كثيرون يعيشون صراعا بين ضغوط الحياة اليومية وما تفرضه من احتياجات تتطلب مزيدا من العمل والوقت، وضغوط التوعية الصحية وتحسين نمط الحياة، التي تُلح على عقولهم طوال الوقت بأنه لا مناص من التغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام، للوقاية من الأمراض والتمتع بعمر مديد.

وهو ما قد يُسبب حالة من الشعور بالذنب، لا تخلو من تداعيات جسدية ونفسية لدى الأشخاص المشغولين لدرجة لا تُمكّنهم من ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وبالكاد يستطيعون ممارستها في عطلة نهاية الأسبوع فقط.

ومن هنا تأتي أهمية نتائج دراسة أجراها باحثون في جامعة هارفارد، ونُشرت في يوليو/تموز الماضي، وقوّضت بعض المعتقدات السائدة حول الاكتفاء بممارسة الرياضة في عطلة نهاية الأسبوع فقط، وما إذا كانت آمنة وفعالة أو لا.

وأشارت الدراسة إلى أن من يتمرنون في عطلة نهاية الأسبوع فقط، بإمكانهم أن يتمتعوا بلياقة بدنية وصحية مثل أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام طوال الأسبوع، كما أنهم أقل عرضة للإصابة بمشكلات في القلب، ممن لا يتمرنون إلا نادرا، وأن الوقت المناسب لممارسة الرياضة هو كلما استطعنا أو أردنا ذلك، حتى لو كان في أيام السبت فقط.

الذين يمارسون الرياضة في عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يتمتعوا بلياقة صحية مثل الآخرين (بيكسلز) محاربو عطلة نهاية الأسبوع

لا أحد يُنكر فوائد الرياضة للصحة العامة، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية البالغين بممارسة نشاط بدني معتدل لفترات لا يقل مجموعها عن ساعتين ونصف الساعة إلى 5 ساعات، أو ساعة وربع إلى ساعتين ونصف من النشاط القوي كل أسبوع. ويشمل ذلك، التمارين الرياضية من أجل المتعة واللياقة البدنية، أو النشاطات الحركية أثناء تأدية المهام الوظيفية، أو القيام بالأعمال المنزلية.

لكن ماذا عن طبيعة الحياة العصرية المزدحمة التي قد تجعل من الصعب على بعض الناس ممارسة الرياضة يوميا بشكل منتظم، مما يضطرهم إلى اختصار معظم النشاطات البدنية والتمارين الرياضية في بضعة أيام، كما يفعل "محاربو عطلة نهاية الأسبوع"؟ وهم من يؤجلون النشاطات البدنية المرهقة، للقيام بها في العطلات أو أوقات الفراغ، أو من يخصصون نهاية الأسبوع لممارسة الرياضة والهوايات، في يوم أو يومين، بشرط توافر مستوى معين من اللياقة البدنية، يسمح بجني الفوائد الصحية.

الدراسة أظهرت أن جلسة جيدة من التمارين الرياضية تقلل المخاطر على صحة القلب (شترستوك) تقارب نتائج الطريقتين في تقليل مخاطر الوفاة

للمقارنة بين هذين النمطين من النشاط البدني الأسبوعي، من حيث الفاعلية في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية المؤدية للوفاة، قدمت الدراسة تحليلا لقاعدة بيانات "البنك الحيوي في المملكة المتحدة"، شمل قرابة 90 ألف شخص، ارتدوا جهاز تتبع نشاط حول المعصم لمدة 7 أيام، لمراقبة حالة القلب والأوعية الدموية.

حوالي ثلث المشاركين (33.7٪) في الدراسة -التي استمرت على مدى أكثر من 6 سنوات- كانوا غير نشطين، حيث يمارسون نشاطا بدنيا أقل من الحد الأدنى الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، وهو ساعتان ونصف الساعة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعيا.

وحوالي 42.2% من النشطين الذين حققوا الحد الموصى به، ولكن خلال يوم أو يومين، على طريقة "محاربي عطلة نهاية الأسبوع". أما الربع المتبقي من المشاركين (24%) فكانوا نشطين بانتظام، ويوزعون المدة الموصى بها على أيام الأسبوع.

