يعتبر القمح أهم محاصيل الحبوب الغذائية التي يعتمد عليها الشعب المصري في غذائه، وتستخدم حبوبه لإنتاج الخبز والمكرونة، كما يستخدم مربو الحيوانات تبن القمح كغذاء أساسي للحيوان، لذلك تولى الدولة أهمية خاصة لمحصول القمح.

ولكن يتجه سعر القمح نحو تسجيل أسوأ سلسلة خسائر فصلية منذ 14 عاما، إذ أدى الحصاد الوفير في أجزاء من نصف الكرة الشمالي إلى تعويض النقص الناتج عن التوترات المستمرة في البحر الأسود بعد إنهاء اتفاق الحبوب.

أسوأ سلسلة خسائر للقمح

وهبطت أمس الجمعة، العقود المستقبلية في بورصة شيكاغو بنحو 11 بالمئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتستعد للانخفاض الفصلي الرابع.

ورغم إنهاء روسيا لاتفاق الممر الآمن للحبوب في يوليو الماضي، الذي سمح لأوكرانيا بتصدير شحناتها، إلا أن الإمدادات الوفيرة أدت إلى تقييد الأسعار، وكانت روسيا واحدة من الدول التي جنت حصادا وفيرا، وقد يستمر انخفاض أسعار القمح طويلا ويتحول إلى المستوى الأساسي للأسعار .

وفي هذا الصدد، قال مايكل وايتهيد، رئيس قسم توقعات الشركات الزراعية في مجموعة "أستراليا أند نيوزيلندا" المصرفية: "الأحداث المحيطة ببداية الصراع في أوكرانيا أوضحت أن العالم يمكنه الآن -وفي هذا العصر- إيصال شحنات الحبوب إلى الأماكن التي تحتاج إليها. وقد يدوم هذا السعر المنخفض للقمح لفترة طويلة، ويتحول إلى المستوى الأساسي للأسعار".

بلومبرج: مصر تتفاوض لشراء مليون طن من القمح الروسي المغرب يستهدف مليوني طن من واردات القمح في أكتوبر وديسمبر

ومنذ انهيار صفقة الحبوب؛ لجأت أوكرانيا إلى استخدام طرق تصدير بديلة مثل نهر الدانوب، الذي قصفته روسيا بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة.

تحقيق الأمن الغذائي في مصر

وبدأت السفن أيضاً بالعودة إلى موانئ كييف المطلة على البحر الأسود، لكن من غير المعلوم حتى الآن ما إذا كانت الجهود المبذولة لإعادة فتح الممر الآمن للحبوب ستعزز الشحنات.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي: "بالرغم من سلسلة خسائر التي حققتها أسعار القمح، ولكن الدولة تقوم بجهود كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي في مصر، فشحنات القمح تتوالى بشكل مستمر لتغطية الاحتياجات طوال العام وذلك وفقا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الشأن".

وأوضح كمال، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأزمات المتلاحقة التي حدثت في العالم بدءا من أزمة كورونا وحتى الحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي إلى تعديلات في الفكر الاقتصادي والأهمية الزراعية على مستوى العالم، والحكومة المصرية تبذل جهود حثيثة في هذا السياق منذ عام 2014.

وأكد أن ملف الأمن الغذائي في أولويات الدولة المصرية، لافتا إلى ما تقوم به الدولة من جهود لاستيراد القمح بجانب بعض السلع الأساسية نتيجة الأزمات التي مر بها العالم، وتمكنت مصر من رفع المخزون الاستراتيجي لها لزيادة اطمئنان المواطنين.

تعطيل اتفاق تصدير الحبوب

وأظهر مسح أجرته هيئة الإحصاء الكندية، الثلاثاء الماضي، انخفاض إنتاج القمح في كندا بنسبة 14.2 في المائة في عام 2023 مقارنة بعام 2022، وذلك بسبب انخفاض هطول الأمطار عن المتوسط وارتفاع درجات الحرارة، ولذلك، انخفضت أسعار القمح في شيكاغو بنسبة 10 في المائة تقريباً هذا الشهر، مع تزويد السوق بشكل جيد بالحبوب الروسية الرخيصة.

ورفعت شركة سوفيكون  الروسية للاستشارات الزراعية، توقعاتها لمحصول روسيا هذا العام إلى 92.1 مليون طن متري من 87.1 مليون طن العام الماضي.

