الخرطوم ـ «القدس العربي»: تجدد القتال، الجمعة، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في عدة مناطق في الخرطوم، في حين أفادت هيئة محامي دارفور عن وصول القائد الثاني في «الدعم» عبد الرحيم دقلو إلى مدينة نيالا، في ولاية جنوب دارفور، بغرض توسيع العمليات القتالية، محذرة من أن ذلك سيؤدي إلى تكريس الحروب والمنازعات القبلية وتدمير المدينة.


وفي الخرطوم، قصفت مدفعية الجيش من وادي سيدنا شمال أمدرمان تجمعات لـ «الدعم» في أحياء أمدرمان القديمة ومواقع في السوق الشعبي. كما هاجمت مسيّرات تابعة للجيش ارتكازات أخرى في شرق النيل وأحياء شرق العاصمة.
في وقت ردت فيه قوات «الدعم» بالقصف المدفعي من أماكن تمركزها في الخرطوم بحري على قاعدة كرري العسكرية شمال أمدرمان.
وقال مواطنون لـ «القدس العربي» إن أعمدة الدخان ما زالت تتصاعد من نواحي القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم مع سماع دوي انفجار وقصف مدفعي متقطع.
ودارت مساء الأربعاء مواجهات مباشرة وعنيفة بين طرفي النزاع في حي العمدة وسط أمدرمان استمرت لنحو ثلاث ساعات واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة قبل أن تتراجع حدة الاشتباكات.
وحسب لجان المقاومة في المنطقة الجيش تصدى لمحاولة هجوم من قبل قوات «الدعم».

مجزرة في أمدرمان

وفي سياق متصل، اتهمت وزارة الخارجية قوات «الدعم» بـ»ارتكاب مجزرة بشرية في أمدرمان أمس الأول بعد قصفها لمحطة مواصلات عامة في ذروة ازدحامها في منطقة الجرافة شمال أمدرمان بالمدفعية الثقيلة.
وأشارت في بيان لها، أمس، الى أن «الحصيلة الأولية للقصف عشرة قتلى من بينهم أطفال في حين لا يزال عدد كبير من الجرحى يتلقون العلاج وبعضهم إصابته خطيرة، مما يرشح عدد الضحايا للارتفاع، إلى جانب تدمير مركبات ومحلات تجارية، مما يعني حرمان عشرات الأسر من مصادر دخلها».

مخطط «شرير»

واعتبر البيان أن «تلك الجريمة امتداداً للمخطط الشرير الإرهابي للميليشيا الرامي لإخلاء العاصمة من السكان بغرض الاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم وتحويل المناطق السكنية إلى ثكنات عسكرية».
وزاد: «ما يعضد ذلك خلو المنطقة المستهدفة من أي أهداف عسكرية إذ أنها منطقة سكنية وتجارية».
وفي الموازاة، كشف البيان عن تعرض فتاة في منطقة الفتيحاب وسط أمدرمان للاغتصاب من خمسة من أفراد «الدعم» مشيراً إلى تعرض متطوعة في مساعدة متضرري الحرب في الخرطوم بحري، في اليوم نفسه، للاغتصاب من أفراد الجهة نفسها».
ونددت الخارجية كذلك باستهداف الدعم بالقصف مبنى مفوضية العون الإنساني في الخرطوم، مبينة أن المفوضية هي الجهة المسؤولة عن تيسير وتقديم المساعدات الإنسانية في كل أنحاء البلاد.

