أخبارنا:
2024-12-25@20:30:26 GMT

تطور الذكاء الاصطناعي.. بين المخاطر والفرص

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

تطور الذكاء الاصطناعي.. بين المخاطر والفرص

 يثير النمو السريع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي تساؤلات كبيرة بشأن القوانين المنظمة لهذا المجال، لكنه يقدم، في الآن ذاته، فرصا واسعة في مجالات الابتكار المختلفة.

 

فالآراء تنقسم بين من يرى في الذكاء الاصطناعي عنصرا رئيسيا للوصول السريع إلى كميات كبيرة من البيانات، وبين من يرى فيه العديد من المخاطر، لا سيما من الناحية الأخلاقية والأمنية.

 

يتعلق الأمر، بالفعل، بتكنولوجيا تفتح آفاقا واسعة تشمل كشف عمليات الاحتيال، وأساليب التوظيف الفع الة، والتنبؤ بصيانة الآلات، والتعرف الصوتي وكذا الإدراك البصري.

 

كما يشهد استخدام الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي انتشارا كبيرا وبوتيرة سريعة، إذ أصبح أكثر شيوعا خاصة من خلال السيارات آلية القيادة وأجهزة التحكم الصوتي. ومع ذلك، يثير هذا الانتشار "السريع جدا" قلقا لدى العديد من الأطراف، بما في ذلك شركات التكنولوجيا.

 

لذلك، دعا عشرات قادة هذه التكنولوجيا أكاديميون وشخصيات بارزة، مؤخرا، إلى التقليل من المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وأكدوا، في بيان صدر في ماي الماضي، أن خطر الانقراض المرتبط بالذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية مطلقة.

 

وفي البيان الصادر عن المركز الأمريكي للذكاء الاصطناعي، وهو منظمة غير حكومية، تم التأكيد على أن "التخفيف من خطر الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أولوية عالمية بموازاة مخاطر أخرى على مستوى المجتمع مثل الأوبئة والحرب النووية".

 

وقد وقع على هذا البيان أبرز المسؤولين في صناعة الذكاء الاصطناعي، بمن فيهم رئيس شركة "OpenAI"، سام ألتمان، ورائد الذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون، وكبار المديرين والباحثين في "Google DeepMind" و"Anthropic"، ومدير قسم التكنولوجيا في مايكروسوفت، كيفن سكوت، والرائد في مجال أمن الأنترنت والتشفير، بروس شناير، ومن دعاة حماية المناخ، بيل ماكيبن.

 

وأشار البيان أيضا إلى المخاوف الواسعة المتعلقة بخطر الذكاء الاصطناعي غير المضبوط.

 

وقد أدت تدفقات الاستثمارات في صناعة الذكاء الاصطناعي أيضا إلى دعوات لوضع قوانين تنظيمية للقطاع قبل تسجيل حوادث كبيرة.

 

وجاء هذا البيان على إثر النجاح المبهر الذي شهده "تشات جي بي تي" الذي طورته شركة "أوبن إي آي"، مما دفع عددا متزايدا من البرلمانيين وخبراء التكنولوجيا إلى دق ناقوس الخطر حول إمكانية ظهور جيل جديد من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي قد تنشر الأخبار الزائفة وتتسبب في فقدان وظائف عديدة.

 

وقد صرح جيفري هينتون، الذي ساهم عمله الرائد في تشكيل ن ظم الذكاء الاصطناعي الحالية، لشبكة "سي إن إن"، بأنه قرر ترك منصبه في شركة "غوغل" و"التحذير" من التكنولوجيا بعد أن أدرك "فجأة" أن هذه الأشياء قد تصبح أذكى من البشر ذاته.

 

عامل تطور أم عنصر خطر؟

 

أدى السباق المحتدم في مجال الذكاء الاصطناعي إلى توالي الدعوات إلى إرساء قوانين تنظيمية قادها العديد من المشرعين، الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن مخاطر تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل غير خاضع للرقابة.

 

وفي هذا السياق، أشار تقرير صادر عن الموقع الأمريكي "إنديد" المتخصص في البحث عن وظائف، إلى أن حوالي واحدة من كل خمس وظائف أضحت معرضة بشكل كبير لخطر الذكاء الاصطناعي التكويني أو تتطلب مهارات يمكن تنفيذها بشكل كبير بواسطة هذه التكنولوجيا.

