دراسة: الرياضة في عطلة نهاية الأسبوع قد تغنيك عن ممارستها يوميا
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
كثيرون يعيشون صراعا بين ضغوط الحياة اليومية وما تفرضه من احتياجات تتطلب مزيدا من العمل والوقت، وضغوط التوعية الصحية وتحسين نمط الحياة، التي تُلح على عقولهم طوال الوقت بأنه لا مناص من التغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام، للوقاية من الأمراض والتمتع بعمر مديد.
وهو ما قد يُسبب حالة من الشعور بالذنب، لا تخلو من تداعيات جسدية ونفسية لدى الأشخاص المشغولين لدرجة لا تُمكّنهم من ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وبالكاد يستطيعون ممارستها في عطلة نهاية الأسبوع فقط.
ومن هنا تأتي أهمية نتائج دراسة أجراها باحثون في جامعة هارفارد، ونُشرت في يوليو/تموز الماضي، وقوّضت بعض المعتقدات السائدة حول الاكتفاء بممارسة الرياضة في عطلة نهاية الأسبوع فقط، وما إذا كانت آمنة وفعالة أو لا.
وأشارت الدراسة إلى أن من يتمرنون في عطلة نهاية الأسبوع فقط، بإمكانهم أن يتمتعوا بلياقة بدنية وصحية مثل أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام طوال الأسبوع، كما أنهم أقل عرضة للإصابة بمشكلات في القلب، ممن لا يتمرنون إلا نادرا، وأن الوقت المناسب لممارسة الرياضة هو كلما استطعنا أو أردنا ذلك، حتى لو كان في أيام السبت فقط.
لا أحد يُنكر فوائد الرياضة للصحة العامة، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية البالغين بممارسة نشاط بدني معتدل لفترات لا يقل مجموعها عن ساعتين ونصف الساعة إلى 5 ساعات، أو ساعة وربع إلى ساعتين ونصف من النشاط القوي كل أسبوع. ويشمل ذلك، التمارين الرياضية من أجل المتعة واللياقة البدنية، أو النشاطات الحركية أثناء تأدية المهام الوظيفية، أو القيام بالأعمال المنزلية.
لكن ماذا عن طبيعة الحياة العصرية المزدحمة التي قد تجعل من الصعب على بعض الناس ممارسة الرياضة يوميا بشكل منتظم، مما يضطرهم إلى اختصار معظم النشاطات البدنية والتمارين الرياضية في بضعة أيام، كما يفعل "محاربو عطلة نهاية الأسبوع"؟ وهم من يؤجلون النشاطات البدنية المرهقة، للقيام بها في العطلات أو أوقات الفراغ، أو من يخصصون نهاية الأسبوع لممارسة الرياضة والهوايات، في يوم أو يومين، بشرط توافر مستوى معين من اللياقة البدنية، يسمح بجني الفوائد الصحية.
للمقارنة بين هذين النمطين من النشاط البدني الأسبوعي، من حيث الفاعلية في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية المؤدية للوفاة، قدمت الدراسة تحليلا لقاعدة بيانات "البنك الحيوي في المملكة المتحدة"، شمل قرابة 90 ألف شخص، ارتدوا جهاز تتبع نشاط حول المعصم لمدة 7 أيام، لمراقبة حالة القلب والأوعية الدموية.
حوالي ثلث المشاركين (33.7٪) في الدراسة -التي استمرت على مدى أكثر من 6 سنوات- كانوا غير نشطين، حيث يمارسون نشاطا بدنيا أقل من الحد الأدنى الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، وهو ساعتان ونصف الساعة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعيا.
وحوالي 42.2% من النشطين الذين حققوا الحد الموصى به، ولكن خلال يوم أو يومين، على طريقة "محاربي عطلة نهاية الأسبوع". أما الربع المتبقي من المشاركين (24%) فكانوا نشطين بانتظام، ويوزعون المدة الموصى بها على أيام الأسبوع.
ووجد الباحثون أن المجموعتين النشطتين- مقارنة بغير النشطين- أظهرتا انخفاضا متقاربا في الإصابة بـ:
النوبات القلبية، أقل بنسبة 27% لدى النشطين في نهاية الأسبوع، و35% لدى النشطين بانتظام. قصور القلب، أقل بنسبة 38% لدى النشطين في نهاية الأسبوع، و36% لدى النشطين بانتظام. عدم انتظام ضربات القلب، أقل بنسبة 22% لدى النشطين في نهاية الأسبوع، و19% لدى النشطين بانتظام. السكتة الدماغية، أقل بنسبة 21% لدى النشطين في نهاية الأسبوع، و17% لدى النشطين بانتظام.كما أظهرت البيانات التكميلية للدراسة أن جلسة جيدة من التمارين الرياضية تقلل المخاطر على صحة القلب؛ مثل: ضغط الدم ومستويات السكر والكوليسترول لمدة يوم أو أكثر؛ وتوفر حماية أفضل من أمراض القلب والدورة الدموية على المدى الطويل.
رأي العلمأشارت العديد من الدراسات والمراجعات العلمية خلال العشرين عاما الماضية، إلى أن "محاربي عطلة نهاية الأسبوع" يحصلون على فوائد صحية كبيرة من خلال تمارينهم الروتينية المضغوطة.
