سودانايل:
2025-03-21@21:20:34 GMT

لنتحدث عن محاولة بتر خرطوم الفيل عن الرأس

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

إنها الحرب التي أتى بها محمولة على أطباق من ذهب، وفي عز أيام عيد الفطر المبارك. فبدلا من أن يكون يوم للفرح والعفو والصفح، صار يوما للخصام والحرب والدمار، بل صار يوما للسرقة والنهب والسحل – يا للعار، ألا تختشون؟. وها هي رحى الحرب دائرة، وعجلة الحرب دائرة، تحرك من الداخل من قوى الفلول والدعم السريع والجيش المغوار.

والتي توجب فيها بتر خرطوم الفيل عن رأسه، حتى لا يتمكن الفيل من التنفس مرة أخرى. لا أدري ما هي السلعة التي يريد أن يسوقها لنا ثلاثتهم. أهي الديمقراطية، التي ليس ما هي إلا نظام شوري لحكم الشعوب ورقيها، أم هي شيء آخر لم نسمع به من قبل؟ وما هو الثمن الذي يتوجب على السودان كقطر كبير وشعبه الأبي لدفعه، حتى يأتي حاكم زمانه، الملك العادل، ليخلق وطن من عدم، لم يره العالم قبلها؟ وسؤال آخر في محله: ألم يكن بإمكان الدعم والجيش معا من إرساء حكم ديمقراطي فوضهم المواطن من أجله في مجلس سيادي معتبر؟
ومثالا لثمن من الأثمان التي تدفع في كل يوم من أجل الديمقراطية الملعونة في السودان، في وقت يقف فيه مجتمع العالم متبسما ومتفرجا على ما يحدث في أرض السودان من عنف وقتل. يقف إما متشفيا أو شامتا أو منتقما. ولا ينقصه إلا كأسا من ويسكي أسكتلندي بارد بيد، وسيجارة كوبية مشتعلة بيد أخرى. لا يعنيه انفراط الأمن في قلب أفريقيا السمراء، ولا يهمه انحلال الوضع في بلد ينشد شعبه الحكم الديمقراطي. ثم يأتي حساب المجتمع الدولي لنا في آخر المطاف (حساب دنيوي): كلنا دولة إرهابية، وكلنا دولة ترعى الإرهاب –وعلينا دفع كذا، وتفرض العقوبات. وتتلاحق المجهودات الدبلوماسية في الوقت الضائع، وتتوالى الإنبطاحات السياسية لمن يسوى ومن لا يسوى، ويكون الغانم هو فئة من الوسطاء والمكتسب فئة من المجرمين وكل من تخول له نفسه بالمتاجرة بأزمات بلد جريح.
وفي هذه السانحة: هناك من يتاجر بأزمة حرب السودان داخليا وهناك من يتاجر بها خارجيا. لقد فشل الشعب السوداني في توطيد أسس الديمقراطية بكل الطرق الممكنة. وهذا على الرغم من دفعه لأغلى الأثمان حتى يصل لهدفه المنشود. لقد دفع السودان بخيرة شبابه وشاباته، بداية بفض الإعتصام، مرورا بأوج أيام الثورة، ونهاية بإندلاع الحرب المصطنعة من قبل الفلول (إما أن نحكمكم أو أن نقتلكم، فلكم الخيار)، ونشر الفتنة بين حليفين كانا متفقين على انجاز مهمة واحدة بيد رجل واحد. وأتت يومها الطامة الكبرى التي أحرقت الخرطوم والجنينة ونيالا وجعلت منها وأمثالها من مدن، مدن