(1)
كثيراً ما كان يراسلني الكاتب غير الكاشف لهويته (ثروت قاسم) في بريدي الخاص. وثروت الذي اعترف لي بنفسه بأنه اسم لقلمه و ليس أسمه الحقيقي؛ كان يداوم و بلطف بالغ على حثه لي للوقوف مع مليشيا الدعم السريع ضد المؤتمر الوطني.
لكن كنت أتجاهل دعوته بلطف أزيد.
ذلك لأن الأشرار ملة واحدة ، و ليست من الحكمة، بل من الأخلاق الإستعانة بشرير ضد شرير آخر.


الأشرار إن اتفقوا فعلوا بالوطن و إنسانه ما جرى في دارفور منذ العقدين و في جبال النوبة و انقسنا و ثورة سبتمبر 2013 و مذبحة فض الإعتصام و غيرها من الجرائم التي أرتكبت بالخرطوم و غيرها.
و إن اختلفوا تمخض عنه ما نحن فيه؛ أي ما حدث في الجنينة، و ما يجري الآن في الخرطوم و غيرهما من مدن معاناة السودانيين.

(2)
سبق أن اوردت قصة صديقي د. محمد يوسف و الذي انتقل من بلدته في شمال الخرطوم للعمل كطبيب بإحدي المدن الصغيرة جنوبي ولاية جنوب دارفور .
و لأن الدكتور محمد يوسف كان الطبيب الوحيد بالمنطقة دُعي ضمن أعيان المنطقة لحضور إجتماع مع "تنوير" من قبل أناس قد قدموا من الخرطوم خصيصاً.
الوفد الخرطومي الزائر كان قد وصل على متن مروحية عسكرية.
محمد يوسف الذي رحل عن هذه الفانية قبل أكثر من ثمانية عشر عامٍ من تاريخ إختلاف شركاء ذلك اليوم في 15 ابريل الماضي ؛ صُدم لما سمعه من رئيس الوفد و نائب رئيس الجمهورية أنذاك ايضاً الأستاذ على عثمان محمد طه.
إستخدم الأستاذ علي عثمان محمد طه كلمات (لا يمكن كتابتها هنا) لتحريض المواطنين البسطاء ضد أبناء جلدتهم.
تلك كانت بداية الميلاد العملي لمليشيا الجنجويد و إبنتها الشرعية قوات الدعم السريع لاحقاً.
(رحم الله أخي محمد يوسف و أسكنه الفردوس).

(3)
مازلت على قناعتي (التي تحتمل الخطأ قبل الصواب) بأن رعونة و صبيانية بعض مكونات قحت في حكومة الفترة الإنتقالية و تعاطيها مع إدارة الدولة بعقلية طلاب أركان النقاش بالجامعات و ليست بعقلية رجال الدولة هو ما أغرى عودة الكيزان الي الساحة.
سبق أن ذكّرتُ الناس مراراً في تدويناتي الشخصية المتواضعة و (التي أطلق عليها مقالاتٍ مجازاً ) بضرورة إظهار أعلى درجات الدعم من قبل الأحزاب الكبرى لحكومة الثورة بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك. لكن و للأسف لم يحدث شيء من ذلك القبيل.
بل حزب عريق بقامة الحزب الشيوعي السوداني؛ بإرثه النضالي الباذخ كرس كل جهده و طاقته في إستعداء حكومة الفترة الإنتقالية حتى انقض عليها شريكا الشر ( المؤتمر الوطني و الدعم السريع) في 25 اكتوبر 2021 المشؤوم.

(4)
من المحزن تصديق البعض للشعارات الجوفاء التي يرفعها مستشارو القائد السابق لمليشيا الدعم السريع الاخ الراحل محمد حمدان دقلو.
مليشيا الدعم السريع لا تؤمن بحرمة إزهاق روح النفس البشرية بغير حق، و التي جاءت في جميع الأديان السماوية ، فكيف لها ان تكون جزءاً مساهماً في التحول الديمقراطي المنشود بالسودان ؟
فهي ليست جزءاً من الحضارة الإنسانية بالأساس.

(5)
ندرك ان جيشنا الذي اختطف جزئياً من قبل التنظيم الإجرامي لما يزيد عن ثلاث عقود يحتاج الي إصلاحات مفصلية و هائلة .
لكن تلك الإصلاحات من الأفضل لها ان تتم في ظل حكومة مدنية ديمقراطة و تحت إشراف فني دقيق من قبل الشرفاء غير المتحزبين من أبناء القوات المسلحة - بغية الوصول بجيشنا الي جيش قومي محترف و ملتزم بمهامه الدستورية و يمثل جميع مكونات الشعب السوداني و تطلعاتها القومية .
أنه لمن الجنون التفكير في حله أو هزيمته بإستخدام مليشيا قبلية قوامها من المرتزقة المأجورين القادمين من وراء الحدود.
تداعيات ما فعله بول بريمير بالجيش العراقي مازالت ماثلة في المنطقة برمتها و منها تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين و الداعش.