وفي مقدمة هذه الدراسات واحدة نُشرت في 2004، بعد أن استغرقت 5 سنوات وشملت حوالي 8500 رجل أميركي، ممن لا يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، وأظهرت أن ممارسي الرياضة في عطلة نهاية الأسبوع كانوا أقل عرضة للوفاة، مقارنة بالمشاركين غير النشطين.
كما توصلت دراسة أخرى نُشرت في 2017، بعد تحليل بيانات أكثر من 63 ألف شخص بالغ من إنجلترا وأسكتلندا، تُوبعوا على مدار 12 عاما؛ إلى أن "أنماط النشاطات البدنية غير المنتظمة لمحاربي عطلة نهاية الأسبوع، قد تقلل من خطر الوفاة".
أظهرت دراسة استطلاعية -كذلك- أجراها البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، ونُشرت في 2022؛ أن 19 دقيقة فقط من النشاط البدني القوي أسبوعيا، ارتبطت بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 40٪.
تلاها تحليل نشرته الجهة نفسها في الفترة نفسها، أظهر أن ممارسة دقيقة واحدة من النشاط البدني القوي، من 3 إلى 4 مرات في اليوم، يمكن أن يُقلل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار النصف تقريبا.
ويعني هذا أن الدراسة الجديدة والأبحاث السابقة اتفقتا على نتيجة مفادها أن "محاربي عطلة نهاية الأسبوع" يحصلون على فوائد للقلب من خلال بضعة أيام فقط من التمارين الرياضية، دون أن يتعرضوا للإصابة أكثر من المتدربين الآخرين.
ولذلك إذا كان من الصعب ممارسة الرياضة خلال أسبوع مزدحم، فيمكن التخطيط لأداء نشاطات بدنية معتدلة أو قوية في بضعة أيام من الأسبوع، أو في عطلة نهاية الأسبوع؛ وهو ما يُعدّ أمرا مشجعا، وأفضل بكثير من عدم أداء أي نشاط بدني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القلب والأوعیة الدمویة التمارین الریاضیة من النشاط البدنی ممارسة الریاضة بضعة أیام أقل بنسبة
إقرأ أيضاً:
توقعات أولية .. الأردن يتأثر بمنخفض جوي نهاية الأسبوع
#سواليف
يتوقع بشكل أولي أن يتأثر الأردن بمنخفض جوي من متوسط إلى قوي نهاية الأسبوع الجاري، ليجلب الأمطار والرياح والأجواء الشتوية الباردة.
ويكون هذا المنخفض مسبوقا بموجة دافئة جداً ترتفع من خلالها درجات الحرارة إلى مستويات تفوق منتصف العشرينات في كثير من المناطق وتكون ثلاثينية في الأغوار والبحر الميت وخليج العقبة.
من جهته، قال المركز العربي للمناخ إن أحدث التوقعات تشير إلى أن منطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط قد تتأثر اعتبارًا من نهاية الأسبوع المقبل بكتلة هوائية شديدة البرودة تحمل معها رياحًا قطبية المنشأ، تزامنًا مع الاعتدال الربيعي.
مقالات ذات صلة 5 شهداء بينهم صحفي بقصف إسرائيلي شمال قطاع غزة 2025/03/15وفقًا للمعطيات الحالية، والتي لا تزال غير نهائية نظرًا لبعد الفترة نسبيًا، فمن المتوقع أن يتحرك نزول قطبي باتجاه شرق القارة الأوروبية، بالتزامن مع تمركز مرتفع جوي وسط أوروبا ونشاط ملحوظ لعواصف الأطلسي.
هذه المنظومة الجوية ستؤدي إلى تشكّل ما يُعرف بـنظام الأوميغا، مما سيسمح بانحدار جزء كبير من الرياح القطبية المتمركزة شرق أوروبا نحو الجنوب، ليؤثر مباشرةً على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
نتيجة لهذا الاندفاع، يُتوقع أن تنفصل الكتلة الهوائية الباردة جزئيًا، مما قد يؤدي إلى تكوّن حوض بارد مغلق (CutOff)، وهو ما يجعل توقعات مسار الكتلة الهوائية أكثر تعقيدًا بسبب حركتها الحرة.
ونظرًا لانفصال الكتلة الهوائية الباردة عن مصدرها الرئيسي، فمن المتوقع أن تمكث فوق المنطقة لفترة طويلة، ما سيؤدي إلى قلب الأجواء لتصبح وكأنها في قلب الشتاء تمامًا، مع استمرار البرودة القارسة لفترة أطول من المعتاد.
ورغم ذلك، تظل احتمالية تشكّل منخفض جوي ماطر وعاصف قائمة، قد يؤثر على كل من الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان، شمال مصر، العراق، وشمال السعودية.
ومن المتوقع أن يجلب هذا المنخفض أمطارًا واسعة النطاق، إلى جانب انخفاض ملموس في درجات الحرارة، بحيث تصبح أقل من معدلاتها العامة بأكثر من 8 درجات مئوية في العديد من المناطق، وهو انخفاض لافت بالنسبة لهذا الوقت من العام.
وحتى الآن لا تعتبر التوقعات أعلاه نهائية نظراً لبعد الفترة نسبياً، وسنوافيكم بآخر المستجدات أولاً بأول.