جريحة ومحترقة. أذكر هنا كل أهل السودان على الحرص بأن لا يفرطون في نيل التعويضات التي لحقت بالأرواح والممتلكات، حتى يلقنوا كل معتد أثيم، ما تعنيه الحرب الدائرة رحاها، وما هو ثمن الحرب التي تدار. وهذا حتى لا تخول نفس كل من شعر بالعافية لمهاجمة الآخرين من أبرياء. التعويضات التي يتوجب على الدول التي أضرمت نار الحرب في السودان دفعها كاملة ومكتملة ومن دون طرف وسيط.
ولتذكرة كل متهاون أو ناس للحرب لكي يتلاشى السودان أبديا: هناك توثيق يومي دقيق من الفضاء لكل ما حدث من إعتداء على أرض السودان. وكما ورد في كثير من مقالات، أن هناك دولا تلعب دور الخبيث الحميد – هذا المزدوج اللئيم - (أنظر للروابط أدناه). هذه الدول تأتي من باب أول لكي تقدم العون الإنساني للمتضررين من جراء الحرب، ومن باب ثان لكي ترفد الأطراف المتحاربة بالسلاح لإطالة أمد الحرب في البلاد، التي في نهايتها يكون السودان ومواطن السودان هم الضحية. هذا ناهيك عن كل من يتاجر بأزمات البلاد في أيام الحرب على حدود السودان مع دول الجوار أو في البلاد المستضيفة لمنكوبي الحرب نفسها. ولا مجال هنا للتعميم، قد يكون تجار الأزمات أحيانا سودانيي الأصل، وقد يكون في أحيان أخرى من أهل الدول المستضيفة – وكلهما من ضعفاء النفوس وبئس المصير. هذا الشيء يتمثل في إستغلال ظروف مشردي الحرب، ودون أي حس أخلاقي أو إنساني.
ونقول لكل من تسول له نفسه للأخذ من السودان وأهله: سوف تلازم كل محاولاتكم الفشل الذريع. السودان هو ليس بلادا الأمس أو ما قبل الأمس. أدرسوا تاريخ السودان جيدا لكي تتعلموا شيئا عن هذا البلد الذي علم أهله الشعوب القراءة والكتابة وعالجوهم ولقنوهم فنون هندسة التصنيع والإنتاج. نحن للأسف في زمن عطش وجائع، وسوف يأتي في آخره القوي لكي ينال من الضعيف بقوة السلاح، يأخذ ماءه وغذاءه لينتفع به، بل ينهب ثرواته ليسوقها لصالحه. وعندما تقع أول القنابل الذرية من ألد الأعداء على ناطحات السحاب الزائفة، سوف لن تكن الصحاري مخرجا وملجأ للمتضررين من أهل هذه البلاد. ربما كانت حقول النيل الخصبة وكانت أرض السودان الطيبة وكان إنسان السودان الكريم هو أمثل مخرج وملجأ لهم. فلكم أن تختاروا يا أهل هذه البلاد المغرورة بنعيم مصطنع، ولكم أن تدركوا أن ليس هناك مجال لمحاولة بتر خرطوم الفيل عن رأسه مهما أنزلت من قوى. سوف يبقى الفيل وسوف يبقى خرطومه ما بقى الدهر – وببساطة: إنه لفيل عجوز، ولكم أن تسالوا مراجع التاريخ، وتدرسونها جيدا، لكم ولأجيالكم. سوف يعود السودان لا محالة بشموخ، وطن وإنسان، وسوف يخيب كيد الكائدين بإسم الإخوة والجيرة والأفريقانية والعروبة وبإسم الدين.

