بولندا تنقل الأسلحة إلى أوكرانيا.. والجواسيس الروس يحاولون إيقافها
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تعرضت السلطات البولندية لأول مرة، لعملية تجسس نظمتها روسيا واستهدفت مركزاً لوجستياً بالغ الأهمية لحرب أوكرانيا من مصدر غير متوقع، حيث اكتشف رجل مخمور كاميرا مشبوهة موجهة إلى خطوط السكك الحديدية، على مسافة ليست بعيدة عن المطار المحلي.
المركز اللوجستي في مدينة رشيشوف البولندية، هو العمود الفقري لإيصال الدعم الغربي إلى أوكرانيا
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم السبت، أثار اكتشاف أحد السكان المحليين عملية بحث منظمة، أدت إلى اكتشاف المزيد من الكاميرات في محطات السكك الحديدية ومعابر السكك الحديدية.
وفي مارس (آذار) الماضي، أعلنت الأجهزة الأمنية في البلاد أنها قامت بتفكيك شبكة تجسس كانت تخطط لإخراج القطارات المستخدمة لنقل الأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا عن مسارها.
A major Polish logistics hub where billions of dollars worth of Western supplies pass through on their way to Ukraine carries on despite Russian efforts to stop it https://t.co/h0BerlFY8z
— The Wall Street Journal (@WSJ) September 30, 2023 دور حاسموحسب الصحيفة، فإن حلقة التجسس، والجهود المبذولة لإيقافها، تتحدث عن الدور الحاسم الذي يلعبه المركز اللوجستي في رزيسزو، أو "جيه تاون"، كما يسميها الكثيرون في الجيش البولندي والأمريكي.
ويعد المركز، الذي يقع بالقرب من مطار رزيسزو – ياشونكا، على بعد حوالي 60 ميلاً من الحدود الأوكرانية، حلقة وصل مهمة في سلسلة التوريد التي تنقل أسلحة بمليارات الدولارات عبر بولندا، أرسلتها الدول الغربية لمساعدة القوات الأوكرانية على صدها.
ولا يتوقف الدور الذي تلعبه "جيه تاون" في حرب أوكرانيا فقط على عمليات مكافحة التجسس لصد الهجمات المحتملة، بل أيضاً على الدبلوماسية الدقيقة، إذ توترت العلاقات بين أوكرانيا وبولندا، التي عادة ما تكون متقاربة، الأسبوع الماضي بسبب نزاع بدأ بشأن شحنات الحبوب ثم تطور إلى تسليم أسلحة.
ويمكن القول إن المركز اللوجستي في مدينة رشيشوف هو العمود الفقري لهذا الدعم، وعلى الرغم من أن بولندا لا تقدم أرقاماً، إلا أن المسؤولين يقولون إن معظم الدعم الغربي الذي يتدفق إلى أوكرانيا يمر عبر المركز. ومن هناك، يتم تفريغ الشحنات، ثم يتم إعدادها، حسب الأولوية، لقوافل الشاحنات أو وسائل النقل البري الأخرى المتجهة إلى الحدود، حيث تتولى السلطات الأوكرانية المسؤولية.
بوابة الأسلحةوذكر تقرير الصحيفة، أن الغالبية العظمى من المساعدات الغربية تتدفق عبر رزيسزو، تأخذها بولندا إلى الحدود، ثم ترسلها أوكرانيا إلى الخطوط الأمامية. وقد ظهر المركز اللوجستي في غضون 48 ساعة فقط، بعد الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. بعد أن طلب الأوكرانيون مركزاً قريباً من الحدود، يتمتع ببنية تحتية جيدة وخطوط نقل جيدة.
وبعد فترة وجيزة، قامت السلطات الأوكرانية بإخطار الموردين بتسليم الأسلحة إلى مستودع في رزيسزو، وهي مدينة كانت هادئة في السابق وكان بها مركز للسكك الحديدية ومطار تجاري.
وعندما أصبح من الصعب على العديد من الأفراد العسكريين الأمريكيين نطق مدينة "رشيشوف"، بدأوا في تسميتها "جيه تاون"، وظل الاسم عالقاً، وقد تبنى البعض في الجيش البولندي أيضاً لقب "جيه تاون"، ويستخدمونه بأنفسهم.
وقال قائد المنشأة، العقيد رادوسلاف سوليك، وهو ضابط لوجستي يتمتع بخبرة سابقة في أفغانستان: "إنه أمر رائع".
وكانت المساعدات تتدفق إلى منطقة "جيه تاون" بشكل منتظم، وأشار سوليك، وهو يقف على قمة برج قديم لمراقبة الحركة الجوية، إلى طائرة أمريكية من طراز "C-17" تهبط في المطار، وقال بينما كانت الطائرة تسير على المدرج: "أنا سعيد للغاية.. وظيفة أخرى يجب القيام بها".