ملايين الأطنان.. مصر تؤمن محصول القمح حتى هذا الموعد ومفاجأة بشأن الكميات بعد الحرب الروسية.. مصر تنجح في تخطي أزمة القمح بالتعاون مع كازاخستان

وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق من يوليو الماضي، أنها أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة رسميًا بعدم موافقتها على تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي كان يتعين تمديده في 17 يوليو الماضي.

وقال أردوغان، حينها- في مؤتمر صحفي بالعاصمة الهندية نيودلهي على هامش اجتماعات قمة العشرين، أن أنقرة "تولي أهمية قصوى لإيصال الحبوب إلى الدول الإفريقية والفقيرة"، موضحًا أنه "من غير الممكن استمرار اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إذا استثنى روسيا".

وهدفت الاتفاقية التي أبرمت برعاية أنقرة والأمم المتحدة في صيف العام 2022، إلى تأمين صادرات الحبوب من كييف عبر المواني الأوكرانية المطلة على البحر الأسود.

وأنهت روسيا في يوليو الماضي العمل بهذا الاتفاق المهم لإمدادات الغذاء العالمية، موضحة أنّ العقوبات الغربية تُعرقل وصول منتجاتها الزراعية والأسمدة إلى الأسواق الدولية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القمح روسيا الاقتصاد العالمى محصول القمح سعر القمح الامن الغذائي اتفاق تصدير الحبوب البحر الأسود یولیو الماضی فی هذا

إقرأ أيضاً:

السفير الروسي لدى كندا: جميع محاولات الغرب لعزل روسيا فشلت

أوتاوا-سانا

أكد السفير الروسي لدى كندا أوليغ ستيبانوف أن جميع محاولات الغرب لعزل روسيا من خلال سلسلة من العقوبات الجهنمية كان مصيرها الفشل والضربة الرئيسية من هذه القيود عادت إلى سكان البلدان التي طبقتها.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن ستيبانوف قوله في بيان نشر على موقع السفارة على منصة إكس إن “الحرب الاقتصادية للغرب الجماعي كانت تهدف إلى تدمير الاقتصاد الروسي، في حين يتجاهل الحلفاء الغربيون بعناد التكاليف المتزايدة بسرعة لمثل هذا المسار السياسي”، مؤكداً أن بلاده نجحت في التغلب على جميع العقبات المصطنعة، ما يدل على ذلك نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.6 بالمئة خلال العام الماضي، وهو أعلى من أي من دول مجموعة السبع.

وأضاف ستيبانوف إن النخب الغربية لا تزال تفكر في مصطلحات “الدبلوماسية القسرية” التي عفا عليها الزمن والتي تتسم بالفاعلية في إخضاع الدول الأخرى لإرادتها، مشيراً إلى أن “المحاربين الوهميين” الذين من المفترض أنهم يدافعون عن الليبرالية ومبادئ اقتصاد السوق قد خانوا هذه المفاهيم منذ فترة طويلة.

يذكر أن روسيا أشارت مرات عديدة إلى أنها ستتعامل بالمثل مع العقوبات ضدها من أي دولة، مبينة أن الغرب يفتقر إلى الشجاعة للاعتراف بفشل عقوباته ضد روسيا.

مقالات مشابهة

  • الفاو: ارتفاع أسعار الزيوت النباتية والسكر ومنتجات الألبان في يونيو الماضي
  • «تايم»: التصعيد الروسي ضد الغرب.. هل نحن على حافة حرب نووية؟
  • بوتين: إنهاء الأزمة الأوكرانية يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من أراضي روسيا الجديدة
  • قائد البحرية الأوكرانية: روسيا تفقد السيطرة على محور شبه جزيرة القرم
  • بيسكوف: الكرملين لا يتدخل في قرار تعليق ارتداء النقاب في روسيا
  • الموت المبكر مرتبط بالأطعمة فائقة المعالجة أيضًا.. ما العلاقة بينهما؟
  • اعرف الأسباب.. بوتين يعارض وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • السفير الروسي لدى كندا: جميع محاولات الغرب لعزل روسيا فشلت
  • برلماني روسي: موسكو تدرس نشر صواريخ في كوبا
  • روسيا تصد هجوما أوكرانيا على ميناء بالبحر الأسود .. ودول الناتو ترفض خطة لدعم كييف