الأزهر: لا يصح توجيه زكاة المال لسداد مصروفات الطلاب بالمدارس الخاصة
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
كشفت لجنة الفتوى الرئيسية بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، عن حكم توجيه زكاة المال لسداد المصروفات الدراسية، مشيرة إلى أن للزكاة في الشريعة الإسلامية معانٍ سامية، وأهدافا نبيلة، وأعظم مقاصد الزكاة تحقيق المواساة، وحماية الغني من الطمع والشُّحّ، وحماية الفقير من الحسد، وحماية المال من محق البركة، وحماية للمجتمع من القسوة، وانعدام الإنسانية، ولهذا أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم أن الزكاة طهارة وتزكية؛ فقال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } [التوبة: 103].
وأضافت: «وقد جعل الله تعالى للزكاة مصارف محددة قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 60]».
دفع الزكاة للمصاريف المدرسيةوفيما يتعلق بالمصاريف المدرسية، فقد أفادت اللجنة بأنّ الواقع يكشف عن أن أولياء الطلاب المقيدين بالمدارس الخاصة والجامعات الخاصة من ميسوري الحال، وزكاة المال لا يصح دفعها في هذه الحالة، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي»، أخرجه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم(1839).
المستحقون للزكاةأما المدارس الحكومية فيغلب بها أبناء الطبقات الفقيرة المستحقين للزكاة، مشيرة إلى أنّ السائل إذا كان يقصد بزكاة ماله الطلاب الفقراء فيسدد المصروفات المدرسية عنهم من زكاة ماله، ويُعد هذا من كشف الكرب والتيسير على المعسرين الذين يستحقون معونة الله تعالى وتوفيقه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زكاة المال مجمع البحوث الفتوى
إقرأ أيضاً:
فهو يخلفه
في موقف يدل على عظمة الخالق سبحانه، عندما تقرأ قوله تعالى: “قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۖ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” (سورة سبأ: 39)،
تدرك أن الله يمنح الأشخاص الذين ينفقون في سبيله عوضًا عن ذلك. وهذا الوعد الإلهي ليس مجرد كلمات، بل هو قانون رباني ثابت، يجزي به الله المنفقين في الدنيا قبل الآخرة ،روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: “يا ابن آدم، أنفق أُنفق عليك”(رواه البخاري ومسلم).
هذا الحديث العظيم يلخص فلسفة الإنفاق في الإسلام: كلما بذلت من مالك في سبيل الله، كلما عوضك الله خيرًا مما أنفقت. وهذا ليس فقط في المال، بل في كل أنواع البذل والعطاء، سواء كان علمًا أو وقتًا أو جهدًا ، كما أن الصدقة تدفع البلاء ،قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “فإنَّ للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفعُ بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهلُ الأرض كلُّهم مقرُّون به لأنَّهم جرَّبوه” (الوابل الصيب).
وهذا التأثير العجيب للصدقة ليس فقط في دفع البلاء، بل أيضًا في جلب الرزق وزيادة البركة في المال والصحة ،كم سمعنا من قصص عن الأولين والآخرين قد بذلوا مالهم وفرجوا بها كربًا، فجزاهم الله من حيث لم يحتسبوا: مريض شفاه الله، ومبتلى عافاه الله، وفقير أغناه الله، وممسوس بسحر يسر الله فكاكه. كل ذلك كان من صدقة مخلصة لله سبحانه، لم يرد بها ذلك المنفق رياءً ولا سمعة، كان همه أن يفرج الهم والكرب، وكان من أحب ماله إليه وهو في حاجته.
في قصة طريفة لأحد المنفقين، قد بذل ماله لمحتاج أهمته الدنيا لعلاج أخيه المريض، وأعطاه ما يملك في رصيد حسابه البنكي، فعوضه الله أضعاف ما أنفق وهو لا يعلم بذلك، فالله مطلع على كل شيء، فَيَسَّرَ الله له مالاً لم يكن في حسبانه. وهذا من النواميس الكونية والرحمات الربانية: من يرحم يُرحم، ومن يعطِ يُعطَى.
إن النفس مثل البذرة، كلما عاهدتها وربيتها وسقيتها بالإنفاق والبذل والعطاء، أصبحت شجرة مثمرة ومباركة، وظلها وارف، وثمرتها حلوة خضراء، يستظل بها الجميع. وكلما سقيتها بالشح والبخل والإمساك، أصبحت شجرة بلا أوراق، شهباء اللون مصفرة، لا طعم فيها ولا جمال، ويتفرق عنها الجميع.
من النصائح في الإنفاق:
1. ابدأ بالشيء القليل: لا تنتظر حتى تملك الكثير لتبدأ في الإنفاق، فالله يقبل القليل ويضاعفه.
2. اختر الأوقات المباركة: مثل شهر رمضان، أو يوم الجمعة، أو الأيام العشر من ذي الحجة.
3. أنفق بسرية: حاول أن تكون صدقتك في السر قدر الإمكان، فهي أقرب إلى الإخلاص.
4. ابحث عن المحتاجين: ليس كل محتاج يطلب المساعدة، فكن أنت المبادر في البحث عنهم.
أخيرًا، عندما يعرض لك باب خير من جهدك أو مالك، فابذل ما استطعت ولو بالقليل، ولا تغلق ذلك الباب، فقد لا يفتح لك مرة أخرى وتكون من المحرومين، نسأل الله أن يجعلنا من المنفقين والباذلين في سبيله، وأن نكون ممن تقضى حوائج الناس على يديه.