ممارسو الرياضة نهاية الأسبوع يحصلون على فوائد صحية كبيرة من خلال تمارينهم الروتينية المضغوطة (بيكسلز)

ووجد الباحثون أن المجموعتين النشطتين- مقارنة بغير النشطين- أظهرتا انخفاضا متقاربا في الإصابة بـ:

النوبات القلبية، أقل بنسبة 27% لدى النشطين في نهاية الأسبوع، و35% لدى النشطين بانتظام. قصور القلب، أقل بنسبة 38% لدى النشطين في نهاية الأسبوع، و36% لدى النشطين بانتظام. عدم انتظام ضربات القلب، أقل بنسبة 22% لدى النشطين في نهاية الأسبوع، و19% لدى النشطين بانتظام. السكتة الدماغية، أقل بنسبة 21% لدى النشطين في نهاية الأسبوع، و17% لدى النشطين بانتظام.

كما أظهرت البيانات التكميلية للدراسة أن جلسة جيدة من التمارين الرياضية تقلل المخاطر على صحة القلب؛ مثل: ضغط الدم ومستويات السكر والكوليسترول لمدة يوم أو أكثر؛ وتوفر حماية أفضل من أمراض القلب والدورة الدموية على المدى الطويل.

رأي العلم

أشارت العديد من الدراسات والمراجعات العلمية خلال العشرين عاما الماضية، إلى أن "محاربي عطلة نهاية الأسبوع" يحصلون على فوائد صحية كبيرة من خلال تمارينهم الروتينية المضغوطة.

وفي مقدمة هذه الدراسات واحدة نُشرت في 2004، بعد أن استغرقت 5 سنوات وشملت حوالي 8500 رجل أميركي، ممن لا يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، وأظهرت أن ممارسي الرياضة في عطلة نهاية الأسبوع كانوا أقل عرضة للوفاة، مقارنة بالمشاركين غير النشطين.

إذا كان من الصعب ممارسة الرياضة خلال أسبوع مزدحم فيمكن أداء نشاطات بدنية في بضعة أيام من الأسبوع (بيكسلز)

كما توصلت دراسة أخرى نُشرت في 2017، بعد تحليل بيانات أكثر من 63 ألف شخص بالغ من إنجلترا وأسكتلندا، تُوبعوا على مدار 12 عاما؛ إلى أن "أنماط النشاطات البدنية غير المنتظمة لمحاربي عطلة نهاية الأسبوع، قد تقلل من خطر الوفاة".

أظهرت دراسة استطلاعية -كذلك- أجراها البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، ونُشرت في 2022؛ أن 19 دقيقة فقط من النشاط البدني القوي أسبوعيا، ارتبطت بانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 40٪.

تلاها تحليل نشرته الجهة نفسها في الفترة نفسها، أظهر أن ممارسة دقيقة واحدة من النشاط البدني القوي، من 3 إلى 4 مرات في اليوم، يمكن أن يُقلل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار النصف تقريبا.

ويعني هذا أن الدراسة الجديدة والأبحاث السابقة اتفقتا على نتيجة مفادها أن "محاربي عطلة نهاية الأسبوع" يحصلون على فوائد للقلب من خلال بضعة أيام فقط من التمارين الرياضية، دون أن يتعرضوا للإصابة أكثر من المتدربين الآخرين.

ولذلك إذا كان من الصعب ممارسة الرياضة خلال أسبوع مزدحم، فيمكن التخطيط لأداء نشاطات بدنية معتدلة أو قوية في بضعة أيام من الأسبوع، أو في عطلة نهاية الأسبوع؛ وهو ما يُعدّ أمرا مشجعا، وأفضل بكثير من عدم أداء أي نشاط بدني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القلب والأوعیة الدمویة التمارین الریاضیة من النشاط البدنی ممارسة الریاضة بضعة أیام أقل بنسبة

إقرأ أيضاً:

5 أطعمة صحية تغنيك عن تناول السكر خلال فصل الشتاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع حلول فصل الشتاء، تزداد رغبة الكثيرين في تناول الأطعمة الدسمة والحلويات نتيجة لانخفاض درجات الحرارة وزيادة الشعور بالجوع، مما يؤدي إلى تراكم الوزن الزائد، فالحفاظ على الوزن خلال هذا الفصل يُعد ضرورة أساسية للحفاظ على الصحة العامة وتجنب المشكلات المرتبطة بالسمنة.

