً لأحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وتستضيف دبي هذا الحدث العالمي بالتعاون مع كلية دارتموث الأمريكية العريقة التي انطلق منها مفهوم الذكاء الاصطناعي عام 1956، وبمشاركة أبرز مفكري وخبراء الذكاء الاصطناعي في العالم لوضع خريطة طريق شاملة للسبعين عاماً المقبلة بهدف تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية جمعاء، ويقوم بتنظيم المؤتمر مركز دبي المالي العالمي بالتعاون مع شركة آبكو العالمية.
وقال عمر العلماء: «سيقدم هذا المؤتمر الجديد فرصة للإجابة عن النقاشات الفلسفية الأكثر إلحاحاً التي أطلقت ثورة الذكاء الاصطناعي شرارتها»، وأضاف: «مع إحداث الذكاء الاصطناعي تحولات جوهرية في المجتمعات حول العالم، من الضروري أن تتكاتف البشرية لتحديد التوجه الفلسفي لهذه التقنية، حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين حياة كل إنسان على هذا الكوكب، ولكن لتحقيق هذا الهدف، يجب علينا الإجابة عن أسئلة لم تُطرح من قبل. ومن خلال احتضان دبي لأبرز القادة في جميع التخصصات الفكرية، يُمكننا مواجهة هذه الأسئلة المهمة وضمان أن نترك وراءنا عالماً مزدهراً لأبنائنا والأجيال القادمة».
من جهته، قال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: «يلتزم مركز دبي المالي العالمي بتحويل الأفكار الجريئة إلى واقع بتأثير ملموس ودائم. ويجسّد مؤتمر (AI@70) طموحنا الرامي إلى دمج وجمع التمويل، والتكنولوجيا، والفن، والفلسفة في مكان واحد، ورسم مسار للوصول إلى إنسانية عالمية حقيقية. ومن خلال استقبال أبرز المفكرين على مستوى العالم في دبي، لن نحتفل بمرور سبعة عقود من التقدّم المحقّق في مجال الذكاء الاصطناعي فحسب، بل سنطلق أيضاً شرارة الموجة التالية من الإنجازات التي ترتقي بمستوى المجتمعات، وتحدث تغييرات في الصناعات والقطاعات، وتوسّع الفرص في كل زاوية من زوايا العالم».
بدوره، قال توبياس ريس، الفيلسوف المُتخصّص في الذكاء الاصطناعي ومؤسّس Limn.AI ورئيس لجنة AI@70 التوجيهية: إنّ الحدث سيشكل مناسبة غير مسبوقة في العالم.
وأضاف: «يقود الذكاء الاصطناعي البشرية جمعاء إلى عالم لم يبلغه أحد من قبل ولم تعد فيه الفوارق التي كانت واضحة في السابق بين البشر والتكنولوجيا، وبين الكائن الحي والآلة، سارية وتنطبق عليه. نحن نقف على أعتاب لحظة غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ويمثّل مؤتمر (AI@70) فرصة مثلى لتوحيد البشرية عبر جمع نخبة من أفضل المفكرين والفلاسفة من الشرق والغرب والشمال والجنوب. ونتطلّع خلال الحدث لأن نستكشف الأسئلة الصعبة التي ستمكننا من توضيح المفهوم الحديث وغير المسبوق للذكاء الاصطناعي، واعتماد أسس هذه التكنولوجيا والاستفادة من كامل إمكاناتها، ودعم تطوير أطر عمل جديدة من أجل إنسانية عالمية واحدة».
من جانبه، قال مأمون صبيح، رئيس آبكو العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «يمثل AI@70 لحظة محورية في مستقبل البشرية، حيث نقف حالياً على أعتاب عصر تكنولوجي جديد، حيث يشكّل الذكاء الاصطناعي أعظم مجموعة من الفرص للبشرية منذ قرون، ولكي نضمن أن خدمنا جميعاً، علينا أن نتحد ونعمل معاً».
وأضاف: «يتيح AI@70 الفرصة لتحديد ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتثبيت البشرية على مسار إيجابي تجتمع في ظلّه مفاهيم الفلسفة والفن والعلم والتكنولوجيا والأعمال من أجل بناء عالم أكثر ازدهاراً لنا جميعاً. ومن خلال جمع أبرز العقول العالمية للإجابة عن أهم الأسئلة ومعالجة أهم القضايا، يمكننا أن نترك إرثاً إيجابياً لصالح الأجيال القادمة».

مقالات مشابهة

  • “عراب الذكاء الاصطناعي” يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية
  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • أخبار التكنولوجيا| تطبيق Manus AI يثير الضجة في عالم الذكاء الاصطناعي.. Perplexity تخطط لمنافسة جوجل بـ الإعلانات
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟
  • مهن مهددة بالإختفاء .. كيف يغيّر الذكاء الإصطناعي سوق العمل ؟
  • فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • عمر العلماء: مؤتمر «AI@70» يعزز مكانة دبي مركزاً للذكاء الاصطناعي
  • حمدان بن محمد: أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيصبح محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل التكنولوجيا من حول العالم
  • حمدان بن محمد: أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيصبح محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل التكنولوجيا من حول العالم بدبي