المقري: تعليق أمريكا على زيارة المشير إلى روسيا تدخل سافر وغير مقبول
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
انتقد عبد الله المقري، الكاتب والمحلل السياسي الليبي، تعليق البيت الأبيض السلبي على زيارة القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر إلى موسكو بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كتب قائلًا على فيسبوك اليوم “هكذا تعلن أمريكا عن لسان البيت الأبيض بالأمس تدخلها السافر في الشأن الليبي الذي ياتي ضمن استمرار سياساتها العدوانية على ليبيا وعلى الشعب الليبي وهي تعلن باستمرار موقفها الوصي عندما تحذر وتصدر التهديدات بشان زيارة القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة بالقاسم حفتر ووفدا عسكريا مرحبا به من قبل الرئيس بوتين وحكومته وهي زيارة دورية يقوم بها القائد العام لدول شقيقة وصديقة بمافيها الدول الحليفة لأمريكا مثل إيطاليا وفرنسا واليونان من أجل تناول الأحداث التي تمر بها بلادنا”.
أضاف قائلًا “هكذا تعتبر أمريكا طرفا اساسيا في تمرد الزمرة السياسية الفاسدة التي تسيطر على العاصمة طرابلس وزيادة في الاذلال لهذه السلطة عندما يعلن البيت الأبيض وفي نفس التصريح انه على اتصال مع حكومة مرجعية جنيف التي اعترفت انها خالفت ماتعهدت به وكذلك لجنة الحوار الوطني ومجلس النواب الذي سحب الثقة منها ولم تعد تملك النفاذ القانوني ولا الشعبي في الاستمرار في ادارة الدولة الفاشلة”.
وتابع قائلًا “المتحدث باسم البيت الأبيض يعلن أن أمريكا بصدد تقديم الدعم للمتضررين في كارثة اعصار دانيال برغم عن مضي أكثر من ثلاثة أسابيع وكأن أمريكا وهو الصح تشترط مقابل العمل الإنساني مواقف سياسية وهذا عين الغطرسة والسياسية غير الاخلاقية التي تنتهج من قبل هذه الإدارة التي يعيش رئيسها مرحلة دعاوي الفساد من قبل الكونجرس الذي يطالب بعزله”.
المصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: ترامب سيحظر تمويل وكالة الأونروا
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والدولية، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر وقف تمويل الولايات المتحدة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وجاء القرار ضمن توجه أوسع للإدارة الأمريكية آنذاك لإعادة النظر في سياساتها تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما اعتُبر جزءًا من استراتيجية الضغط على القيادة الفلسطينية لإجبارها على تقديم تنازلات سياسية.
خلفيات القرارمنذ وصوله إلى السلطة عام 2017، تبنّى ترامب سياسات حازمة تجاه القضية الفلسطينية، شملت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، إضافة إلى تقليص المساعدات المقدمة للفلسطينيين. وفي أغسطس 2018، أعلن البيت الأبيض رسميًا وقف تمويل الأونروا، متهمًا الوكالة بأنها "منظمة منحازة تُكرّس أزمة اللاجئين الفلسطينيين بدلًا من حلّها".
وفقًا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية آنذاك، هيذر ناورت، فإن واشنطن "لن تموّل الأونروا بعد الآن بسبب نموذجها المالي غير المستدام وتحميلها المجتمع الدولي عبء اللاجئين الفلسطينيين لعقود دون إيجاد حلول دائمة".
ردود الفعل الدوليةأثار القرار ردود فعل متباينة على المستوى الدولي. فقد انتقدت الأمم المتحدة القرار، مشددة على أن الأونروا تقدم خدمات ضرورية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا. كما أعرب الاتحاد الأوروبي ودول عربية عدة عن قلقهم من تداعيات هذا القرار على الاستقرار الإقليمي والوضع الإنساني للفلسطينيين.
من جهته، وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس القرار بأنه "عدوان صارخ على حقوق اللاجئين"، مشددًا على أن "الولايات المتحدة لم تعد وسيطًا نزيهًا في عملية السلام".
تداعيات القرار على اللاجئين الفلسطينيينتعتمد الأونروا بشكل رئيسي على التمويل الدولي، وكانت الولايات المتحدة حتى عام 2018 أكبر مانح للوكالة، حيث قدمت نحو 365 مليون دولار سنويًا. ومع توقف هذا الدعم، واجهت الأونروا أزمة مالية خانقة أثرت على خدماتها الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والإغاثة الغذائية.
في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص تحت الحصار الإسرائيلي، تسبّب نقص التمويل في تقليص الخدمات المقدمة في المدارس والمراكز الصحية، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية. كما أدى القرار إلى تسريح عدد كبير من الموظفين العاملين في الوكالة، مما أثار احتجاجات واسعة في المناطق التي تعتمد على خدماتها.
هل كان القرار جزءًا من "صفقة القرن"؟يرى محللون أن قطع التمويل عن الأونروا كان جزءًا من خطة إدارة ترامب المعروفة بـ"صفقة القرن"، التي هدفت إلى إعادة تشكيل معالم القضية الفلسطينية وفقًا لرؤية أمريكية - إسرائيلية. فقد سعت واشنطن إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر تقويض الأونروا، وهو ما اعتُبر محاولة لإلغاء حق العودة، أحد أبرز القضايا العالقة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
مع تغير الإدارة الامريكية وتولي الرئيس السابق جو بايدن السلطة، أعلنت واشنطن في 2021 استئناف تمويل الأونروا جزئيًا، في محاولة لإعادة بناء العلاقات مع الفلسطينيين. إلا أن الأونروا لا تزال تواجه تحديات مالية، وسط ضغوط إسرائيلية مستمرة لإنهاء عملها بحجة أنها تعيق جهود السلام.
في ظل الأوضاع السياسية الراهنة، يبقى مصير الأونروا مرتبطًا بالتوازنات الدولية ومواقف القوى الكبرى، فيما يظل اللاجئون الفلسطينيون الحلقة الأضعف في هذا الصراع المستمر.
قرار ترامب بوقف تمويل الأونروا كان خطوة غير مسبوقة أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، كما أثّر على التوازنات السياسية في المنطقة. وبينما تحاول الوكالة التكيف مع الواقع الجديد، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الأونروا من الصمود في وجه الضغوط، أم أن القضية الفلسطينية ستشهد تحولات جذرية في ظل المتغيرات الدولية؟