إثر انتهاء الحظر على صادرات الحبوب.. الدول المجاورة لـ #أوكرانيا في "خلاف" https://t.co/kKjw318mMh
— 24.ae (@20fourMedia) September 24, 2023 نزاع بين الجارتينوأوضحت "وول ستريت جورنال"، أن عمليات التسليم المستمرة في المركز اللوجستي البولندي، المعروف رسمياً باسم "POLLOGHUB"، هي دليل على أنه على الرغم من النزاع الدبلوماسي الذي اندلع الأسبوع الماضي، فإن شحنات الأسلحة من بولندا إلى أوكرانيا مستمرة.
وبدأ النزاع بعد أن تقدمت كييف بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد بولندا وسلوفاكيا والمجر لاستمرارها في حظر استيراد الحبوب الأوكرانية. وتصاعدت حدة التوتر وسط تعليقات ساخنة من القادة السياسيين من الجانبين.
وفي منتصف الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي خلال مقابلة تلفزيونية إن "بولندا لا تنقل الأسلحة إلى أوكرانيا"، وهو ما فسره البعض على أنه تعليق محتمل لإمدادات الأسلحة للحرب.
وسرعان ما أوضح المسؤولون البولنديون، أن هذا يشير فقط إلى مشتريات للقوات المسلحة للبلاد، وسوف تنقل وارسو، كما هو مخطط لها، إلى كييف مجموعة من مدافع الهاوتزر، ومركبات إزالة الألغام، وإمداداتها المنتظمة من الذخيرة، بين معدات أخرى.
ولكن التوترات سلطت الضوء على صدع محتمل، في ما يمكن القول إنه التحالف الأكثر موثوقية لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا.
وقال رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، جاسيك سيويرا: "هناك خيبة أمل لأن كلمات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تركز الآن على الجانب المالي لعلاقتنا، خاصة الآن بعد الكم الهائل من الدعم الذي قدمناه". وأضاف "لكن هذا لن يمنع بولندا من دعم أوكرانيا حتى النهاية، لأننا نريد أن نرى أوكرانيا تستعيد أراضيها، وهو ما يصب أيضاً في مصلحتنا الوطنية".
المطار الأكثر استهدافاًويعتبر المركز اللوجستي غير عادي، لأنه يتواجد بالتوازي مع مطار مدني، بينما يعمل بشكل منفصل عنه. وتهبط الرحلات الجوية التي تحمل الأسلحة على نفس مدرج الطائرات التجارية.
وقال نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة البولندية، اللفتنانت جنرال بيوتر بازيوس: "كنت هناك وقلت: دخان مقدس، إنه مطار مدني"، وأضاف "لا تزال رايان إير تحلق من جيه تاون"، في إشارة إلى شركة الطيران الأوروبية ذات الأسعار المخفضة.
ووفقاً للصيفة، لقد أدى وجود مركز لوجستي في زمن الحرب إلى إحداث تغييرات ومخاوف لما كان مطاراً مدنياً، فهناك عدة طبقات من أنظمة الدفاع الجوي، تقدمها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا. ويمكن رؤية بطاريات باتريوت الأمريكية بوضوح من المطار.
وقال سوليك: "إنها أفضل منطقة محمية في أوروبا"، مشيراً إلى أنظمة الدفاع الجوي، فضلاً عن الحماية المادية حول المطار، لكنه أيضاً من بين أكثر المناطق المستهدفة، على الأقل فيما يتعلق بالتجسس.
ولا تقتصر الحماية على أفراد الشرطة والجيش الذين يرتدون الزي الرسمي فحسب، بل تشمل أيضاً أفراد المخابرات والقوات الخاصة الذين يعملون بهدوء في المنطقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا بولندا إلى أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. تعاون في النقل اللوجستي بطائرات ذاتية القيادة
وقَّعت شركة "أدنوك" ومجموعة موانئ أبوظبي وشركة اتصالات "e&" ومجموعة "مالتي ليفيل" اتفاقية لبحث سبل التعاون في تنفيذ عمليات لوجستية للنقل باستخدام طائرات ذاتية الحركة، بهدف تعزيز الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية وخفض الانبعاثات الكربونية.
ويُنفذ هذا المشروع بدعم من مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، ومركز النقل المتكامل "أبوظبي للتنقل"، بهدف تعزيز مكانة أبوظبي وجهةً عالميةً رائدةً للنقل الجوي والبري والبحري.
ووفقاً للاتفاقية، ستقوم الأطراف باستكشاف فرص تطوير حلول التنقل المستدامة ونشر التقنيات المبتكرة، وتلبية متطلبات النقل والخدمات اللوجستية البرية والبحرية لقطاع الخدمات البترولية، كما تنص الاتفاقية على تبادل المعرفة حول الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي بهدف دعم الخدمات المحلية لهذه القطاعات الحيوية، وتعزيز ممارسات الطاقة المستدامة.
وستتعاون محطة أبوظبي للسفن السياحية، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، مع الشركاء لتقديم الدعم اللوجستي من خلال الاستفادة من البنية التحتية ذات الصلة، إضافة إلى التجهيزات الكاملة التي تسهم في تعزيز خطط الاستدامة والتطور التكنولوجي، في إطار دعم المجموعة للجهود الرامية إلى تسريع التحول التكنولوجي في الإمارة.
