#الارهاب لا ينام
فايز شبيكات الدعجه
الارهاب يضرب #الباكستان، قتل امس أكثر من 50 شخصا في هجوم انتحاري استهدف تجمعا دينيا بمناسبة مولد النبي محمد عليه السلام في إقليم #بلوشستان المضطرب بجنوب غرب البلاد.
كل المجتمعات عرضة للارهاب فالارهاب لا ينام، وعندما يختفي ساعة فأنما لاقتناص الفرص ليس الا . ذلك ان أساس التطرف الإسلامي قائم على انحراف عقائدي مائل عن الاعتدال .
لقد خلت جهود التوعية والتوجيه العربية من إيضاح حقيقة المشكلة وتحديد الجزء المصاب من العقيدة ، والمفاهيم التي اعتمدها المضللون لغسل أدمغة الشباب ، وأدت الى ذلك الشذوذ المؤدي إلى تفجير النفس وقتل الأبرياء تنفيذا لما يعتقدون انه الجهاد وبلوغ ذروة سنام الإسلام .
لا تكفي الجمل والعبارات المملة التي تبثها وسائل الإعلام الرسمية وتقول ان الإرهاب طريق لا خير فيه ولا دين له ،او الدعاء من فوق المنابر على المفجرين والقتلة بأن يأخذهم الله اخذ عزيز مقتدر ويشتت شملهم ويفرق جمعهم لقد اصبحت هذه العبارات منتهية الصلاحية ولا تترك أدنى اثر في النفس ولا تبدل قناعة او فهم .
احكام الردع العام والحراسة العسكرية والامنية على متانتها لا تكفي بدليل تكرار الاحداث وتواصل مسلسل القتل والتفجير، ولقد كشف غياب برامج التوعية من مخاطر الإرهاب عن عورة المؤسسة الدينية بتفرعاتها المختلفة ، وعجزها عن صد الفكر المنحرف وتحصين الفئة المستهدفة من الانزلاق نحو هاوية التطرف ، وأدت الى ظهور تلك الأرقام الفلكية لأعداد المنخرطين في التنظيمات التخريبية أملا في دخول الجنة.
أما وقد آلت جهود المكافحة الفكرية إلى فشل ،وانتهت لمزيد من مد التطرف فقد آن الأوان لتطوير النهج الوقائي ليصبح أكثر ملائمة لمقاومة شذوذ تفسير النص القرآني والسنة النبوية الشريفة ،والانتقال الى برامج أكثر واقعية لتوجيه الشباب نحو المنهج الوسطي المعتدل.
وفي هذا السياق تبدو الأسباب الاقتصادية والفقر والبطالة والنفسية والاجتماعية والتربوية لوحدها ضعيفة وغير وجاهية ، لان الإرهاب شمل الأغنياء والأدلة كثيرة كجماعة جهيمان الذين احتلوا الكعبة المشرفة وأراقوا فيها الدماء في الأول من شهر المحرم الحرام عام 1400هـ ولم يكن دافعهم القضية الاقتصادية وإنما كان السبب الفهم الخاطئ لحقيقة الدين. وتاريخيا فإن الخوارج ظهرت جذورها في عصر الرسالة ، ولا يعود سببها إلى الفقر ، أو الاقتصاد ، وكذلك الفرق الضالة .
هناك دراسة مفيدة خلصت انه من الناحية العملية (فأن الانحراف يتحقق عندما يضعف الإيمان الحقيقي والعقيدة الصحيحة ، ويغيب المنهج الصحيح ، وحينئذ يتمكن الشك ، وتدفع العواطف والمؤثرات الخارجية نحو التطرف والانحراف.وقسمت فئة الشباب الى ثلاثة أنواع. نوع قد تمكنت لديه العقيدة الصحيحة والمنهج الوسطي المعتدل ، فهذا النوع يصعب انحرافهم والتأثير عليهم إلاّ نادراً وبمشيئة الله .
نوع آخر غضٌّ قلبه طريٌّ فكره ، لم يبذل أي جهد لتثبيت العقيدة الصحيحة والمنهج الوسط المعتدل ، فهذا النوع إن سبق إليه قادة الفكر ألانحرافي سيؤثرون فيه إلاّ ما شاء الله من خلال الظروف الخاصة وتفكيك قيم الوسطية.
نوع ثالث لديه الخلط والشك ، واصطياد هذا النوع من قبل دعاة الضلالة أيضاً سهل ، وهذا النوع أيضاً يتحمل المجتمع ووسائله مسؤوليته من خلال عدم القيام بالواجب المطلوب نحوهم ).
