قرى الأطفال SOS تقفل فرع كفرحي نهائيا... اليكم الحقيقة الكاملة!
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تردّد في الآونة الاخيرة خبر الاقفال النهائي لفرع قرى الأطفال SOS في بلدة كفرحي في البترون، حيث قيل ان الادارة ابلغت الموظفين بذلك القرار من دون أي تقيّد بالمهل القانونية المطلوبة، ومن دون مراعاة الضرر المعنوي والنفسي الذي قد يلحق بالاطفال. وأشار مصدر صحافي الى أن متابعي القضيّة أكّدوا أن ربط ذريعة عدم توفّر المال بموضوع الاقفال غير دقيق.
ما صحة الخبر؟
تواصل موقع "لبنان 24" مع محامية مركز SOS غنوة قوبر للتأكد من الاخبار المنتشرة، فقالت ان "قرار الاقفال جاء لعدّة اسباب. تُعرف SOS على أنها جمعية خيرية تموّل من قبل جهات لبنانية وخارجية، والجمعية الاساسية فرعها موجود في النمسا، وفي ظل الازمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان شحت المساعدات الداخلية التي كانت تحصل عليها الجمعية من لبنان وأصبحت قليلة جدا لكي لا أقول انها باتت معدومة تقريبًا. وأضافت قوبر: "ان الازمات العالمية دفعت الجمعية الاساسية في النمسا الى اعادة النظر في توزيع تمويلها السنوي لفروعها حول العالم وبما فيهم لبنان".
وتابعت: "لكي لا نصل الى مرحلة العجز التام عن تأمين حقوق الموظفين لدينا، فقد أجبرنا على دمج هذه القرى وأقفلنا فرعنا في كفرحي ونقلنا الاطفال الى فرعنا الاخر في سن الفيل".
ابلاغ الموظفين بلا تقيّد بالمهل القانونية؟
نفت قوبر خبر ابلاغ الموظفين بالاقفال بلا تقيّد بالمهل القانونية المطلوبة، وأكّدت أن "اليوم كما ينص قانون العمل كل موظف بحسب مدة خدمته يحصل على بدل أشهر انذار، فاذا كان يعمل بحدود الثلاث سنوات فسوف ينال شهر انذار، ومن ثلاث الى ست سنوات سيحصل على شهري انذار، وهذا ما قلناه للموظفين".
وأشارت الى أن " SOS أبلغت وزارة العمل باقفال قرية كفرحي بما ان القانون يجبرنا على فعل ذلك، وأخبرناها بالتعويضات التي سندفعها للموظفين، وننتظر الموافقة من الوزارة لكي ينال كل موظف حقه".
ضرر معنوي لحق بالأطفال؟
سألنا قوبر اذا كان هناك ضرر على الاطفال كما قيل، فردّت على أن لطالما الاطفال جميعهم سينتقلون الى القرية في فرعنا الاخر وسنظل مستمرين بالاهتمام بهم وبتقديم الرعاية والتعليم لهم والمسكن الخ.. فسوف لن يلحق بهم أي ضرر معنوي.
وعن اقفال فرعها بشكل كلي، قالت ان "مركزنا في كفرحي مقدم من المطرانية على سبيل التسامح، وحصرًا على أن نؤسس فيه قرية للأطفال. اذا بطبيعة الحال بعد قرارنا باقفال هذا الفرع سوف تسترجع المطرانية المركز. الا في حال صدر قرار من المطرانية بابقاء المركز مع SOS".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: القوة الحقيقة في الربط بين الإيمان والأخذ بالأسباب
قال الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام : اتقوا الله رحمكم الله، طهروا قلوبكم قبل أبدانكم، وألسنتكم قبل أيديكم، عاملوا الناس بما ترون لا بما تسمعون.
أركان متلازمةوأضاف “ بن حميد” خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شهر شوال اليوم من المسجد الحرام: اسمعوا من إخوانكم قبل أن تسمعوا عنهم ظنوا بإخوانكم خيرًا، واتقوا شر ظنون أنفسكم، ومن أدب الفراق دفن الأسرار، من أغلق دونكم بابه فلا تطرقوه، واكسبوا إخوانكم بصدقكم لا بتصنعكم، وكل ساق سيسقى بما سقى.
واستشهد بما قال الله تعالى: (وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَعُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوا مُّبِينًا)، منوهًا بأن الإيمان والعبادة، وعمارة الأرض، وإصلاحها أركان متلازمة.
وأوضح أن المسلم يقوم بالإعمار قربة لله ونفعًا لنفسه ولعباده، فيستثمر في كل ما ينفع العباد والبلاد، الإيمان فينا مقرون بالعمل الصالح، والقراءة مقرونة باسم الله مستشهدًا بقوله تعالى (أقرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).
وأشار إلى أن العلم مربوط بخشية الله، والإيمان هو قائد العقل حتى لا يطغى العقل فيعبد نفسه، والإيمان هو الضابط للعلم حتى لا تؤدي سلبياته إلى اضطراب تنهار معه البشرية.
