مدبولي في مؤتمر «حكاية وطن»: نظرة العالم لمصر تغيرت الآن مقارنة بعام 2012
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر «حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز»: «اسمحوا لي أن أكون صادماً لحضراتكم شوية، فيه كتاب صدر في 2012، عنوانه: لماذا تفشل الأمم؟، وللأسف هذا الكتاب يعرض لماذا تنجح الدول ولماذا تفشل بعضها، وفي مقدمة الكتاب المؤلفين اختاروا مصر كنموذج للدولة الفاشلة، ومقدمة الكتاب تتحدث عن مصر، حيث تحدثت عن الربيع العربي لكن التركيز كله على مصر».
أضاف «مدبولي»: «تساءل مؤلف الكتاب عن 3 أسئلة، وهي لماذا تعد مصر أكثر فقرا بدرجة كبيرة عن الولايات المتحدة؟، وما القيود التي تمنع المصريين أن يكونوا أكثر رخاء وغنا؟، وهل ظاهرة الفقر في مصر غير قابلة للتغيير وهل يمكن محوها؟».
أشار إلى أنه بغض النظر في الاتفاق أو الاختلاف مع بعض الرؤى التي أثيرت، لكن الكتاب خرج من واقع استقصائه لمحللين وأكاديميين مصريين، إذ قالوا إن سبب ما عليه مصر يرجع إلى فشل الحكومة في الاستجابة لتقديم الخدمات اللازمة للمواطن، كما أن طبيعة مصر صعبة إّ أن أغلب أراضيها صحراء ومواردها الطبيعية غير كافية لعدد سكانها، والنقطة الثالثة تعد جارحة وتتمثل في أن ذلك نتيجة لنظم التعليم ومستوى المعيشة للمواطن المصري، والشخصية المصرية تأثرت سلبا بصورة كبيرة ومن ثم افتقر المصريون لنمط أخلاق العمل والسمات الثقافية التي يمكن أن تميز دولاً متقدمة.
أوضح أن الكتاب انتهى إلى أن الدولة المصرية في هذه المرحلة والقائمين عليها لم يكن لديهم إدراك لما هو متطلب وضروري لجعل الدولة مزدهرة ومتقدمة، وهذا الكلام كان في 2012.
وقال إن مصر على مدار التاريخ لم تكتمل لها أي تجربة تنموية بخلاف تجربة محمد علي باشا، لأنها كتب لها الاستقرار لفترة معينة، ولكن كل تجارب مصر كانت تبدأ وتحدث لها تقدم ثم يأتي شيء يكسر هذه التجربة ونعود إلى ما كنا عليه، وهذا ما حدث في آخر 30 عاما مع نمو الاقتصاد المصري.
لكن الآن الوضع تغير وأصبح يضرب المثل بمصر فيما يتعلق بالإنجازات والمشروعات العملاقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مؤتمر حكاية وطن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي
إقرأ أيضاً:
الصفقة الكبرى: العالم يُعاد تقسيمه من جديد.. بدمائنا
الصفقة الكبرى: العالم يُعاد تقسيمه من جديد.. بدمائنا
محمد الحسن محمد نور
الثامن من ديسمبر ٢٠٢٤ اللحظة التي انكشف فيها كل شيء.
في الثامن من ديسمبر ٢٠٢٤، وبعد ساعات فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وغداة التقاط إسرائيل أنفاسها، خرجت علينا فجأةً – دون سابق إنذار – قوات “قسد” (الامتداد المُموَّه لما كان يُعرف بجبهة النصرة)، وهي تجتاح بقوة غير مسبوقة مناطق في دير الزور والشرق السوري. بقيادة (أبو محمد الجولاني) الذي كان منبوذًا تطارده أمريكا بالأمس القريب وتطلب رأسه مقابل ملايين الدولارات، ظهر فجأةً وبصورة درامية متسيدًا المشهد ليتسلَّم مفاتيح الأرض، وينصب نفسه رئيسًا “شرعيًّا” لسوريا (دون انتخابات) بعد إعلان توبته على رؤوس الأشهاد وتغيير اسمه القديم (المرتبط بصفة الإرهاب) إلى “الرئيس السوري أحمد الشرع” ويعترف به ويستقبل فى كل العواصم بهذه الصفة.
في ذات الوقت، وبعد أن التقطت إسرائيل أنفاسها ورتبت أحوالها، دخلت المعركة بقوة غاشمة لا حدود لها، فراحت تعربد وتجوس خلال الديار، تدمر بلا هوادة كل البنى العسكرية للجيش السوري: سلاح الجو وسلاح البحرية، ومخازن الأسلحة التقليدية والكيميائية. ثم أتبعت ذلك بتدمير طرق الإمداد لحزب الله، ولم تكتفِ بذلك ،بل شرعت في إنشاء ما سمَّته بالمناطق العازلة”.
وتزامنا مع هذا المشهد ،،
* انسحبت روسيا من قواعدها في اللاذقية وحميميم بكل هدوء وفي وقت قياسي.
ثم،،
* انسحبت إيران في صمت ودون تعقيب.
* قامت تركيا بتوقيع اتفاقات غامضة مع “قسد”، ثم التفتت إلى حزب العمال الكردستاني وأعلنت حله بمسرحية لا تقل غموضاً .
كل ذلك والصمت المريب يخيم على المشهد. الكل صامتون… لا يمكن لكل هذا أن يحدث بمحض الصدفة.
