سودانايل:
2025-03-17@03:25:47 GMT

لنتحدث عن محاولة بتر خرطوم الفيل عن الرأس

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

إنها الحرب التي أتى بها محمولة على أطباق من ذهب، وفي عز أيام عيد الفطر المبارك. فبدلا من أن يكون يوم للفرح والعفو والصفح، صار يوما للخصام والحرب والدمار، بل صار يوما للسرقة والنهب والسحل – يا للعار، ألا تختشون؟. وها هي رحى الحرب دائرة، وعجلة الحرب دائرة، تحرك من الداخل من قوى الفلول والدعم السريع والجيش المغوار.

والتي توجب فيها بتر خرطوم الفيل عن رأسه، حتى لا يتمكن الفيل من التنفس مرة أخرى. لا أدري ما هي السلعة التي يريد أن يسوقها لنا ثلاثتهم. أهي الديمقراطية، التي ليس ما هي إلا نظام شوري لحكم الشعوب ورقيها، أم هي شيء آخر لم نسمع به من قبل؟ وما هو الثمن الذي يتوجب على السودان كقطر كبير وشعبه الأبي لدفعه، حتى يأتي حاكم زمانه، الملك العادل، ليخلق وطن من عدم، لم يره العالم قبلها؟ وسؤال آخر في محله: ألم يكن بإمكان الدعم والجيش معا من إرساء حكم ديمقراطي فوضهم المواطن من أجله في مجلس سيادي معتبر؟
ومثالا لثمن من الأثمان التي تدفع في كل يوم من أجل الديمقراطية الملعونة في السودان، في وقت يقف فيه مجتمع العالم متبسما ومتفرجا على ما يحدث في أرض السودان من عنف وقتل. يقف إما متشفيا أو شامتا أو منتقما. ولا ينقصه إلا كأسا من ويسكي أسكتلندي بارد بيد، وسيجارة كوبية مشتعلة بيد أخرى. لا يعنيه انفراط الأمن في قلب أفريقيا السمراء، ولا يهمه انحلال الوضع في بلد ينشد شعبه الحكم الديمقراطي. ثم يأتي حساب المجتمع الدولي لنا في آخر المطاف (حساب دنيوي): كلنا دولة إرهابية، وكلنا دولة ترعى الإرهاب –وعلينا دفع كذا، وتفرض العقوبات. وتتلاحق المجهودات الدبلوماسية في الوقت الضائع، وتتوالى الإنبطاحات السياسية لمن يسوى ومن لا يسوى، ويكون الغانم هو فئة من الوسطاء والمكتسب فئة من المجرمين وكل من تخول له نفسه بالمتاجرة بأزمات بلد جريح.
وفي هذه السانحة: هناك من يتاجر بأزمة حرب السودان داخليا وهناك من يتاجر بها خارجيا. لقد فشل الشعب السوداني في توطيد أسس الديمقراطية بكل الطرق الممكنة. وهذا على الرغم من دفعه لأغلى الأثمان حتى يصل لهدفه المنشود. لقد دفع السودان بخيرة شبابه وشاباته، بداية بفض الإعتصام، مرورا بأوج أيام الثورة، ونهاية بإندلاع الحرب المصطنعة من قبل الفلول (إما أن نحكمكم أو أن نقتلكم، فلكم الخيار)، ونشر الفتنة بين حليفين كانا متفقين على انجاز مهمة واحدة بيد رجل واحد. وأتت يومها الطامة الكبرى التي أحرقت الخرطوم والجنينة ونيالا وجعلت منها وأمثالها من مدن، مدن جريحة ومحترقة. أذكر هنا كل أهل السودان على الحرص بأن لا يفرطون في نيل التعويضات التي لحقت بالأرواح والممتلكات، حتى يلقنوا كل معتد أثيم، ما تعنيه الحرب الدائرة رحاها، وما هو ثمن الحرب التي تدار. وهذا حتى لا تخول نفس كل من شعر بالعافية لمهاجمة الآخرين من أبرياء. التعويضات التي يتوجب على الدول التي أضرمت نار الحرب في السودان دفعها كاملة ومكتملة ومن دون طرف وسيط.
ولتذكرة كل متهاون أو ناس للحرب لكي يتلاشى السودان أبديا: هناك توثيق يومي دقيق من الفضاء لكل ما حدث من إعتداء على أرض السودان. وكما ورد في كثير من مقالات، أن هناك دولا تلعب دور الخبيث الحميد – هذا المزدوج اللئيم - (أنظر للروابط أدناه). هذه الدول تأتي من باب أول لكي تقدم العون الإنساني للمتضررين من جراء الحرب، ومن باب ثان لكي ترفد الأطراف المتحاربة بالسلاح لإطالة أمد الحرب في البلاد، التي في نهايتها يكون السودان ومواطن السودان هم الضحية. هذا ناهيك عن كل من يتاجر بأزمات البلاد في أيام الحرب على حدود السودان مع دول الجوار أو في البلاد المستضيفة لمنكوبي الحرب نفسها. ولا مجال هنا للتعميم، قد يكون تجار الأزمات أحيانا سودانيي الأصل، وقد يكون في أحيان أخرى من أهل الدول المستضيفة – وكلهما من ضعفاء النفوس وبئس المصير. هذا الشيء يتمثل في إستغلال ظروف مشردي الحرب، ودون أي حس أخلاقي أو إنساني.
ونقول لكل من تسول له نفسه للأخذ من السودان وأهله: سوف تلازم كل محاولاتكم الفشل الذريع. السودان هو ليس بلادا الأمس أو ما قبل الأمس. أدرسوا تاريخ السودان جيدا لكي تتعلموا شيئا عن هذا البلد الذي علم أهله الشعوب القراءة والكتابة وعالجوهم ولقنوهم فنون هندسة التصنيع والإنتاج. نحن للأسف في زمن عطش وجائع، وسوف يأتي في آخره القوي لكي ينال من الضعيف بقوة السلاح، يأخذ ماءه وغذاءه لينتفع به، بل ينهب ثرواته ليسوقها لصالحه. وعندما تقع أول القنابل الذرية من ألد الأعداء على ناطحات السحاب الزائفة، سوف لن تكن الصحاري مخرجا وملجأ للمتضررين من أهل هذه البلاد. ربما كانت حقول النيل الخصبة وكانت أرض السودان الطيبة وكان إنسان السودان الكريم هو أمثل مخرج وملجأ لهم. فلكم أن تختاروا يا أهل هذه البلاد المغرورة بنعيم مصطنع، ولكم أن تدركوا أن ليس هناك مجال لمحاولة بتر خرطوم الفيل عن رأسه مهما أنزلت من قوى. سوف يبقى الفيل وسوف يبقى خرطومه ما بقى الدهر – وببساطة: إنه لفيل عجوز، ولكم أن تسالوا مراجع التاريخ، وتدرسونها جيدا، لكم ولأجيالكم. سوف يعود السودان لا محالة بشموخ، وطن وإنسان، وسوف يخيب كيد الكائدين بإسم الإخوة والجيرة والأفريقانية والعروبة وبإسم الدين.