 

وقد تم تصنيف حوالي 19.8 في المائة من الوظائف الم درجة على موقع "إنديد" على أنها "معرضة بشكل كبير" لإحدى أشكال الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي"، لا سيما الذكاء الاصطناعي التكويني، حيث تم تصنيف حوالي 45.7 في المائة من الوظائف على أنها "معرضة بشكل متوسط" لهذه التكنولوجيا، بينما تم تصنيف حوالي 34.6 في المائة منها على أنها "غير معرضة بشكل كبير" لهذه المخاطر.

 

كما أن الوظائف في مجالات المعلوميات والخدمات عن بعد والرياضيات ووظائف تصميم وتوثيق المعلومات تندرج ضمن الوظائف الأساسية التي تواجه خطر الاستبدال ببرامج الذكاء الاصطناعي التكويني.

 

وتم اعتبار الوظائف التي يمكن القيام بها عن بعد أكثر عرضة للتأثر بالتكنولوجيا الجديدة. من ناحية أخرى، تم تصنيف وظائف السائقين من بين الأقل عرضة للذكاء الاصطناعي التكويني، حيث لا تستطيع هذه التكنولوجيا إتقان سوى 29 في المائة من المهارات المطلوبة في هذا المجال. وكانت وظائف في مجالات التجميل والصحة والرعاية الشخصية، من جهتها، من بين الوظائف التي تواجه مستوى جد متدن من مخاطر الاستبدال بالذكاء الاصطناعي التكويني.

 

وفي إشارة إلى القلق المرتبط بالنمو الذي يشهده الذكاء الاصطناعي، قام بعض المشرعين الأمريكيين، مؤخرا، بإدراج قضية تنظيم الذكاء الاصطناعي ضمن نقاشهم مع الرؤساء التنفيذيين لشركات تكنولوجيا كبرى، حيث تطرقوا إلى المزايا والسلبيات المحتملة للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى وسائل تنظيم هذه التكنولوجيا.

 

ووفق نتائج استطلاع للرأي أجري، مؤخرا، فقد عبر غالبية الأمريكيين عن قلقهم بشأن التطور السريع للذكاء الاصطناعي.

 

وفي استطلاع شمل 1001 ناخب أمريكي، قال 62 في المائة من المشاركين إنهم قلقون بشأن نمو الذكاء الاصطناعي، فيما أعرب 21 في المائة عن حماسهم لاكتشاف هذه التكنولوجيا، بينما كان 16 في المائة "محايدين تماما" وغير مهتمين بالأمر.

 

وحسب هذا الاستطلاع، يرى 76 في المائة من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل في النهاية تهديدا للوجود البشري، بينما اعتبر 72 في المائة أنه من الضروري العمل على إبطاء تطور الذكاء الاصطناعي.

 

وعلى الرغم من هذه المخاوف، لا يزال الاستثمار يتدفق إلى القطاع بشكل كبير. وفي هذا السياق، أعلنت شركة التجارة الإلكترونية الأمريكية العملاقة "أمازون"، مؤخرا، عن استثمار بقيمة 4 مليارات دولار في Anthropic، وهي شركة للذكاء الاصطناعي، مقابل الحصول على حصة جزئية في الشركة وزيادة استخدام "Anthropic" لخدمات "أمازون" للويب (AWS)، وهي منصة الحوسبة السحابية التابعة لها.

 

ويعكس هذا الاستثمار الاتجاه الذي يتبعه عمالقة التكنولوجيا باستغلال مواردهم الكبيرة في مجال الحوسبة السحابية لتعزيز وجودهم في مجال الذكاء الاصطناعي.

 

وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت "غوغل"، بدورها، أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تسمى "Bard"، والتي ي نظر إليها على نطاق واسع على أنها منتج منافس لـ"تشات جي بي تي"، فيما أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس"، في يوليوز الماضي، عن إطلاق أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تسمى "AI xAI".

 

الخبراء يعتبرون أن الذكاء الاصطناعي سيواصل تطوره خلال السنوات المقبلة، لذا فالتحدي الأكثر الإلحاحا يتمثل في إرساء أسس مجال تكنولوجي آمن وأخلاقي.