ثم نتابع المشهد، ونقترب أكثر، ونتساءل : –
أولاً كيف حدث ذلك الاجتياح؟
وهل بالفعل استطاع الجولانى الإنتصار على الجيش السورى المدعوم بقوة من الجيش الروسى؟
وهل أقر الجيش الروسى بالهزيمة من فصيل إرهابى حسب تصنيفه؟
ثم ،،،،
أين الرئيس السوري الجديد مما تقوم به إسرائيل ؟
* لماذا لا يدافع عن البلد الذي استولى عليه بالقوة وسلاحه ما زال بيده وما زال يقطر دما ؟
* لماذا لا نسمع له صوتًا؟
* لماذا غاب وتوارى عن المشهد كليا ولم يكلف نفسه حتى عناء الشجب والاستنكار كما يفعل عامة الحكام العرب؟
* لماذا يقف العالم كله يتفرج ويراقب إسرائيل وهي تعربد؟
المشهد العالمي: حرب تجارية… وحسابات القوة
لا ينفصل ما يحدث في الشرق الأوسط عن الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية استعراضية هزت اقتصادات العالم، قبل أن يتراجع مركزًا على هدفه الرئيسي: الصين. العدو الأول الذى باتت تحركاته تمثل تهديداً جديا للإمبراطورية الأمريكية، وهيمنتها على العالم.
وهنا يختلط المشهد:
* الرئيس الأمريكي يتنكّر لحلفائه التقليديين (أوكرانيا وأوروبا وحلف الناتو).
* أمريكا بقيادة الرئيس ترمب تغازل الرئيس بوتين وتتقارب مع روسيا (العدو السابق) فى محاولة لاستدراجه بعيدًا عن الصين.
الرئيس ترمب ينقلب على أوكرانيا ويطالبها بالمبالغ الطائلة التى صرفتها امريكا على حربها ضد روسيا ثم يتخلى عنها كليا تُاركا إياها لمصيرها فى مواجهة روسيا.
تفاصيل الصفقة الكبرى: تقسيم الكعكة
ما يجري اليوم ليس أزمات منفصلة، بل تنفيذ محكم لـ
الصفقة الكبرى ،تفاهم خفي بين الكبار:
1. الشرق الأوسط هيمنة أمريكية-إسرائيلية.
2.أوكرانيا فريسة مُقدَّمة لروسيا.
3. إيران يُسمح لها بالانضمام للنادي النووي مقابل التخلي عن أذرعها (حزب الله، الحوثيين، وغيرهم).
4. تركيا صمتها مُقابل إطلاق يدها في سوريا والقضاء على حزب العمال الكردستاني.
5.السعودية والخليج
تُستنزفان وتُعاد ترتيب أوضاعهما ضمن خرائط القوى الجديدة. وثرواتهم تسيل لعاب الأكلة..
أما الباقي… ففي مهب الريح.
وكلاء يحترقون… وأدوات تتساقط
* الولايات المتحدة تتخلى عن أوكرانيا.
* إيران تسحب دعمها عن حلفائها.
* أوروبا تُستخدم ثم تُرمى.
* في لبنان والعراق والأردن: صمت الحكام يشي بتواطؤ لا يخفى.
السودان: واجهة تصفية الحسابات
في السودان، تُراق الدماء غزيرة دون وازع ولا رادع
* مئات الآلاف يُبادون كالحشرات.
* الصراع يُصوَّر وكأنه صراع داخلى، ولكنه في الحقيقة ساحة لاختبار الترتيبات الدولية الجديدة.
غزة تُباد… والكل يتفرج
غزة لا تُقصف فقط، بل تمحى.
* تدمير تام وممنهج .منع الإغاثة قطع المياه قطع الكهرباء. تجويع . قتل الناس. تدمير المشافى. تهجيرقسرى .
* الهدف: إنهاء القضية الفلسطينية وتهجير السكان واحتلال الأرض.
الخاتمة: الوعي والعمل الدؤوب… أو الفناء.
ما يُحاك في الخفاء يُنفَّذ على الأرض بسفك دمائنا وتشريد شعوبنا. نحن كسودانيين – الطرف الأضعف – نرى الصفقة الكبرى تُنسج فوق رؤوسنا، لكن دروس الماضي المرير تمنحنا بصيرة نادرة.
المخرج الوحيد
1. الوعي بخطورة المرحلة فَهم أدوات اللعبة الدولية وعدم الانجرار وراء الوهم.
2.العمل الدؤوب المثابر توحيد الصفوف عبر حوار وطني شامل، ينبذ الخلافات الفرعية، ويرفض خطاب الكراهية والعنصرية.
3. بناء جبهة قوية: يقودها خبراء مستقلون غير منتمين لأجندات حزبية ضيقة ولا خارجية فاسدة، يستفيدون من التجارب المُرّة التي عاناها الشعب السوداني.
4.إعادة هيكلة الدولة عبر نظام فيدرالي عادل يضمن حقوق الأطراف كافة، ويُطمئن “الهامش” التاريخي المهمش، ويخاطب جذور الأزمة السودانية المزمنة: مركزة السلطة والثروة، وتهميش المناطق.
الفيدرالية ليست ترفًا، بل ضمانة للوحدة الوطنية، وسبيلًا للتوزيع العادل للسلطة والموارد، ومرونة القوانين بما يناسب كل اقليم على حدة.وإيقاف نزيف الحروب الأهلية.
5. التضامن الإقليمي ربط القضية السودانية بالنضالات العربية والأفريقية ضد التقسيم الجديد.
هذه ليست دعوة للانكفاء، بل لإشعال شمعة في عتمة المخططات الدولية. فإما أن نعمل اليوم بوعي وإصرار على البقاء… أو نُدفع غدًا إلى الهاوية والزوال . فإنها معركة نكون أو لا نكون….
٢٢ أبريل ٢٠٢٥