مرارة اللجوء ومن تركناهم خلفنا وهذه الجثث في العراء وتفحم العاصمة والبؤس المخيم علي عموم الوطن الحبيب ... كيف تسمح لنفسك ايها اللاجئ أن تغريك بطاقة حفل زفاف تدعوك لما لذ وطاب من الطعام والشراب والغناء والرقص والموسيقى ؟!

إن الاحتفال الأسري بزواج الإبن أو الابنة سواء كان بالبيت أو صالة الأفراح ودعوة الأهل والأصدقاء لهذه المناسبة الهامة التي يجتمع فيها شمل القبيلة والأسرة الممتدة والاصهار والارحام والزملاء والجيران والمعارف ومنهم من يتكبد المشاق ويضرب أكباد الإبل لاداء هذا الواجب الإجتماعي وهو في غبطة وسرور ويجد من أهل الدعوة كل الترحاب والتقدير ويمطرونه بالدعوات الصالحة أن يجعل الله سبحانه وتعالى كل حياته خير ونعيم وان لم يكن متزوجا يتمنون له بنت الحلال التي يغلبها بالمال وتغلبه بالعيال !!.

.
وهذه المناسبة تستدعي أن يشهدها المدعوون وهم في كامل الأناقة وحسن الهندام ويتسيدها الشباب من الجنسين ويصحبها الغناء والموسيقى من المطربين الذين يجتهدوا في إرضاء أذواق الجميع ويستمر الحفل الساهر بطقوسه الملونة وبالعديل والزين والعادات والتقاليد المتوارثة التي تجعل للمكان سحرا وللحاضرين القا ومنهم من ( يبشر ) والصبايا يتمايلن مثل غصن البان يحطن بالعروسين إحاطة السوار بالمعصم ... ومن المفاجآت الجميلة أن يخرج كثير من ( العزاب ) ب ( اختيار ) موفق ل ( عروسات ) بهن يكملوا المشوار ويودعوا حياة العزوبية التي كلها شر وليس فيها خير !!..
كلما ذكرناه آنفا من أعراس وليال ملاح وهو شيء مباح وإكمال دين وفرحة تعم الجميع وفي ظروف الوطن يكون فيه معافي والخير كثير والأمن وافر والطمأنينة ترفرف بجناحيها فوق النفوس الوادعة القانعة بما قسمه الله سبحانه وتعالى لها من عيش هنيء رغيد ومحبة تربط بين قلوب الناس بعيدا عن الشحناء والبغضاء وما يعكر الصفو والكل يري أن الحياة جميلة ولاداعي للهم والغم والكدر !!..
لكن أن نكون في ارض اللجوء ونحن في هذا الضيق العميق والفضائيات تنقل لنا من أرضنا الطيبة فظائع الحرب والدمار الذي حل بالبشر والحجر والتربة تحولت إلى رماد وخلت المدن من سكانها وخاصة العاصمة وسكن الغرباء في بيوت الأهالي بعد أن اخرجوهم منها عنوة وتوقفت كافة الخدمات الأساسية وتهدمت البنية التحتية وارتكبت المحرمات وحل بنا من اذي جسيم وجرح اليم لن تمحوه الأيام ولا السنون وياله من كابوس عبوس لم تشهد له البلاد مثيلا في تاريخها المديد !!..
أن نكون في ارض اللجوء ونحن في أضعف حالاتنا من الذلة والمهانة وتركنا وراءنا في البلد أهلنا الذين لم تسعفهم ظروفهم علي الفرار مثلنا أو الذين ظلوا صامدين كالجبال وتمسكوا بالتراب الغالي الماليهو تمن ... هل نتجاهل هؤلاء الصناديد ومعهم المغلوبون علي أمرهم ونتركهم للجنجويد والكوليرا وحمي الضنك والجوع ونقص الخدمات ونحن نقيم حفل زفاف في بلد من الجوار لجانا إليه ووزعنا رقاع الدعوة المذهبة واخترنا الصالات المكيفة الفخمة الملونة مع العشاء الفاخر والغناء والرقص والموسيقى وزحمة ألوان وموضة مبتكرة في الملابس وتصفيف الشعر وفي بلادنا يبحث المواطن عن شربة ماء وكسرة خبز وحبة اسبرين ... ومازالت الحرب مستمرة ونلوم العالم الذي يتفرج بل نحن الذين نتفرج ونغني وترقص وما جايبين خبر !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أحمد حافظ: مهنة المونتاج تشبه الهندسة كثيرًا

أقيمت منذ قليل ندوة للمونتير الشهير أحمد حافظ، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45, والتي من المقرر أن تستمر حتى 22 نوفمبر الجاري، وتدير الجلسة الحوارية المخرجة مريم أبو عوف، ويكشف حافظ خلال الندوة عن كواليس عمله في أفلام شهيرة، ويمنح الحضور نظرة تفصيلية عن فن المونتاج.

أحمد حافظأحمد حافظ يكشف أقرب مهنة للمونتاج

كشف المونتير أحمد حافظ خلال ندوته بمهرجان القاهرة السينمائي، أن مهنة المونتاج تشبه مهنة الهندسة، قائلا: "المونتير عامل زي المهندس، بيقعد مع العميل ويشوف يحب إيه وأي لون يعجبه، طب تحب شكل الكنب عامل ايه، المونتير زيه بالضبط بيقعد مع المخرج ويشوف هو حابب يعمل ايه".

ندوة أحمد حافظمن هو أحمد حافظ.. أشهر مونتير في مصر

أحمد حافظ واحد من أشهر مونترين الوسط الفني المصري، بدأ المهنة في عمر الـ 14 عامًا واستطاع أن يحقق عدة نجاحات مؤخراً فى الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية، ومن أبرز هذه الأعمال، فيلم كيرة والجن، مسلسل تحت الوصاية، فيلم ان شاء الله ولد،  وفيلم ليلة قمر 14، فيلم العارف،  فيلم فوي فوي فوي، مسلسل هجمة مرتدة، فيلم الفيل الازرق 2، ولهذا النجاح فقد تم اختياره لعمل ضخم وهو مسلسل مارفل Moon Knight، وهو نجل المهندس محمود حافظ الذى كان يعمل مديراً لأستوديوهات الأهرام كما أنه من أهم المونتيرين فى الوسط الفني.

 

مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري: مواجهة الشائعات مسئولية وطنية يتحملها الجميع
  • شاهد بالفيديو.. القائد الميداني للدعم السريع “جلحة” يعود لتصريحاته المثيرة: نرفض السلام ونحن القوم الذين يأتون في آخر الزمان وقال فيهم الله عز وجل: (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد)
  • تصرف بحذر مع الحبيب.. حظك اليوم برج الحوت السبت 23 نوفمبر 2024
  • أصحاب دور الجنازات في ولاية كولورادو يعترفون بالذنب في إساءة معاملة الجثث بعد اتهامهم بالسماح بتحلل 190 جثة
  • نسب التعداد السكاني في عموم العراق
  • عمرو سعد: "لهذا السبب اعتذرت عن كثير من الأفلام والمسلسلات"
  • حكايات الإبداع بـ«أيادي مصرية».. عم ربيع يحول «العرجون» لتحف فنية و«ملك» ترسم بالرمال الملونة
  • محافظ إب يدشّن المخيم الطبي الجراحي والعلاجي المجاني بمستشفى يريم لأسر وأبناء الشهداء
  • أحمد حافظ: مهنة المونتاج تشبه الهندسة كثيرًا
  • حكم زراعة العدسات الملونة عن طريق العمليات الجراحية