الجدل حول الدور المصري في إغاثة الشرق الليبي
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
ما يزال الحديث عن مساهمة دولة مصر في إغاثة المناطق المنكوبة في الشرق الليبي يأخذ حيزا من اهتمام الفرقاء الليبيين، ولقد كان للمظهر الذي أتت به المساعدات المصرية أثره في إثارة شكوك من يتحفظون على السياسة المصرية تجاه الأزمة الليبية، بل وحتى بعض من يؤيدون القاهرة في دعمها لجبهة طبرق ـ الرجمة، ذلك أن صور الرتل العسكري الذي يرفع أعلام مصرية فتحت الباب على مصرعيه لتعبير كثيرين عن قلقهم من استغلال القاهرة للكارثة التي حلت بالشرق لتجد لها موطأ قدم ووجودي عسكري هناك.
ويمكن أن يجد الباحث والمراقب مستعينا بالمنطق السياسي ونظريات العلوم السياسية مسوغا للنظام المصري لاستغلال الوضع الراهن في ليبيا لفرض معادلة توازن على الأرض بوجود عسكري مصري في شرق البلاد يكافئ الوجود العسكري التركي في غربها، وإذا تتبعنا وسائل الإعلام المصرية التي تعبر عن موقف قصر الاتحادية وتروج لخياراته السياسية نجد أن الخطاب ينزع منزع سلبي قد يفهم منه دعم فرضية التمركز المصري في الشرق الليبي.
لم يخل الموقف من بعض المبالغات كالقول بأن عدد عناصر الجيش المصري الذين دخلوا البلاد نحو 6 ألاف مجند، وأنهم كانوا مصحوبين بأسلحة ثقيلة، وأنهم شرعوا في توطين هذه القوات في معسكرات في الشرق، فهذا ما لم يتم التحقق منه، ولا تدعمه المشاهد التي نقلت دخول عناصر الجيش مستخدمين سيارات نقل، وليس دبابات أو مدفعية وما في حكمها.ومع القبول بالافتراض القائل بأن القاهرة تنظر لليبيا وللشرق الليبي كمنطقة نفوذ ينبغي أن لا تكون محل نزاع مع أي طرف خارجي، وهذا ما يفهم من إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مدينة سرت، وسط البلاد، خط أحمر وذلك بعد دحر قوات بركان الغضب مدعومة من تركيا جيش حفتر المدعوم من أطراف خارجية عدة من بينها مصر إلى مشارف سرت العام 2020م، إلا أنه ليس فيما استند إليه المتخوفون من دخول القوات المصرية في شرق البلاد عقب كارثة الإعصار والسيول أدلة قوية تدعم قلقهم، فمعلوم أن الجيش المصري هو من يقوم بعمليات الدعم والإغاثة عند حلول الكوارث والأزمات في دول الجوار أو المناطق التي تربطها بمصر روابط خاصة أو مصالح مشتركة، فالجيش هو من أشرف على تقديم الدعم لمنكوبي الزلزال في المغرب، وقبلها الدعم الذي قدم لضحايا زلزال سوريا وتركيا.
أيضا لم يخل الموقف من بعض المبالغات كالقول بأن عدد عناصر الجيش المصري الذين دخلوا البلاد نحو 6 ألاف مجند، وأنهم كانوا مصحوبين بأسلحة ثقيلة، وأنهم شرعوا في توطين هذه القوات في معسكرات في الشرق، فهذا ما لم يتم التحقق منه، ولا تدعمه المشاهد التي نقلت دخول عناصر الجيش مستخدمين سيارات نقل، وليس دبابات أو مدفعية وما في حكمها.
مصر لا تحتاج في هذه المرحلة أن ترسل قوات للتمركز في الشرق الليبي، فالجيش الذي يقوده خليفة حفتر يتحكم في مقاليد الأمور هناك ولا يزال على وفاق مع القاهرة برغم التوتر الذي يلقي بظلاله بين الفينة والأخرى، ودخول قوات مصرية وتموقعها في مناطق نفوذ حفتر سيكون مؤشرا على اختلال العلاقة مع الأخير وأبنائه، ومع التسليم بأن القاهرة غير راضية بل ربما رافضة للتوجه الذي تبناه أبناء حفتر بإقالة عقيلة صالح من منصبه كرئيس لمجلس النواب، إلا أن النظام المصري قادر على احتواء الأزمة دون الحاجة إلى تصعيد يأخذ شكل عسكري.
فرضية تحول دور الجيش المصري من عمليات الإغاثة إلى خطة تموقع ووجود عسكري في شرق ليبيا تعني أن تطورات على المستويين السياسي والأمني في البلاد، تتورط فيها مكونات محلية وتدعمها أطراف خارجية، باتت راجحة، وأن البلاد مقبلة على مرحلة حرجة وتدافع محموم، ومن مؤشرات ذلك وأدواته أن تتجه كارثة السيول إلى مزيد من التأزيم وتصعيد لتكون غطاء لتلك التطورات، وهو سيناريو محتمل غير أنه من المبكر الجزم بإمكان وقوعه، والأسابيع والأشهر المقبلة ستكشف عن صحة هذه الفرضيات من عدمها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر المساعدات ليبيا ليبيا مصر مساعدات مخاوف فياضانات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق اللیبی الجیش المصری عناصر الجیش فی الشرق
إقرأ أيضاً:
الجيش السوري ينفذ ضربات قوية على مواقع داعش
أعلن الجيش الفرنسي تنفيذ ضربات على مواقع داعش داخل سوريا قبل يومين.
فيما شنت طائرات مسيرة تركية في الساعات الاولى من صباح الثلاثاء، غارة جوية استهدفت مجموعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" في محيط سد تشرين شرق حلب.
وتشهد المنطقة شرق حلب اشتباكات عنيفة بين فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” على محور سد تشرين خلال الايام الماضية عن قتلى ومصابين من الجانبين
واندلعت اشتباكات، في وقت سابق، بالأسلحة الثقيلة مع تقدم قوات قسد وسيطرتها على قرية كيارية على محور الخفسة، ما أسفر عن مقتل عنصر من قوات “مجلس منبج العسكري” وقيادية من "وحدات حماية المرأة" الكردية، و10 عناصر من فصائل الجيش الوطني وتدمير عربات عسكرية للفصائل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن 12 من عناصر الفصائل قتلوا، وأصيب 3 عناصر من قسد، إثر تصديهم، وقوات مجلس منبج العسكري التابعة لها، لعملية تسلل حاولت الفصائل تنفيذها على محور سد تشرين، ليرتفع عدد القتلى إلى 22 من الفصائل الموالية لتركيا، وقتيلين و3 مصابين من قسد.
كما شهد محيط قلعة نجم في حلب، بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، اشتباكات عنيفة بين قسد والفصائل، تزامناً مع اشتباكات بالقرب من جبال نهر الفرات من الجهة الغربية، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.