سودانايل:
2024-12-25@01:46:42 GMT

لنتحدث عن محاولة بتر خرطوم الفيل عن الرأس

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

إنها الحرب التي أتى بها محمولة على أطباق من ذهب، وفي عز أيام عيد الفطر المبارك. فبدلا من أن يكون يوم للفرح والعفو والصفح، صار يوما للخصام والحرب والدمار، بل صار يوما للسرقة والنهب والسحل – يا للعار، ألا تختشون؟. وها هي رحى الحرب دائرة، وعجلة الحرب دائرة، تحرك من الداخل من قوى الفلول والدعم السريع والجيش المغوار.

والتي توجب فيها بتر خرطوم الفيل عن رأسه، حتى لا يتمكن الفيل من التنفس مرة أخرى. لا أدري ما هي السلعة التي يريد أن يسوقها لنا ثلاثتهم. أهي الديمقراطية، التي ليس ما هي إلا نظام شوري لحكم الشعوب ورقيها، أم هي شيء آخر لم نسمع به من قبل؟ وما هو الثمن الذي يتوجب على السودان كقطر كبير وشعبه الأبي لدفعه، حتى يأتي حاكم زمانه، الملك العادل، ليخلق وطن من عدم، لم يره العالم قبلها؟ وسؤال آخر في محله: ألم يكن بإمكان الدعم والجيش معا من إرساء حكم ديمقراطي فوضهم المواطن من أجله في مجلس سيادي معتبر؟
ومثالا لثمن من الأثمان التي تدفع في كل يوم من أجل الديمقراطية الملعونة في السودان، في وقت يقف فيه مجتمع العالم متبسما ومتفرجا على ما يحدث في أرض السودان من عنف وقتل. يقف إما متشفيا أو شامتا أو منتقما. ولا ينقصه إلا كأسا من ويسكي أسكتلندي بارد بيد، وسيجارة كوبية مشتعلة بيد أخرى. لا يعنيه انفراط الأمن في قلب أفريقيا السمراء، ولا يهمه انحلال الوضع في بلد ينشد شعبه الحكم الديمقراطي. ثم يأتي حساب المجتمع الدولي لنا في آخر المطاف (حساب دنيوي): كلنا دولة إرهابية، وكلنا دولة ترعى الإرهاب –وعلينا دفع كذا، وتفرض العقوبات. وتتلاحق المجهودات الدبلوماسية في الوقت الضائع، وتتوالى الإنبطاحات السياسية لمن يسوى ومن لا يسوى، ويكون الغانم هو فئة من الوسطاء والمكتسب فئة من المجرمين وكل من تخول له نفسه بالمتاجرة بأزمات بلد جريح.
وفي هذه السانحة: هناك من يتاجر بأزمة حرب السودان داخليا وهناك من يتاجر بها خارجيا. لقد فشل الشعب السوداني في توطيد أسس الديمقراطية بكل الطرق الممكنة. وهذا على الرغم من دفعه لأغلى الأثمان حتى يصل لهدفه المنشود. لقد دفع السودان بخيرة شبابه وشاباته، بداية بفض الإعتصام، مرورا بأوج أيام الثورة، ونهاية بإندلاع الحرب المصطنعة من قبل الفلول (إما أن نحكمكم أو أن نقتلكم، فلكم الخيار)، ونشر الفتنة بين حليفين كانا متفقين على انجاز مهمة واحدة بيد رجل واحد. وأتت يومها الطامة الكبرى التي أحرقت الخرطوم والجنينة ونيالا وجعلت منها وأمثالها من مدن، مدن جريحة ومحترقة. أذكر هنا كل أهل السودان على الحرص بأن لا يفرطون في نيل التعويضات التي لحقت بالأرواح والممتلكات، حتى يلقنوا كل معتد أثيم، ما تعنيه الحرب الدائرة رحاها، وما هو ثمن الحرب التي تدار. وهذا حتى لا تخول نفس كل من شعر بالعافية لمهاجمة الآخرين من أبرياء. التعويضات التي يتوجب على الدول التي أضرمت نار الحرب في السودان دفعها كاملة ومكتملة ومن دون طرف وسيط.
ولتذكرة كل متهاون أو ناس للحرب لكي يتلاشى السودان أبديا: هناك توثيق يومي دقيق من الفضاء لكل ما حدث من إعتداء على أرض السودان. وكما ورد في كثير من مقالات، أن هناك دولا تلعب دور الخبيث الحميد – هذا المزدوج اللئيم - (أنظر للروابط أدناه). هذه الدول تأتي من باب أول لكي تقدم العون الإنساني للمتضررين من جراء الحرب، ومن باب ثان لكي ترفد الأطراف المتحاربة بالسلاح لإطالة أمد الحرب في البلاد، التي في نهايتها يكون السودان ومواطن السودان هم الضحية. هذا ناهيك عن كل من يتاجر بأزمات البلاد في أيام الحرب على حدود السودان مع دول الجوار أو في البلاد المستضيفة لمنكوبي الحرب نفسها. ولا مجال هنا للتعميم، قد يكون تجار الأزمات أحيانا سودانيي الأصل، وقد يكون في أحيان أخرى من أهل الدول المستضيفة – وكلهما من ضعفاء النفوس وبئس المصير. هذا الشيء يتمثل في إستغلال ظروف مشردي الحرب، ودون أي حس أخلاقي أو إنساني.
ونقول لكل من تسول له نفسه للأخذ من السودان وأهله: سوف تلازم كل محاولاتكم الفشل الذريع. السودان هو ليس بلادا الأمس أو ما قبل الأمس. أدرسوا تاريخ السودان جيدا لكي تتعلموا شيئا عن هذا البلد الذي علم أهله الشعوب القراءة والكتابة وعالجوهم ولقنوهم فنون هندسة التصنيع والإنتاج. نحن للأسف في زمن عطش وجائع، وسوف يأتي في آخره القوي لكي ينال من الضعيف بقوة السلاح، يأخذ ماءه وغذاءه لينتفع به، بل ينهب ثرواته ليسوقها لصالحه. وعندما تقع أول القنابل الذرية من ألد الأعداء على ناطحات السحاب الزائفة، سوف لن تكن الصحاري مخرجا وملجأ للمتضررين من أهل هذه البلاد. ربما كانت حقول النيل الخصبة وكانت أرض السودان الطيبة وكان إنسان السودان الكريم هو أمثل مخرج وملجأ لهم. فلكم أن تختاروا يا أهل هذه البلاد المغرورة بنعيم مصطنع، ولكم أن تدركوا أن ليس هناك مجال لمحاولة بتر خرطوم الفيل عن رأسه مهما أنزلت من قوى. سوف يبقى الفيل وسوف يبقى خرطومه ما بقى الدهر – وببساطة: إنه لفيل عجوز، ولكم أن تسالوا مراجع التاريخ، وتدرسونها جيدا، لكم ولأجيالكم. سوف يعود السودان لا محالة بشموخ، وطن وإنسان، وسوف يخيب كيد الكائدين بإسم الإخوة والجيرة والأفريقانية والعروبة وبإسم الدين.