«الحركة الإسلامية» تعتبر عقوبات أمريكا «قلادة شرف» على صدر أمينها العام

وقالت: إن «ارتكاب الميليشيا لهذه الجرائم الشنيعة في يوم واحد وحيز جغرافي محدود، لهو أكبر دليل على الطبيعة الإجرامية الإرهابية لهذه الميليشيا مما يحتم على المجتمع الدولي التعامل معها على ذلك الأساس».
وعلى صعيد آخر، أعلنت هيئة محامي دارفور، عن وصول عبد الرحيم دقلو ـ قائد ثاني الدعم السريع ـ وشقيق قائدها، إلى نيالا في ولاية جنوب دارفور، خلال اليومين الماضيين بغرض توسيع نطاق العمليات القتالية في المدينة.
وأفادت الهيئة في بيان لها، أنها تحصلت على معلومات بوصول دقلو إلى نيالا وتعزيرات قدرات «الدعم السريع» القتالية بمعدات حربية.
واعتبرت الهيئة ذلك «اتجاهاً لتوطين العمليات القتالية في ولاية جنوب دارفور وعاصمتها مدينة نيالا» مؤكدة أن «هذه العمليات القتالية تؤدي إلى تكريس الحروب والمنازعات القبلية».
وأشارت إلى أن محلية كبم في ولاية جنوب دارفور تشهد قتالاً طاحناً بين عناصر من قبيلتي السلامات والبني هلبة تجاوز عدد ضحاياه الـ 200 قتيل.
وأكد محامو دارفور أن العمليات القتالية في مدينة نيالا أدت إلى نزوح غالبية السكان من الأحياء الوسطية وأحياء أخرى إلى مناطق داخل السودان وخارجه.
وطالبوا «الدعم السريع» بتجنيب مدينة نيالا المزيد من «أسباب الخراب والدمار والانقسامات المجتمعية».
وشددت الهيئة على ضرورة اللجوء الى الوسائل السلمية لأي مطالب، من دون السماح بإفلات كافة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
سياسيا، تباينت ردود الأفعال إزاء العقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية، أول أمس الأربعاء، على رجل الحركة الإسلامية الأول في السودان، وزير الخارجية في النظام السابق علي كرتي، فضلا عن شركتين لهما صلة بـ»الدعم السريع».
واعتبرت الحركة الاسلامية في بيان لها، أن العقوبات على كرتي «استمرار في استصدار قرارات جائرة من قبل الولايات المتحدة التي تعاود الوقوف في الصف الخطأ في حقبة مهمة في تاريخ السودان» وفق تعبيرها.
وأكدت أن القرار الأمريكي «قلادة شرف على صدر أمينها العام الذي وقف بنفسه وماله في سبيل الله والوطن» مشيرة إلى أن «موقف الحركة الإسلامية وكرتي، منذ 11 أبريل/نيسان، كان الانحياز إلى صف المحافظة على سلامة البلاد واستقرارها».
لكن في المقابل، قال المتحدث الرسمي لتحالف قوى «الحرية والتغيير – المجلس المركزي» شهاب إبراهيم إن «العقوبات تحمل كل المسؤولية لقادة الحركة الإسلامية وتحاصر المسؤولين منهم مسؤولية الجرائم التي ارتكبت في دارفور، حتى لا يظنوا أنهم أفلتوا من العقاب، وبعد أن يستعيد السودانيون حياتهم الاعتيادية سيتم تسليمهم لمحكمة الجرائم الدولية ومحاكمة من أشعل الحرب».
وأضاف في تدوينة على صفحته في «فيسبوك»: «‏العقوبات تؤكد أن الحركة الإسلامية وجهاتها العسكرية هي من تنشط في المشاركة في المعارك بدعوة أنها حرب كرامة برغم كل المأسي التي تهدد حياة المواطنات والمواطنين السودانيين، ومن أجل عودتهم للمشهد السياسي، متناسين تكلفة فاتورة 30 عاما من التدمير والحرب والخراب الذي طال كل نواحي الحياة في السودان».
وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية والقيادي في نظام البشير، إضافة إلى شركتين إحداهما مقرها روسيا بعد أن اتهمتهم بمفاقمة عدم الاستقرار في السودان.
فيما أوضح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الامريكية أن «كرتي» اتخذ ضمن جهات فاعلة أخرى خطوات لتقويض جهود السودان في إقامة حكم مدني ديمقراطي، وأعاق الجهود المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع الحالي بين الجيش والدعم السريع، فضلا عن الجهود المدنية السودانية لاستئناف التحول الديمقراطي المتوقف في السودان.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی ولایة جنوب دارفور العملیات القتالیة الحرکة الإسلامیة الدعم السریع مدینة نیالا فی الخرطوم فی السودان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يشن هجوما عنيفا على الدعم السريع وسط الخرطوم