(6)
بالأمس فرضت الولايات المتحدة العقوبات على زعيم المؤتمر الوطني ( الحركة الاسلامية ): علي أحمد كرتي و على شركتين من الشركات الداعمة لمليشيا الدعم السريع ( جي أس كيه ادفانس) ، (أفياتريد).
حسناً فعلت الخزانة الأمريكية، لكن ما يحتاجه شعبنا اليوم هو تصنيف كل من مليشيا الدعم السريع و حزب المؤتمر الوطني ككيانين إرهابيين من قبل الولايات المتحدة و الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الأفريقي أيضاً.
و مصادرة جميع ثروات الكيانين و المكتنزة في كل من السودان و تركيا و بعض دول الخليج و شرق افريقيا و التي نهبت من خيرات الدولة بالشراكة أو الإنفراد، و ذلك لإعادة بناء البلاد و تعويض العباد.
ذلك إن أراد المجتمع الدولي مساعدة شعبنا في نضاله لتحقيق حلمه في إقامة دولة مدنية ديمقراطة مستقرة و آمنة لذاتها و للعالمين من حولها.

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
///////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع المؤتمر الوطنی محمد یوسف من قبل

إقرأ أيضاً:

صلاح الدين عووضه بعد عامين من الحصار في مناطق الدعم السريع يكتب .. الأذى!!

بالمنطق
صلاح الدين عووضه
الأذى !!
الحمد لله الذي أخرج عنا الأذى وعافانا..
بل هؤلاء أشد أذى من أي أذى يمكن أن يصيب الإنسان..
فقد أنقذنا الله بيد جيشنا العظيم من أذى الجنجويد قبل أيام..
فجيشنا هذا لم أفقد الثقة فيه لحظة واحدة..
ولا يمكن أن أصفهم بالوحوش ، والا المغول ، ولا التتار ولا حتى النازيين..
فإن فعلت أكون قد ظلمت أيا من هؤلاء..
فهم (كائنات) شيطانية ليس لها شبيه – ولا مثيل – على مر التأريخ..
أنقذنا من الموت – وما هو دونه – مرات لا تحصى..
فهم يقتلون الناس بالسهولة ذاتها التي يشعلون بها لفافاتهم المسمومة طوال اليوم..
أو ربما الأصح أن أقول : بالمتعة ذاتها..
وبقدر خشيتي من (أذاهم) كنت أخشى على مسودة أحد كتابين أكرمني الله بتأليفهما خلال فترة حربهم المجنونة هذه..
فهم (يشفشفون) أي شيء عند اقتحامهم بيوت المواطنين.. وهم أصلا لا يفهمون..
لا يفهمون إلا ما فيه (أذى) للناس ؛ ومتعة ذات علل نفسانية بدواخلهم المريضة..
وحمدا لله أن جعلهم لا يفهمون..
وإلا لما تبجحوا بثقة (غبية) أن الجيش حتى وإن حرر كل بقعة في العاصمة فلن يقدر على شرق النيل..
فالحمد لله عدد أعدادهم (المأجوجية) – عند بدئهم الحرب – أن أخرج عنا الأذى وعافانا..
مع الاعتذار للأذى !!

الأذىالدعم السريعصلاح الدين عووضه

مقالات مشابهة

  • عقار : لا يوجد ما يمنع جلوسنا مع الدعــم السـريــع لكن بشرط
  • صلاح الدين عووضه بعد عامين من الحصار في مناطق الدعم السريع يكتب .. الأذى!!
  • السودان.. مقتل وإصابة 30 مدنياً بقصف لقوات الدعم السريع استهدف مدينة إستراتيجية
  • قتلى وجرحى في هجوم الدعم السريع على الخوي
  • مناوي: قائد الدعم السريع هدد بإحراق الخرطوم قبل اندلاع الحرب
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • شاهد بالفيديو.. اللاعب علاء الدين طيارة ينبه جنود الدعم السريع لمواعيد تحرك الجيش والأوقات التي يكثف فيها هجماته في رمضان وساخرون: (انت بعد الحرب تنتهي مفروض يربطوك في سوخوي وتموت خلعة بس)
  • مقتل 20 عنصرا من مليشيات الإرهابيين على أيدي الجيش الوطني الصومالي
  • الدعم السريع يستهدف أحياء شارع الأربعين بالمدفعية الثقيلة
  • وداعا للعطش في رمضان: أفضل الأطعمة التي تروي عطشك وأخرى يجب تجنبها