وسيتم تنفيد العمليات عبر الشركات التابعة لمجموعة "مالتي ليفيل"، تحت مظلة "أدفانسد موبلتي هب"، وهي شركة "وينجز لوجيستكس" المتخصِّصة في تقديم خدمات الطائرات ذاتية القيادة لنقل الركاب والشحنات، وشركة "سبيس فالكون" المسؤولة عن مراقبة الطائرات ذاتية القيادة للمهمات الخاصة مثل مكافحة الحرائق والتفتيش، وشركة "فيرتيهب" المتخصِّصة في عمليات البنية التحتية والتدقيق في الموانئ، وشركة "كونكتد فيكلز فور تشاراتشمج بوينتس" المتخصِّصة في توفير المركبات المتصلة لخدمات الشحن الذكي، وشركة "إيمريتس ترينينج" المتخصِّصة في تقديم برامج التدريب والتعليم، بالتعاون مع أكاديمية الإمارات لتعزيز الكفاءات المحلية، وشركة "يونايتد أفييشن" لخدمات الدعم والتشغيل الأرضية للمطارات.
خطوة محوريةوقال عبدالله محمد المرزوقي، المدير العام لمركز النقل المتكامل: "شهد مركز النقل المتكامل «أبوظبي للتنقل» توقيع هذه الاتفاقية التي تمثِّل خطوة محورية في تعزيز الابتكار في قطاع النقل الجوي، باستخدام طائرات ذاتية القيادة لتقديم حلول لوجستية متقدِّمة. وبصفتنا المعنيين بتنظيم وتطوير قطاع النقل الجوي في إمارة أبوظبي، نلتزم بدعم المبادرات التي تسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية، وتقليل الانبعاثات الكربونية في هذا القطاع الحيوي. إنَّ هذه الاتفاقية تجسِّد التزامنا مع شركائنا الاستراتيجيين بتحقيق رؤية أبوظبي بأن تكون مدينة رائدة في الابتكار والتكنولوجيا المتقدِّمة، ما يسهم في تعزيز القدرة التنافسية للإمارة على الساحة العالمية".
مواجهة التهديداتبدوره، قال الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات: "تمثِّل هذه الشراكة الاستراتيجية بين أدنوك ومجموعة موانئ أبوظبي ومجموعة «مالتي ليفيل» ومجموعة «e&» خطوة مهمة لتعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الرقمية. وإلى جانب تطوير البنية التحتية الذكية على المستويين الوطني والإقليمي، يسهم هذا التعاون في تعزيز التعاون لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة وتقديم حلول مبتكرة، ونعمل معاً لوضع معايير دولية موحَّدة تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية في مجال الأمن السيبراني، ما يزيد من قدرتنا على التصدي للتحديات المستقبلية".
وأضاف: "نعتبر هذه الشراكة نموذجاً مبتكراً للتعاون بين مختلف القطاعات، حيث تسهم في تعزيز الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية، مع ضمان الحماية السيبرانية الكاملة عبر جميع مراحل العمليات اللوجستية، وهذه المبادرات تسهم في تحقيق رؤية الإمارات التي تهدف إلى بناء اقتصاد مستدام ومرن يرتكز على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة".
ويأتي هذا التعاون ضمن الشراكة الاستراتيجية بين مجموعة "مالتي ليفيل" ومجموعة "e&" لتوفير البنية التحتية اللازمة وخدمات الاتصال المتقدِّمة، خاصة في مجال تقنيات الشبكات الخاصة من الجيل الخامس، ودعم مراكز التحكُّم والقيادة، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتسهم مجموعة "مالتي ليفيل"، تحت مظلة أكاديمية الإمارات التابعة للمجموعة، في دعم عملية التوطين وتنمية الكوادر الإماراتية الشابة، بالتعاون مع كلية التقنيات العليا، ومن نتائج ذلك تطوير برامج التدريب والتعليم "سفراء الإمارات"، لإعداد الكفاءات المحلية المتخصِّصة في عمليات النقل اللوجستي باستخدام الطائرات ذاتية القيادة.
اتفاقية بحث سبل التعاون، التي وقَّعتها أدنوك ومجموعة موانئ أبوظبي و"&e" ومجموعة مالتي ليفيل، تسهم في تعزيز جهود أبوظبي المستمرة في توظيف التقنيات الحديثة لدعم قطاع التنقُّل الجوي والبري والبحري. pic.twitter.com/rrhsKHamOV
— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) November 4, 2024أدنوك ومجموعة موانئ أبوظبي و "&e" ومجموعة مالتي ليفيل توقِّع اتفاقية لبحث سبل التعاون في استخدام حلول التنقُّل المتقدمة، بما في ذلك توظيف الطائرات ذاتية القيادة في عمليات الشحن، ما يسهم في دعم مسيرة التحوُّل الرقمي في أبوظبي. pic.twitter.com/be5QgP6gtt
— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) November 4, 2024