قالت مصادر عسكرية لرويترز إن الجيش السوداني شن اليوم الخميس ضربات مدفعية وجوية في العاصمة السودانية الخرطوم، في أكبر عملية لاستعادة الأراضي هناك منذ بداية حربه على قوات الدعم السريع والمستمرة منذ 17 شهرا.

وأفاد شهود عيان بوقوع قصف عنيف واشتباكات عندما حاولت قوات الجيش عبور الجسور عبر نهر النيل التي تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل العاصمة الكبرى، الخرطوم وأم درمان وبحري.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش السوداني عبر من أم درمان إلى الخرطوم والخرطوم بحري واشتبك مع قوات الدعم السريع.

وأضاف المراسل أن الجيش السوداني سيطر على مداخل 3 جسور تربط بين الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.

وعلى الرغم من أن الجيش استعاد بعض الأراضي في أم درمان في وقت مبكر من هذا العام، فإنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد القوات البرية الأكثر فعالية لقوات الدعم السريع المتمركزة في أجزاء أخرى من العاصمة.

دخان وحرائق بالخرطوم جراء القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع (رويترز)

كما أفادت مصادر عسكرية للجزيرة بأن الجيش هاجم عدة مواقع عسكرية لقوات الدعم السريع بمحيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم، مع وقوع اشتباكات عنيفة.

وشمل هجوم الجيش منطقة بحري شمالي الخرطوم باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة في المعارك التي ما زالت مستمرة، فضلا عن قيام سلاح الجو السوداني بعدة طلعات بالعاصمة.

وكشفت المصادر عن تقدم الجيش في عدة محاور بعد سيطرته على مداخل جسري النيل الأبيض والفتيحاب من ناحية الخرطوم وجسر الحلفايا من ناحية بحري.

لقاءات دولية

وعلى صعيد التطورات السياسية، التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في نيويورك أمس الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما سيجري مزيدا من القاءات مع رؤساء الدول والحكومات من مختلف دول العالم.

وناقش البرهان الحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وأهمية الحوار الحقيقي الذي يؤدي إلى تسوية سلمية شاملة عن طريق التفاوض.

جاء ذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79، وسيلقي خطاب السودان اليوم الخميس.

ومن جهة أخرى، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي ترحيب بلاده بالتعاون مع كافة المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب ونزع فتيل الأزمة في السودان.

وشدد عبد العاطي على أهمية التوصل بأسرع وقت إلى وقف للقتال والعمل على نجاح المرحلة الانتقالية في السودان، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين.

ويعاني السودان جراء حرب متواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • للمرة الثانية خلال أسبوع.. طائرة شحن تهبط في مطار نيالا
  • ردا على البرهان.. حميدتي يبعث برسالة مسجلة للأمم المتحدة
  • حميدتي مستعد لوقف إطلاق النار.. والبرهان يشترط إنهاء احتلال الدعم السريع
  • في رسالة مسجلة.. حميدتي يرد على كلمة البرهان أمام الأمم المتحدة
  • السودان: الجيش يشن هجوماً غير مسبوق على الدعم السريع بالخرطوم
  • الجيش السوداني يشنّ غارات ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم
  • الجيش السوداني يشن هجوما عنيفا على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • معارك عنيفة في الخرطوم بين الجيش والدعم السريع
  • دعوات لإنهاء الحرب في السودان وتحذير من تكلفة التقاعس عن العمل
  • صور حديثة تظهر آثار الخراب والدمار الذي تعرض له مطار نيالا بولاية جنوب دارفور