يلعب اختيار بدائل طبيعية وصحية للسكر دورًا مهمًا في السيطرة على الرغبة في تناول الحلويات، مع تعزيز استقرار مستويات الطاقة في الجسم من خلال اتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على بدائل السكر والمكونات الغنية بالعناصر الغذائية، يمكن تجنب زيادة الوزن والاستمتاع بصحة أفضل طوال فصل الشتاء.

 وتقدم لكم “البوابة نيوز” بدائل طبيعية للسكر يمكن اعتمادها خلال فصل الشتاء، وللحفاظ على نظام غذائي صحي يُمكن دمج هذه الأطعمة في وجباتك اليومية كبدائل طبيعية وآمنة، مما يساهم في تحسين صحتك العامة وتقليل الاعتماد على السكريات المصنعة، وذلك وفقًا لما تم نشره بموقع “ تايمز أوف انديا”. 

1. المكسرات والبذور
تُعد المكسرات والبذور، مثل اللوز والجوز وبذور الشيا والكتان، خيارًا ممتازًا للحد من الرغبة في تناول السكر، فهي غنية بالدهون الصحية والبروتين والألياف، مما يُبقي مستوى السكر في الدم مستقرًا ويمنحك شعورًا بالشبع لفترات أطول.

2. البطاطا الحلوة
بفضل غناها بالكربوهيدرات المعقدة والألياف، تُعتبر البطاطا الحلوة مصدرًا رائعًا للطاقة، فهي تُبطئ عملية الهضم، مما يمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مفاجئ، بينما تُرضي حلاوتها الطبيعية رغبتك في تناول الحلويات بشكل صحي.

3. التوت
يُعد التوت، وخاصة التوت الأزرق، خيارًا مثاليًا لأنه منخفض السكر وغني بالألياف ومضادات الأكسدة، حيث يساعد تناوله على إبطاء امتصاص السكر في الدم، كما يوفر حلاوة طبيعية دون التأثير السلبي للأطعمة السكرية.

4. الزبادي اليوناني
يتميز الزبادي اليوناني بمحتواه العالي من البروتين والبروبيوتيك، مما يساعد على تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتنظيم مستويات السكر في الدم، فالبروتين يطيل الشعور بالشبع، والبروبيوتيك يُحسن صحة الأمعاء، ما يساهم في السيطرة على الرغبة بتناول الحلويات.

5. القرفة
تُعتبر القرفة من التوابل ذات الخصائص الصحية المهمة، حيث تساعد على تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم، ويمكن إضافتها بسهولة إلى الأطعمة والمشروبات لمنع ارتفاع السكر المفاجئ، مما يُقلل من الرغبة في تناول الحلويات.

مقالات مشابهة

  • ختام أخضر.. «البورصة» المصرية تغلق على ارتفاع جماعي في مؤشراتها نهاية جلسات الأسبوع
  • البنوك تفتح أبوابها استثناءاً في عطلة نهاية الأسبوع لتسهيل العمليات البنكية
  • مؤشرات البورصة المصرية تتباين في منتصف جلسات نهاية الأسبوع
  • ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية في مستهل تعاملات جلسات نهاية الأسبوع
  • تحذير من اشتداد البرودة الليلية على الأردن مع نهاية الأسبوع
  • تعرف على فوائد ممارسة الرياضة لمرضى القلب
  • هل تناول التفاح والموز يقلل من خطر الوفاة المبكرة ..دراسة تكشف التفاصيل
  • 5 أطعمة صحية تغنيك عن تناول السكر خلال فصل الشتاء
  • مبيعات عربية تقود هبوط مؤشرات البورصة في ‏نهاية جلسات منتصف الأسبوع
  • الذهب يرتفع وسط تداولات محدودة بسبب عطلة نهاية العام