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الباكستان بلوشستان الإسلام
إقرأ أيضاً:
جماعات التطرف تنقسم لتلبس ثوباً جديداً
الحلول النموذجيَّة للتخلُّص من أعراض التطرف والإرهاب كثيرة
المواجهات العسكريَّة وحدها لن تنهي الصراع التطرف أو الإرهاب؛ لأن هناك جذورًا فكريَّة وثقافيَّة متشددة، هيأت مناخًا خاصًّا جعلتنا نتقبَّل التطرُّف وكأنه قدَر لا مناصَ منه، كما أن البحث في موضوع الطائفية أو التشدد أو العنف أضحى أمرًا مغريًا بالبحث عن مكامنه الأولى وهُويته، إنها رحلة شاقَّة وعميقة في داخل أغوار النفس البشريَّة، ومدى الطبيعة العدوانيَّة والدمويَّة لتوجُّهات أصحابه.فالخسائر الكبرى منيت بها “الدولة العربية”، والهزائم المتلاحقة في أماكن التوتر، هل يعني دحر ظاهرة "التشدد أو التطرف أو الطائفية" واخواتها؟، هل يمكن أن تتشظى هذه الجماعه وتنقسم خلايا لتلبس ثوبًا جديداً -تتجدد-لتخفي معالمها الواضحة؟، هل نستطيع القول بأنه فقد أو سيفقد وهجه؟ هل بدأ التنظيم لفظ أنفاسه الأخيرة؟! هل الولاء العابر للحدود للتطرف في خفوت وتراجع؟!
إن الإرهاب يزرع أتباعه في المناطق الأكثر توتُّرًا، ويجيد التفاعل مع أي أقليَّة تشعر بالتهديد أو تشكو من التهميش؛ لأن الطائفية لا تنمو إلا داخل بيئات تمزِّقها الخلافات العرقيَّة والدينيَّة، ما يسمح باستغلال الظروف الأمنيَّة المتردية والبيئات المنقسمة، لا سيما في خضمِّ أزمات صعقت الشعوب العربية بما فيه الكفاية، وجعلتها منهكة لاهثة عن الحرية والكرامة والعيش والأمن.
إن العالم كله، وخصوصًا عالمنا العربي، يقف اليوم أمام تحدٍّ كبيرٍ يُضاف إلى قائمة الأزمات التي تواجهها المنطقة بقوة وثبات، وهو مدى سيادة الدولة الوطنية، والحفاظ عليها من العبثية والفوضوية، مرورًا بالتخلُّص من الطائفية التي ترعاها دول مجاورة، وصولًا إلى عدم الاستقرار الإقليمي من كل الجبهات، ما يدلُّ على المنحى التصاعدي للتوتر القائم.
وإنَّ غياب التوازن في بعض المواقف العربية يُشكِّل تهديدًا جديدًا، خاصَّةً تلك الجماعات المسلَّحة بوعي تاريخي مُثقَل؛ لأنَّ لديها إمكانات التلاعب بالنسيج الوطني لتصنع مشهدًا عربيًّا كسيحًا ومشوّهًا.
والعجيب أن بعض السياسيين المسكونين بهاجس التغيير، لا ينتبهون لما يحدث في الكثير من البلدان العربية والمجاورة، وكأنهم لا يُنصتون لأجراس خطر الانقسام التي تدق بقوة.
لا يمكن النهوض بدون الاعتزاز بالدولة الوطنية المتماسكة، وميراثها الأصيل الذي خلّفه الأسلاف، ليعكس الصورة النموذجية للإنسان المتحضر الذي يتواصل مع الماضي والحاضر ويرسم المستقبل الذي يجب أن يُشاهده العالم.
فالحوار الوطني هو مؤشِّر حقيقي من مؤشرات التحضُّر، وهو الجهاد الذي يهدف إلى تحقيق قيم الإنسانية والكرامة والوعي، وهو يمثِّل الإصلاح الذي لا ينبغي أن يكون للتكيُّف مع الأوضاع السائدة المضللة فقط، بل يجب أن يهدف إلى تغيير حقيقي يؤدي بهذه المجتمعات إلى معانقة الحرية والكرامة والسّلام.
ولنا فيما يحدث في سوريا خير دليل؛ فلضمان استدامة المكاسب المتحققة في سوريا، أرى أن الحل الوحيد هو التلاحم الوطني لاستئصال شأفة العنف، ونتمنى الاستمرار في التعاون بين كل الأطياف الوطنية، وأن تجمعهم وحدة الموقف لكي يتم التغلب على الخسائر أو أي تبعات أو أعراض مرضية من شأنها أن تجهض الدولة الوطنية أو تهدد استمرار هذا الانتصار المهم.
إن الأوطان العربيَّة كافة مطلوب منها التصالح المجتمعي، وقبول خطاب السلام المجتمعي بين كلِّ الأطياف والمكونات المختلفة، فهذا هو الاختبار الحقيقي لكيفيَّة التعامُل مع مرحلة هاجس الخوف من«الانقسام»، ولا بدَّ من الوصول إلى طريقة للتعامل مع ملف الفكر المتطرِّف عمومًا؛ ومكافحة تبعات المعركة المستعرة مع المتشددين.
كما أن الحلول النموذجيَّة للتخلُّص من أعراض التطرف والإرهاب كثيرة، مثل الإجراءات السياسيَّة والأمنيَّة القويَّة، وملء الفراغ بالتدين المتزن الذي يحمي الشباب من أن يكون فريسة سهلة للوقوع في الجريمة، وكل هذا لن يتأتى إلا من خلال العلماء الربانيين، والمعلمين المخلصين، وأهل الفتوى الصُّلحاء، وأئمة المنابر الفضلاء، الذين يتَّصدون للأفكار المغذية للتطرف، وتجفيف مسبِّبات الصراع الديني والإثني، أو تسويق الأفكار الطائفيَّة، والفتاوى العشوائيَّة.