روابط توثيقية:
https://www.nytimes.com/2023/09/29/world/africa/sudan-war-united-arab-emirates-chad.html

------------------------
https://www.alrakoba.net/31854735/%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%8a%d9%88%d8%b1%d9%83-%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%85%d8%b2-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82-%d9%8a%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

--------------------------

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قبيل صدور تقرير عن المجاعة .. الحكومة السودانية تنسحب من نظام عالمي لمراقبة الجوع

 

أعلنت الحكومة السودانية بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان قائد الجيش، عن تعليق مشاركتها في نظام عالمي مخصص لرصد الجوع.

الخرطوم ــ التغيير

و أقدمت الحكومة السودانية على الخطوة قبل صدور تقرير  من المنظمة يتوقع أن يكشف عن تفشي المجاعة في مختلف أنحاء البلاد.

هذه الخطوة قد تؤثر سلباً على الجهود المبذولة لمواجهة واحدة من أكبر أزمات الجوع التي يعاني منها العالم، مما يثير القلق بشأن الوضع الإنساني المتدهور في السودان.

ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من “5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن.
فيما عانى 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وصار خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين كابد العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.

و في رسالة رسمية بتاريخ 23 ديسمبر، أوضح وزير الزراعة السوداني أن الحكومة قررت تعليق مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

و اتهم الوزير النظام بإصدار تقارير غير دقيقة، مما يهدد سيادة السودان وكرامته بحسب زعمه.

ومن المتوقع أن يكشف التقرير الذي سيصدر اليوم الثلاثاء عن انتشار المجاعة في خمس مناطق من البلاد، مع توقعات بامتدادها إلى عشر مناطق أخرى بحلول مايو المقبل، وفقاً لوثيقة بحسب “رويترز”.

تشير الوثيقة إلى أن الوضع الغذائي في السودان قد شهد تفاقماً غير مسبوق، حيث يعاني السكان من أزمة غذائية حادة نتيجة الصراعات المستمرة وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية. هذه الظروف الصعبة تضع ضغوطاً إضافية على الحكومة والمجتمع الدولي للعمل على إيجاد حلول فعالة للتخفيف من معاناة المواطنين وتحسين الأمن الغذائي في البلاد.

و كان قد حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب المستمرة في السودان “قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم” في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.

الوسومالجوع الحكومة السودانية انسحاب وزير الزراعة

مقالات مشابهة

  • شحنة مواد متفجرة متجهة إلى شرق السودان..مطاردة عنيفة وتبادل إطلاق نار
  • الأردن يحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة غرب البلاد
  • قبيل صدور تقرير عن المجاعة .. الحكومة السودانية تنسحب من نظام عالمي لمراقبة الجوع
  • أحمد الشرع يطمئن الأقليات: ''بعد الآن سوريا لن تشهد استبعاد أي طائفة''
  • إحباط محاولة تهريب مخدرات بـ4 مليارات جنيه عبر ميناء بحري
  • بـ 4 مليارات جنيه.. إحباط محاولة جلب وتهريب عقار الكبتاجون المخدر
  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • هل تنجح محاولة أردوغان مصالحة السودان والإمارات؟
  • السودان يواجه مصيراً مجهولاً- هل ينقسم أم يتوحد؟