مفاوضات سد النهضة تصل لطريق مسدود ولا حل يلوح في الأفق
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
رغم الاتفاق بين مصر وإثيوبيا قبل شهرين تقريباً على ضرورة استئناف المفاوضات المتوقفة بشأن سد النهضة والعمل على الوصول إلى حلول مناسبة ترضي كافة الأطراف، إلا أن الجولة الأخيرة من المفاوضات المتعلقة بعملية ملء وتشغيل سد النهضة فشلت ولم تقدم أي حلول جديدة تساهم في التوافق بين الجانبين.
ويرى مراقبون أنه لم يتبق إلا 6 أسابيع فقط على انتهاء المهلة التي حددها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للوصول إلى حلول ملائمة لأزمة سد النهضة خلال 4 شهور وذلك في آخر اجتماع لهما بالقاهرة في يوليو (تموز) الماضي.
لا حلول في الأفق
وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي إنه لا يرى أي حلول في تحلق في الأفق حالياً وإن المهلة المحددة من قبل مصر وإثيوبيا سوف تنتهي وتصاب المفاوضات بالجمود مثلما حدث على مدار العامين الماضيين، وذلك لتمسك إثيوبيا بأهدافها وعدم إبداء أي مرونة إزاء التوصل لحلول مرضية.
ودعا الدكتور عباس شراقي إلى ضرورة مطالبة مصر بحضور عدد من الأطراف الدولية الوسيطة لجولة المفاوضات المقبلة من أجل المساهمة في طرح حلول ووجهات نظر تقرب المسافات بين مصر وإثيوبيا وتنهي الخلاف المستمر حول عملية ملء وتشغيل سد النهضة.
وقال شراقي في حالة اعتراض إثيوبيا على حضور أطرف وسيطة لجولة المفاوضات المقبلة، يجب أن تعلن مصر للمجتمع الدولي رفض الجانب الإثيوبي لحضور أطراف وسيطة وإظهار حالة التعنت مع التأكيد على أن آراء الأطرف الوسيطة ستكون غير ملزمة ولكنها تعرض وجهات نظرها بشأن حل الأزمة الراهنة.
وكانت وزارة الموارد المائية والري المصرية أعلنت أن الجولة التفاوضية المنتهية لم تسفر عن تحقيق تقدم يُذكر، حيث شهدت توجهاً إثيوبياً للتراجع عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها بين الدول الثلاث في إطار العملية التفاوضية، مع الاستمرار في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة.
Negotiations among Ethiopia, Sudan and Egypt over the disputed Grand Ethiopian Renaissance Dam have broken up without an agreement.https://t.co/JGt7c7J3Gx
— The African Time (@TheAfricanTime) September 28, 2023اللجوء لمجلس الأمن
كما اقترح الدكتور عباش شراقي ضرورة لجوء مصر لمجلس الأمن الدولي في حال فشل المفاوضات بمطلب جديد ووجهة نظر مختلفة، وهي أن المشكلة بشأن سد النهضة الآن لم تصبح مشكلة تخزين مياه فقط وإنما أصبحت مشكلة مسار حياة شعوب وهم مصر والسودان، حيث يجب الاستشهاد بالأزمة التي حدثت في ليبيا حين انهار سد درنة والذي كان يخزن ورائه 28 مليار متر مكعب مما أدى إلى الفاجعة التي شهدتها ليبيا مؤخراً.
وأوضح شراقي أنه في هذه الحالة لن يرفض مجلس الأمن الدولي مناقشة الأمر واعتباره ذلك تهديد للسلم والأمن في كل من مصر والسودان، مشيراً إلى أن هناك دراسات تؤكد أن المنطقة الجيولوجية لموقع سد النهضة غير مستقرة وتشهد موجة من الزلزال مما يهدد بإنهيار السد وتفيض المياه المخزنة ورائه دولتي المصب وهم مصر والسودان وتؤدي إلى كارثة.
وأشار شراقي إلى أن المخاطر التي تواجهها مصر من سد النهضة، سواء المتعلقة بحجم التخزين الضخم الذي يصل إلى 41 مليار متر مكعب، أو استكمال إثيوبيا الإجراءات المنفردة وزيادة حجم استيعاب السد ليصل إلى 74 مليار متر مكعب مما ينذر بكارثة حال تعرض السد لأية أخطار.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، رفض مصر أية إجراءات أحادية في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود، التي يعد أحد أمثلتها سد النهضة الإثيوبي الذي بدأ إنشاؤه دون تشاور ودراسات وافية سابقة أو لاحقة للآثار على الدول المشاطئة، بل وتمادت إثيوبيا بالاستمرار في ملئه وتشغيله بشكل أحادي في خرق صريح لقواعد القانوني الدولي.
وتعتمد مصر على نهر النيل في الحصول على المياه بنسبة 98%، وتعاني من ندرة المياه تصل إلى 50% من احتياجاتها المائية. وتأتي على رأس قائمة الدولة القاحلة فهي الأقل من حيث معدل هطول الأمطار بين دول العالم، وفقًا لبيان وزارة الخارجية.