روابط توثيقية:
https://www.nytimes.com/2023/09/29/world/africa/sudan-war-united-arab-emirates-chad.html

------------------------
https://www.alrakoba.net/31854735/%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%8a%d9%88%d8%b1%d9%83-%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%85%d8%b2-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82-%d9%8a%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

--------------------------

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بعد الغارات الأمريكية الليلية..هدوء حذر في صنعاء

تعيش العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية في اليمن، اليوم الأحد، هدوءاً حذراً، بعد ساعات من قصف أمريكي عنيف استهدف مواقع متفرقة تسبب في خسائر مادية وبشرية.

وقال محمد عامر، أحد سكان صنعاء: "عشنا خلال الساعات الماضية لحظات مخيفة بسبب القصف الأمريكي العنيف الذي تسبب في تحطم زجاج بعض نوافذ منزلي في حي عطان". وأشار عامر إلى أن الغارات تسببت في خسائر مادية في المنازل والمحلات التجارية في تلك المنطقة، والتي سبق وأن شهدت قصفا مشابها خلال سنوات الحرب. الحوثيون يعلنون حصيلة الغارات الأمريكية على صنعاء - موقع 24تعرضت العاصمة اليمنية صنعاء السبت، لضربات أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين، وفق ما نقلت وسائل إعلام تابعة للحوثيين في اليمن.

وتعد منطقة عطان منطقة عسكرية محاطة بالعديد من الأحياء السكنية.

وقالت سهام محمد في صنعاء: "ما الجديد الذي ستضيفه هذه الضربات.10 سنوات ونحن نعيش في ظل الحرب والقصف وما النتيجة ؟ لا شيء سوى مزيد من الدمار ومزيد من الضحايا المدنيين". وأشارت  إلى أن "تكرار قصف مواقع استهدفت مئات المرات لن يجدي نفعاً".

في الوقت ذاته،  أيد بعض السكان الضربات الأمريكية، معتبرين أن "إنهاء الحوثي مطلب أساسي".وقال أحد السكان، مفضلاً حجب اسمه: "ميليشيا الحوثي هي التي تسعى إلى جر البلاد نحو الحرب والدمار من خلال استهداف الممرات الدولية تحت مسمى الدفاع عن غزة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ظروف صعبة".

واعتبر أن من الأولى "حماية بلادهم والسعي نحو إصلاحات حقيقية من خلال الحل السياسي .. فاليمن ليس  في حمل مزيد من الصراعات".

وعبر عدد من السكان في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا، عن خوفهم من دخول البلاد في مفترق طرق جديد، بعد القرارات الأمريكية التي اتخذت ضد الميليشيات الحوثية وأهمها تصنيف الجماعة "كمنظمة إرهابية أجنبية".

وقال السكان:"هذا يعني مزيداً من الدمار ومزيد من الحصار، نحن قلقون من استهداف مطار صنعاء مجدداً وأستهداف الموانئ في الحديدة، ما سيزيد الوضع سوءاً علينا".

وأضاف السكان "نريد أن نعيش بأمان نريد توفر الغذاء والدواء والمشتقات النفطية واستمرار العمل في مطار صنعاء فهو الناقل الجوي الوحيد لنا في الشمال".

في حصيلة مؤقتة.. 45 قتيلاً وجريحاً بعد القصف الأمريكي على صنعاء وصعدة - موقع 24قال الحوثيون في اليمن، اليوم الأحد، إن حصيلة القصف الأمريكي في محافظتي صنعاء وصعدة، بلغت 45 قتيلاً وجريحاً.

وفي الساعات الماضية، شنت مقاتلات أمريكية ضربات جوية عنيفة على مواقع متفرقة في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا، ما تسبب في سقوط 45 قتيلاً، وأكثر من مئة جريح، وفق وزارة الصحة الموالية للميليشيا "معظمهم من الأطفال والنساء".

 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • عاجل | وزير الخارجية السوداني للجزيرة نت: الحكومة الموازية وُلدت ميتة ولن يكون لها دور في مستقبل السودان
  • بعد الغارات الأمريكية الليلية..هدوء حذر في صنعاء
  • حاكم دارفور يؤكد عدم وجود تجنيد مسلح في الإقليم
  • مناوي يشدد على ضرورة مقاومة دعوات انفصال دارفور
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • السودان: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة واستقرار الطقس ليلاً
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (5)