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

«الاتحادية للرقابة النووية» تناقش استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي

أبوظبي:«الخليج»
اجتمع مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للرقابة النووية مؤخراً في اجتماعه الأخير لسنة 2024، حيث عرض مدير عام الهيئة كريستر فيكتورسون مستجدات حول أنشطة الهيئة الرقابية وتعاونها الدولي.
كما زار مجلس الإدارة محطة براكة للطاقة النووية، حيث التقوا بشركائهم من إدارة شركة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة (المعروفة باسم شركة الإمارات للطاقة النووية- العمليات التشغيلية)، وتم تزويد مجلس إدارة الهيئة بالمستجدات حول الأنشطة التشغيلية ودور الهيئة الرقابي في المحطة، إضافةً إلى البرامج لبناء قدرات المواطنين وأنظمة الأمان والأمن. وأشاد مجلس الإدارة بجهود مفتشي الهيئة المقيمين في ضمان أعلى مستويات الأمان والأمن في المحطة.
علاوة على ذلك، تم تزويد مجلس الإدارة بخطة الهيئة الرقابية ل2025-2029 والتي تضع خططاً لمراجعة اللوائح الرقابية وإصدار لوائح جديدة تتعلق بالمتطلبات الرقابية في الأمان والأمن النووي، والأمان الإشعاعي، وحظر الانتشار النووي.
ومنذ تأسيسها في عام 2009، طورت الهيئة إطاراً رقابياً فعالاً لضمان امتثال أنشطة القطاع النووي في دولة الإمارات بأفضل الممارسات الدولية في الأمان والأمن.
كما ناقش مجلس الإدارة استراتيجية الهيئة للذكاء الاصطناعي لفترة 2024-2026، والتي ستركز على تعزيز الأمان النووي والإشعاعي من خلال الذكاء الاصطناعي، ودعم برامج الأبحاث والتطوير بالذكاء الاصطناعي، والحوكمة في الذكاء الاصطناعي، مما سيدعم جهود الهيئة في حماية الجمهور والعاملين والبيئة ويبين استباقية الهيئة في استخدامات التقنيات المبتكرة.
ووافق المجلس على خطة الهيئة للأبحاث والتطوير والتي ستدعم تطوير البنية التحتية الرقابية والكفاءة التشغيلية. تشمل أنشطة الهيئة البحثية مجالات مختلفة مثل المواد المستخدمة في المفاعلات النووية، وإدارة النفايات، والبنية التحتية للأمان الإشعاعي، وغيرها من الأمور الفنية، حيث تتعاون الهيئة مع شركائها الوطنيين والدوليين في هذه المجالات.
كما وافق على استضافة الهيئة لمؤتمر الوقاية من الإشعاع الثامن والذي سيعقد في أبوظبي في أكتوبر عام 2025، حيث سيجمع حوالي 600 خبيرٍ لمناقشة أحدث المستجدات والتطورات في تطبيقات الإشعاع والوقاية منها، وغيرها من الأمور الفنية.

مقالات مشابهة

  • «الاتحادية للرقابة النووية» تناقش استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي
  • جوجل تطرح ميزة حديثة للذكاء الاصطناعي في محرك البحث
  • اكتتابات جديدة بقيمة 6 مليارات دولار في شركة إكس إيه آي للذكاء الاصطناعي
  • اكتتابات جديدة بـ6 مليارات دولار في "xAI" للذكاء الاصطناعي
  • اكتتابات جديدة بقيمة 6 مليارات دولار في «إكس إيه آي» للذكاء الاصطناعي
  • بـخدمات مميزة.. OpenAI تعلن عن نماذجها الجديدة للذكاء الاصطناعي
  • أمين دور وهيئات الإفتاء يقترح إنشاء مركز دولي للذكاء الاصطناعي الشرعي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطرح ماجستير الذكاء الاصطناعي التطبيقي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطرح برنامج الماجستير في الذكاء الاصطناعي التطبيقي
  • سباق عمالقة التكنولوجيا.. «أبل» تتقدم على «مايكروسوفت وإنفيديا» بفضل الذكاء الاصطناعي