وأعلنت مصر مؤخراً عبر وزراة الموارد المائية أن أديس أبابا تتراجع عن الترتيبات الفنية المتفق عليها دولياً التي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالاً بسد النهضة دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مفاوضات سد النهضة أزمة سد النهضة سد النهضة
إقرأ أيضاً:
أفراح في غزة| مصر تنجح في ملف المفاوضات.. وخبير: الدولة الوحيدة التي حافظت على القضية
في ظل تواصل المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة، أعلنت حركة حماس قبولها مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح عشرات المحتجزين، مما يمثل خطوة هامة نحو إنهاء النزاع الذي دام 15 شهرا.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن كلا من إسرائيل والحركة الفلسطينية قد اقتربا أكثر من أي وقت مضى من التوصل إلى صفقة قد تنهي فترة طويلة من الحرب والدمار في المنطقة.
وفي هذا الصدد، يقول عبدالله نعمة المحلل السياسي اللبناني، إن الأمر بدأ بعد توصية الرئيس دونالد ترامب بضرورة وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بين الفلسطينيين وإسرائيل وتحديدا حين قال أنه يجب أن تتبلور هذه الصفقة ويقف إطلاق النار قبل 20 يناير وهو موعد تسلمه سدة الرئاسة في البيت الأبيض أو سيكون هناك جحيم على غزة والفلسطينيين.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب اتصل بالرئيس عبدالفتاح السيسي وطلب منه أن تقوم مصر بجهود كبيرة لإتمام الصفقة وتقارب وجهات النظر بين الطرفين ضمن مفاهيم عريضة اتفقوا عليها وتحركت مصر وقطر وبذلا جهودا جبارة للوصول لوقف إطلاق النار واتمام صفقة التبادل.
وأشار نعمة، إلى أنه كان هناك عراقيل كبيرة من كلا الطرفين وخصوصا أنه منذ حوالي ثلاثة أسابيع قيل أنهم وصلوا لصيغة الاتفاق وهناك بعض العراقيل تقوم مصر وقطر على إزالتها كالاتفاق على الأسماء التي ستتولى الحكم وكيفية الحكم في غزة وموضوع فتح معبر غزة مع مصر والاتفاق على أسماء المعتقلين الذين ستخرجهم إسرائيل من السجون لإتمام صفقة التبادل مع الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى حماس وكيفية وآلية التنفيذ ومراحلها والتوقيت والوقت لتنفيذ هذا الاتفاق لضمان نجاحه لأنها الفرصة الأخيرة لكلا الطرفين وتجنيب غزة والفلسطينيين مزيدا من الدماء والدمار .
وأكد نعمة، أن حرص مصر والقيادات السياسية على إتمام الأمور بشكل تدريجي ومدة زمنية معينة تريح الأطراف المتنازعة وبلورة الأمور بالشكل والمضمون الصحيح، يثبت أن مصر بقيادتها الحكيمة هي "رمانة الميزان" في الشرق الأوسط، فهي مصر التي تحافظ على الأمن القومي العربي والتي يسجل لها التاريخ أنها الوحيدة التي حافظت على القضية الفلسطينية بموقفها المشرف عندما منعت الفلسطينيين بالنزول إلى سيناء وعدم ابعادهم عن أرضهم رغم أن مصر خسرت الكثير جراء هذه الحرب نتيجة ما قام به الحوثيون وخسائرها في قناة السويس.
واختتم: "اتفاق غزة يشمل وقفا لاطلاق النار مدته 6 أسابيع تشهد انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع والسماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية 50 منها تحمل الوقود إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار مع تخصيص 300 شاحنة إلى شمال القطاع وسيتم الإفراج ما يقارب 1700 معتقل فلسطيني بينهم رجال ونساء وأطفال".
وعمت الزغاريد والأفراح وصيحة "الله أكبر" قطاع غزة بعد التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن فى قطاع غزة برعاية مصرية قطرية.
وذلك بعد 15 شهرا كاملة من العدوان، والذى أسفر عن سقوط عشرات الألاف الشهداء والمصابين، معظمهم من النساء والأطفال، ناهيك عن حالة الدمار الكبير التي يشهدها القطاع إثر الهجمات المتواترة، والتي وضعت سكانه في مأزق إنساني حرج، خلال الأشهر الماضية، وهو ما يمثل ثمرة مهمة لجهود كبيرة بذلتها القوى الإقليمية، وعلى رأسها الدولة المصرية، والتي نجحت في إدارة العملية التفاوضية، خلال العديد من المراحل، ناهيك عن كونها استطاعت أن تكبل بنيامين نتنياهو وحكومته بالكثير من الضغوط، في إطار العديد من المسارات المتزامنة، والتي دارت بين الدبلوماسية تارة، القضاء الدولي تارة أخرى، والبعد الإنساني تارة ثالثة، في ظل تقاعس الدولة العبرية عن تمرير المساعدات لسكان القطاع، لتكشف الغطاء أمام تعنت اليمين المتطرف في إسرائيل، الذي فشل في تبرير انتهاكاته في العديد من المواقف.