تكلم عن الأمم السابقةوأبان أن القرآن الكريم تكلم عن الأمم السابقة، وما وصلت إليه من القوة، والبناء، والإعمار، ثم بين ما كان من أسباب هلاكها وفنائها من أجل أن نعرف سنته سبحانه، فقد أخبر عن عظمة ما وصل إليه قوم عاد.
ودلل بما قال جل وعلا: (إرم ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا في البلاد)، مما يدل على عظمتها، وجمالها، وتقدمها، ولكنه في مقام آخر، قال جل وعلا: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ).
وأردف: غرتهم قوتهم وكذبوا رسل الله، وتنكروا لدعوة الإيمان استكبارًا وجحودًا، ومن أعرض عن ذكر الله يبقى مرتكسًا في الظلمات مهما أوتي من العلوم والقوى، حيث خاطب الله نبيه محمدًا- صلى الله عليه وسلم - بقوله: ﴿كِتَبُ أَنزَلْتَهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ).
واستند لما قال جل وعلا: ﴿هُوَ الَّذِي يُنزِلُ عَلَى عَبْدِهِ وَايَتٍ بَيِّنَتِ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، فالقوة والعزة بالإيمان والتقوى، والانتصار والبقاء بتعظيم شعائر الله، والعلوم مهما كانت قوتها، والصناعات مهما بلغت مخترعاتها وتقنياتها فإنها لا تجلب حياة سعيدة، ولا طمأنينة منشودة.
ليس ذمًا للعلوموأفاد بأن الدين الإسلامي ليس ذمًا للعلوم واكتشافاتها، ولا للصناعاتها وأدواتها، ولا للمخترعات وتطويرها، ولا تنقصا من مكانتها وقيمتها، وإنما هو التأكيد على أنه لا بد من نور الوحي لتزكية النفوس، وهداية البشرية، واستنارة الطريق.
ولفت إلى أن الازدهار الذي أحرزته التراكمات المعرفية من بيت اللبن والطين إلى ناطحات السحاب وشاهقات المباني، وما حصل في وسائل النقل عبر التاريخ من التحول من ركوب الدواب إلى امتطاء الطائرات مرورًا بالسيارات والقاطرات.
واستطرد: وفي بريد الرسائل: من الراجل والزاجل إلى البريد الرقمي، كل ذلك على عظيم اختراعه وعلى جماله، والراحة في استعماله لكنه لم يقدم البديل عن الإيمان، وتزكية النفس واحترام الإنسان، وتأملوا ذلك -حفظكم الله- في ميدان الأخلاق، وحقوق الإنسان، وضحايا الحروب، والتشريد، والتهجير، والفقر، والتسلط، والاستبداد، واضطراب المعايير.
وأوضح أن القوة الحقيقة هي الربط بين الإيمان والأخذ بالأسباب، وليس التعلق بالأسباب وحدها، لأن الرب سبحانه هو رب الأرباب، ومسبب الأسباب ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، ومن ثم فإن صدق التوكل على الله هو المدد الحقيقي في كل مسارات الحياة ودروبها، بل التوكل عليه سبحانه هو معيار الإيمان (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، والعزة الله ولرسوله وللمؤمنين، ونور الوحي أعظم النور وأعلاه وأغلاه، وعلى المؤمن أن يعرف قيمته ومنزلته وقوته، ولا يستصغر نفسه أمام الماديات، أو يشعر بالحرج تجاهها.
القائد للعقلوأكد أن الإيمان هو القائد للعقل، وهو الحامي للعلم، وحين ينفصل العقل عن الإيمان ينهار العمران البشري، وحين يعبث العقل بالعلم تنهار الحواجز بين الحق، والباطل، والصالح، والفاسد، والظلم والعدل، وتضطرب المعايير، وتتحول السياسات من سياسات مبادئ إلى سياسات مصالح، وبالعلم والإيمان يستقيم العمران، وتسير القاطرة على القضبان، والله غالب على أمره.
ونبه إلى أن بناء العمران وانهياره مرتبط بالإنسان، فالله سبحانه استخلف الإنسان ليقوم بعمارة الأرض، ومن ثم فإن أسباب تقدم المجتمع وتأخره يعود -بإذن الله- إلى الإنسان نفسه، فالتغيير في الخارج لا يكون إلا حين يكون التغيير في النفوس (وإِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيْرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، وسنة الله أن الصالح يبقى لان فيه نفعًا للبشرية، وغير الصالح لا يبقى لأنه لا نفع فيه، واعلموا أن الصلاح لا يكون إلا بالإيمان الصحيح، فهو الذي يطبع النفوس على الصدق، والإخلاص، والأمانة، والعفاف، ومحاسبة النفس، وضبط نوازعها، وإيثار الحق، وسعة النظر، وعلو الهمة، والكرم، والتضحية والتواضع، والاستقامة، والقناعة، والسمع والطاعة، والتزام النظام.