روابط توثيقية:
https://www.nytimes.com/2023/09/29/world/africa/sudan-war-united-arab-emirates-chad.html

------------------------
https://www.alrakoba.net/31854735/%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%8a%d9%88%d8%b1%d9%83-%d8%aa%d8%a7%d9%8a%d9%85%d8%b2-%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82-%d9%8a%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84/

--------------------------

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مستغربين ليه..!!

تأمُلات
كمال الهِدَي
. تضج الأسافير منذ صبيحة هذا اليوم بورود خبر يشير إلى أن وزير مالية البرهان أشرف على توقيع عقد مع شركة مصرية لبيعها عربات المواطنين التي تحطمت إما جزئياً أو كلياً جراء الحرب الدائرة في البلد منذ نحو عامين.

. والحقيقة أنني لم أفهم إستغراب أو استنكار البعض لما يجري، فجبريل لص محترف وقد كتبت ذلك مراراً منذ توليه حقيبة المالية في فترة حكومة الثورة.

. وبعد بدء الحرب وتوجهه السريع لبورتسودان أشرت مراراً أيضاً إلى أنه لم يغادر إليها إلا لممارسة المزيد من جرائم السرقة والفساد.

. ولعلكم جميعاً قد تابعتم كيفية تصرفه مع منصبه الهام الذي ما كان لشخص بمواصفاته أن يتولاه لولا غفلات وتواطؤ العديد من قادة الحراك الذين سمحوا بإكتمال مؤآمرة جوبا.

. جبريل أكثر وضاعة من حرامي البيوت الذي يتسلق جدرانها وأهلها نيام، فما سبب إستغرابكم يا قوم!

. ما يثير إستغرابي شخصياً هو إصرار بعض العاطفيين والمغفلين إلى يومنا هذا على موقفهم (البليد) من معركة الكرامة المزعومة بالرغم من القتل والسرقات والنهب الذي تمارسه الكتائب والحركات المسلحة وأفراد الجيش تحت مرأى ومسمع، بل وبمباركة قادة هذا الجيش الكيزاني البغيض.

. يا ما قلنا منذ أول أسبوع لهذه الحرب القذرة أن هدفها الرئيس هو المواطن ووحدة الوطن، دون أن يسمعنا سوى قلة من عقلاء هذا الوطن الموبوء.

. بدأت الحرب بإخراج المواطنين من بيوتهم واستباحتها بواسطة الجنجويد صنيعة الكيزان وأداتهم لإذلال وقهر أهل السودان، فتجاهل هذا الهدف الواضح الكثيرون وأصروا علي الإصطفاف مع الجيش بحجة (عبيطة) مفادها أنه يخوض حرباً وجودية تستوجب وقوفنا معه وبعد الإنتهاء منها يمكننا الحديث عن إصلاحه.

. وها نحن نشهد كل يوم جرائم وفساد وسرقات ممنهجة في المناطق التي استردها العسكريون من جنجويدهم وبالرغم من ذلك لا يزال (الدلاهات) يصرون على غلق عقولهم ويرفضون التفكير كبشر عاديين ليفهموا الأهداف الحقيقية من هذه الحرب التي لن تتوقف ما لم يعود لغالبية أهل السودان رشدهم.

. سرقكم الجنجويد واحتلوا بيوتكم بقوة السلاح أمام جيش ظل يتفرج على ذلك، والآن بعد إن إسترد هذا الجيش بعض المناطق ها أنتم تُقتلون و تُسرقون وتُنهبون بمباركة حكومتكم التي وقفتم معها فمتى ستفهمون.!!

kamalalhidai@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • البرهان: القوات المسلحة ضحت بالآلاف من أبنائها للقضاء على التمرد
  • السودان.. ماذا نعلم عن الوضع في الخرطوم ومن يسيطر على القصر الرئاسي؟
  • هل ستنتهى الحرب الروسية الأوكرانية خلال الأيام المقبلة؟ محلل سياسى يُجيب
  • مستغربين ليه..!!
  • هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية خلال الأيام المقبلة؟.. محلل سياسي يُجيب
  • السودان يعتمد نظام جديد في التحويلات المالية بدون إنترنت أو ذكاء اصطناعي .. فيديو
  • توقعات بارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء السودان
  • الخارجية الصومالية تكشف تفاصيل محاولة اغتيال رئيس البلاد
  • الصومال تعلن عن محاولة اغتيال “فاشلة” استهدفت رئيس البلاد
  • بعد حادثة تجمع المياه في سن الفيل.. ردّ من وزارة الاشغال